الممر الاقتصادي.. أمريكا تدفع بالهند لتقويض نفوذ الصين في الخليج
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
عبر مشروع الممر الاقتصادي للربط بين الهند وأوروبا من خلال الشرق الأوسط، تدفع الولايات المتحدة بحليفتها نيودلهي في منطقة الخليج لتقويض نفوذ العملاق الصيني المنافس الاستراتيجي لواشنطن، وفقا لمحمد سليمان في تحليل بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".
سليمان لفت إلى أنه "خلال قمة مجموعة العشرين بنيودلهي، حدث تطور مهم السبت الماضي، إذ طرحت الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي ممرا لربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، بهدف تحفيز التنمية الاقتصادية عبر تعزيز التواصل والتكامل الاقتصادي بين آسيا والخليج العربي وأوروبا".
وأضاف أن "الممر متعدد الوسائط ويمتد لأكثر من 3000 ميل، ويتكون من ممرين، إذ يربط الممر الشرقي الهند بالخليج العربي، بينما يربط الممر الشمالي الخليج العربي بأوروبا".
وتابع: "وعند اكتمال مشروع الاتصال، ستتوفر شبكة نقل عبر الحدود بواسطة السفن والسكك الحديدية يمكن الاعتماد عليها وفعالة من حيث التكلفة، كما سيعمل على استكمال طرق النقل البحري والبري الحالية، مما يسهل الحركة السلسة للسلع والخدمات بين الهند والإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل وأوروبا".
واعتبر أن هذا المشروع بمثابة إعلان بأن العلاقات الثنائية مع السعودية والإمارات متعددة الأبعاد، وأن الطاقة (المتوفرة في البلدين الخليجيين) هي ركيزة أساسية، ولكنها ليست الركيزة الوحيدة".
اقرأ أيضاً
تقرير إسرائيلي: مصر أكبر الخاسرين من الممر الاقتصادي الجديد وهكذا ستستفيد السعودية
هيمنة اقتصادية صينية
و"الهدف الأمريكي من الممر هو تغيير المسار في الخليج، وتحويله من هيكل هرمي مزدوج، حيث تكون الولايات المتحدة الشريك الأمني المهيمن والصين هي الشريك الاقتصادي المهيمن، من خلال إدخال الهند إلى المزيج الجيوسياسي والاقتصادي"، كما أردف سليمان.
واستطرد: "في حين تدرك الولايات المتحدة أن الهند لن تتماشى إلا جزئيا مع مصالح واشنطن في الشرق الأوسط وآسيا على نطاق واسع، فمن غير المرجح أن تؤدي غزوات دلهي في الشرق الأوسط إلى تقويض المصالح الأمريكية كما تفعل الصين".
واعتبر أن "الأهم من ذلك هو أن نجاحات نيودلهي في المنطقة تعمل على تخفيف الحقائق الهرمية المزدوجة في الشرق الأوسط بمجرد التكامل مع السعودية والإمارات، وهو ما يقوض نفوذ الصين الاقتصادي على المديين المتوسط والطويل".
واقتصاديا وسياسيا، يتصاعد نفوذ الصين في الشرق الأوسط منذ سنوات، ما يؤكده نجاحها في وساطة دفعت السعودية وإيران إلى استئناف علاقتهما الدبلوماسية، بموجب اتفاق في 10 مارس/ آذار الماضي، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات.
اقرأ أيضاً
أردوغان يرد على إعلان الممر الاقتصادي الجديد: لن يكون بدون تركيا
بديل لـ"الحزام والطريق"
وعلى النقيض من غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عن قمة مجموعة العشرين، بحسب سليمان، "سارعت إدارة بايدن إلى تحقيق انتصارات من خلال وضع الممر كبديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية، التي ركزت بقوة على دول الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، مثل اليونان وإيطاليا".
واستدرك: "مع ذلك، من المهم عدم النظر إلى الممر على أنه مجرد منافس لمبادرة الحزام والطريق، إذ ترفض السعودية والإمارات، وهما الركيزتان الأساسيتان للممر، فكرة النظام العالمي ثنائي القطب الذي يجبرهما على الاختيار بين الصين والولايات المتحدة أو العكس".
واعتبر أن "هذه الحقيقة تتجسد في انضمامها مؤخرا إلى مجموعة بريكس التي تضم الاقتصادات الناشئة الكبرى وفي الوقت نفسه مشاركتهما النشطة في ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا".
وفي 24 أغسطس/ آب الماضي، دعمت قمة بريكس كلا من السعودية والإمارات وإيران ومصر وإثيوبيا والأرجنتين للانضمام بداية من مطلع 2024 إلى التكتل، الذي أٌسس في 2006 ويضم حاليا الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا.
سليمان قال إن "الممر الاقتصادي يوفر قدرا أعظم من الاستقلالية للدول المشاركة في تحقيق مصالحها الخاصة، والأهم هو حماية سيادتها، وهذا ما يميزه بشكل كبير عن مبادرة الحزام والطريق".
ورأى أن "هذا يمثل نجاحا لواشنطن، التي واجهت مع بروكسل التحدي المتمثل في تقديم بديل قابل للتطبيق لمبادرة الحزام والطريق لا يجبر الشركاء، مثل الخليج والهند، على الاختيار بين إما أو".
اقرأ أيضاً
نتنياهو: إسرائيل في قلب مشروع الممر الاقتصادي الذي سيربط الهند بأوروبا
تكامل هندي خليجي
و"الأهم، هو أن الممر مظهر من مظاهر التكامل العميق بين الهند والسعودية والإمارات، والتقارب الجيوسياسي والاقتصادي الأوسع بين الشرق الأوسط وجنوب آسيا وغرب آسيا"، كما أضاف سليمان.
