"شعراء في المشهد الثقافي الإماراتي" لـ عبدالله السبب.. لغة أدبية وجذور علمية
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
"شعراء في المشهد الثقافي الإماراتي.. قصيدة النثر أنموذجاً"، إصدار حديث للأديب الإماراتي عبد الله محمد السبب، يضاف إلى رصيده الإبداعي المتميز، ويتحف به الحركة الثقافية المحلية والعربية، الكتاب صادر عن مبادرة رواق الأدب والكتاب التابعة لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وذلك بالتعاون مع كل من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ودار نبطي للنشر.
يفتتح المؤلف كتابه بإهداء إلى كل من، مسعود أمر الله عبدالحميد، وإبراهيم عبدالكريم الملا والهنوف محمد يقول فيه: "كلنا في الشعر نوارس/ كلنا في البوح رؤى"، وفي تطرقه للجدل المستمر حول قصيدة النثر، يستشهد الكاتب بورقة نقدية للأديب الناقد الدكتور هيثم يحيى الخواجة "قصيدة النثر الإماراتية ..إلى أين؟" تعكس وتؤكد قناعته النقدية جاء فيها "مهما اختلفت الآراء ومهما كانت الانحيازات عنيفة، فإن قصيدة النثر أثبتت وجودها على يد شعراء كبار في الوطن العربي، ولم يعد أحد يستطيع نكران وجودها مع الاعتراف بكثرة التافه والغث المترهل..!!".
ويتابع السبب حديثه تحديداً عن شعراء قصيدة النثر الإماراتيين، متكئاً على رؤية الخواجة: "شاعر قصيدة النثر الإماراتي شأنه شأن أي شاعر عربي، لديه هاجس مهم وهو تشكيل قصيدة جديدة متوهجة وساطعة وذات رؤية شمولية للواقع والحياة والمستقبل والإنسان، عبر جماليات متوازنة وبعد فكري رصين"، لافتاً إلى تطور قصيدة النثر الإماراتية باستمرار على يد شعراء مهمين حقاً، وموضحاً أن الحاجة إلى النقد ما زالت ملحة.
ثم يصطحب السبب القارئ في رحلة بحثية مشوقة، متسائلاً عن "رائد قصيدة النثر الإماراتية" ليؤكد فيما بعد وبالاستناد على مصادر موثوقة، أنها تؤول إلى الأديب القاص والشاعر "عبدالله صقر أحمد"، من خلال قصيدته (خواطر وجهنا الآخر)، المنجزة في دبي بتاريخ 30/4/1974م، والمنشورة في كتاب (قصائد من الإمارات) الصادر عن "اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات" في سنة 1986م، علماً أن عدداً من المثقفين يعتقدون أن ريادة قصيدة النثر تعود للشاعر الراحل حبيب الصايغ، رحمه الله، ولكن ما ورد في كتاب السبب أثبت حقيقة مغايرة.
وفي إصداره هذا يسلط المؤلف ضوء مداده على 7 شعراء لهم بصمة مميزة في المشهد الإبداعي الإماراتي، وهم: أحمد عيسى العسم، عبدالله عبدالوهاب، طالب غلوم طالب، أحمد منصور، هاشم المعلم، محمد حسن أحمد، ناصر البكر الزعابي.
إبداعما أجمل أن يكتب شاعر عن إبداع شاعر ما زال على قيد الحياة، يتناول عبد الله السبب شعر هؤلاء القامات الأدبية، بلغة تكاد تكون قصيدة وجدانية مفعمة بالصدق والمحبة والوفاء، وأسلوب يلامس ذائقة القارئ، مستنداً إلى مراجع ومصادر موثوقة.. نعم يكتب المؤلف بلغة أدبية مفعمة بالشاعرية لكنها تستند إلى جذور علمية دقيقة، فلا يستطيع القارئ إلا أن يتشبث بالكتاب حتى آخر كلمة، ليجد حواراً صحفياً بعنوان (دفاتر مبدع) عبدالله السبب: مطلوب منصة عربية لقصيدة النثر، منشور في جريدة "الخليج" الإماراتية، الأربعاء 7 يوليو (تموز) 2021م أجراه الزميل عثمان حسن، وفي مستهل الحوار، نقرأ "يؤمن الشاعر عبدالله السبب بأن أي منجز ثقافي بارز، لا بد أن يتأسس على معرفة شاملة، وهذه المعرفة رهن بالكتاب أولاً، وبكل الوسائل التكنولوجية التي توفرها التقنية الجديدة، وفي هذه السطور القليلة، يؤكد السبب على ضرورة أن تكون هناك منصة عربية لقصيدة النثر، وأن تنظم لها جوائز تليق بها، فهي، كما يوضح، صارت جزءاً أصيلاً من المشهد الشعري وهو هنا، يتحدث أيضاً عن اهتماماته الثقافية الأخرى، حيث يعنى بالتأريخ لسلسلة من الشخصيات الأدبية البارزة في الساحة المحلية تحت عنوان "أدب التراجم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني عبد الله السبب قصيدة النثر الله السبب
إقرأ أيضاً:
مهرجان الشيخ زايد يختتم مسابقة شاعر الهمم
نظم مهرجان الشيخ زايد، بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أمس، الحفل الختامي لمسابقة "شاعر الهمم" في دورتها الثالثة، على مسرح النافورة، ضمن فعاليات المهرجان.
ويأتي الحدث تكريمًا للفائزين وتقديرًا للمواهب الأدبية لأصحاب الهمم، ويعكس حرص دولة الإمارات على تمكينهم وتعزيز حضورهم الثقافي والمجتمعي.
واستضاف مهرجان الشيخ زايد المسابقة، انسجامًا مع رؤية "عام المجتمع 2025"، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، تحت شعار "يدًا بيد"، بهدف إطلاق الطاقات الكامنة لدى الأفراد والأسر والمؤسسات، من خلال تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتعزيز الابتكار في مختلف المجالات.
أخبار ذات صلة
وتركز هذه الرؤية على تحفيز أصحاب الهمم للمشاركة الفاعلة في الفعاليات المجتمعية، بما يسهم في تنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم، تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة.
ويجسد مهرجان الشيخ زايد نهج دولة الإمارات الراسخ في تمكين أصحاب الهمم وإبراز إنجازاتهم، حيث يواصل تقديم مبادرات نوعية تتيح لهم الإسهام بفاعلية في المشهد الثقافي والفني.
ويعكس المهرجان التزام الدولة برؤية مستدامة للدمج المجتمعي، مقدمًا نموذجًا عالميًا في دعم الإبداع، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، وتشجيع التميز في مختلف الميادين.
المصدر: وام