الإسبريسو الإيطالي هو ما ستجده في الغالب في مقهاك "لاتي" أو "موكا"، لكن رواد الأعمال المنحدرين من اليمن، الواقعة في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، يهدفون إلى صنع مشروبك التالي.


وتضيف "ميشلين ماينارد" في مادة صحفية: وتظهر المقاهي المملوكة ليمنيين من بروكلين إلى شيكاغو، ومن لوس أنجلوس إلى لويزفيل.


وتتابع على منصة "ذا تيك آوت"، وهو موقع ويب خاص بالطعام والثقافة الشعبية، في المادة التي ترجمها "الموقع بوست": كما تنتشر مقاهي اليمنيين بشكل خاص في ضواحي ديترويت وجنوب شرق ميشيغان، موطن أكبر تجمع للناس المنحدرين من الشرق الأوسط في البلاد.


القهوة اليمنية تشرح


تدعي اليمن أنها مسقط رأس القهوة التجارية، والتي تعود جذورها إلى مدينة المخا الساحلية، والمعروفة أيضا باسم موكا، ولهذا السبب حصلت الموكا على أسمائهما.


فبينما يبدو الإسبريسو الإيطالي سلسا، يكون مذاق القهوة اليمنية أكثر ريفيا، وهو ما ينبع من حقيقة أنها تزرع على ارتفاعات عالية، ومن ثم تطحن وتجفف في الشمس قبل التحميص. هناك أربع مناطق نمو رئيسية، جميعها في المناطق الجبلية.
وبالمقارنة مع القهوة التقليدية، فهي عملية مكلفة، مما قد يضع القهوة اليمنية في سعر أقل من منافسيها في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​وأمريكا الجنوبية. ومنذ عام 2014، أدت الحرب الأهلية في اليمن إلى تعطيل حصاد البن وتصديره.


مشهد القهوة اليمنية الجديد


ومع ذلك، يحاول عدد من رواد الأعمال الطموحين جعل قهوة بلادهم معروفة على نطاق أوسع في الولايات المتحدة. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قامت سلاسل مثل "بيت القهوة" و "بيت البن حراز"، ومقريهما في ديربورن بولاية ميشيغان، بتوسيع مواقعها إلى مدن وبلدات جامعية خارج ميشيغان.
كما يتم افتتاح المقاهي الفردية كذلك. وبمناسبة عيد العمال، افتتحت عائلتا الغزالي والربيعي مقهى سقطرى في آن أربور بولاية ميشيغان، والذي يضم تشكيلة كاملة من مشروبات القهوة والشاي، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المعجنات المصنوعة منزليا. (سقطرى جزيرة تقع قبالة البر الرئيسي اليمني).
تقول علياء الغزالي، أحد أفراد العائلة المشاركين في المشروع: "إن أفضل طريقة لوصف القهوة اليمنية هي أنها غنية بالنكهة، وبذات الوقت ناعمة وحلوة". وهي تعترف بأنها “باهظة الثمن للغاية. والحصول عليها من هناك، يستغرق وقتا وتفانيا وشغفا".


الحبوب التي يستخدمونها نشأت في إثيوبيا، ولكن يتم زراعتها ومعالجتها في اليمن. وغالبا ما يتم دمج القهوة أثناء التخمير مع الهيل والقرفة وجوزة الطيب والزنجبيل والقرنفل. ويُنصح العملاء الذين لا يعرفون القهوة اليمنية بتجربتها أولاً قبل إضافة أي شيء إلى الكوب.


ويقول الغزالي: "نريد أن نمنحكم يا رفاق الفرصة لتذوق البهارات وليس ملئها بالسكر والحليب وسواهما".


ويتم عرض براميل صغيرة من حبوب البن اليمني– المحمص الداكن، المحمص الخفيف، وقشر القهوة التي تسمى القشير– على طاولة المتجر، حتى يتمكن العملاء من رؤية شكلها أثناء قيامهم بعملية التحميص. ويضيف الغزالي: "إنها تحتوي على الكثير من النكهة الغنية والداكنة التي يمكنك شمها" في الفاصوليا النيئة.

نصيحة للمبتدئين

ويوصي الغزالي الوافدين الجدد بطلب قهوة بسيطة للتعرف على النكهة، ثم الانتقال إلى أشكال مختلفة. "اللاتي" اليمني عبارة عن مزيج من العسل والتوابل وقهوة الإسبريسو المطحونة، ويتم تقديمه ساخنا أو باردا. ويبيع المتجر كذلك صنفا من الشاي المخمر المصنوع من قشور "القشير"، والتي تحتوي على نسبة منخفضة من الكافيين طالما تختفي حبة القهوة. وفي الوقت نفسه، يتم إعداد شاي عدني من الشاي الأسود السائب والحليب المبخر والتوابل والسكر.


وإلى جانب القهوة، توجد المعجنات التي تخبزها السيدة وزيرة، والدة الغزالي، بما في ذلك قرص العسل، أو خلية النحل، وهو خبز من نوع البريوش محشو بالجبن الكريمي ويعلوه أحيانا النوتيلا أو الفستق. وهناك كذلك بنت الصحن، وهي حلوى متعددة الطبقات مغطاة بالعسل، بالإضافة إلى التشيز كيك وحلويات الشوكولاتة.


