بغداد اليوم - متابعة

يستعد ملايين الطلاب في مختلف المراحل الدراسية للموسم المقبل 2023 - 2024، ويحمل كثر من العراقيين هموماً كثيرة، بخاصة أن كثيراً من العائلات بدأت تتجه إلى تسجيل أبنائها في المدارس الخاصة بسبب الاكتظاظ الشديد في المدارس الحكومية وسوء بنيتها التحتية، ما يتطلب في المقابل، دفع مصاريف إضافية، ولم تقتصر المعاناة على من يلحقون أبناءهم بالمدارس الخاصة، فالوضع المعيشي الذي يعيشه العراقيون يجعل العام الدراسي لبعض العائلات مرهقاً حتى في المدارس الحكومية.

نفقات التعليم الخاص

ويقول أحمد جاسم موظف وأب لطفلين في الدراسة الابتدائية، "أنا موظف، وزوجتي كذلك، نضطر إلى أن ندخر جزءاً من مدخولنا الشهري من أجل أن نضمن تعليماً جيداً ومدرسة جيدة لابننا". ويضيف "بلغ عمر ابني ست سنوات، مما يستدعي إدخاله إلى المدرسة وتحمل مصاريف إضافية، إذ إن القسط السنوي للمدرسة الخاصة يبلغ مليوناً و100 ألف دينار (833 دولاراً)، وهذا يعني كلفاً في حدود 1666 دولاراً، فضلاً عن مبالغ أخرى ثمن قرطاسية وملابس وأجور التنقل إلى المدرسة". ويؤكد أن راتبيهما بالكاد يلبيان حاجاتهما الشهرية، إلا أنه مضطر إلى اللجوء للمدارس الخاصة لسوء وضع المدارس الحكومية، ولا سيما لناحية اكتظاظها الشديد.

اكتظاظ المدارس

وتعاني المدارس الحكومية العراقية اكتظاظاً شديداً، إذ يضطر المسؤولون في وزارة التربية إلى جعل الدوام ثنائياً وثلاثياً، نظراً إلى قلة عدد المدارس، مما زاد الحاجة إلى المدارس الخاصة، وبحسب إحصاء للجهاز المركزي التابع لوزارة التخطيط، فإن عدد المدارس الابتدائية الحكومية والأهلية والدينية بلغ 15 ألفاً و965 مدرسة ابتدائية لعام 2017 - 2018، مبيناً أن "المدارس الحكومية تشكل نسبة 93.3 في المئة، والأهلية نسبة 6.5 في المئة، والمدارس الدينية نسبة 0.2 في المئة"، وزاد افتتاح أعداد أخرى من المدارس الخاصة، خلال السنوات الأخيرة، لزيادة الحاجة لها وإقبال العائلات عليها.

في حاجة إلى 12 ألف مدرسة

وبحسب وزارة التربية، فإن العراق في حاجة إلى أكثر من 12 ألف مدرسة لاستيعاب أعداد الطلاب الذين يقارب عددهم 11 مليون طالب في المراحل كافة، واتفقت الحكومة العراقية مع شركتين صينيتين لبناء ألف مدرسة في إطار خطة حكومية لبناء 10 آلاف مدرسة لمواجهة الأزمة والنقص في المدارس، وباشرت الشركات الصينية في بناء المدارس في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020، وفق إطار الاتفاقية العراقية - الصينية التي تتضمن مبادلة عائدات النفط بتنفيذ المشاريع في العراق، وتمتد 20 عاماً، وتركز على مشاريع البنى التحتية، مثل المدارس والمستشفيات والطرق والكهرباء والصرف الصحي، وتحدد من خلال وزارة التخطيط بالتنسيق مع مجلس الوزراء.

المصاريف كبيرة

ويعاني رشيد عبدالحسن الذي يسكن شرق بغداد ولديه أربعة أطفال بين الدراسة الابتدائية والمتوسطة، الفاتورة المرتفعة التي يتطلبها العام الدراسي "لديَّ أربعة أطفال أصغرهم في الرابع الابتدائي، وأكبرهم في الثالث المتوسط، وهم في حاجة إلى كلف كبيرة، ومدخولي محدود".

ولم يكن عبدالحسن وحده الذي يشكو من عبء المدارس، فمثله عشرات آلاف العائلات تعاني وضعاً معيشياً سيئاً.

