تعد صناعة الألبان من الصناعات الهامة في مصر، وتلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات المواطنين من الغذاء الصحي، ويعتبر الحصول على كوب لبن نظيف، من المبادرات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، التى تهدف إلى تطوير الإنتاج بـ قطاع الألبان والثروة الحيوانية، فضلا عن تقديم غذاء آمن يضمن سلامة المواطنين، من خلال دعم مراكز تجميع الألبان، التي تضمن للمواطن كوب لبن نظيفا وخاليا من الأمراض والملوثات، ومتوافق مع المواصفات القياسية العالمية، ويساعد في رفع مستوى جودة الألبان، لتستطيع أن تنافس مثيلتها فى السوق العالمية.

قال الدكتور محمد زكي عيد، الباحث بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني التابع لمركز البحوث الزراعية، إن مصر تشهد حاليا واحدا من أهم المشروعات الصحية والاقتصادية للمواطنين، وهو المشروع القومى لتطوير مراكز تجميع الألبان إلى المستوى العالمي، الذي يأتي فى إطار النظرة المستقبلية للرئيس السيسي، إضافة إلى دعم السيد القصير وزير الزراعة لتحسين المستوى الصحي والاقتصادي للمواطن المصري.

وأكد الدكتور محمد زكي عيد، في تصريحات خاصة إلى “صدى البلد” أن هناك خطوات وإجراءات واختبارات للحصول على “كوب لبن نظيف” تتعلق بتقدير نسبة الدهون والبروتين إضافة إلى نسبة الحموضة ومدى نظافة اللبن والكشف عن بقايا المضادات الحيوية، وهي اختبات لابد منها حتى نحصل على كوب لبن آمن وصحي للمواطنين.

تطوير سلسلة إنتاج الألبان

كما أشار إلى أن الاهتمام بمراكز تجميع الألبان يستهدف تطوير سلسلة إنتاج الألبان عبر مراحلها المختلفة بدءا من تربية الماشية ورعايتها مرورا بعمليات الحلب والفحص والتجميع والنقل، وانتهاء بعمليات التصنيع والتسويق، ما يعني تقديم الخبراء لأهم طرق التربية الحديثة، وتقديم الرعاية البيطرية للأبقار والجاموس، وأيضا دعم معامل معهد بحوث الصحة الحيوانية الحديثة، وتنفيذ الإجراءات المناسبة للوصول إلى الجودة العالمية، والنهوض بمراكز تجميع الألبان، وتطوير نظم العمل من خلال الأدوات والآلات الأحدث عالميا.

إضافة إلى الحصول على منتج مطابق للمواصفات العالمية، يتيح الاهتمام  بمراكز تجميع الألبان فرص عمل جديدة للشباب، وزاد عدد مراكز تجميع الألبان المعتمدة في مصر بنحو 130 مركزا في 2023، مقابل 110 مراكز في 2022، ويستهدف مشروع تطوير الألبان نحو 826 مركز تجميع ألبان، والوصول بالمراكز المعتمدة إلى نحو 900 مركز.


وأضاف الدكتور محمد زكي عيد أن مصر حققت نجاحًا ملحوظًا في زيادة إنتاجها من الألبان، وحققت طفرة في صناعة الألبان، يرجع هذا النجاح إلى عدة عوامل وجهود مبذولة من قبل الحكومة والقطاع الخاص.

كيفية تحقيق هذه الطفرة في صناعة الألبان

تطوير البنية التحتية:
شهد قطاع الألبان في مصر تحسينات كبيرة في البنية التحتية، وتم توسيع مزارع الأبقار وتحديثها بمعدات حديثة وتكنولوجيا متقدمة، كما تم العمل على تحسين ظروف الإنتاج وتوفير بيئة صحية للحيوانات، وهو ما ساهم في زيادة كفاءة الإنتاج وجودة المنتجات النهائية.

دعم الحكومة:
قدمت الحكومة دعمًا كبيرًا لقطاع الألبان، وأطلقت برامج ومبادرات لتشجيع المزارعين والمستثمرين في هذا المجال، وتم توفير التمويل والمساعدة التقنية للمزارعين، إضافة إلى تسهيلات لاستيراد المعدات اللازمة.

التحول إلى الإنتاج الحديث:
تبنت الشركات والمزارع المصرية تقنيات الإنتاج الحديثة والمتقدمة، مثل استخدام آلات الحلب الآلية وأنظمة الحلب الذاتية، ما أدى إلى زيادة كفاءة الإنتاج وتحسين جودة المنتجات التي ساهم في تلبية احتياجات السوق المحلية وزيادة القدرة على التصدير.

الاستثمار في البحث والتطوير:
استثمرت الشركات المصرية في البحث والتطوير، من خلال التركيز على تحسين جودة المنتجات لتصبح ذات قيمة مضافة عالية، وهو ما ساهم في زيادة الطلب على المنتجات المصرية في الأسواق المحلية والعالمية.

التسويق والتصدير:
جرى تعزيز التسويق والترويج لمنتجات الألبان المصرية في الأسواق المحلية والعالمية، كما تم تحسين العبوات وتصميم المنتجات لتلبية احتياجات وتفضيلات المستهلكين، كما تم توسيع شبكة التوزيع وتحسين الخدمات اللوجستية، ما ساهم في زيادة وجودة الوصول إلى المستهلكين، وبفضل جودة المنتجات والتوجه نحو الابتكار، استطاعت مصر توسيع حصتها في أسواق التصدير للألبان، ما أدى إلى زيادة الإيرادات وتعزيز الاقتصاد المصري.

