على مقربة من الصين، وتحديدا في عاصمة جارتها الهند، فجر الرئيس الأمريكي جو بايدن مفاجأة مدوية قد تبعثر أوراق بكين الطامحة لمد أذرعها الاقتصادية حول العالم.

وأعلن بايدن خلال قمة قادة مجموعة العشرين التي استضافتها الهند يومي 9 و10 أيلول/ سبتمبر الجاري، عن مشروع لإنشاء ممر اقتصادي طويل يربط آسيا بأوروبا مرورا بالشرق الأوسط.



ووقعت الهند والولايات المتحدة والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مذكرة تفاهم لإنشاء الممر الاقتصادي باسم (IMEC).

ووافقت الدول على إعداد خطة عمل شاملة للبدء بإنشاء الممر في غضون شهرين، إلا أنها لم تقدم التزامات مالية أو تفاصيل أخرى حول المشروع.


الممر الجديد
يتمثل المشروع بممرين منفصلين، "شرقي وشمالي" يبدأ الأول من الهند بحرا حتى يصل الخليج العربي، ليبدأ رحلة أخرى نحو الشمال وصولا إلى الأراضي المحتلة ومن هناك إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

الهند – الخليج العربي
وينطلق الطريق الذي يحاكي ممر التوابل القديم، من ميناء "جواهر لال نهرو" في مومباي بالهند بحرا حتى يصل ميناء دبي بالإمارات، ومن هناك يبدأ المسار البري عبر سكك الحديد إلى منطقة الغويفات الإماراتية.

الخليج العربي – أوروبا
ومن المقرر أن تمتد سكك الحديد عبر السعودية لتصل جنوب الأردن، ثم مدينة حيفا المحتلة، ليعود الطريق بحريا عبر المتوسط إلى ميناء بيرايوس اليوناني، الذي سيكون نقطة تفرق البضائع في أوروبا.

ويختصر هذا المسار في حال تنفيذه طريق التجارة بين الهند وأوروبا بنسبة 40 بالمئة.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، أن الممرات تشمل سكة حديد ستمثل بعد إنشائها شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السلع والخدمات.

أهداف المشروع
إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع.

تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب، من أجل تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة.

تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية.

تزود العالم بطريق تجاري منافس آخر وممر اقتصادي يضيف إلى شبكة مبادرة الحزام والطريق الصينية.

أبرز المستفيدين
وصف الرئيس الأمريكي جو بادين، التوقيع على مذكرة التفاهم لإنشاء الممر الاقتصادي الجديد بأنه "اتفاق تاريخي سيغير قواعد اللعبة".

بدوره ذكر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، "بينما نشرع في مبادرة الربط الكبيرة هذه، فإننا نضع بذوراً تجعل أحلام الأجيال المقبلة أكبر".

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أكثر المحتفين بالمشروع حيث خرج في فيديو للتعليق على الإعلان واصفا إياه "بالتاريخي".

أوروبيا، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، "أنّ المشروع أكبر بكثير من مجرّد سكك حديد أو كابلات، إنه جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات".

من جهتها شددت السعودية، على "أهمية البدء الفوري في تطوير الآليات اللازمة لتنفيذ مذكرة التفاهم لإنشاء ممر اقتصادي يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا وفق الإطار الزمني الذي تم الاتفاق عليه"، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

الدول المتضررة
في المقابل كانت هناك ردود فعل أخرى غاضبة من المشروع الذي استثنى دولا مثل تركيا والعراق ومصر، فضلا منافسته لمبادرة الحزام والطريق الصينية وممرات أخرى للتجارة العالمية في ظل صراع جيوسياسي اقتصادي محتدم يشهده العالم.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه لمشروع الممر الجديد قائلا، "لن يكون هناك ممر بدون تركيا"، مبينا "أن بلاده هي الخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا".

من جانبه أكد مهاب مميش مستشار رئيس النظام المصري والرئيس السابق لهيئة قناة السويس، أنّه "لا بديل عن قناة السويس، كأسرع طريق للنقل البحري ولا مجال للمقارنة بين مشروع متعدد الوسائط ومجرى قناة السويس أسرع طريق ملاحي في العالم".

أما العراق فقد ذكر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، "أن خرائط مشروع الممر الكبير لا تمر بالعراق، الذي أوجد طريقًا أقصر وأفضل وأقل تكلفة في مشروع طريق التنمية، وهذا ما سيدفع هذه الدول إلى الجلوس مع بغداد".

