علق الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، والخبير التربوي، على إعلان  الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد بشأن اعتماد المؤسسات التعليمية ذات الكثافات بالفصول الدراسية، بشروط، قائلا: إن الحد من الكثافات الطلابية داخل المدرسة من العوامل المهمة في تيسير حصول الطلاب على الخدمات التعليمية المتكاملة والمساحات المناسبة، حيث تساعد كذلك على توفير مناخ مدرسي يدعم ممارسة النشطة التعليمية والتربوية والفنية والرياضية وهذا بلا شك من الأسباب المهمة لنجاح العملية التعليمية ولكنه ليس السبب الوحيد وليس العامل الأهم أيضا.

وأضاف عاصم حجازي لـ"البوابة نيوز": على الرغم من أهمية هذا المؤشر إلا انه على أرض الواقع لا يمكن تطبيقه فعليا حيث إن الوصول بالمدارس إلى الكثافة الطلابية المثالية يستوجب إزالة وحدات سكنية كاملة في الأحياء والمدن لتوسيع المساحات المخصصة للمدارس وسيكون البديل التقليدي هو إنشاء مدارس جديدة بعيدة تماما عن محل إقامة الطالب وتوفير وسائل نقل لنقل الطلاب إلى هذه المدارس وستكون التأثيرات السلبية على تركيز الطالب وانتباهه كبيرة جدا، حيث إن ذلك سيستلزم الاستيقاظ مبكرا من قبل الطالب والبقاء في الباص لفترة طويلة متجولا في الشوارع قبل الوصول إلى المدرسة والتي سوف يذهب إليها محملا بضغوط وفقدان للتركيز لا تستقيم معه العملية التعليمية وسيعاود الكرة في أثناء الرجوع إلى بيته، إذا بالفعل مشكلة الكثافة الطلابية هي مشكلة وليدة تراكمات عبر سنوات عديدة تتفاعل بشكل أساسي مع الزيادة السكانية الرهيبة وتكدس السكان في مناطق بعينها نتيجة البناء العشوائي والذي ساد لفترات طويلة.

وتابع، إن البحث عن حلول غير تقليدية وابتكارية لمواجهة هذه المشكلة هو البديل الذي يجب أن تتبناه المؤسسات التعليمية وأعتقد أن تطوير أنظمة التعليم الاليكتروني والعمل على زيادة كفاءتها وفاعليتها وإنشاء أنظمة تعليم اليكتروني احترافية والتوسع في تطبيق نظام التعليم المدمج والذي يقسم الطلاب فيه إلى مجموعات ويتناوبون الحضور سيكون أحد الحلول والتي تعمل على زيادة فاعلية وكفاءة العملية التعليمية ومواجهة الكثير من المشكلات مثل الكثافة الطلابية والنقص في أعداد المعلمين، وإدراكا من  الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد لواقع المدارس المصرية ومشكلاتها وإيمانا منها بأن أنظمة التعليم الحديثة لديها الكثير من الحلول لهذه المشكلات كان هذا القرار، مع الأخذ في الاعتبار أن معايير الاعتماد كثيرة جدا وهناك العديد من المؤشرات التي تتعلق بالطالب وكفاءة العملية التعليمية وجميعها يجب أن تكون مستوفاة ومحققة وعليه فإن حصول المدرسة على الاعتماد معناه أنها تستطيع أن تحقق أهدافها بكفاءة وليس معناه أنها لا توجد بها أية مشكلات فقد يكون لديها مشكلات ولكنها استطاعت التغلب عليها وحققت أهدافها التربوية وهذا في النهاية هو المهم.

وكان  الدكتور علاء عشماوي، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لرئيس مجلس الوزراء،  أكد وفقا لبيان صحفي، أن كثافات الفصول الدراسية في بعض مؤسسات التعليم قبل الجامعي تعد عائقا لحصول المؤسسة على الاعتماد من الهيئة.

 وأضاف: اتخذ مجلس إدار الهيئة بعض القرارات لمساعدة مؤسستنا لاستيفاء وتطبيق معايير الجودة وإيجاد حلول بديلة للتغلب على مشكلاتها، حيث قرر المجلس اعتماد  المؤسسات ذات الكثافة الطلابية ولكن شرط ان يكون لدى هذه المؤسسات ممارسات مبتكرة وحديثة للتغلب على الكثافات وهي حلول متاحة ومعروفة لكل المؤسسات التعليمية مثل التعليم الهجين والتعليم خارج الفصول والفصل المقلوب كل هذه الممارسات تعد وسائل جيدة وتصب في جودة العملية التعليمية وتعد مشكلة الكثافات الطلابية ليست في مصر فقط وانما في كل الدول ذات الكثافة السكانية العالية ويجب ان نتعامل معها ونتغلب عليها من خلال الحلول غير التقليدية والمعروفة دوليا. 

