RT Arabic:
2024-09-18@19:31:32 GMT

سر العداء التاريخي بين القذافي وصدام

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

سر العداء التاريخي بين القذافي وصدام

كشف سفير العراق الأسبق في ليبيا علي سبتي الحديثي، سر العداء التاريخي بين الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

  ما سر العداء التاريخي بين القذافي وصدام حسين؟

وفي حديث إلى برنامج "قصارى القول"، قال الحديثي: "عملت في ليبيا أكثر من 10 سنوات، مهمتي كانت صعبة جدا، لأن تراث العلاقة بين ليبيا والعراق معقد وبدأ منذ الزيارة الثانية لصدام عندما كان نائبا إلى ليبيا والتقى سرا بعمر دعيبس أمين سر حزب البعث، بدون علم القذافي ودون موافقته، واستمرت حالة من عدم الثقة المتبادلة بينهما".

وأفاد بأن "أصل الخلاف يعود إلى صراع بين الحركتين الناصرية والبعث على قيادة الأمة، معمر أقرب إلى الحركة الناصرية، وإلى زعامة الرئيس جمال عبد الناصر، والبعث كان يحاول السيطرة على ليبيا"، مبينا أن "هناك 3 جهات كانت تعمل للسيطرة على الحكم، الناصريون كان لهم تنظيم مستقل، والضباط الأحرار، هم خليط من البعث والناصريين، والبعثيون برئاسة دعيبس".

وأضاف: "بعدما استقرت الثورة الليبية وقدم العراق مساعدات جدية، كان معمر أقرب في روحه وتفكيره إلى عبد الناصر، والعلاقة مع العراق كانت جيدة، ولكن بين مد وجزر إلى حين انفجر الخلاف بين معمر وحزب البعث وتحديدا البعثيين في العراق بعد سنة 1980 عند مجيء الخميني"، مبينا أنه "حتى سنة 1979، كانت العلاقة بين الحكم في العراق والحكم في ليبيا علاقة طيبة، كانوا في خندق واحد ضد عمليات التسوية في المنطقة وضد موضوع السلام مع إسرائيل وتجمعهم مصالح قومية واحدة مع اختلاف المسميات، والقادة صراعهم صراع زعامة وليس مبادئ".

وكشف الحديثي أن "عندما اندلعت الحرب بين إيران والعراق، أرسل معمر برقية إلى صدام بأن الحرب عبثية والقتلى جميعهم في النار لأنهم جميعا مسلمين، ورد صدام قائلا قتلانا في الجنة وقتلاهم وأبوك (أي والد القذافي) في النار"، موضحا أنه "هكذا تطورت الأمور وتفاقمت إلى أن انقطعت العلاقات وبقت معقدة إلى سنة 1986، عندما احتل الإيرانيون الفاو وكان لدى القذافي موقف بهذا الموضوع".

ووصف الحديثي القذافي بأنه "عروبي وطيب في داخله، هو طيب كإنسان"، مشيرا إلى أنه "عندما بعث جاد الله طلحي الذي كان وزيرا للخارجية، وعرض على صدام إطلاق سراح الأسرى المعارضين، وهم محمد مقريف وخليفة حفتر ورفاقهم، وأن يوقف العراق دعمه للمعارضة الليبية، مقابل أن يرسل القذافي فرقة تقاتل إلى جانب العراق.. هنا صدام أنهى اللقاء بطريقة غير مريحة، فهو أيضا بدوي وله قيم".

وقال: "تلقف الموضوع فاضل البراك الذي كان مدير للمخابرات، الذي زار القذافي وتفاهما، إلى أن أعيدت العلاقات نهاية 1987".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا RT العربية أخبار العراق بغداد صدام حسين طرابلس معمر القذافي

إقرأ أيضاً:

مندالا كَدم «رمز التاريخي يحكي أسرار مدينة عمانية أثرية»

يحكي التاريخ ما نُقل عن أهل المدن، بينما تُبين آثارها الباقية صحة القصص المتوارثة، وفي هذا المقال نسرد لكم ما وجده فريقنا البحثي في مدينة كَدم العمانية الواقعة في محافظة الداخلية والمحاطة بسور يمتد لحوالي 25 كيلومترا، ويتوسطه معبد ني صلت الذي يقدر العلماء بأنه يعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.