وعزا السوداني عدم إشراك العراق في مشروع دول العشرين، وقبله مشروع الحزام والطريق الصيني إلى عدم إنجاز ميناء الفاو في البصرة.

وفي لبنان ألقى نائب رئيس الوزراء السابق غسان حاصباني اللوم على "من عزل لبنان عن العالم و أفسح المجال أمام الآخرين ليكونوا مدخل شرق المتوسط" في إشارة إلى الميناء الإسرائيلي في المشروع.

منافسة الصين
جاء إعلان بايدن عن الممر الجديد في قمة العشرين التي غاب عنها الرئيسين الروسي والصيني، ويبدو أن ذلك شجع الولايات المتحدة على توجيه ضربة في هذا التوقيت لمشروع الطريق والحزام الصيني، خصوصا أن بكين تسارع الخطى لتوسيع نفوذها عالميا وبدا ذلك جليا خلال قمة بريكس الشهر الماضي في جنوب أفريقيا عندما دعت 6 دول للانضمام للتكتل.

ومن بين الدول الست كانت السعودية والإمارات اللتين وقعتا على مشروع الممر الجديد، هذا فضلا عن الهند العضو القديم في بريكس والمنافس الجيوسياسي للصين، ما يضع مستقبل التكتل على المحك بعد الإعلان عن المشروع الجديد.

وينافس الممر مبادرة الصين المسماة "الطريق والحزام" التي طرحتها بكين عام 2013 والطامحة لزيادة تجارة بكين مع آسيا الوسطى وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

واشتركت في المبادرة الصينية أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية وتهدف، لوصول البضائع إلى جميع أنحاء العالم ما يعزز حضور الصين اقتصاديا في منطقة جغرافية تغطي ثلثي سكان العالم.

وتتمثل المبادرة التي يطلق عليها أيضا "طريق الحرير الجديد" على ضخ استثمارات ضخمة لتطوير البنى التحتية للممرات الاقتصادية العالمية، لربط أكثر من 70 دولة، بهدف إنشاء حزام بري من سكك الحديد والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحري يسمح للصين بالوصول إلى أفريقيا وأوروبا، بكلفة إجمالية تبلغ تريليون دولار.


طريق بري - الحزام
يبدأ من مقاطعة شبنغيانغ و منها إلى تركمانستان، ثم شمال إيران، وصولا إلى تركيا حيث ستربط سكك حديد بين طهران وأنقرة واسطنبول، وبعدها ينتقل إلى الشمال الشرقي في بلغاريا ثم رومانيا ومولدوفيا وأوكرانيا وبولندا والمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وينتهي في أيطاليا، بالإضافة إلى طريق يتجه شمالا حيث بريطانيا.

ويتضمن الطريق البري ممرا آخر يصل إلى جورجيا وأذربيجان وبحر قزوين على التوالي عبر سكك الحديد والطرق، انطلاقا من تركيا، ومن هناك إلى الصين باتباع مسار تركمانستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وكازاخستان باستخدام معبر قزوين.

الممرات البحرية - الطريق
ويبدH من عدة موانئ صينية حتى يصل إلى فيتنام، ليقطع بحر الصين الجنوبي، ويعبر مضيق ملاكا، وصولا إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، ثم يتجه إلى سريلانكا وشمالا حتى بنغلاديش. 

وبعد أن يجتاز المحيط الهندي يصل إلى كينيا، وينطلق نحو الشمال حول القرن الإفريقي ثم عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط، وصولا إلى اليونان ثم إيطاليا حيث يلتقي بالطريق البري.

ويشمل الطريق مسارا آخر ينطلق من موانئ باكستان، التي سوف تربطها بالصين طرق برية، لتكون هذه الموانئ نقطة انطلاق إلى الأسواق الأفريقية والأوروبية وأمريكا اللاتينية.



"ممر "لوبيتو" في أفريقيا
وبالتوازي مع مشروع الممر الجديد، تعمل واشنطن وشركاؤها الأوروبيون على توسيع النفوذ في القارة السمراء في ظل تنامي الوجود الروسي هناك، بالإضافة إلى مشاريع الصين في القارة.

وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل أيام أنهما توحّدان الجهود لدعم مشروع "ممر لوبيتو" في أفريقيا. 