على الرغم من تحقيق مصر طفرة في إنتاج الألبان، إلا أن هناك تحديات مستقبلية يجب التركيز عليها، من بين هذه التحديات “توفير المزيد من التمويل للمزارعين والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير المزيد من البحوث والتطوير للابتكار وتحسين جودة المنتجات، وتوفير التدريب والتعليم المهني للعاملين في صناعة الألبان”.

جدير بالذكر الطفرة التي حققتها مصر في صناعة الألبان تعززت بالجهود المبذولة وبتوجيهات حكومية قوية للقطاع الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الألبان، وتعزيز الصادرات لتحقيق الاستدامة والنمو الاقتصادي.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيسي مراکز تجمیع الألبان جودة المنتجات إضافة إلى فی زیادة ساهم فی کوب لبن

إقرأ أيضاً:

«خبراء الضرائب»: 3 تحديات تواجه الاستثمار في الصناعات النسجية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن قطاع الصناعات النسجية يُعد من القطاعات الواعدة ولكنه يواجه 3 تحديات رئيسية وهي ( نقص مستلزمات الإنتاج والتهريب وأن معظم مصانع القطاع من الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر وتحتاج إلى حوافز ضريبية وبرامج تمويلية ميسرة) .

وقال المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، إن مصر تمتلك ميزات تنافسية كبيرة في صناعة المنسوجات في ظل الأزمات والتوترات العالمية واضطراب سلاسل الإمداد وإرتفاع تكلفة الشحن وأسعار الطاقة ونقص الإنتاج عالميًا.

وأوضح "عبد الغني"، أن متوسط استهلاك مصر من الملابس الجاهزة والمفروشات يصل إلى 16.5 مليار دولار سنويًا يغطي الإنتاج المحلي منها 85% في حين تراجعت نسبة المستورد إلى 15%.

قال "مؤسس الجمعية"، إن صناعة المنسوجات تطورت خلال السنوات الخمس الماضية، ومن المتوقع وصول صادراتنا إلى ما يقارب 3 مليارات دولار بنهاية العام الجاري بزيادة 20% عن العام الماضي حيث كانت 2.4 مليار دولار تمثل 7% من إجمالي صادرات مصر غير البترولية.

وأضاف "عبد الغني"، أن ما يتراوح بين 60 إلي 65% من صادرات القطاع تتجه إلى الولايات المتحدة بموجب اتفاقية الكويز ويستحوذ الإتحاد الأوروبي على 22%، ويتجه الباقي إلى الدول العربية والأفريقية.

وأوضح أن أكبر تحد يواجه صناعة المنسوجات هو نقص مستلزمات الإنتاج حيث أن الإنتاج المحلي من الغزول القطنية لا يتعدى 40% ونسبة الإنتاج المحلي من اليوليستر 15% ولكن الدولة وضعت خطة لتطوير شركات الغزل والنسيج بتكلفة 21 مليار جنيه.

وقال أشرف عبد الغني، إن التحدي الثاني هو التهريب وبيع الملابس المستوردة المستعملة على منصات التواصل الاجتماعى علي أنها جديدة وبيع الـ(استوكات) بأسعار مخفضة وهي موديلات قديمة تسعي الشركات المُنتجة للتخلص منها لإفساح المجال أمام المنتجات الحديثة.

وأشار مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، إلى أن التحدي الثالث أن 80% من الشركات العاملة بالقطاع من الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر وأغلبها في مناطق عشوائية، ولذلك نطالب بإنشاء مجمعات للصناعات الصغيرة وخاصة في الصعيد والمناطق الحدودية مع منحها اعفاءات ضريبية لمدة 5 سنوات للحد من البطالة وزيادة معدلات الإنتاج ورفع نسب التصدير وتعظيم مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي.

مقالات مشابهة

  • خبير: زيادة أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت خارجة عن إرادة الجميع
  • وزارة الإنتاج الحربي تشارك في الملتقى الصناعي والقاهرة الدولي للأخشاب و الماكينات
  • برلمانية تقترح تحسين جودة شبكات الإنترنت مع زيادة أسعار الأرضي وكروت الشحن
  • "خبراء الضرائب": مصر تمتلك ميزات تنافسية كبيرة في صناعة المنسوجات
  • خبراء الضرائب: استهلاك مصر من الملابس الجاهزة يصل إلى 16.5 مليار دولار
  • «خبراء الضرائب»: 3 تحديات تواجه الاستثمار في الصناعات النسجية
  • سيناء تجني ثمار التنمية| 700 مليار تكلفة المشروعات.. زيادة غير مسبوقة في الاستثمارات وفرص العمل.. خبراء: جهود الدولة أحدثت طفرة حضارية غير مسبوقة.. وتوطين الزراعة المستدامة أبرز النجاحات
  • ورشة عمل حول مؤشرات الأداء الرئيسية للطاقة في صناعة النفط والغاز
  • الصناعة تدعو للمشاركة في معرض تصنيع مستلزمات الإنتاج
  • المحافظ يتفقد مدرسة أسيوط الثانوية الزراعية لمتابعة الإنتاج الحيواني والصناعات الغذائية