أردوغان: نسعى لخفض التضخم من خلال سياسة نقدية متشددة
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هناك حاجة إلى "سياسة نقدية متشددة" لإبطاء التضخم، في تغيير واضح في موقف الرئيس التركي الذي طالما أحبط المستثمرين من خلال تأييد تكاليف الاقتراض المنخفضة للغاية.
وعكست الليرة التركية خسائرها بعد أن تحدث أردوغان في أنقرة، حيث تم تداولها على ارتفاع بنسبة 0.1 بالمئة عند 26.
وقال، خلال الكشف عن ملامح البرنامج الاقتصادي متوسط المدى الذي أعدته حكومته للفترة القادمة: "سنخفض التضخم إلى خانة الآحاد بدعم من التشديد النقدي".
وقام الرئيس التركي بتجديد فريقه الاقتصادي بعد وقت قصير من فوزه في الانتخابات، فعين محمد شيمشك، الخبير الاستراتيجي السابق لسندات ميريل لينش، وزيراً للمالية، وحفيظة أركان، التي كانت تعمل في مجموعة غولدمان ساكس، محافظة للبنك المركزي.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة: "تماشيا مع هدفنا المتمثل بجعل تركيا أقوى وأكثر أمنا وازدهارا، فإننا نكشف عن خارطة طريقنا الأولى للاقتصاد من خلال البرنامج متوسط المدى".
وأوضح أن بلاده تهدف خلال ثلاث سنوات إلى تحقيق توازن بنمو الاقتصاد تقوده استثمارات القطاع الخاص ذات القيمة المضافة العالية بنسبة 4.5 بالمئة بالمتوسط
وقال: "لن نتخلى عن النمو الاقتصادي في برنامجنا متوسط المدى ... سنزيد صادراتنا من السلع والخدمات إلى مستويات تاريخية".
وأوضح أن أولية بلاده تتمثل بـ "إزالة الدمار الذي خلفه الزلزال وزيادة فرص العمل مع نمو اقتصادي متوازن وخفض التضخم إلى خانة الآحاد وتحسين توزيع الدخل".
كما شدد أردوغان على أن بلاده تسعى لخفض التضخم من خلال سياسة نقدية متشددة.
وأضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "بفضل الخطة الجديدة، نتوقع زيادة الوظائف في تركيا بنسبة 2.2 بالمئة".
كما أوضح أن البرنامج الاقتصادي الجديد مكون من سبع نقاط، ويمتد بين عامي 2024 و2026 وسيرفع المستوى الاقتصادي إلى أبعد حد.
وقامت تركيا بخفض أهداف النمو الاقتصادي في البرنامج متوسط المدى. وسيبلغ الناتج المحلي الإجمالي لهذا العام 4.4 بالمئة، بانخفاض عن 5 بالمئة في التقرير السابق، وفقًا لتصريحات نائب الرئيس جودت يلماز.
وتتوقع الحكومة الآن نموا بنسبة 4 بالمئة في عام 2024، مقارنة بـ 5.5% بالمئة بالتوقعات السابقة.
وقدمت الحكومة توقعات متشائمة بشأن التضخم، وعدلت بشكل حاد توقعاتها لنهاية العام إلى 65 بالمئة، من 25 بالمئة.
وارتفع معدل التضخم على أساس سنوي بشكل أسرع من المتوقع في أغسطس، إلى 58.9 بالمئة، مما يسلط الضوء على التحدي الذي يواجهه البنك المركزي وأردوغان في إنهاء أزمة تكلفة المعيشة.
وعدّل البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم في نهاية العام إلى 58 بالمئة في يوليو، وهو ما يزيد عن مثليه عن الرقم الموجود في عهد سلف إركان.
وتتوقع السلطات النقدية أن يصل التضخم إلى ذروته في الربع الثاني من العام المقبل، ثم يتباطأ إلى 33 بالمئة في نهاية العام.
