بعد تنامي التوتر بين واشنطن وبكين.. دبلوماسية الخط الساخن أساسية لإدارة المخاطر وتجنب التصعيد
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
عندما حلَق منطاد تجسس صيني فوق الولايات المتحدة في فبراير(شباط) الماضي، حاول وزير الدفاع الأمريكي بسرعة الاتصال بنظرائه في بكين، دون رد على الإطلاق على اتصالات البنتاغون لعدة ساعات.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتجاهل فيها العسكريون وصناع السياسة الصينيون، اتصالات الخط الساخن الأمريكية أثناء توتر متفاقم، ولكنها كانت الجزء الأخير من نمط تصرف خطير ينطوي على خطر تدهور العلاقات الصينية الأمريكية، حسب الباحث رونان مينبرايز، المدرس المساعد بجامعة وارويك البريطانية.وفي تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، يرى مينبرايز المرشح للحصول على الدكتوراه حيث تتركز أبحاثه على الاستخبارات، والسياسة الخارجية الأمريكية، والأمن الدولي، أن أي خط ساخن، مجرد جزء صغير من الذخيرة الدبلوماسية لأي دولة، لكنه يمكن أن يكون الأكثر أهمية في أوقات الأزمات. فالخطوط الساخنة تتيح لصناع السياسات التحدث بسرعة، ومباشرة، وبناء الثقة الشخصية بين رؤساء الدول وهم يتباحثون حول بؤر التوتر بصورة ثنائية.
Hotline Diplomacy is No Cold War Relic https://t.co/EBXcsC4qeS via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) September 17, 2023كما أن هذه الخطوط الساخنة مهمة لتوفير التفاصيل، والتوضيح، والتفسيرات، فتعزز التفاهم وتساعد في تجنب المفاهيم الخاطئة العرضية لنوايا الطرف الآخر. وباختصار، يمكن أن تكون عنصراً أساسياً لإدارة المخاطر، وتجنب التصعيد، والحفاظ على الأمن الدولي.
وفي الحقيقة، يؤكد تاريخ دبلوماسية الحرب الباردة أهمية الخطوط الساخنة. فبعد الدراما الخطيرة لأزمة الصواريخ الكوبية في 1962، التي استغرقت الرسائل فيها، ساعات لتصل إلى متلقيها، دشنت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بتعقل خطاً ساخناً لنقل الرسائل المكتوبة بسرعة بين عاصمتيهما.
ولم يستطع الخط الساخن بين واشنطن وموسكو استئصال توترات المستقبل لكنه كان كابحاً أساسياً للحيلولة دون تصدع العلاقات. وعبر العقود الثلاثة الموالية،أثبت أهميته عدة مرات.
فأثناء حرب الأيام الستة في يونيو(حزيران) 1967، كانت واشنطن وموسكو تتبادلان الرسائل عبر الخط الساخن مع تطور القتال في الشرق الأوسط. وتضمنت الرسائل تطمينات من السوفييت بأنهم يحاولون حل النزاع دبلوماسياً، وتوضيح إدارة جونسون مناورات الأسطول السادس.
وعندما اندلع القتال في المنطقة بعد سنوات قليلة في حرب يوم الغفران 1973، أظهر الخط الساخن مرة أخرى أهميته، كما فعل خلال العديد من توترات الحرب الباردة الأخرى في العالم.
ويقول مينبرايز: "علينا في الأزمات الدولية اعتبار الخطوط الساخنة روابط دائمة لا يمكن الاستغناء عنها بين الدول المتناخرة، وليست مجرد مخلفات لا لزوم لها من بقايا الحرب الباردة المنتهية. وتوضح مناقشات الخط الساخن الماضية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أن من المهم الحفاظ على الاتصال بين بكين وواشنطن في الوقت الحالي".
وأوضح "الخطوط الساخنة متوفرة بين الولايات المتحدة والصين على المستويات التنفيذية والعسكرية. وبسبب خبرة الإدارات الأمريكية المختلفة الطويلة في القرن الـ 20، فإنها تعتبر الخطوط الساخنة عنصراً دبلوماسياً حيوياً وتلجأ لاستخدامها أثناء الأزمات المعاصرة، مع الصين أو غيرها من الدول المنافسة استراتيجياً".
ورغم أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني تجنبت حتى الآن أي تصعيد مع الولايات المتحدة، فإنها في كثير من الأحيان لم ترد على الاتصالات الهاتفية خلال العقود القليلة الماضية.