ويربط الممر شمال غربي زامبيا وجنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية، بأسواق التجارة الإقليمية والعالمية عبر ميناء لوبيتو في أنجولا.


وذكر البيت الأبيض أن واشنطن ستعمل على تطوير الممر، عبر إطلاق دراسات الجدوى لتوسيع خط سكك حديد جديد بشكل صديق للبيئة بين زامبيا وأنغولا.

وأكد، أنه "منذ إعلان بايدن عن استثمارات لتطوير ممر لوبيتو في أيار/ مايو 2023، تعمل الولايات المتحدة وشركاؤها على تعزيز الجهود لدعم تطور وشفافية قطاع المعادن الحيوي، والذي يمكنه تنويع سلاسل التوريد العالمية للسيارات الكهربائية، وإفادة الاقتصادات المحلية".

وانضم الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة مؤخرا لدعم تطوير الممر، بما في ذلك تقديم الدعم للحكومات الأفريقية لانجاح المشروع.

ممر النقل - شمال جنوب
ولا يبدو أن الممر الجديد يقتصر تأثيره على الطريق الصيني، بل قد يهدد ممرات أخرى في آسيا تشارك بها روسيا.

وتقود الهند ممرا آخر بالتوازي مع المبادرة الصينية وهو ممر النقل الدولي شمال جنوب.

وأنشأ الممر بين الشمال والجنوب بموجب اتفاقية وقعتها موسكو وطهران ونيودلهي في أيلول/ سبتمبر عام 2000.

وانضمت عشر دول خلال العقد الأخير للاتفاق أبرزها تركيا وأذربيجان، حيث يهدف المشروع لتقليص وقت نقل البضائع من الهند إلى روسيا، وكذلك إلى شمال وغرب أوروبا.


ويربط الخط بين روسيا والهند مرورا بإيران من خلال شبكة من الخطوط البرية والبحرية وسكك حديد وموانئ تمتد من ميناء أستراخان الروسي على سواحل بحر قزوين إلى ميناء أنزالي الإيراني.

ويتجه الخط بعد ذلك في طريق دولي يربط ميناء أنزالي بميناء بندر عباس والذي تنطلق منه مرة أخرى السفن إلى الهند.

ويمر خط "شمال- جنوب" بالهند، وإيران، وأفغانستان، وأرمينيا، وأذربيجان، وروسيا، وآسيا الوسطى، ثم أوروبا الشرقية حيث يقدر طول الممر بـ 7200 كم. 

وتقول الدول المشاركة فيه إنه يسهم "بعد اكتماله" في خفض تكاليف النقل بما بين 30 و60 بالمئة واختصار زمن العبور من 40 يوما إلى حوالي 20.



طريق التنمية العراقي
ويمثل الممر الذي أعلن عنه بايدن خطرا على طريق التنمية الذي أعلن عنه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أيار/ مايو الماضي والذي يربط مدينة البصرة جنوبا، بأوروبا مرورا بتركيا عبر خط للسكك الحديدية والطرق المعبدة، بهدف تحويل العراق إلى نقطة عبور تجارية أشبه بطريق حرير جديد.

ويرتهن المشروع العراقي بافتتاح ميناء الفاو الكبير، بمحافظة البصرة، المطل على الخليج العربي، والذي بدأ العمل فيه قبل أكثر من عقد، وبلغت نسبة إنجازه 50 بالمئة، بتكلفة تصل إلى 2.6 مليار دولار، ومن المنتظر تشغيله جزئيا في عام 2025.

ومن المقرر أن تمتد سكك الحديد من ميناء الفاو حتى الحدود العراقية التركية شمالا على طول 1200 كم، ويطمح المشروع لنقل 400 ألف حاوية بضائع في مراحله المتقدمة.

وقسمت عملية إنجاز "طريق التنمية" إلى ثلاث مراحل الأولى تنتهي في عام 2028، والثانية في 2033، والثالثة في 2050.


ممر الشارقة - مرسين
افتتحت تركيا والإمارات في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، طريقا جديدا لنقل البضائع ينطلق من الإمارات إلى إيران وتركيا ويختصر مدة النقل إلى 6 أو 8 أيام، بدلا من 20 يوما عبر المسار الذي يمر بقناة السويس.