وأوضح عشماوي، أن الهيئة تعمل من خلال زيارات الاعتماد على رصد كل نقاط القوة والضعف في مؤسستنا التعليمية ومساعدة المؤسسات على إعداد خطط للتغلب على نقاط الضعف بها والعمل علي ابتكار حلول حديثة للتغلب علي مشكلاتها ونرحب بالممارسات المتميزة والفكر الابتكاري ونشجعه ويعد معيار مساعد في اعتماد المؤسسات التعليمية. 

وأضاف:  الهيئة طورت من  معايرها ونمط زيارة المراجعة للقضاء علي تستيف الأوراق والنظر الى ممارسات الجودة علي ارض الواقع وبأدلة ملموسة يستطيع فريق الزيارة رصدها والتحقق منها لضمان جودة العملية التعليمية بكل ابعادها.

جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة الهيئة لدراسة نقاط  الضعف بمؤسسات التعليم قبل الجامعي والتي تقف حائل امامها للحصول علي الاعتماد واستيفاء معايير الجودة بها حيث قرر المجلس انه يشترط لاعتماد المؤسسة التعليمية بالتعليم قبل الجامعي أن تكون المساحة المخصصة لكل متعلم لا تقل عن متر مربع، على أن تحسب تلك المساحة بإجمالي عدد المتعلمين بالمؤسسة التعليمية مقسوما على المساحة الإجمالية لقاعات التدريس والمساحات التي يجوز استخدامها في التعليم والتعلم وانه في حالة استيفاء المؤسسة التعليمية معايير الاعتماد المقررة يمكن التجاوز عن المعيار المشار إليه، بشرط أن تشمل الدراسة الذاتية حلولا مبتكرة للتغلب على الكثافات المرتفعة، وأن تكون المساحة المخصصة لكل متعلم تسمح بسهولة الحركة، على أن يثبت ذلك من واقع الممارسات الفعلية بالمؤسسة التعليمية علي ان يتم العمل بهذا القرار اعتبارا من العام الدراسي 2023/ 2024.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهيئة القومية لضمان جودة التعليم الخدمات التعليمية العملية التعليمية ضمان الجودة والاعتماد المؤسسات التعلیمیة العملیة التعلیمیة للتغلب على

إقرأ أيضاً:

حكام الولايات الجنوبية يوقعون قانونًا لتعميم نشر "الوصايا العشر" على جدران المؤسسات التعليمية

فجر الديمقراطيون مفاجأة من العيار الثفيل فى ولاية لويزيانا حيث قاموا بطرح قانون يلزم كافة المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات فى وضع "الوصايا العشر" لسيدنا موسى عليه السلام على حوائط الفصول والأماكن العامة بشكل واضح أمام الطلاب والعيان، وذلك بهدف إحياء الأخلاقيات والقيم الدينية فى المجتمع الأمريكى من جديد.

ترامب: نحتاج لتعاليم الوصايا العشر ليعرف شعبنا كم الأخطاء التى يرتكبها الأن

 وقال المرشح الجمهورى دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية 2024 فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى " أننا كمجتمع أمريكى فى أمس الحاجة الى إعادة إحياء الدين من جديد الذى تحتاجه بلادنا فى هذه الفترة الحرجة، مضيفا أنه يحب كثيرا الوصايا العشر التى لا بد وأن يعمم وجودها فى كل المدارس العامة والخاصة وباقى الأماكن العامة حتى يقرأها الجميع ليعرفوا كم من الأخطأ يرتكبها شعبنا الأن".

المؤيدون: نشر الوصايا العشر تعيد إحياء قيم الأباء المؤسسين للبلاد

وأعرب جيف لاندرى الحاكم الجمهورى لولاية لويزيانا عن سعادته بالتوقيع على القانون الذى سوف يدافع عنه بقوة، حيث ينص القانون على وضع الوصايا العشر على لافتات واضحة وبخط كبير ومقروء مع بداية العام الدراسى الجديد 2024/2025، كما تتضمن اللافتات شرحا وافيا عن مدى أهمية وتأثير الوصايا العشر فى تاريخ التعليم بالولايات المتحدة. وأوضح مات كروز عميد معهد الحريات " ليبرتى " أن القانون يعيد الأمريكيون الى روح وقيم الأباء المؤسسين للولايات المتحدة، حيث كانت لافتات الوصايا العشر موجودة حتى حقبة الثمانينيات على جدران المدارس وهو ما يشجعه كروز وإعادة إحياءه وتعليمه للطلاب فى القرن الـ21.

المعارضون: القانون غير دستورى ويقول للمسلمين "أنتم غير مرحب بكم"

ولاقت دعوات قانون تعميم نشر الوصايا العشر على جدران المؤسسات التعليمية والعامة معارضات شديدة فى لويزيانا من منظمات الحريات والمجتمع المدنى مؤكدين على مخالفة القانون لنصوص الدستور الأمريكى الذى يفصل بشكل صريح بين الدين والدولة فى مواده، بالإضافة إلى مخالفته للحريات العامة التى تمس الطلاب والطالبات من أصحاب الديانات الأخرى وعلى رأسها المسلمين والذى سوف تشعرهم أنه غير مرحب بهم.