منحة مالية

ويبدو أن الحكومة أدركت حجم المعاناة التي يعيشها المواطن مع بدء العام الدراسي، فخصصت منحة مالية للعائلات المشمولة بشبكة الحماية الاجتماعية، وطبقت بذلك قانوناً أقرته، عام 2014، بمنح طلبة المدارس منحة مالية، إلا أنها لم تطبقه بسبب الضائقة المالية التي عاشتها البلاد خلال السنوات الماضية والحرب ضد تنظيم "داعش".

وقال نائب رئيس لجنة التربية النيابية محمود حسين القيسي إن المنحة شملت "ذوي الأسر المشمولة بالرعاية الاجتماعية، وتم إيراد مخصصاتها ضمن موازنة 2023، وشمولهم بالمنحة المالية الشهرية بحسب المبالغ المنصوص عليها في قانون منحة تلاميذ وطلبة المدارس الحكومية رقم (3) لسنة 2014، وقانون منحة طلبة الجامعات والمعاهد العراقية الحكومية رقم (63) لسنة 2012 من تخصيصات وزارتي التربية والتعليم العالي".

موعد بدء الدراسة

وبحسب وزارة التربية والتعليم، فإن موعد بدء العام الدراسي الجديد لعام 2023 - 2024 سيكون في 1 (تشرين الأول) الجاري. وأشارت الوزارة إلى وجود جدول زمني محدد للعام الدراسي الجديد، حيث ستبدأ فترة الدراسة في هذا التاريخ، وستمتد حتى السبت 8 (حزيران) 2024، وستشمل هذه الفترة مختلف المراحل التعليمية في المدارس الحكومية والمدارس الخاصة في مختلف أنحاء البلاد.

نسبة الالتحاق بالمدرسة

وأكدت وزارة التربية أن الاستقرار الذي تعيشه البلاد رفع نسبة الالتحاق في المدارس إلى 98 في المئة، مشيرة إلى أن منحة الطلبة ستزيد الأرقام الحالية. وقال وكيل وزارة التربية للشؤون الإدارية فلاح القيسي إن "نسبة الالتحاق في المرحلة الابتدائية في العام الحالي بلغت 98 في المئة وبواقع أكثر من مليون و450 ألف تلميذ بفضل الاستقرار الأمني والاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد". وأضاف أن "استقرار المدن أمنياً يزيد من عملية الالتحاق بالمدارس، ونتوقع أن نسجل نسبة التحاق كاملة مع حلول العام الدراسي الجديد". وتابع القيسي أن "قرار رئيس الوزراء بدعم الطلبة سيسهم بشكل كبير في زيادة الالتحاق بالمدارس، وهناك دعم حكومي لقطاع التربية من خلال تجهيز الرحلات والمختبرات والكتب المركزية، فضلاً عن تأهيل أكثر من 2000 مدرسة وبناء قاعات امتحانية تليق بالطلبة".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" قد أعلنت في (أيار) 2019 في بيان أن 50 في المئة من المدارس "في حاجة إلى التأهيل والترميم". وأشارت إلى أن نقص "المدارس والكوادر التربوية والتعليمية في العراق أسفر عن ازدحام الصفوف المدرسية بالتلاميذ، ويعاني الأطفال أجل التعليم، حتى اضطر عدد كبير منهم إلى ترك مقاعد الدراسة".


المصدر: اندبندنت عربية

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: المدارس الحکومیة المدارس الخاصة وزارة التربیة العام الدراسی فی حاجة إلى فی المدارس فی المئة

إقرأ أيضاً:

مدارس القرآن معاقل للعلم وصانعة للأجيال

في قلب سلطنة عمان تتجلى مدارس القرآن كأبراج نور تضيء دروب المعرفة والإيمان، حيث تنسج بين جدرانها خيوط القيم الإسلامية التي تُعزز من نسيج المجتمع العماني، وهي ليست مجرد مدارس تُعلم الحروف وترسخ الآيات، بل هي معاقل للعلم تُبث فيها روح الوعي والثقافة، وتصقل فيها شخصيات النشء بأخلاق نبيلة تعكس جوهر الإسلام. على مر العصور، كانت مدارس القرآن بمثابة بساتين تُزرع فيها بذور المعرفة، تُثمر أجيالا متعلمة قادرة على مواجهة تحديات الزمان. فهي تحمي المجتمع من الأفكار المتطرفة، وتدعو إلى الحوار والتفاهم، لتظل دوما منارة تنير النفوس وتوجههم نحو آفاق أرحب. «عمان» سلطت الضوء على دور مدارس القرآن في مختلف المحافظات في رسم ملامح حاضر مشرق ومستقبل واعد.