ويبلغ سعر الفائدة الحالي 25 بالمئة، بعد أن رفعه البنك المركزي بمقدار 750 نقطة أساس — أكثر من المتوقع — في أواخر أغسطس. وقد أشار البنك إلى أن دورة التشديد ستستمر.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الليرة التركية أردوغان التضخم محمد شيمشك أردوغان تركيا النمو الاقتصادي التضخم التضخم البنك المركزي التركي أردوغان اقتصاد تركيا الليرة التركية أردوغان التضخم محمد شيمشك أردوغان تركيا النمو الاقتصادي التضخم التضخم البنك المركزي التركي أخبار تركيا الرئیس الترکی بالمئة فی من خلال
إقرأ أيضاً:
التنمر وآثاره بعيدة المدى على الطلاب
التنمُّر مشكلةٌ واجهها الكثير منا في مرحلةٍ ما من حياتنا، سواءً كضحايا أو شهود أو حتى جناة، ورغم شيوعه، غالبًا ما لا يُؤخذ على محمل الجد كما ينبغي، ويتجاهل هذا التجاهل، الأثرَ العميقَ والدائمَ الذي قد يُخلّفه التنمُّر على الأفراد والمجتمعات، للتنمُّر جوانب وعواقب وخصائص، يُشكّل التنمُّر، خاصة في المدارس، مصدر قلق متزايد، لأن نسبة كبيرة من الطلاب إما يتعرضون للتنمّر بانتظام، أو هم من يُبادرون بسلوك التنمُّر، تتجاوز آثار التنمُّر المعاناة المباشرة، إذ يُمكن أن تُؤدّي إلى عواقب وخيمة، حيث غالبًا ما يُعاني الضحايا من أمراض مُرتبطة بالتوتر، مثل الخوف المُزمن، وآلام المعدة، والصداع، بالإضافة إلى الاكتئاب، وانخفاض تقدير الذات، ولهذا السبب، يتجنب نسبة من الطلاب الذهاب للمدرسة بسبب التنمُّر، مما يُؤثّر بشكل كبير على تعليمهم ونموّهم الاجتماعي، ولا تقتصر عواقب التنمُّر على الضحايا فحسب، بل يواجه مرتكبوه أيضًا آثارًا طويلة المدى، لأن المتنمِّرين أكثر عرضة للانخراط في سلوك إجرامي بأربع مرات بحلول سن الرابعة والعشرين، وغالبًا ما يعانون من نقص في المهارات الاجتماعية والتأقلم والتفاوض، ويكونون أكثر عرضة لتعاطي المخدرات، فعادةً ما يُظهر المتنمِّرون سلوكياتٍ وسماتٍ معينة، مثل الشعور بالرضا من إيذاء الآخرين، وغياب التعاطف، وتحدي السلطة، وتكرار مخالفة القواعد، وغالبًا ما ينشأون في بيئاتٍ تُعتبر فيها السلوكيات السلبية أمرًا طبيعيًا، كالمنازل التي يسود فيها العقاب البدني، تُسهم هذه العوامل في سلوكهم العدواني، وفي المقابل يميل ضحايا التنمُّر إلى إظهار ضعفهم من خلال سمات مثل القلق وانعدام الأمن وتدني احترام الذات وغالبًا ما يكونون معزولين اجتماعيًا، ويفتقرون إلى الأصدقاء، وقد ينحدرون من عائلات مفرطة الحماية تُسهم دون قصد في عزلتهم، كما أن الاختلافات الجسدية، مثل الضعف البدني، أو وجود سمات مميزة مثل ارتداء النظارات أو تقويم الأسنان، قد تجعلهم أهدافًا، ويكون التأثير على الضحايا عميقا، ممَّا يؤدي إلى التغيب عن المدرسة، وتراجع الأداء الدراسي، ومشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
لإحداث تغيير مستدام ضد سلوك التنمّر، يجب على المدارس وضع مدونة سلوك تُشدد على الاحترام والشمولية والتفاعل الإيجابي، وتشجيع الطلاب على أن يكونوا جزءًا من الحل لا المشكلة، يتطلب تعليمهم مواجهة التنمّر ودعم أقرانهم، من خلال تقديم مثال يُحتذى به في الرعاية واللطف، يمكن للمدارس وضع معيار يُثبط سلوك التنمُّر، حيث يتجاوز التنمُّر ساحات المدارس ليشمل وسائل التواصل الاجتماعي وأماكن العمل والحياة اليومية، ويؤثر على الناس من جميع الأعمار، بالبدء بالطلاب يمكننا إحداث تحول ثقافي أوسع نحو التعاطف والتفاهم، ويجب على المعلمين وأولياء الأمور والأقران العمل بتعاون لتهيئة بيئات يشعر فيها الجميع بالأمان والتقدير. وبمعالجة هذه المشكلة بشكل استباقي، يمكننا تمهيد الطريق لمستقبل لم يعد فيه التنمُّر تجربة شائعة، بل استثناءً نادرا.
التنمر قضية معقّدة تتطلب نهج متعدّد الجوانب لمعالجتها بفعالية من خلال فهم خصائص ودوافع كل من المتنمِّرين والضحايا، وتطبيق استراتيجيات شاملة، وتعزيز السلوك الإيجابي، يمكننا تهيئة بيئات لا يُتسامح فيها مع التنمُّر، ويتمكن جميع الأفراد من النجاح دون خوف.
NevenAbbass@