وتوضح الآثار البارزة للجميع شعلة القائمين على المدينة آنذاك، والذين جعلوا منها مدينة حضارية، عرفت السياسة والفن والصناعة. ولعل من العجائب التي وجدناها في هذه المدينة الأثرية الغنية أثناء أعمالنا التوثيقية مع والدي الباحث خميس العدوي رسمةً رمزيةً تجمع عدة رموز مختزلة في لوحة تفاعلية واحدة. في بادئ الأمر؛ كُنا نظن أنها تعبر عن الكتابة الأولى التي عرفها الإنسان الكَدمي أو عن مشهدٍ مباشرٍ نقله النَّاقشُ حينذاك، بيد أنه بعد البحث والتقصي، تبيَّن لنا أن هناك تفسيرا مختلفا وهو ما دفعني إلى كتابة هذا المقال.

ووفقًا للتقسيم الذي ذهب إليه والدي خميس العدوي لمدينة كَدم، يقع الرمز في أحد جبال المنطقة الدينية. وبرأيي؛ لم يكن وجوده هناك صدفة، كما سأوضح لاحقا. يتكون الرمز يتكون من أربعة عناصر وهي:

- الشمس أو المركز الدائري المشع: وهي في منتصف الرمز.

- الحيوانات: أربعة من الماعز أو الخراف، ومنقوشة بشكل دقيق.

- أشكال بشرية: رجل وامرأة يمسكان بأيدي بعضهما.

- أشكال هندسية: نصف دوائر مركبة فوق بعضها البعض.

وبمقارنة الرمز مع ما يشبهه من الرموز، أرى أنه يمثل المرحلة الأولى لظهور رمز يدعى بـ«المندالا».

ولا يوجد تعريف محدد للمندالا ومن الصعب أن يُحصر معناه في تعريف واحد، فكل صانع مندالا يعرّف صنعته حسب ما يُريد، إلا أن هناك جوانب مشتركة يتفق عليها الباحثون، وهي وجود المركز الدائري في منتصف كل مندالا، وتشابه الأشكال التي تدور حول مركزه. للمندالا تاريخ طويل، إلا أنني ركزت في مقالي على نشأته الحضارية استنادا للرمز الموجود في كَدم، ومقارنته مع ما يشبهه في حضارتي العراق وسوريا.

يذكر صالح الحكيم في كتابه «الحياة الدينية في المجتمع الأوغاريتي في الألف الثانية قبل الميلاد» عن المندالا قائلا: «هي الدائرة ذات المركز الموحد، والمقسمة إلى أجزاء متناظرة... تُرى هل هناك ما هو أقرب إلى الحسّ السليم لدى الإنسان الذي بلغ مرحلة معينة من التطور والارتقاء في الحقبة النيوليتية الزراعية، من أن يجعل الدوائر متناظرة الأجزاء رمزا للكون برمّته؟ فالنظر عندما يكون منفتحا على خط الأفق، تراءى له ذلك الخط دائريا، وإذا ما راقب السماء تراءت له أيضا كروية مقّببه، وينجلي فيها القمر الذي تكون الدائرة في اكتمال بدرا. فالمندالا تشير إلى حركة الوجود حول مركز واحد».

أستنتج من حديث الحكيم بأن للمندالا مركز دائري متمثل في جرم سماوي، قد يكون شمسا أو قمرا أو كوكبا. والمعنى من هذا الجرم هو التعبير عن رمزية الكون، وأن بقية الأجرام تدور حوله. ذكر الحكيم أن الحقبة التي ساد وتطور فيها المندالا هي حقبة دين النيوليتي الزراعي، أو بما يسميه العُلماء دين الفلاحين. وفي هذه الحقبة، يرى العلماء أن المعتقدات الدينية زادت بفعل الاستقرار الزراعي المتزايد لدى الإنسان. ومن مظاهر هذه الحقبة تقديس الحيوان وعبادته، وبداية ظهور تقديس العنصر النباتي، وظهور القرابين البشرية والنباتية والحيوانية.

وبمقارنة رمز مندالا كَدم مع حديث الحكيم، أجد نقاطا مشتركة متمثلة في وجود الشمس كمركز دائري في الرمز، وأيضا حقبة ظهور المندالا، إذ ذكرت سابقا بأن الرمز موجود في المنطقة الدينية لمدينة كَدم التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وهذا متشابه مع ما ذكره الحكيم من حيث الحقبة التي انتشر فيها رمز المندالا.

