تطور خط اتصال مباشر بين واشنطن وموسكو لمنع الحروب النووية.. ما علاقة مصر؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
يوجد خط ساخن بين موسكو وواشنطن، بدأ عام 1963 ليحمي العالم من اندلاع أزمة نووية، وجاء استخداما بعد أزمة الصواريخ الكوبية، التي بدأت في عام 1962، وساعد في تقليل خطر الحرب النووية.
ورن جرس الهاتف الأحمر لأول مرة في 30 أغسطس 1963، وظل موجودا حتى عام 1991 عندما أصبح هناك تواصل مباشر عبر الهاتف متاح لرؤساء الدول.
وبدأت فكرة الخط بفكرة الارتباط المباشر، التي طرحها الاتحاد السوفيتي عام 1954 لحماية العالم من خطر نشوب صراع نووي، ولم تتحمس الولايات المتحدة الأمر إلا في عام 1962 عند اندلاع أزمة الصواريخ الكوبية.
خط اتصال مباشر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتيوفي عام 1954، طرحت الحكومة السوفيتية فكرة وجود خط اتصال مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب الكورية، التي انجذبت إليها القوتان النوويتان، لكن الولايات المتحدة لم تستجب للفكرة، وفي عام 1962 تم توقيع اتفاقية بين أمريكا والاتحاد السوفيتي في جنيف.
وتم تجريب الخط لأول مرة في 30 أغسطس 1963 عبر رسالة تجريبية من واشنطن، شملت جميع الحروف الأبجدية والأرقام، وردت موسكو برسالة تحتوي جميع أحرف الأبجدية الروسية، وكانت أول رسالة رسمية عبر الخط الساخن «موسكو– واشنطن» تتعلق باغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي عام 1963.
حروب الاستنزاف في مصروفي 5 يونيو 1967، اندلعت الحرب بين إسرائيل والدول العربية، وأرسلت موسكو نداء رسميا إلى الولايات المتحدة طلبت فيه توضيح موقفها من الصراع ومدى استعدادها لمنع التقارب الخطير بين الأسطولين الأمريكي والسوفيتي في البحر المتوسط، وشهد هذا اليوم 20 رسالة عبر الخط الساخن لمنع الاشتباك بين القوتين النوويتين في منطقة النزاع.
أزمة أفغانستان والخط الساخنوفي عام 1971 تبادلت موسكو وواشنطن رسائلا بشأن الحرب الهندية الباكستانية الـ2، بمبادرة من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، ثم في 1979، استخدم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الخط الساخن لإدانة دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان.
أما في عام 1985، أصبح الخط الساخن يتضمن «فاكس» إضافة إلى «التلجراف»، مما سمح للرئيس الأمريكي رونالد ريغان، بتلقي رسالة مكتوبة بخط اليد من الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف.
آخر رسالة بين البلدينوكانت الرسالة بين جورباتشوف وريغان، آخر محطات استخدام الخط الساخن «موسكو– واشنطن» من قبل قادة الدولتين، حيث تم بعدها إتاحة التواصل المباشر بين الرؤساء عبر الهاتف.
التواصل قبل الخط الساخن، كان يتم باستخدام مراسلي التلفزيون للتواصل، لكن ذلك لم يستمر لأنه لم يكن آمنا، إضافة إلى استخدام القنوات الدبلوماسية الرسمية في مدة تستغرق 6 ساعات.
واستمر عمل الخط الساخن بين موسكو وواشنطن، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وفي 2007، شهد تحديثا جديدا شمل أجهزة كمبيوتر خاصة، وآلية لتبادل الرسائل عبر البريد الإلكتروني، وهي التحديث الذي تم تطبيقه بداية من 2008، وأصبح هناك إمكانية لإيصال الرسائل في الوقت الفعلي دون تأخير.
وأصبحت هناك طرق تواصل بين الولايات المتحدة وموسكو ومنها نظام الاتصال الصوتي المباشر «دي في إل»، ونظام الاتصال المباشر بين الحكومات «جي جي سي إل»، ومركز تقليل الخطر النووي «إن آر آر سي»، وخط الاتصال الخاص بالشؤون الخارجية «إف إيه إل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: روسيا موسكو الخط الساخن إسرائيل الولایات المتحدة الخط الساخن مباشر بین فی عام
إقرأ أيضاً:
معهد هودسون الأمريكي يوصي إدارة ترامب بتصنيف البوليساريو تنظيماً إرهابياً يهدد مصالح الولايات المتحدة
زنقة 20. الرباط
نشر معهد هدسون العريق مؤخرًا تقريرًا حاسمًا بعنوان: “الحجة الاستراتيجية لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية“. وفي صفحاته، يعرض بوضوح ما دأب المغرب على التحذير منه منذ عقود: جبهة البوليساريو لا تمثل حركة تحرر حقيقية، بل تتصرف كميليشيا شبه عسكرية تعمل على زعزعة الاستقرار، وتخدم أجندات أجنبية معادية لأمن المنطقة واستقرارها.