وتجاهلت بكين المحاولات الأمريكية للاتصال أثناء مذبحة تيانانمن في 1989، وأجرت إدارة بوش 12 اتصالاً أثناء حادث جزيرة هاينان في 2001، لم ترد الصين على أي منها.
وتكرر الأمر في أحداث الأخرى، إذ رفض شي جين بينغ وغيره من صانعي السياسة الصينيين اقتراحات لإجراء مناقشات أكثر حيوية عبر الخط الساخن.
بعد اجتماع #مالطا.. #البيت_الأبيض: مناقشات صريحة وبناءة مع #الصين https://t.co/FhsY1bcA0f
— 24.ae (@20fourMedia) September 18, 2023وأشار المحللون إلى أن المسؤولين الصينيين يشكون في سبب رغبة القادة الأمريكيين استخدام الخطوط الساخنة، ويعتبرونها مجرد وسيلة من الولايات المتحدة لتضفي خلسة وضعاً طبيعياً على عمليات لها في منطقة المحيطين الهندي والهادىء.
والأمر الأكثر خطورة هو أنهم يعتقدون أنه يمكنهم تحقيق ميزة استراتيجية بتجنب مناقشات الخط الساخن والغموض الذي يمكن أن يخلقه ذلك. ولكن بغض النظر عن الاختلافات في الرأي، توضح الحرب الباردة أن إدارة الأزمات بصورة ثنائية لا تزال أمراً أساسياً.
ويقول مينبرايز: "في ظل استمرار تزايد القلق على مصير تايوان، وبحر الصين الجنوبي، على الولايات المتحدة أن تواصل الضغط على قيادة الحزب الشيوعي لزيادة سرعة الرد على الاتصالات الهاتفية. وأن يكون من المهم للسياسة الخارجية الأمريكية الآن إقامة حوار أكثر فعالية عبر الخط الساخن مع بكين. وعلى المسؤولين الأمريكيين توضيح أن الغموض الذي يسعى القادة الصينيون لتحقيقه أثناء أي أزمة أمر خطير".
وفي ختام تقريره أضاف مينبرايز "في ظل تزايد آليات الذكاء الاصطناعي وانتشار المعلومات المضللة، أصبح من المحتمل للغاية التفسير الخاطئ لتحركات بحرية أو حوادث تجسس معينة. ويمكن أن يؤدى الافتقار للاتصالات إلى انزلاق خطير نحو مواجهة عسكرية أو نووية. وفي مناخ جغرافي سياسي بدأت فيه التهديدات الذرية تتكرر مرة أخرى، ستجد بكين وواشنطن أن التحدث معاً هو أفضل حل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين أمريكا الولایات المتحدة الحرب الباردة الخط الساخن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مياه سوهاج: ضعف الخدمة بمدينة جهينة وقريتي الغريزات والبطاخ بمركز المراغة.. غدًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج عن ضعف المياه بالادوار العليا بمركز ومدينة جهينة بمركز جهينة وقريتى البطاخ والغريزات والعمارات السكنية بمركز المراغة، وذلك يوم السبت الموافق 23 نوفمبر 2024، من الساعة الثانيه صباحا حتى الساعة الرابعة صباحا من نفس اليوم ولمدة ساعتين، صرح بذلك المهندس محمد صلاح الدين عبد الغفار رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب وأضاف أنه يتم خلال تلك الفترة القيام بأعمال تركيب محبس بقطر 400 مم بمحطة مياه المراغة جهينة السطحية.
وأوضح حسن محمود مدير الخط الساخن، أن الشركة تتلقى شكاوى المواطنين من خلال الخط الساخن 125 من تليفون أرضى أو محمول والرقم 01207125125 من خلال خدمة الواتس اب او من خلال تطبيق الهاتف المحمول (HCWW 125) أو ارسال الشكوى على موقع الشــركة الالكترونى www.scww.com.eg وأنه تم تجهيز سيارات مياه نقية مجانا يتم الدفع بها لتلبية احتياجات المواطنين حين الحاجة إلى ذلك.
وأهابت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج بالمواطنين وأصحاب المخابز ومسئولي الهيئات الحكومية والمستشفيات بتوفير كميات المياه المناسبة اللازمة لهم خلال تلك الفترة.