خبير بـ«أوابك»: لولا الاكتشافات لتحولت مصر لأكبر مستورد للوقود
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
أشاد المهندس وائل حامد عبدالمعطى، خبير الصناعات الغازية بمنظمة «أوابك»، بما شهدته مصر خلال السنوات الماضية من تغيرات فى مجال الطاقة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، خاصة فى قطاع الغاز الطبيعى، وقال إن مصر تعتبر من الدول التى استفادت من ارتفاع أسعار الغاز عالمياً، بفضل تصديرها للغاز المُسال للدول الأوروبية بعد تقليل اعتماد تلك الدول على الغاز الروسى بسبب الأزمة الروسية - الأوكرانية.
وأوضح «عبدالمعطى»، خلال حواره مع «الوطن»، أن هناك العديد من العوامل التى أدت لارتفاع أسعار الغاز الطبيعى خلال الفترة الماضية.. وإلى نص الحوار:
مصر تشهد طفرة بقطاع الغاز بفضل مخزون «حقل ظهر».. وأوقفت استيراد «المسال» منذ 2018كيف تتابع التطور فى قطاع الغاز الطبيعى بمصر خلال السنوات الأخيرة؟
- مصر شهدت طفرة كبيرة فى قطاع الغاز الطبيعى، كان أبرزها اكتشاف حقل «ظهر» عام 2015 ووضعه على خطوط الإنتاج عام 2018، حيث يعد «ظهر» من أكبر الحقول المكتشفة فى منطقة المتوسط بمخزون يقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة. وبفضل حقل «ظهر»، تمكنت مصر من إيقاف اعتمادها على استيراد الغاز الطبيعى المسال عام 2018 بعد أن اضطرت لاستيراده نتيجة تراجع الإنتاج المحلى منذ عام 2012 وعدم كفايته لتلبية الطلب.
وكانت مصر مرشحة فى هذه الفترة لأن تكون أكبر دولة مستوردة للغاز الطبيعى المسال فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو الأمر الذى كان سيشكل عبئاً كبيراً على الدولة وميزانياتها من حيث تكاليف الاستيراد، إلا أن الاكتشافات الجديدة حالت دون ذلك.
كيف يتأثر قطاع الطاقة حول العالم بالتغير المناخى فى مصر وعلى مستوى العالم؟
- مؤخراً شهدت مصر، كغيرها من الدول حول العالم، ارتفاعاً قياسياً فى درجات الحرارة مع دخول الصيف والموجات الحارة التى تعرض لها أغلب دول العالم، والتى بدورها تؤدى إلى زيادة الطلب على الغاز فى قطاع الكهرباء بسبب زيادة الأحمال، وقد يفوق الاستهلاك الطبيعى فى فترات الذروة، وهذه هى السمة الأساسية للطلب على الغاز الذى يتسم بـ«موسمية الطلب»، أى ارتفاع الطلب فى موسم على حساب موسم آخر، لكن مع دخول فصل الشتاء، فمن المتوقع أن يشهد الطلب على الغاز من محطات الكهرباء تراجعاً ملحوظاً ومن ثم يمكن أن تختفى الأزمة، علاوة على إمكانية توفير فائض أكبر يمكن تصديره.
يُضاف إلى ذلك أن الحقول المنتجة للغاز الطبيعى فى العالم كله تشهد عادة تراجعاً فى إنتاجها بمرور الوقت، وهى ظاهرة طبيعية فى آبار الغاز نتيجة انخفاض الضغوط، ومن ثم يتم تعويض ذلك باستمرار عمليات التطوير وتنمية الحقول وإدخال حقول جديدة على خريطة الإنتاج، وهو ما تعمل مصر دائماً عليه قبل حدوث أى مشكلات، حيث يتم إبرام تعاقدات جديدة مع الشركات العالمية العاملة فى مصر، ووضع آبار جديدة على الإنتاج سيعزز بصورة فعالة من معدلات الإنتاج ويزيدها بشكل أكبر من السابق.
وما تقديرك لتطور صادرات مصر من الغاز الطبيعى المسال؟
- حققت مصر فى العام 2022 إيرادات قياسية من قطاع الغاز، حيث بلغت قيمة ما تم تصديره نحو 8.4 مليار دولار بالمقارنة مع 3.5 مليار دولار عام 2021، بمعدل زيادة 140%، وكانت الأسعار العالمية فى ذروتها التاريخية بسبب المخاوف من أثر إيقاف إمدادات الغاز من روسيا على أوروبا، خاصة فى فصل الشتاء، الذى عادة ما يرتفع فيه الطلب على الغاز إلى أعلى معدلاته فى هذه الفترة من السنة.
ذكرت أن هناك العديد من العوامل التى أثرت ورفعت أسعار الغاز الطبيعى فى أوروبا، ما أبرز هذه العوامل؟
- الغاز الطبيعى المسال أصبح يشكل نسبة أكبر من السابق فى واردات الغاز للاتحاد الأوروبى، حيث أصبح يشكل نحو 50% من إجمالى واردات الغاز القادمة إلى دول الاتحاد الأوروبى.
بينما تشكل واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب نسبة الـ50% المتبقية. وكنتيجة لذلك، باتت أوروبا أكثر عرضة لتقلبات الأسعار كونها تعتمد على الغاز الطبيعى المسال بشكل كبير والذى تقوم بشرائه من السوق الفورية، التى تعانى من ارتفاعات فجائية فى الأسعار لا يمكن التنبؤ بها مع أية أزمات قد تشهدها الدول المصدرة للغاز الطبيعى المسال.