وذكرت السلطات الإيرانية حينها أن ذلك "يسرع عملية النقل 8 أيام بعد أن كان نقل البضائع من ميناء الشارقة بالإمارات إلى ميناء مرسين التركي عبر مضيق باب المندب وقناة السويس والبحر الأحمر يستغرق فترات طويلة.


ممر زنغرور - تركيا أذربيجان
يربط الممر أراضي أذربيجان بإقليمها نخجوان الذي تفصله عنها الأراضي الأرمينية، وتحيط به كل من تركيا وإيران.

ويحظى ممر زنغزور بأهمية كبيرة بالنسبة لتركيا خصوصا أنه سيخلق حدوداً مشتركة بين باكو وأنقرة كما سيوصل تركيا مباشرة بمناطق آسيا الوسطى، من خلال أذربيجان وبحر قزوين.



ويتيح الممر التي اكدت تركيا أنها ستعمل عليه قريبا، لعا أن تكون نقطة عبور بين آسيا الوسطى، بما في ذلك الصين، نحو أوروبا عبر طريق بري سريع، يربط تركيا عبر أذربيجان بشكل مباشر مع آسيا دون الحاجة لمسار (إيران- روسيا - جورجيا).

وأبدت طهران معارضتها للمشروع فيما حذرت أنقرة من أن تسبب هذه المعارضة أزمة سياسية حادة بين البلدين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الصين الممر الجديد قمة العشرين طريق الحرير امريكا الصين قمة العشرين طريق الحرير الممر الجديد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد تغطيات سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الخلیج العربی الممر الجدید طریق التنمیة قناة السویس آسیا الوسطى مشروع الممر سکک الحدید وصولا إلى من میناء سکک حدید

إقرأ أيضاً:

التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط تُلامس 57 مليار دولار قريبًا

ركّزت جلسات منتدى دائرة قادة التجزئة العالمي لعام 2025، المقام حالياً في الرياض، على القوة التحويلية للتجارة الاجتماعية، التي تُعيد تشكيل كيفية تسوق المستهلكين وتفاعلهم مع العلامات التجارية.

ومع توقع وصول التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط إلى 57 مليار دولار بحلول عام 2026، يبقى دور الأسواق في تلبية توقعات المستهلكين المتطورة أمراً بالغ الأهمية؛ حيث تُشير الإحصاءات إلى أن 80 في المائة من المتسوقين الإقليميين يفضلون المنصات الإلكترونية، نتيجة سهولة الوصول وتنوع الخيارات.

ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” انطلق يوم الثلاثاء منتدى دائرة قادة التجزئة العالمي لعام 2025، تحت شعار «إعادة بناء مستقبل مشترك»، مستقطباً أبرز قادة القطاع من جميع أنحاء منظومة التجزئة.

أخبار قد تهمك براسانا فينكاتيش المدير المساعد لدى شركة “مانيج إنجن”: سوق تكنولوجيا المعلومات السعودي هو الأكبر والأهم لدينا علي مستوي أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا 3 فبراير 2025 - 11:37 مساءً أبو الغيط يدعو لصياغة وثيقة عربية لتنظيم الذكاء الاصطناعي 3 فبراير 2025 - 5:45 صباحًا

وأكد رئيس منتدى قادة التجزئة العالمي 2025، بانوس ليناردوس، أهمية التكاتف بين جميع الأطراف المعنية في صناعة التجزئة لتحقيق مستقبل عالمي أكثر ابتكاراً ومرتكزاً على احتياجات المستهلكين.

وفي كلمته الافتتاحية للمنتدى، نوَه ليناردوس بالدور الكبير الذي تقوم به الشركات في تقدم الصناعة، وذلك من خلال الإسهام في الالتزام بالابتكار والتعاون، ما كان له دور رئيسي في نجاح وتطوير المنتدى.

كما أشار إلى التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع التجزئة، مشدداً على ضرورة تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها، ومدى أهمية التعاون للتغلُّب عليها.

التحول الرقمي

وشكّل الحدث منصة للنقاشات المؤثرة حول تعزيز المرونة وتسريع التحوّل الرقمي والابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي والتعاون الاستراتيجي. واجتمع الرؤساء التنفيذيون العالميون ورواد الصناعة والمستثمرون وصناع السياسات لمعالجة التحديات واستكشاف الحلول التي ستُحدد مستقبل تجارة التجزئة العالمية.