تطوير مدارس القران

تحدث في البداية الشيخ سعيد بن هلال الشرياني إمام وخطيب في ولاية نزوى بقوله: «كانت تسمى المدارس القرآنية المنتشرة في كل مكان من ربوع هذا الوطن سابقًا بالكتاتيب، وقد أدرك العمانيون باكرًا أن النشء تربيته في ظلال القرآن هو الحارس الأمين وهو السد المنيع الذي يجسد تلك الصورة الجميلة للإنسان العماني المسلم المرتبط أصلا وفصلا بكل شبر بعمان، وهو يحمل أخلاقا عالية تشرّبها منذ صغره في حلقات القرآن الكريم ومن محيطه الأسري، مؤكدًا أن الإيمان العميق بأهمية مدارس القرآن الكريم هو الذي ضاعف من انتشارها؛ فبذل لها المجتمع مالًا كثيرًا يضمن بقاءها واستمرار عطائها ودورها، نجد ذلك ماثلا في كثرة المواقيف التي يذهب ريعها لبناء المدارس القرآنية ولصيانتها ولكي تغطي أجرة المتعلمين فيها سواء كانوا رجالًا أم نساء بل وجدت الكثير من المواقيف يذهب ريعها للطلبة ومن في حكمهم تشجيعا وتحبيبًا لهم ودفعهم للتواصل مع معلميهم في حلق الذكر وقراءة القرآن الكريم، ومن هنا ندرك حقا أن إعداد النشء وتربيته تربية إيمانية وخلقية وتأهيله ليكون صالحا نافعا لدينه ووطنه يكمن في تلك المنظومة المتكاملة التي تقدمها هذه المدارس من تعليم للقرآن الكريم وغرس للقيم والأخلاق العالية وتعزيز للوازع الديني الذي يبنى على الفهم الصحيح لمراد الله بما في كتابه، وقد ظلت هذه المدارس القرآنية لفترات طويلة الشريان المغذي للمبادئ والقيم والجرعة الأهم التي تدفع الجميع لكل خير فقد أدت دورها المجتمعي على أكمل وجه وفي أكمل صورة فتخرّج من بين جدرانها هامات وقامات كبيرة من رجال العلم ورواد الفكر والحفظة لكتاب الله والمؤلفين والكتاب والقادة والساسة والمربين حماة الحق وبناة الأوطان». وقال الشرياني: «لعل من أسباب تراجع دورها اليوم هو النقلة الكبيرة التي أفرزتها حضارة اليوم والتغيرات السريعة المتتالية التي طرأت على واقع مجتمعاتنا والنمط العصري الحديث الذي أدخل على المدارس وطرق التعليم المختلفة وعامل الوقت الذي غير وقت التعليم ورسم له أوقاتا تختلف عن السابق ومناهج التدريس المختلفة وطرق التدريس وما تتطلبه مفرزات العصر من تخصصات شتى فأثر كل ذلك على اهتمام الأسر بالدفع بأبنائهم لهذه المدارس والحلقات والتي قلت في الواقع فظلت محصورة في أماكن معينة وبنسب متفاوتة في قضية الإقبال عليها».

وأفاد بأن «إدراك الناس ووعيهم بأهمية إحياء المدارس القرانية مجددًا أمر مهم لما تمثله من دور في تعزيز القيم الدينية والجوانب الأخلاقية لأبنائهم، خاصة في فترة إجازة الصيف والإجازة الموسمية للطلبة حيث الإقبال الكبير على المراكز الصيفية التي تنتشر انتشارًا واسعا ولعل القائمين عليها بما يقدمونه من منهجيه وتنظيم وتنويع في التعليم وتعزيز للطلبة بالمسابقات والبرامج الهادفة كالرحلات والأنشطة الرياضية والسفر عامل كبير ساهم في حراكها وعودتها من جديد مع بقائها محافظة على دورها الرئيس وهو تحفيظ القرآن الكريم وتعليم العلوم الشرعية».

