ارتفعت 20% «غلبان» في أسعار الألبان

كيلو «الحليب» بـ30جنيهاً و«المعبأ» بـ 38 وكيلو الجبنة تخطى حاجز الـ200 جنيه وعلبة الزبادى بـ10 جنيهات

 

المقدمات تؤدى إلى نتائج منطقية ومقنعة، إلا ما يتعلق بالألبان.. المقدمات تقول إن مصر لديها اكتفاء ذاتى من الألبان بنسبة 100%، وتقول المقدمات أيضا إن اسعار الأعلاف تراجعت فى الأسابيع الأخيرة بعد السماح بدخول كميات كبيرة من الأعلاف المستوردة.

وكل هذه النتائج من الطبيعى أن تؤدى إلى نتيجة واحدة ووحيدة وهى انخفاض أسعار الألبان، ولكن الذى حدث هو العكس حيث ارتفعت أسعار الألبان بنسبة 20% وهو نفس ما حدث فى منتجات الألبان سواء الجبن أو الزبادى.

ووصل سعر اللبن المعبأ نحو 38 جنيهاً، فيما تراوح سعر كيلو لبن سائب بين 25 و30 جنيهاً، كيلو اللبن المجفف: 100.5 جنيه، ووصل سعر علبة الزبادى الكبيرة 10 جنيهات، سعر علبة زبادى الصغيرة 4 جنيهات، كما ارتفعت أسعار الأجبان فوصل سعر كيلو الجبنة الشيدر 410 جنيهات، سعر كيلو الجبنة الفيومى 105 جنيهات، سعر كيلو الجبنة الملوى 105 جنيهات، سعر كيلو الجبنة البراميلى 105 جنيهات، سعر كيلو الجبنة الرومى 200 جنيه، سعر كيلو الجبنة دبل كريم 95 جنيهاً، سعر كيلو الجبنة الثلاجة 95 جنيها، سعر كيلو الجبنة القريش 85 جنيهاً.

«المواد الغذائية»: زيادة الأسعار مؤقتة ولا داعى لتخزين المنتجات

 

ووفقاً لبيانات وإحصائيات نشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن شهر مايو الماضى، فإن صادرات مصر من الألبان ومنتجاتها بلغت 8 مليارات و497 مليونًا و835 ألف دولار، خلال الـ5 شهور الأولى من العام الجارى، وذلك مقابل 9 مليارات و201 مليون و183 ألف دولار عن نفس الفترة من العام الماضى، بتراجع يقدر بـ703 ملايين و348 ألف دولار.

وأوضحت النشرة أن إجمالى صادرات مصر من منتجات الألبان خلال شهر مايو 2023 بلغت 101 مليون و900 ألف دولار، وتركزت تلك المنتجات فى سبعة أصناف وهى جبن أبيض بـ57.5 مليون دولار. زبد وسمن بـ 15.67 مليون دولار، جبن مطبوخ بـ 11.98 مليون دولار، جبن رومى بـ 4.7 مليون دولار، لبن رايب وزبادى بـ 2.44 مليون دولار.

وأوضح تقرير الثروة الحيوانية الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن إنتاج مصر من الألبان بلغ خمسة ملايين و586 ألف طن خلال عام 2022، منها أربعة ملايين و281 ألف طن من الأبقار يليها الجاموس بمليون و265 ألف طن.

وذكر التقرير، أن أعداد رؤوس الماشية فى مصر بلغت 7 ملايين رأس عام 2022 مقابل سبعة ملايين و500 ألف رأس عام 2021 بنسبة انخفاض قدرها 4.8 %.

ارتفاع مؤقت!

وأمام هذه الأرقام يطرح السؤال نفسه: لماذا ارتفعت أسعار الألبان ومنتجاتها؟.. يجيب حازم المنوفى، عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية مؤقت ولا داعى لشراء المنتجات وتخزينها ويكفى شراء متطلبات الاستهلاك اليومى فقط.

«شعبة الألبان»: 40% ركوداً فى الأسواق.. وتحديد الثمن وفقًا للعرض وتكلفة الإنتاج

وأضاف المنوفى فى تصريحات له هناك حالة من الهدوء النسبى المسيطرة على الكثير من السلع الغذائية فى الأسواق المصرية، وحول منتجات الألبان فقال إن سعر كيلو اللبن السائب يتراوح بين 22 و30 جنيهاً حسب نسبة الدسم، والمعبأ ارتفع سعره بداية من الشهر الجارى ليتراوح بين 30 و38 جنيهاً، وفيما يتعلق بأسعار الجبن.. فتراوحت سعر الجبنة البيضاء للكيلو الواحد بين 90 و120 جنيهاً، أما الجبنة التركى فيتراوح سعر الكيلو منها من 180 إلى 220 جنيهاً، وبالنسبة للجبن الكيرى السائبة فتتراوح بين 80 و100 جنيه للكيلو.