وشهد يوم الثلاثاء جلسات محورية تناولت أبرز القضايا المؤثرة؛ حيث ناقشت جلسة «التوقعات الاقتصادية: التكيّف مع نظام عالمي جديد» تأثير التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، والتحوّل التكنولوجي السريع على التجارة العالمية؛ حيث استعرض قادة الأعمال العالميون استراتيجيات لتحويل التقلبات إلى فرص، وتعزيز المرونة والابتكار.

في السياق ذاته، ركّزت جلسة «نظام قيادي جديد: تعزيز النمو في أوقات مضطربة» على دور القيادة الاستشرافية في مواجهة الرياح الاقتصادية المعاكسة، وتحسين الإنتاجية وتحقيق النمو المستدام.

وقد شارك خبراء الصناعة رؤى حول كيفية التنقل ضمن منظومات عمل معقدة، والاستفادة من التكيّف الاستراتيجي للنجاح في سوق سريعة التغير.

وإضافة إلى ذلك، أطلقت الرئيسة التنفيذية للمحتوى في «إيماركيتر»، زيا دانييل ويجدر، تقريراً خاصّاً تم إعداده بالشراكة مع منتدى دائرة قادة التجزئة العالمي. وقدّمت هذه الجلسة خريطة طريق قائمة على البيانات لمستقبل التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي، مع تسليط الضوء حول اتجاهات المستهلكين وديناميكيات السوق، والفرص الاستراتيجية لتحقيق النمو المستدام في المنطقة.

الذكاء الاصطناعي

وكان الذكاء الاصطناعي من أبرز الأحداث الرئيسية في اليوم؛ حيث تطرقت جلسات متعددة إلى إمكاناته التحويلية عبر قطاع التجزئة. واستعرض قادة الصناعة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التخصيص، وتحسين سلاسل التوريد، وتعزيز الكفاءة التشغيلية على نطاق واسع.

كما وفّرت «منصة وجهات أسلوب الحياة» نظرة جديدة على تقاطع قطاع التجزئة مع السياحة والتطوير الحضري. وركَّزت الجلسات على كيفية تحوّل المدن القائمة على التجزئة إلى مراكز نابضة بالحياة، تُدمج الترفيه والضيافة والتجارة لإعادة تعريف تجارب المستهلكين.

وسلطت المحادثات الضوء على الدور المتزايد للتطورات متعددة الاستخدامات في تشكيل مستقبل مساحات التجزئة، مع تأكيد الاستدامة والأهمية الثقافية، بوصفها عوامل رئيسية في النجاح على المدى الطويل.

ويُعدّ منتدى دائرة قادة التجزئة منصة دولية تضم أكثر من 7 آلاف عضو عالمي، يدعمها معهد نيويورك لإدارة الأعمال، ويهدف إلى فتح باب الحوار أمام الخبراء من الرؤساء التنفيذيين والمبتكرين في الصناعة، والمؤثرين الذين لديهم القدرة على تشكيل مستقبل أجندة قطاع التجزئة.

ويُركز منتدى دائرة قادة التجزئة على إلهام القادة للابتكار بشكل جماعي وإبداعي حول التقاطعات المتضاربة بين الصناعة والابتكار، دون أن يحيد عن الهدف الأساسي المتمثل في تعزيز وتحفيز تطوير النمو والشراكة.

مقالات مشابهة

  • إطلاق مشروع التشجير الذكي على طريق المخواة-ناوان بزراعة 7000 شجرة
  • سلطنة عمان والهند تناقشان في نيودلهي فرص الاستثمارات المشتركة في مختلف القطاعات الحيوية
  • منظمة التجارة العالمية تؤكد تلقيها شكوى من الصين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية
  • الصين تقدم شكوى لمنظمة التجارة العالمية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية (تفاصيل)
  • انعكاسات السياسات التجارية العالمية على الاقتصاد العُماني
  • 110 قطع أثرية نادرة تكشف الإسهامات الحضارية لإمارة الشارقة في شبكة التجارة العالمية القديمة
  • رئيس وزراء باكستان في يوم كشمير: تطورات الشرق الأوسط تؤكد ضرورة حل النزاعات
  • تصدير 28 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا إلى الهند
  • التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط تُلامس 57 مليار دولار قريبًا
  • معلومات الوزراء: 15 تريليون دولار حجم التجارة العالمية في الخدمات