وقال إن "الهند تتميز بكونها ثاني أكبر شريك تجاري للسعودية، إذ وصل حجم التجارة الثنائية إلى 52.75 مليار دولار في 2022-2023، مما يرفع المملكة إلى رابع أكبر شريك تجاري للهند".
وتابع: "كما ارتفعت التجارة بين الهند والإمارات إلى 85 مليار دولار في 2022، مما يجعل الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند للعام 2022-2023 وثاني أكبر وجهة تصدير لها".
كما "يسلط الممر الاقتصادي الضوء على الحالة المتطورة للعلاقات الباكستانية الخليجية، إذ حولت السعودية والإمارات، الحليفتان القديمتان لإسلام أباد، موقفهما الاقتصادي والجيوسياسي تجاه الهند، وهذا التحول يعكس اعترافهما بنهضة الهند وتطلعاتهما في عالم ناشئ متعدد الأقطاب"، وفقا لسليمان.
اقرأ أيضاً
ممر اقتصادي عابر للقارات بمشاركة السعودية والإمارات.. ماذا يعني؟
أجندة خليجية طموحة
لفترة طويلة، كما تابع سليمان، "حافظت واشنطن على موقف الطاقة أولا تجاه دول الخليج"، لكن "الممر الاقتصادي بمثابة إعلان من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأن دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، هي أكثر من مجرد منتجين للطاقة".
وأردف: "وسيكون من الخطأ الاستراتيجي النظر إليهما من خلال هذه العدسة فقط، حيث تبحث الرياض وأبو ظبي بنشاط عن شركاء أكثر جدية لتلبية احتياجاتهما الاقتصادية والتكنولوجية واللوجستية".
سليمان شدد على أن "هذا جزء لا يتجزأ من أجنداتهما الطموحة للانتقال نحو اقتصادات متنوعة تتجاوز اعتمادها على الطاقة".
وتتبنى دول في مجلس التعاون الخليجي، لاسيما السعودية والإمارات، خططا تنموية تهدف إلى تنويع وتوسيع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي كمصدرين رئيسيين للإيرادات، في ظل تقلبات أسعارهما وتحول العالم نحو الطاقة المتجددة غير الملوثة للبيئة.
اقرأ أيضاً
بايدن: اتفاقية الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا تاريخية
المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: ممر اقتصادي الهند السعودية الخليج الولايات المتحدة الصين السعودیة والإمارات الولایات المتحدة الممر الاقتصادی فی الشرق الأوسط الحزام والطریق بین الهند اقرأ أیضا من خلال
إقرأ أيضاً:
منتخب الصين يستعين بلاعب برازيلي قبيل مواجهة السعودية في تصفيات كأس العالم
الصين – ضمت تشكيلة منتخب الصين لاعب الوسط سيرجينيو، البرازيلي المولد، وذلك بعد أسبوع من حصوله على الجنسية الصينية، وقبل 3 أيام من مواجهة السعودية في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وقد عانى المنتخب الصيني دوما للحاق بجاريه الكوري الجنوبي والياباني على الصعيد القاري، ما دفعه إلى اللجوء لسياسة التجنيس، لكن دون أن يؤثر ذلك بشكل إيجابي واضح على نتائجه حتى الآن.
وضمن تشكيلة المدرب الكرواتي لمنتخب الصين برانكو إيفانكوفيتش، المؤلفة من 27 لاعبا، برز اسم المدافع المولود في مدينة ليفربول، تياس براونينغ، الذي حمل ألوان منتخب إنجلترا للناشئين، وأطلق عليه في الصين اسم جيانغ جوانغتاي.
أما سيرجينيو، المعروف في الصين باسم “ساي إرجينياو”، فقد حصل على الجنسية الصينية في 12 مارس الجاري وخاض دقائقه الأولى مع “التنين” في مباراة تجريبية “مغلقة” ضد الكويت، الأحد الماضي.
ويلعب سيرجينيو أوليفيرا (30 عاما) في الدوري الصيني منذ عام 2020، وقد بدأ مسيرته الاحترافية مع نادي سانتوس البرازيلي، قبل الانضمام إلى كاشيما أنتلرز الياباني في عام 2018.
وفي عام 2020، انتقل سيرجينيو إلى تشانغتشون ياتاي، حيث سجل 30 هدفا في 100 مباراة، ثم انضم بعدها إلى بكين غوان.
وينتظر أن تحل الصين ضيفة على منتخب السعودية الخميس المقبل، ثم تستضيف أستراليا الأسبوع المقبل، في محاولة للتأهل إلى كأس العالم 2026.
وتتذيل الصين المجموعة الثالثة في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026 برصيد 6 نقاط، لكنها تتساوى مع كل من إندونيسيا، والسعودية، والبحرين، وبفارق نقطة واحدة عن أستراليا التي تحتل المركز الثاني، فيما تتصدر اليابان المجموعة بـ16 نقطة.
ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة مباشرة إلى النهائيات، بينما يخوض صاحبا المركزين الثالث والرابع دورا رابعا مؤهلا.
يشار إلى أن الصين، المصنفة 90 عالميا، شاركت مرة واحدة فقط في بطولة كأس العالم عام 2002، عندما استضافتها الجارتان اليابان وكوريا الجنوبية.
المصدر: صحيفة الرياضية السعودية
Previous ميسي يثير جدلا واسعا بعد أن داس على قميص برشلونة Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results