ومنذ افتتاحها التجريبي في أغسطس، أصبحت سقطرى بالفعل مكانا للتجمع لمجتمع الشرق الأوسط في المنطقة، فضلاً عن السكان المحليين الفضوليين. وتوجد طاولات مستديرة للمجموعات، ومنضدة حيث يمكن للعملاء الكتابة على أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وفناء خارجي. وتقول الغزالي: "هناك أشخاص يأتون لتذوق القهوة اليمنية لأول مرة في حياتهم".وتواصل "وبالنسبة لنا، هذه هي فرصتنا".


وكباقي المقاهي الأخرى المتنامية، يأمل مؤسسو سقطرى كذلك أن يتمكن متجرهم من التوسع يوما ما. وتقول الغزالي: "هذا حلم، ولكن في الوقت الحالي، سنبقى محليين في آن أربور ونجعل مجتمعنا فخورًا".


وتضيف وهي تتجول في المقهى الحديث الذي تزينه لوحة جدارية زاهية تصور مشهدا من اليمن: "المشي في المتجر كل يوم يجعلني أشعر أنني عدت إلى منزلي".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: القهوة الیمنیة

إقرأ أيضاً:

لماذا لم يستوعب اسلاميو السودان درس اليمن؟!

أذكر أيام التقدمات الكاسحة التي حققها الجيش بمدينة الخرطوم بحري والتي توجها بوصول الإشارة وربطها بالقيادة العامة.. واحد من الاسلاميين شالتو “الهاشمية” وكتب فرِحًا: “الخرطوم ليست صنعاء”! والحقيقة هذه العبارة لم أقرأها أول مرة؛ تكررت على مسامعي كثيرًا. وبخلاف التنبيه إلى أنّ هذه العبارة مُضللة، وفاسدة، وتنطلق من ذات تستبطن التعالي والغرور الكذوب، والاستكبار عن جهل وسفاهة.. هي قبل ذلك عبارة حقيرة ومُنحطّة وتصدرُ عن نفس لا تتحلى بالنبل ورد الحقوق والاقرار بالذنب بل تتباهى بالخسة والرذائل.

أما عن حرب العدوان على اليمن فهي من مخازينا الوطنية؛ بل عار سنحملهُ على أعناقنا جيلًا بعد جيل؛ إذ شارك السودان في العدوان على اليمن ضمن “التحالف العربي” بقيادة السعودية وسند استخباري وعون لوجستي من الولايات المتحدة وبريطانيا فيما عُرف ب “عاصفة الحزم” في العام 2015. وتسبب السودان جنبًا إلى جنب مع الإمارات العربية التي تحاربهُ اليوم بلا رحمة في جريمة بشعة وصفت بأنها: “كارثة أو مأساة إنسانية”. وقتها قننت سلطات البشير أسوأ عملية ارتزاق مُنظّم؛ واقتيدت الدولة بجلالها لتعمل كخادم ذليل يحرس الملك السعودي، ويعمل على تنفيذ المخططات الشريرة للإمارات بما فيها التعاون في الإجْهاز على شعب من أطيب وأنبل الشعوب والسيطرة على أجزاء من أراضيه ومقدّراته.

الاسلامي على النكهة العثمانية الأردوغانية أو الخليجية بعد كل عبر التاريخ التي يمكن قراءتها من الأحداث القريبة.. ليس في وسعه فهم أنّ أركان الدولة قد اهتزّت وبدأت تزيح اللثام عن أمنها القومي عشية المشاركة في حرب اليمن!

وينتصر اليمن في نهاية المطاف، ويقفُ اليمن الحرّ اليوم ببسالة كرأس رمح في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة.. وكان الأول في مساندة أهل غزة وشعب فلسطين ودفع وحيدًا الفاتورة العظمى نظير وقفته المشرّفة في وجه الإرهاب الدولي بقيادة الولايات المتحدة والكيان الإسرائِِيليِّ.

صنعاء هذه مدينة الأحرار والشرفاء.. ولا يتناولها بتحقير إلا من كتب الله عليه الخزي جنبًا إلى جنب مع نتنياهو وسموتريتش وغالانت وبن غفير.
ولا تكريم لأهل اليمن بعد الذي قاله عنهم سيدنا النبي:
“الإيمان يمان والحكمة يمانية”

محمد أحمد عبد السلام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مجلة داون: ماذا يعني وقف ترامب "القاسي" للمساعدات الخارجية لليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • "تقرير أمريكي" يتوقع عودة الحرب في اليمن وسيطرة الحوثيين على عدن ومأرب (ترجمة خاصة)
  • انخفاض إنتاج البن في البرازيل يؤدي إلى ارتفاع أسعاره في جميع أنحاء العالم
  • لماذا لم يستوعب اسلاميو السودان درس اليمن؟!
  • من يحتل جزيرة سقطرى الإمارات أم أمريكا؟
  • عشرات الآلاف من نشطاء المناخ يتظاهرون في جميع أنحاء ألمانيا قبل الانتخابات الفيدرالية المقبلة
  • ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء السودان
  • مجلة أمريكية: هزيمة الحوثيين تتطلب استراتيجية أكثر من مجرد قتل زعيمهم (ترجمة خاصة)
  • مدير القوافل الطبية: تقديم خدمات علاجية شاملة بالمجان في جميع أنحاء الجمهورية
  • تقرير: الحوثيون في اليمن يخرجون من حرب غزة أكثر جرأة.. من الصعب هزيمتهم (ترجمة خاصة)