مضيفًا: تطوير مدارس القران أصبح ضروريًا في الوقت الراهن لتلبية احتياجات الطلبة والعصر، مع الحفاظ على هويتها الدينية، وذلك من خلال إدخال أدوات التعليم الجديدة ورفد كوادرها بالدورات التدريبية والخبرات العلمية التي تؤهلهم بكيفية التعامل مع النشء وما تتطلبه التربية المعاصرة، واتباع طرق تدريس محببة.

تجهيز مدارس القرآن

أما ثريا بنت سعود النبهانية رئيسة مركز التعليم والإرشاد النسوي بمحافظة الداخلية فتقول: «تقوم مدارس القرآن الكريم بدور مهم في إعداد النشء من الناحية الأخلاقية والدينية، وتعد المؤسسة التي يتعلم فيها النشء القرآن الكريم وعلومه المرتبطة به حيث تقوم بدورها في إخراج جيل متقن لتلاوة القرآن وحفظه وتدبره كما أنها تحرص على ترسيخ العقيدة الصحيحة التي تحمي النشء من التأثر بالتيارات الفكرية التي لا تنسجم مع تعاليم الدين الحنيف».

وقالت: إن «اهتمام الأسر يختلف من مجتمع لآخر وهذا يعود لاختلاف ثقافة المجتمع وإدراكه لأهمية هذا الكتاب العظيم في تربية النشء، كما يعتمد ذلك على وعي وحرص الوالدين وإدراكهم لأهمية تعلّم أبنائهم القرآن الكريم باعتباره المصدر الأول للحصانة من التيارات الفكرية، ففي محافظة الداخلية ثمة مدارس يرتادها المئات من الطلبة وهناك أخرى تعاني عدم الإقبال عليها ويعود الأمر لعدة أسباب منها على سبيل المثال لا الحصر عدم وعي المجتمع بأهمية تعلم القرآن الكريم، والعادات والتقاليد وكثافة المناهج الدراسية والمهام الدراسية التي تأخذ كل وقت الطالب إضافة إلى طول اليوم الدراسي في مدارس التربية والتعليم وعودة الطالب لاستكمال مهامه الدراسية فلا يجد وقتا لارتياد مدارس القرآن الكريم كما يعود السبب في بعض المجتمعات لعدم توفر مدارس قرآن كريم أو عدم توفر معلمي القرآن الكريم.

وتناولت النبهانية البرامج التدريسية المرافقة لتحفيظ وتلاوة القرآن ومن بينها برامج تحفيظ القرآن الكريم وتثبيته بطرق متنوعة وتعليم التجويد وأحكام التلاوة والتفسير المبسط وتدبر الآيات إضافة إلى الفقه المبسط والسيرة النبوية وكذلك الفضائل والأخلاق الإسلامية وأسماء الله الحسنى وتدبرها كما أن هناك دروسا في المتون مثل تحفة الأطفال والجزرية والقاعدة القرآنية والنورانية.

وعن حاجة مدارس القرآن للتطوير أفادت النبهانية بأنه من المهم النظر في تجهيز مدارس القرآن الكريم لتكون بيئة تعليمية تربوية ملائمة ومنسجمة مع التقدم الذي تشهده مؤسسات التعليم ودعمها ماديا ومعنويًا والعمل على إيجاد لائحة تنظيمية وخطط ومناهج واضحة تسير عليها، كذلك التوسع إعلاميا في توجيه المجتمع بأهمية مدارس القرآن الكريم والتعاون بين جميع مؤسسات الدولة لجعل القرآن الكريم وتعليمه أساسا مهما ومادة أساسية يدرسها الطالب؛ كذلك تزويد المجتمع بكادر مؤهل لتدريس القرآن الكريم تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وإقامة مسابقات وبرامج لتأهيل الحفظة وإعدادهم للمشاركة في المسابقات المحلية والإقليمية.

ذكريات من حلقات القرآن

ويضيف مصعب بن خميس الشكيلي من ولاية عبري: «كنا نذهب في إجازة الصيف إلى المسجد لنتعلم ولنحفظ القرآن الكريم فيقسموننا إلى مجموعات في حلقات دائرية تصل إلى خمس أو ست تبعًا للعمر، كنا نردد آيات القرآن فيضج المسجد بأصوات الأطفال ضجيجًا لا يفهمه السامع، ولكن يفهمه الله ويحبه الملأ الأعلى، كنا نردد الآيات ونكررها، ويتخلل ذلك مسابقات وتعليمات وإرشادات وتوجيهات ساهمت في صناعة الرجال».