كارل غوستاف يونغ في كتابه «الإنسان ورموزه» لديه نظرة أوسع عن المندالا، وبرأيي؛ أن قوله أكثر ملاءمة من حيث النشأة والبعد الحضاري لرمز مندالا كدم، إذ يقول: «المندالا هي دائرة تنقسم إلى أجزاء متناظرة تنشد كلها نحو المركز، أو تشع منه في تكوين جمالي متماسك، ولو عدنا إلى الأشكال الأربعة المذكورة في السواستيكا (الأشكال التي تدور حول المركز) لرأينا المندالا واضحة، حيث تنقسم الدائرة إلى أربعة أقسام ذات مركز جاذب، ومحاطة بزخارف خطية أو أشكال حيوانية تدل على حركة دائرية، وترمز المندالا إلى حركة الوجود حول مركز واحد، ويبدو لنا مركز المندالا كأنه المنطلق الذي تدور حوله التفاصيل، وسواء أظهر رمز الدائرة في عبادة الشمس البدائية، أم في الدين الحديث في الأساطير، أم في الأحلام في المندالات التي يرسمها رهبان التبت، أم في التصاميم الأساسية للمدن، أم في المفاهيم الكروية للفلكيين القدماء، فإنها تشير على الدوام إلى مظهر للحياة مفرد، وأعظم جوهرية في كليتها النهائية».

من حديث يونغ أستنتج البعد الحضاري الذي كان عليه المندالا في الحضارات القديمة، وكيف وصل الإنسان إلى التعبير عن الوجود برموز مادية الشكل وتجريدية المضمون. يونغ أعطى احتمالات متعددة حول مركز دوران المندالا، ومن ضمنها الشمس بوصفها عبادة بدائية. وقد يكون الإنسان الكدمي اتخذ من الشمس مركزا للمندالا، ربما للتعبير عن الفكرة ذاتها التي أراد يونغ إيصالها عن الرمز. ويرى والدي أن الأقرب بأن القمر هو المركز، بناء على أن العبادة السائدة في تلك الألفية كانت تقدس القمر، بحسب بحث الذي نشره في جريدة «عمان» بعنوان «قربان الأضحية في معبد ني صلت».

نفهم من حديث علماء الحضارة بأن المندالا قد يتغيّر مركزها بتغير المكان والزمان والدين والأسطورة والفن. فقد يكون المركز شمسا وسواستيكا ماعزا في عُمان، بينما في العراق يكون مركز المندالا قمرا وسواتيكا سمكا، وذلك انعكاسا للعبادة والأسطورة السائدة بينهما. وكذلك علينا أن نضع فسحة واسعة لمسار التطور الذي يخضع له الرمز، فهو يتطور بتطور معتقدات الناس.

برأيي؛ أن ناقش رمز مندالا كَدم كان يعبر عن فكرة شمولية حول نظرة الإنسان الكونية في نفسه وفيما حوله، وكل رمز من رموز مندالا يقصد به معنى ما. فإذا ما عدنا إلى كتاب خزعل الماجدي «المندالا المثلوجية في أديان وأساطير وادي الرافدين» نجد استفاضة عميقة في دراسة وتتبع مسار المندالا بشقيه الديني والأسطوري. ويلخص الماجدي بأن المندالا تنقسم إلى أربعة أقسام؛ هي: الخليقة والعمران والخراب والموت، بكونها تركيبة الحياة ككل. ولو أسقطنا الأقسام الأربعة على رمز مندالا كدَم، سأذهب بأن الخليقة تمثلت في الشمس، والعمران في الآدميين الممسكين ببعضهما، وربما راجع أمرهما بكونهما أول المعمرين في الحياة كقصة آدم وزوجه التي ذكرت في الشرائع المُنزلة. أما الموت فقد عُبّر عنه بحركة الماعز حول المركز، والخراب بالأشكال الهندسية المتعرجة.

عبدالرحيم بن خميس العدوي باحث في شؤون الآثار

مقالات مشابهة

  • العداء العُماني حمد الحارثي يحقق إنجازا جديدا في سباق للجري الجبلي بالهند
  • الدرقاش: خطاب الكبير هو تطوير لخطاب القذافي المتشنج يحمل نفس المعاني “ليبيا من غيري ما يصيرش منها”
  • «المصرية للتخطيط»:تطوير الأهرامات يهدف إلى الحفاظ على الموروث التاريخي
  • مندالا كَدم «رمز التاريخي يحكي أسرار مدينة عمانية أثرية»
  • منع صدام اغانيه في العراق .. وفاة الفنان الآشوري ايوان اغاسي بأمريكا
  • أكثر من 95 ألف معمر ياباني غالبيتهم نساء
  • وزير الاوقاف شبيبة يشيد باللقاء التاريخي.. هل يقود تحالف الزبيدي وصالح إلى استعادة الدولة؟
  • إقبالٌ كبيرٌ على المجلسِ الحديثيِّ لقراءةِ كتاب (بداية السول في تفضيل الرسول)
  • مفاجأة عن علاقة أمريكا وصدام حسين بانفجارات أجهزة حزب الله.. فيديو
  • العداء وليد فارس يفوز بالميدالية الذهبية في البطولة العربية