أوضح المنوفى أن فصل الصيف دائماً ما يشهد انخفاضاً فى كمية الألبان المنتجة مقارنة بفصل الربيع من كل عام، نظراً لعدم توافر نبات البرسيم، ما يدفع المزارع للاعتماد على أعلاف أخرى مرتفعة السعر.

وأضاف أن تكلفة غذاء المواشى خلال فترة الصيف والذى يعتمد على «الذرة» والعلف ساهم فى ارتفاع أسعار الألبان فى السوق المحلى، مشيراً إلى أن أسعار الأعلاف ارتفعت فى الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، فضلاً عن استيراد الأعلاف من الخارج وكل ذلك أثر على استقرار الأسعار.

رابطة تجميع الألبان: توقعات بانخفاض الأسعار فى فصل الربيع.. و«السريحة» سبب الغلاء والرقابة مطلوبة

 

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف أحياناً يدفع المزارع لبيع ما يملكه من رؤوس ماشية وهو ما يؤدى بدوره إلى رفع الأسعار حيث يتسبب ذلك فى انخفاض كمية الألبان فى السوق.

وتابع: الألبان ارتفعت فى السوق بنحو 20%، ولكن مع دخول فصل الربيع ستتراجع إلى طبيعتها نتيجة لتوافر البرسيم للماشية بكميات مناسبة ما يؤدى إلى ارتفاع كمية الألبان المنتجة.

40% ركوداً

وأكد سعيد بدر، رئيس شعبة الألبان فى غرفة الصناعات الغذائية، أن صناعات الألبان فى فصل الصيف تختلف عن الشتاء نتيجة انخفاض إنتاج كميات الألبان من قبل المربيين بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها السلبى على الأبقار المنتجة للألبان والجودة النهائية للمنتج، لافتاً إلى أن تلك الأسباب تؤدى إلى زيادة أسعار اللبن الخام المستخدم فى صناعة الأجبان بنسبة تتراوح بين 25 إلى 30 %.

 

وأضاف «بدر» أن المصنعين يقومون بخفض إنتاج الأجبان بكافة أنواعها فى فصل الصيف وتعويضها بالألبان المجففة المستورد من الخارج، لافتاً إلى أن سوق الألبان فى الوقت الحالى يشهد ركوداً وضعف فى عملية الإقبال على منتجات الألبان بنسبة 40 % نتيجة ارتفاع أسعارها وانخفاض القوى الشرائية على منتجات الألبان من قبل المستهلكين.

الزراعة: تطوير وإنشاء 271 مركزاً لتجميع الألبان واعتماد 388 مليون جنيه لدعم المربين

وأوضح الدكتور أحمد غريب، عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن ارتفاع أسعار منتجات الألبان فى الأسواق، له عدة عوامل وأسباب، موضحًا أن قطاع صناعات الألبان ومنتجاته يواجه مشكلة نقص مستلزمات الإنتاج، مشيرًا إلى أن معظم المستلزمات يتم استيراداها من الخارج بالدولار الذى كان سبب مباشر فى زيادة الأسعار.

وأضاف أن قطاعات الثروة الحيوانية تتأثر بشكل مباشر بارتفاع أسعار الأعلاف، موضحًا أنه يتم استيراد أعلاف الصويا والذرة من الخارج، ونوه بأن الفترة الماضية شهدت ارتفاعات فى أسعار اللحوم والدواجن والبيض متأثرة بارتفاع أسعار الأعلاف، مع نقص المعروض منها فى الأسواق، وبدأت تحدث انفراجه تدريجية مع توالى الإفراجات الجمركية عن العلف، ولكن مازالت أسعار الأعلاف مرتفعة.

وتابع: أنه أيضا من أسباب ارتفاع أسعار اللبن فى السوق المحلى، وخاصة سعر اللبن السائب أو الحليب، هو أن معدل تحويل العلف إلى لبن إنتاجيته مختلفة حسب نوع الحيوان وصحته، ولكن من أفضل المعدلات أن كل 6 أطنان علف مستخدم فى تغذية الحيوانات تتحول وتعطى إنتاجية طن من الألبان أو مشتقاته، وعليه عندما ترتفع أسعار الأعلاف ومدخلات الطاقة فإن المنتج النهائى سيرتفع باعتباره نتيجة لزيادة التكلفة.

وقال إن المشكلة ليست محلية فقط، بل هناك شركات عالمية فى دول أخرى تعانى من نفس المشكلة، حيث أعلنت عدد من الشركات العالمية ارتفاع أسعار الألبان ومنتجاتها. ووجّه النصح للمواطنين طالبًا منهم ترشيد الاستهلاك، والشراء على قدر الحاجة والاستهلاك اليومى.

عرض وتكلفة!