يفتتح التقرير بتحذير صارخ: “لم يعد نزاع الصحراء الغربية نزاعًا مجمّدًا. لقد تحول إلى جبهة متقلبة تُهدد بشكل مباشر مصالح الأمن القومي الأمريكي“. وفي هذا السياق، تبرز جبهة البوليساريو كفاعل خطير، ليس بسبب مزاعمها السياسية، بل نتيجة ارتباطها الوثيق بالإرهاب، وضلوعها في شبكات تهريب الأسلحة، ودورها كأداة تنفيذية تخدم الأجندات الإيرانية والروسية والصينية في القارة الإفريقية.
تمثل توصية معهد هدسون مطلبًا حازمًا: فهي تدعو الإدارة الأمريكية إلى تصنيف جبهة البوليساريو رسميًا كـ«منظمة إرهابية أجنبية» (FTO حسب اختصارها بالإنجليزية)، وذلك انسجامًا مع الوقائع الموثقة والسياق الجيوسياسي الراهن. ويستند التقرير في مطلبه إلى جملة من الأدلة الصلبة، من بينها: خرق اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991، تحويل المساعدات الإنسانية لتمويل البنية التحتية المسلحة، التعاون الوثيق مع حزب الله وحزب العمال الكردستاني، تسلّم طائرات مسيّرة إيرانية عبر الوساطة الجزائرية، والانخراط في شبكات تهريب تدعم التمردات الجهادية في منطقة الساحل.
في كلمات التقرير نفسه: “تتجاوز أنشطة البوليساريو بكثير المعايير المطلوبة لتصنيفها منظمة إرهابية. نحن لا نتعامل مع حركة سلمية، بل مع تنظيم له تشعبات خطيرة تهدد أرواح الأمريكيين في منطقة الساحل وتقوّض المصالح الاستراتيجية لواشنطن“.
يشير التقرير أيضًا إلى شخصية عدنان أبو وليد الصحراوي، العضو السابق في جبهة البوليساريو وأمير “داعش في الصحراء الكبرى”، المسؤول عن هجمات عديدة، من بينها الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة جنود أمريكيين في النيجر سنة 2017. ويُعدّ صعوده من مخيمات تندوف إلى قيادة فرع من فروع تنظيم الدولة الإسلامية دليلاً، بحسب معهد هدسون، على أن “النظام المسلح التابع للبوليساريو شكّل حاضنة للتطرف والتجنيد العنيف”.
الارتباط بين البوليساريو والأنظمة الاستبدادية موثَّق على نطاق واسع. وتُعدّ الجزائر الراعي الرئيسي لهذا الكيان، غير أن التقرير يفضح أيضًا تعاون الجبهة مع إيران — من خلال الحرس الثوري وحزب الله — وكذلك مع روسيا والصين، اللتين تستغلان النزاع لتقويض النفوذ الغربي وإعاقة صعود المغرب كقوة إقليمية. ويؤكد التقرير بعبارات صريحة: “البوليساريو لم تعد فاعلاً محلياً، بل تحوّلت إلى أداة في هندسة زعزعة الاستقرار التي تقودها قوى معادية”.
تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO) يمثّل قراراً استراتيجياً عالي القيمة: يعزّز الاستقرار الإقليمي، ويكرّس التحالف مع المغرب — الحليف الرئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو — ويوجّه رسالة حاسمة إلى من يستخدمون الفوضى كأداة جيوسياسية. ويخلص معهد هدسون إلى أن “الجمود لا يؤدي سوى إلى تآكل مصداقية الولايات المتحدة في منطقة لا تُدار إلا بمنطق القوة والوضوح”.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، على الولايات المتحدة أن تراهن على الاستقرار والشرعية والتحالف مع من يشتركون معها في القيم نفسها. إن تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط قضية عدالة، بل هو أيضاً ضرورة استراتيجية في ظل مشهد عالمي يزداد اضطراباً وتعقيداً يوماً بعد يوم.
الإرهابتأشيرة الولايات المتحدةجبهة البوليساريو