بعد العثور عليه داخل أسماك الماكريل.. ماهو كبريتات النحاس وما خطورته؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
تداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات، خلال الأيام الأخيرة، حول وجود "مادة زرقاء لامعة ومضيئة" داخل أسماك الماكريل، عُرفت باسم " كبريتات النحاس "، حيث حذرت الدكتورة شرين ذكي رئيس لجنة السلامة بنقابة البيطرين، عبر صفحتها، من تناول أي منتجات سمكية تحتوي على مادة كبريتات النحاس، خاصةً ما وجده المواطنون داخل أسماك الماكريل، حيث تعتبر مادة سٌمية تدمر الخلايا بجسم الإنسان.
وكانت الدراسات الأجنبية أظهرت نفوق الأسماك بعد استخدام كبريتات النحاس كمبيد للتحكم في الطحالب في البرك والبحيرات، حيث تم الاستشهاد باستنزاف الأكسجين وزيادة الحطام كسبب لوفيات معظم الأسماك بعد استخدام كبريتات النحاس.
ويرجع ذلك في بعض الأحيان إلى الموت المفاجئ وانحطاط الطحالب والنباتات بعد الاستخدام، حتى التركيزات الصغيرة من النحاس يمكن أن تكون ضارة لــ الأسماك والكائنات المائية.
"البوابة نيوز" توضح في هذا التقرير أهم المعلومات الصادرة من المركز الوطني لمعلومات مبيدات الآفات بالولايات المتحدة الأمريكية، وخدمات الإرشاد بجامعة ولاية أوريغون، عن كبريتات النحاس وخطورته وكيفية التعامل الصحي بخصوص ذلك.
ماهو كبريتات النحاس؟أوضح المركز الوطني لمعلومات مبيدات الآفات بالولايات المتحدة الأمريكية أنه تم تسجيل كبريتات النحاس للاستخدام في منتجات المبيدات الحشرية في أمريكا منذ عام 1956، وهو عبارة عن مركب غير عضوي يجمع بين الكبريت والنحاس، يمكنه قتل البكتيريا والطحالب والجذور والنباتات والقواقع والفطريات، وتعتمد سُمية كبريتات النحاس على محتوى النحاس.
ما هي المنتجات التي تحتوي على كبريتات النحاس؟يمكن أن تكون المنتجات التي تحتوي على كبريتات النحاس سوائل أو غبارًا أو بلورات. هناك عشرات المنتجات النشطة التي تحتوي على كبريتات النحاس في الأسواق، حيث تمت الموافقة على بعضها لاستخدامها في الزراعة العضوية في أمريكا.
كيف تضر كبريتات النحاس بالانسان والبيئة؟يمكن أن يتعرض الفرد لمخاطر كبريتات النحاس إذا كان يستخدم كبريتات النحاس وتلامس مع البشرة، أو قام باستنشاقه، أو أكل أو شرب أي منتجًا عن طريق الخطأ.
ويمكن أن يحدث هذا أيضًا إذا لامست المادة يد الفرد وتناول الطعام أو دخنت دون غسل يديك أولًا؛ لذلك لابد من معرفة المواد المكونة في كل منتج يتم استخدامه مباشرةً سواء عن طريق اللمس أو الأكل، ويمكنك الحد من تعرضك وتقليل المخاطر عن طريق اتباع جميع تعليمات الملصق بعناية.
ويرتبط خطورة كبريتات النحاس حيث يؤدي إلى إتلاف الخلايا مما يؤدي إلى تسربها وموتها، كما يعطل النحاس الوظيفة الطبيعية لخلايا الجلد والإنزيمات في بعض الكائنات الحية.
أعراض التسمم بكبريتات النحاس؟تهيجا شديدا في العين.
الغثيان والقيء.
تلف أنسجة الجسم وخلايا الدم والكبد والكلى.
ومع التعرض الشديد، يمكن أن تحدث الصدمة والموت.
وتؤثر كبريتات النحاس على الحيوانات بطريقة مماثلة، فتشمل علامات التسمم في الحيوانات:
قلة الشهية والقيء والجفاف والصدمة والموت.
قد يكون للإسهال والقيء لون أخضر إلى أزرق.
ووجدت الدراسات التي أجريت على العديد من الأنواع المائية أن النحاس شديد السمية للأسماك والحياة المائية، ومن المعروف أن سمك السلمون المرقط والكوي والأسماك الصغيرة من عدة أنواع حساسة بشكل خاص للنحاس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كبريتات النحاس النحاس أسماك الماكريل تحتوی على یمکن أن
إقرأ أيضاً:
المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
في قلب العاصمة تونس تلتقي الأزقة المتعرجة الضيقة بالمآذن الشامخة وتنساب الألوان والأصوات والروائح العطرة وسط المدينة العتيقة التي تعيش نبضا خاصا في رمضان.