ويردف حديثه: «تعلمنا الوضوء والصلاة والصيام، وأذكر أننا تناقشنا في بقعة دم وجدتها في ثوبي وكنت أهمّ بالصلاة فقال أحدهم لي: لا تجوز الصلاة فالدم نجاسة، ولكن هناك مخرج هو أن يغسل البقعة امرؤ آخر غير متوضئ»، نقاش مثل هذا لا تسمعه في الجيل الحالي، وليس هذا لقلة مدارس القرآن، فالمدارس اليوم كثيرة ومختصة، والجوائز جزيلة، والمعلمون أكثر علما، ولكن انصرف اهتمام الناس -إلا من رحم الله- إلى غير مدارس القرآن، انصرفوا إلى العلم الطبيعي، والعلم التجريبي، واهتم الأهل بمستوى التعليم وإلى ما يملأ سوق العمل أكثر من اهتمامهم بالدين والأخلاق، يؤسسون الطفل على ذلك، ناهيك عن الشغل الذي تقوم به التكنولوجيا في تشكيل عقل الصغار وتكوين ثقافتهم، فليست المفارقة بين مدارس القرآن قديما وحديثا، ولكن المفارقة بين التنشئة قديما وحديثا».

التوسع في المدارك

ويفيد يوسف العرفي ولي أمر بأن المدرسة القرآنية تغرس في نفوس الأطفال والتلاميذ المبادئ والقيم الاجتماعية التي تسهم في بناء شخصيتهم لاحقا، وتساعدهم في التطلع إلى المثل العليا والأهداف الكبرى في الحياة، حيث يستمد المعلم القرآني برامجه في الحلقات التربوية من ثقافة الأمة، وقد جاء القرآن الكريم ليربي أمة، وينشئ مجتمعا ويقيم نظاما، والمدارس تربي وتوسع مدارك الأطفال، وتفتح عيونهم على آفاق جديدة يستفيدون منها في مستقبل أيامهم، وتجعل منهم مواطنين صالحين يعرفون حق الله، ويحترمون حقوق الناس.

صقل الأخلاق

ويؤكد حمد بن راشد الحسني مشرف ديني أن مدارس القرآن الكريم تعد المورد الثاني من موارد التربية القرآنية بعد دور الأسرة، فهي تحتضن في جنباتها طلبة القرآن الكريم مع معلمهم المبارك، فينهلون من معين القرآن الصافي ويرتشفون من رحيق الكتاب العزيز، تلاوةً وتعلمًا وتدبرًا، والمدارس القرآنية على مستوى سلطنة عمان تعد رافدًا من روافد مؤسسات العناية بالأخلاق وغرس القيم النبيلة والمبادئ السامية، فهي تصقل الأخلاق والقيم، وتنمي المواهب الكامنة في نفوس الناشئة كتلاوة القرآن الكريم والإنشاد وإلقاء الشعر والخطابة وغيرها من القدرات الطلابية، فينبغي علينا الاعتناء بهذه المدارس ودعمها ماديًا ومعنويًا وهذا واجب حتمي على كل أفراد المجتمع صغارا وكبارًا، رجالًا ونساءً.

مقالات مشابهة

  • تعداد تركيا السكاني يرتفع 300 ألف نسمة
  • «التعليم» تعلن انتهاء إجازة نصف العام الدراسي.. وتعليمات مهمة لمديري المدراس
  • تعليق الدوام في جميع مدارس الطفيلة الحكومية والخاصة 
  • مدير تعليم الشرقية يناقش استعدادات النصف الثاني من العام الدراسي
  • فتح باب التسجيل في المدارس الحكومية للعام الدراسي القادم ابتداء من 10فبراير
  • الإمارات.. فتح باب التسجيل في المدارس الحكومية للعام 2025– 2026
  • الإمارات.. «التعليم» تعلن موعد فتح باب التسجيل بالمدارس الحكومية للعام الدراسي 2025 – 2026
  • وكيل التعليم بالجيزة يتفقد مدارس إدارة 6 أكتوبر لمتابعة جاهزية الفصل الدراسي الثاني
  • مدارس القرآن معاقل للعلم وصانعة للأجيال
  • موعد عودة المدارس من إجازة نصف العام الدراسي 2025