الخبراء: البلاد تنزلق نحو "القومية المسيحية"

وعلق تلفزيون صحيفة "الهيل" الأمريكية أن هذا القانون المرتقب ما هو إلا مغازلة من الجمهوريين لأصحاب الطائفة الإنجيلية وتصاعد المخاوف من إنزلاق البلاد نحو ما يسمى “بالقومية المسيحية“، أثناء حملتهم الإنتخابية للرئاسة لكسب أصوات أصحاب التوجهات الدينية والإسرائيليين وعلى رأسهم أصحاب التوجهات اليمينية من بينهم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، والذين رحبوا فى السابق بمنع دونالد ترامب لأصحاب بعض الجنسيات من المسلمين من دخول الولايات المتحدة أثناء وجوده فى البيت الأبيض.

وكان خبير على قناة ”فرانس 24” قد أبرز فى السابق اهتمام كلا المرشحين ترامب وبايدن على كسب تأييد نتنياهو واللوبى الصهيونى الممول الأساسى لحملتيهما الإنتخابية ومن ثم يغازلونهم من بعيد لعدم إثارة الرأى العام العربى والمسلم داخل الولايات المتحدة وخارجها حتى لا تؤثر على التصويت فى إقتراع نوفمبر المرتقب، ومع ذلك يعد قانون الجمهوريين الذى يقرر نشر الوصايا العشر على جدران المؤسسات التعليمية والعامة مخالفة صريحة للمادة الأولى من الدستور الأمريكى التى يؤكد نصها على فصل الدين عن الدولة.

مخاوف من تحوّل المدارس العامة الى دينية وتهديد السلام الإجتماعى

وطالبت ريتشيل ليزر رئيسة "الإتحاد الأمريكى لفصل الكنيسة عن الدولة" بإعادة إحياء مبدأ تم إرساءه فى عام 1971 عندما قررت المحكمة العليا عدم دعم أو تمويل الدولة للمدارس الدينية أو الحزبية أو ذات التوجهات الدينية، لمخالفتها أسس إقامة الدولة ونظام التعليم والحياة بأكملها فى الولايات المتحدة ونفى أية إختيارات للحكام أو غيرهم على أسس دينية أو معتقداتهم، موضحة الخلط بين دعم وتمويل دافعى الضرائب للمدارس وإستجلاب أو إنتداب المستشارين التربوين من ناحية، وإستجلاب القساوسة وحتى المدربين الرياضيين من ذوى التوجهات الدينية الذين يصلون بالطلاب قبل وبعد المباريات، وإنتقدت ليزر هذه الأفعال وقالت "لا نريد أن تتحول المدارس العامة الى مدارس الأحد المماثلة فى الكنيسة لأنه أمرا يضر بالسلام الإجتماعى وينتهك حريات الأخرين".

عدوى قانون الوصايا العشر تجتاح ولايات الجنوب

كما أعلن دان باتريك حاكم ولاية تكساس فى الجنوب حظو نفس ما إتبعته ولاية لويزيانا معلنا إصدار قانون تعميم نشر الوصايا العشر فى مدارس الولاية، ومن المنتظر أن تقلد الولايات المجاورة خصوصا الجنوبية لمثيلتها فى لويزيانا وتكساس والحصول على موافقات لنفس القانون من مجلس الشيوخ خلال جلسته المرتقبة.

 

مقالات مشابهة

  • خبير تربوي: نشهد نقلة نوعية في التعليم بمصر بسبب توجيهات السيسي
  • خبير تربوي: نقلة نوعية في التعليم الجامعي بعد ثورة 30 يونيو
  • خبير تربوي: نقلة نوعية في التعليم الجامعي بعد ثورة 30 يونيو (فيديو)
  • 50 مشروعًا تتنافس في مرحلة التصفيات النهائية من "أبجريد"
  • حكام الولايات الجنوبية يوقعون قانونًا لتعميم نشر "الوصايا العشر" على جدران المؤسسات التعليمية
  • محافظ المنوفية يتفقد مستشفى حميات شنتنا الحجر للاطمئنان على جودة الخدمات الطبية
  • مركز شرطة قاريونس يؤمن امتحانات الشهادة الثانوية في نطاق اختصاصه
  • وزير التعليم العالي: مراكز التميز بالجامعات تقدم حلولا لمشكلات المياه والطاقة
  • كاتب سياسي يمني يُجيب لـ "الفجر".. كيف يعمل الحوثي على تدمير المؤسسات التعليمية وتجنيد الأطفال؟
  • السودان.. ارتفاع درجة الحرارة يغلق المدارس مجدداً في بورتسودان