تعد المدينة العتيقة واحدة من أبرز معالم التاريخ والحضارة في البلاد، وهي تفتح أبوابها للعالم عبر "باب بحر"، ذلك المدخل الذي يعد بمثابة حلقة وصل بين الحاضر والماضي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلال حقبة الاستعمارlist 2 of 2"لغة استقلال الهند".. حرب اللغات في شبه القارة تستهدف الأردية المتأثرة بالفارسية والعربيةend of listعند عبور هذا الباب، يجد الزائر نفسه وسط أزقة ضيقة مفروشة بالحجارة، تحيط بها حوانيت تقليدية، بينما تعكس واجهات البيوت طابعا معماريا عتيقا يحمل بصمة التاريخ.
تشتهر المدينة العتيقة بفن العمارة الحفصية، حيث تتميز بممراتها الضيقة والمنازل ذات الأفنية الداخلية والمآذن والأقواس التي تعكس أصالة التراث العربي الإسلامي في تونس.
وتظهر الأصبطة وهي غرف عُلوية معلقة فوق الأزقة بشكل لافت في وسط واجهات البيوت والمحال التجارية، حيث تضفي على الأزقة الضيقة لمسة من الجمال المعماري.
تمتلئ زوايا السوق بالأقمشة الملونة المعلقة أمام الدكاكين، وتلمع القطع الفضية والنحاسية المعروضة للبيع، فيما تفوح روائح العطور، مما يخلق أجواء تقليدية تنبض بالحياة.
إعلانوتضج أسواق المدينة العتيقة بحركة الزائرين القادمين من كل الأرجاء لشراء مستلزماتهم الرمضانية، ويقف التجار أمام محلاتهم مراقبين الزبائن بحرص ساعين لتلبية طلباتهم.
لا يتوقف تدفق السواح الأجانب على هذا المكان العريق في رمضان لاكتشاف تفاصيل الحياة في هذا الجزء التاريخي من العاصمة ملتقطين بعدسات كاميراتهم تفاصيل دقيقة في زواياه.
كثاني أقدم جامع بالبلاد بعد جامع عقبة يتربع جامع الزيتونة وسط الأسواق، حيث بني في فترة حكم الحفصيين الذين استقروا في تونس في القرن الثالث عشر على غرار سوق العطارين وسوق النحاس وسوق الشواشين.
خلال السنوات الأخيرة عرفت أسواق المدينة العتيقة حضورا مكثفا للمنتوجات المستوردة، مما أدى لتراجع بعض الحرف المحلية، ومع ذلك لا يزال المكان صامدا أمام التقلبات.
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة يجتهد عديد الحرفيين في المدينة العتيقة للحفاظ على مهن أجدادهم العريقة التي تشكل حجر الزاوية في هوية المدينة العربية بأسواقها المتنوعة.
من بين هؤلاء الحرفيين يجلس الحرفي محمد مرابط على كرسي أمام محل تجاري مختص في النقش على النحاس أحد أعرق الحرف التي لا تزال صامدة في المدينة العتيقة بتونس.
ينهمك هذا الحرفي في طرق النحاس بانتباه بينما يتوقف الزوار لمشاهدته وهو ينقش أسماء وزخارف عربية على أوان منقوشة تبقى شاهدة على مهارة الحرفيين التونسيين.
يقول للجزيرة نت "رغم كل التغيرات الحياتية يظل النحاس جزءا من تقاليدنا، وفي شهر رمضان تنتعش السوق بتوافد الزبائن الباحثين عن أوان نحاسية أو ديكورات تقليدية".
يشعر محمد في أعماقه أن عمله اليدوي يساهم في إحياء أصالة المكان، مشيرا إلى إعجاب الزبائن بما ينتجه من أطباق منقوشة وفوانيس مزخرفة لديكورات منزلية تراثية.
بدوره، يولي كريم الرابحي تاجر في صناعة الفخار عناية كبيرة بزينة محله المليء بالأواني والتحف الفخارية، حيث يحرص على عرض كل قطعة بعناية لتجسد أصالة صناعة الفخار.
إعلانوفي السياق يقول هذا التاجر للجزيرة نت إن الإقبال على منتجات الفخار يزداد لا سيما في المناسبات مثل رمضان، حيث يسعى الزوار لاقتناء تذكارات تمثل جزءا من الهوية التونسية.
ولا تقتصر الحياة في المدينة العتيقة على الأسواق والمهن التقليدية فحسب، بل تمتد لتشمل مراكزها الثقافية التي تصبح مسرحا للعروض الفنية لمهرجان المدينة في رمضان.
كما يضفي وجود المقاهي الشعبية طابعا خاصا على المكان، حيث يتوافد الزوار لتذوق القهوة العربية والحلويات التقليدية التي تضفي على الأمسيات الرمضانية طابعا مميزا.
تجسد المدينة العتيقة بتونس أصالة أول مدينة عربية إسلامية في المغرب العربي ظهرت إلى الوجود منذ نحو 13 قرنا وصنفت منذ عام 1979 لدى منظمة اليونسكو بصفتها تراثا ثقافيا للإنسانية.