الممر الاقتصادي.. الهند وأمريكا تبحران في تيارات الخليج ضد رياح الصين
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
شهدت قمة العشرين الأخيرة، التي استضافتها الهند، على التحولات الجذرية في الجغرافيا السياسية لغرب آسيا، لا سيما منطقة الخليج والشرق الأوسط، والتي باتت تضم أقطابا للقوة تتحرك بفاعلية في النظام العالمي، مثل السعودية والإمارات، والتي مدت الولايات المتحدة خطا بينهما يمتد على استقامته نحو أوروبا يهدف لمنافسة الصين، ما يعكس تحول منطقة الخليج لإحدى أكثر مناطق العالم والتي تظهر فيها المنافسة بين واشنطن وبكين بشكل واضح.
مركز "أوبزرفر" للأبحاث نشر تحليلا في هذا الإطار، ترجمه "الخليج الجديد"، دلل فيه على هذا الاستنتاج بالإعلان، خلال القمة، عن "الممر الاقتصادي IMEEC" بين الهند وأوروبا، والذي يمر بأراضي الإمارات والسعودية، ثم الأردن وفلسطين المحتلة، ويتسمر عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
اقرأ أيضاً
الممر الاقتصادي.. الهند تدخل على خط صراع الصين وأمريكا
خليط مصالح وقدرات هائلةوأضح التحليل أن "الممر الاقتصادي"، الذي تم وصفه بطبيعة الحال على أنه مضاد لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، كان بمثابة خليط للمصالح الاقتصادية المشتركة للدول المشاركة.
وتغذي قدرات الخليج الاقتصادية والمالية ووقوعها في قلب حركة التجارة العالمية، بسبب الطاقة بالأساس، الأهمية المتزايدة لتلك المنطقة بالنسبة للهند والولايات المتحدة.
ويرى التحليل أن الإعلان عن "الممر الاقتصادي" وزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للهند يزيدان من اعتماد الأمن الاقتصادي بين هاتين المنطقتين.
ومع ذلك، يظل التحدي يتمثل في نظام سياسي عالمي غير مستقر والتحرك نحو نظام عالمي ثنائي القطب بدلا من نظام متعدد الأقطاب تسعى إليه دول مثل الهند والسعودية والإمارات.
ويضيف: "على الورق، تعتبر القوة الاقتصادية والسياسية التي يتمتع بها الممر الاقتصادي مثيرة للإعجاب بالفعل لأنه يحاول الجمع بين البلدان التي يمكنها أو لديها سجل حافل من التعاون الناجح".
اقرأ أيضاً
الممر الاقتصادي.. أمريكا تدفع بالهند لتقويض نفوذ الصين في الخليج
تنوع سلاسل التوريد العالميةوقد يكون من الحكمة النظر إلى "الممر الاقتصادي" كمشروع يغذي في المقام الأول تنويع سلاسل التوريد العالمية ولا يقتصر فقط على نقل التجارة من نقطة إلى أخرى، وهذا يعني أنها تستطيع استخدام القاعدة السياسية التي أنشأتها "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع بين دول الخليج ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك مبادرة مبادرة I2U2، وهي مبادرة اقتصادية موجودة مسبقًا بين الهند وإسرائيل والولايات المتحدة ودولة الاحتلال.
ويتمتع "الممر الاقتصادي" برعاية عاصمتان يقول التحليل إنهما الأكثر قدرة على المناورة بشأن مطلب كسر قبضة بكين على التصنيع العالمي، وهما واشنطن ونيودلهي، والأخيرة لديها خصومة مع الصين وتقارب مع أمريكا.
لكن العواصم الخليجية المشاركة في الطريق لديها حسابات أخرى، فالرياض وأبوظبي عضوان بمبادرة "الحزام والطريق" الصينية ويسعيان بنشاط إلى جذب الاستثمارات من بكين.
ويتمتع "الممر الاقتصادي" أيضا برافعة مالية قوية، تتمثل في الولايات المتحدة كقوة اقتصادية كبرى راعية، وكذلك صناديق الثروة السيادية الخليجية المتخمة بالأموال، والتي ستغذي استثمارات كبيرة على جانبي الممر.
اقرأ أيضاً
بن سلمان يشيد بالممر الاقتصادي: سيحقق مصالح الشركاء
أخيرا، فإن الكثير من البنية التحتية اللازمة لبدء هذه المبادرة موجودة بالفعل.
وبحسب التحليل، فالأمر متروك الآن لخبراء السياسة والقوى السياسية لتقديم مبادرة يقودها الإجماع للسوق الحرة باعتبارها مبادرة جذابة للأعمال التجارية العالمية.
المصدر | كبير تانيجا / مركز أوبزرفر - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الخليجية الأمريكية الممر الاقتصادي قمة العشرين الحزام والطريق الصين الممر الاقتصادی
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد يشهد في مومباي الإعلان عن افتتاح مكتب غرفة دبي العالمية في مدينة بنغالور
أكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن العلاقات الاقتصادية المشتركة بين دبي وجمهورية الهند تشهد في ضوء توجيهات ودعم القيادة الرشيدة نمطاً متصاعداً على كافة الصعد، يواكبه نمو متزايد في حركة التجارة والاستثمار في العديد من القطاعات التقليدية والمستقبلية.
جاء ذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى الهند، حيث أضاف سموّه قائلاً: «افتتاح مكتب غرفة دبي العالمية في مدينة بنغالور خطوة نوعية ترتقي بالتعاون الاقتصادي بين دبي والهند، وتؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التكامل الاقتصادي لدعم شراكات الأعمال وتنمية الاقتصاد الرقمي».
وأشار سموّه إلى أن رؤية وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تشكل الأساس الذي تنطلق منه جهود التطوير الاقتصادي في دبي، وما يتبعها من توسيع دائرة الشراكات النوعية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وقال سموّه: «مستمرون برؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في بناء جسور التعاون والشراكات مع الأسواق العالمية لما فيه المصلحة المشتركة، وبما يعزز مسيرة التنمية المستدامة».
وبحضور سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي بيوش جويال وزير التجارة والصناعة في جمهورية الهند، وضمن لقاء نظّمته «غرف دبي» في مدينة مومباي بمشاركة لفيف من كبار قيادات الأعمال في دبي والهند، تم الإعلان عن افتتاح المكتب التمثيلي الثاني لغرفة دبي العالمية في الهند بمدينة بنغالور، بهدف توسيع جهود الغرفة لتعزيز روابط الأعمال مع السوق الهندية، وذلك بعد افتتاح مكتبها التمثيلي الأول في مدينة مومباي في عام 2018.
ومع افتتاح المكتب الجديد في بنغالور، يرتفع عدد المكاتب التمثيلية الخارجية لغرفة دبي العالمية إلى 34 مكتباً، حيث تأتي هذه الخطوة في إطار مبادرة «دبي جلوبال» التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بهدف إنشاء 50 مكتباً تمثيلياً حول العالم بحلول عام 2030، وذلك من أجل استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بالإضافة إلى دعم الشركات التي تتخذ من دبي مقراً لها في استكشاف فرص اقتصادية وتجارية جديدة في 30 سوقاً جديداً في مختلف أرجاء العالم.