مَن يمكنه الاستفادة من أسعار الغاز الطبيعى المسال المرتفعة؟
- لا شك أن المستفيد من ارتفاع الأسعار الدول التى تعتمد على تسويق إنتاجها من الغاز الطبيعى المسال فى السوق الفورية، على عكس الدول التى تعتمد على العقود طويلة المدة المرتبطة بخام برنت، وتعد مصر إحدى الدول التى استفادت من هذه الميزة، حيث صدرت كميات من الغاز الطبيعى الفائض لديها إلى السوق الأوروبية.
توقعات أسعار الغاز الفترة المقبلةتشهد أوضاع السوق تغيراً بشكل مستمر، فبالنسبة للسوق الأوروبية يزداد الطلب بشكل كبير قبل فصل الشتاء وخلاله وينخفض فى الصيف، وهو أيضاً ما يؤثر على الدول المصدرة وعلى الأسعار، ومنذ بداية العام الجارى 2023 نجحت أوروبا فى تخطى فصل الشتاء دون اضطرابات، بل والحفاظ على مستويات تخزين عالية من الغاز بعد انتهاء موسم التدفئة، الأمر الذى دفع الأسعار نحو الهبوط بشكل كبير خلال الفترة الحالية، وفى إطار ما تقدم، من المتوقع أن تتراجع إيرادات الدول المصدرة للغاز الطبيعى المسال لتراجع أسعاره مقارنة بالعام الماضى، وبنسبة قد تتخطى الـ50%.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزارة البترول الغاز غاز مصر اوبك الغاز الطبیعى المسال للغاز الطبیعى أسعار الغاز قطاع الغاز فصل الشتاء الدول التى على الغاز من الغاز فى قطاع
إقرأ أيضاً:
رسالة طمأنينة
ربما لا يصدق الشباب الحالم بالسفر إلى أوروبا أن ألمانيا التى كانت قاطرة الاقتصاد فى الاتحاد الأوروبى، والتى أُطلق على فريقها فى كرة القدم لقب الماكينات تتعرض لهزة اقتصادية عنيفة تعكس الأزمة المالية العالمية ومعاناة أغلب الدول حتى الكبرى منها.
تخيلوا يا شباب أن صندوق النقد الدولى وكل المؤسسات الدولية تقول إن الاقتصاد الالمانى يترنح وعلى شفا الانهيار، قد تقولون كيف تترنح دولة صناعية تنتج أفخم أنواع السيارات، ويشار لها بالبنان فى عالم الصناعة؟، ولكن هذا هو الواقع.
المثير فى الأمر أن صندوق النقد أرجع سبب انهيار اقتصاد ألمانيا إلى البنية التحتية المتهالكة، والتى لا تدعم ألمانيا فى جذب الاستثمارات للخروج من كبوتها، وهنا على الجميع أن يفتح فمه فى ذهول، فالبنية التحتية والمشاريع العملاقة والطرق والكبارى والمدن الجديدة والمدارس وشبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء وشبكات الغاز ثبت أنها من العوامل المؤثرة التى تجذب الاستثمارات وتدعم الاقتصاد.
يوماً بعد يوم نكتشف وندرك أن أولويات الإنفاق التى انتهجتها الحكومة وفق رؤية وتوجيهات الرئيس السيسى كانت ضرورية وهامة نحو طريق التنمية والنهوض بالاقتصاد، نتيقن أن من هاجموا تطوير الطرق ووسائل النقل وبناء الكبارى وإنشاء المزيد من المحاور وتبطين الترع كانوا كارهين على علم لتقدم مصر، لإدراكهم أن هذه مقومات جذب للاستثمارات وبدونها لن يتحرك الاقتصاد.
انظر إلى حدود مصر المشتعلة من كافة الجهات، وشاهد ما يحدث فى الشرق الأوسط، لتدرك أن من هاجموا الإنفاق على تسليح الجيش المصرى كانوا يريدون ألا تزداد مصر قوة لتصبح لقمة سائغة كغيرها من الدول العربية التى يسهل اجتياحها أو الاعتداء عليها واحتلال جزء من حدودها لأنها لا تملك جيشًا وطنيًا يدافع عنها، مصر الآن لها صوت ولها رأى وإرادة ولا يُفرض عليها رأى ولا مشورة بفضل قوة وبسالة جيشها الوطنى.
اجلس فقط وتابع أخبار الحروب والصراعات ومستوى اقتصادات الدول حتى الكبرى منها، وعدد اللاجئين وعمليات النزوح وأماكن المخيمات، لتدرك أننا فى وضع معقول رغم الغلاء وارتفاع الأسعار وازدياد الضغوط الاقتصادية على المصريين.
العالم يزداد اشتعالًا، وتغيير طبيعة المواجهات المباشرة بين القوى العظمى إلى حرب بالوكالة على أراضى الدول الصغرى أصبح من المسلمات، بات واضحًا أننا فى عالم لا يسمع ولا يرى، لا يطبق القوانين إلا على الضعفاء، عالم تحكمه القوة والجبروت، عالم لا إنسانى يسعى فقط لمصالحه حتى لو كان الثمن هدم دول وسحق شعوب.
تحيا مصر، وحفظ الله وطننا من كل سوء.
[email protected]