وأكد عمرو داود، نائب رئيس شعبة الألبان بالغرفة التجارية، إنه يتم تحديد الأسعار وفقا لكمية المعروض وتكلفة الإنتاج والنقل وسياسة العرض والطلب على السلعة.

وأكد أن الزيادة المستمرة فى ارتفاع منتجات الألبان سببها الأساسى هو زيادة أسعار الأعلاف، حيث يتم استيرادها من الخارج، كما أكد أنه يؤكد عوامل أخرى أدت لارتفاع الأسعار منها، ذبح عدد كبير من إناث الماشية فى الفترة الماضية وبصفة خاصة فى عيد الأضحى، فضلا عن ارتفاع مرتبات ويوميات العمالة، وزيادة مصاريف النقل والشحن. وأشار داوود إلى أنه يزداد المعروض من الألبان خلال فصل الربيع قائلًا: «الجو بيتحسن والكمية بتزيد». 

 

انخفاض الأسعار

ومن جانبه، توقع المهندس حسين أبوتجار رئيس رابطة مراكز تجميع الألبان، انخفاض أسعار الألبان ومنتجاتها مع بداية موسم ربيع 2024 التى تضاعف فيه كميات الألبان عن فصل الصيف مما يجعلها متوافرة بكميات كبيرة أمام المصنعين ويكثر المعروض وبالتالى تنخفض الأسعار.

وأضاف «أبوتجار» أنه لابد من تثبيت سعر الألبان فى السوق المحلية بالإضافة إلى تشديد الرقابة على السريحة خاصة أنهم أحد العوامل الرئيسية فى ارتفاع أسعار الألبان، حيث يقومون بتجميع الألبان من مربى المواشى والفلاحين بأسعار أعلى من مراكز تجميع الألبان مما يتسبب فى عدم ضبط الأسواق، وعدم ضمان جودة الألبان ومنتجاتها، وتلاعبهم فى الأسعار لتصل بسعر مرتفع للمستهلك.

وأوضح أن رابطة تجميع الألبان تشترى كيلو اللبن بسعر 14 جنيهًا من المربين، وتقوم ببيعه بهامش ربحى لا يتعدى نصف جنيهًا إلى الشركات والمصانع، مشيرًا إلى أن بعض المصانع تقوم بشراء الألبان من المربى مباشرةً، داعيًا إلى ضرورة ضبط المنظومة من المسئولين.

إنشاء 271 مركزا لتجميع الألبان

سعيد بدر

وأكد الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، فى تصريحات سابقة له، على أن مصر لديها اكتفاء ذاتى من الألبان بنسبة 100%، مؤكدًا أنه يتم تصدير الفائض عن احتياجاتنا للخارج، وتابع أن الاهتمام بمراكز تجميع الألبان يسبقه الاهتمام بعدة قطاعات مثل التحسين الوراثى واستيراد سلالات عالية الإدرار لصغار المربين.

وقال سليمان إنه تم تطوير وإنشاء 271 مركزًا لتجميع الألبان منهم 41 مركز تجميع ألبان جديدة حيث تم رصد مبلغ 113 مليون جنيه لتجهيز 19 مركز تجميع ألبان بقرى المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تم إنشاؤها ضمن المبادرة فى المحافظات التى لا يتوافر بها مراكز تجميع ألبان لا تتناسب مع حجم الثروة الحيوانية بها وكذلك تم تطوير 8 مراكز تابعة للوزارة حيث يتم تجهيزها بالكامل على حساب الدولة وطرحها للتشغيل بحق الانتفاع للقطاع الخاص.

وأضاف أن الوزارة مستمرة فى هذا الاتجاه مع تحمل كافة تكاليف شهادات الاعتماد الدولية لهم بما يتيح لهم تسويق الألبان بأسعار تنافسية لرفع كفاءة وتطوير مراكز التجميع القائمة وتم اعتماد نحو 388 مليون جنيه حتى الآن لصالح المربين والمزارعين لتمويل تطوير مراكز تجميع الألبان حيث تم إدراج المشروع ضمن مبادرة البنك المركزى، لمنح قروض بفائدة 5% سنوية لتمويل المربين لتطوير مراكز تجميع الألبان طبقًا للمواصفات القياسية والمعايير الدولية مما يؤدى إلى الحصول على ألبان جيدة للاستهلاك الطازج أو التصنيع ويعمل على فتح أفاق جديدة لتصدير منتجاتنا إلى الخارج مما يؤدى إلى تحسين العائد من إنتاج الألبان لصغار المربين.

وأوضح أن الوزارة تنفذ خطة لنشر مراكز لتجميع الألبان فى المحافظات طبقًا للمواصفات القياسية حتى تكون نموذجاً يحتذى للقطاع الخاص وتطبيق منظومة التحسين الوراثى للأبقار والجاموسى البلدى وزيادة وحدات التحسين الوراثى والتلقيح الاصطناعى بالمحافظات.

 

المصدر: بوابة الوفد