تناول المزيد من الفاكهة والخضار طريقك نحو السعادة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
عمان- تشير أحدث الأبحاث إلى أن تناول 8 حصص من الفاكهة والخضار يوميا، في المتوسط، يمكن أن يكون له آثار إيجابية عميقة على الحالة المزاجية للشخص.
وأظهرت دراسة طويلة للأسر في المملكة المتحدة، نشرت بياناتها هذا العام في موقع "أندرستاندينغ سوسيتي" أن زيادة الاستهلاك اليومي بحصة واحدة فقط من الخضروات أو الفواكه، توفر الزيادة نفسها في الرفاهية الذاتية، التي تعادل 10 أيام إضافية من المشي كل شهر.
وتؤكد إخصائية التغذية العلاجية حنين السالم، أن العديد من الدراسات تشير إلى أن زيادة تناول الفاكهة والخضروات الطازجة يزيد من إفراز هرمونات السعادة. وتشير الإخصائية في حديثها للجزيرة لأسباب ذلك؛ وهي:
أولا: الخضار والفواكة غنية بالألياف، التي تغذي البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، وبشكل غير مباشر الدماغ، حيث تنتج البكتريا النافعة الناقلات العصبية؛ مثل: الدومابين والسيروتونين المسؤول عن الشعور بالسعادة، حيث أكثر من 90% من هرمون السعادة "السيروتونين" موجود فعليا في الجهاز الهضمي. ثانيا: تلعب الأطعمة الغنية بالألياف دورا مهما في تنظيم مستويات السكر في الدم، ومنها السيطرة على التقلبات المزاجية، ونقص الطاقة الناتج عن انخفاض مستوى السكر. ثالثا: تشير الدراسات إلى أن استهلاك الأطعمة التي تفتقر للعناصر الغذائية المفيدة، ترفع من نسبة التوتر والقلق. رابعا: تعد الخضار والفواكة مصدرا أساسيا للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تمنع تلف الخلايا ومن بينها خلايا الدماغ، مما يعزز كفاءة الوظائف الإدراكية للدماغ، ومن ثم ينعكس على الصحة النفسية والمزاج. خامسا: تناول الخضار والفواكة يوميا يعزز صحة الجهاز المناعي، ويساعد في الحدّ من خطر السمنة، وداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، والنتيجة التمتع بالصحة الجسدية، وتقليل الأمراض يعزز الصحة النفسية والشعور بالسعادة.حنين السالم: تناول الخضار والفواكة يوميا يعزز الصحة النفسية والشعور بالسعادة (الجزيرة) التنويع في تناول الفواكه والخضار
وتقول حنين، يجب تناول ما لا يقل عن خمس حصص من الخضروات والفواكة يوميا مع التنويع فيها، حيث تشير جميع الألوان المختلفة للفواكه والخضروات -الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والأرجواني- إلى وجود مضادات أكسدة مختلفة.
ولكل مضاد أكسدة وظيفته الخاصة بالجسم، وفق الإخصائية، ومن الأفضل أن تحصل على فواكه وخضروات متنوعة بدلا من تناول الفاكهة أو الخضار نفسه يوميا.
وتنصح بتناول حوالي كوبين من الفواكه، و3 أكواب من الخضروات يوميا، عن طريق جعل نصف طبقك من الخضار في الوجبات الرئيسة الثلاث، واستبدال الوجبات الخفيفة الغنية بالسكر بالفواكة الطبيعية.
جين سلايطة: لكل لون من الفاكهة والخضار أهميته لصحة الجسم وسلامته والشعور بالسعادة والرضا (الجزيرة) رفع الشعور بالسعادةوبدورها تقول مدربة المهارات الحياتية جين سلايطة، إن للفواكه والخضروات أهمية كبيرة لصحة الجسم وسلامته وحمايته من الأمراض، ولتعزيز نشاط الدماغ والذاكرة والتركيز ولرفع الشعور بالسعادة.
وعن أثر ألوان الفاكهة والخضار على شعور الفرد بالرضا والسعادة، توضح جين في حديثها للجزيرة نت، أن كل لون من الفاكهة والخضار له أهميته لصحة الجسم وسلامته ضد كثير من الأمراض، ولتعزيز الشعور بالسعادة والرضا.
وحول كيفية ربط ألوان الفاكهة والخضروات بالسعادة، تشرح المدربة:
اللون الأخضر: تحتوي الخضر والفواكه ذات اللون الأخضر على مواد فعالة لمكافحة السموم ومضادات الأكسدة، كما أنها تحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم وفيتامين ج، وحمض الفوليك الضروري لتكوين هرمون السيروتونين، وهو من أهم الهرمونات التي تجعل الإنسان سعيدا. اللون الأبيض: الفواكه والخضار ذات اللون الأبيض غنية بالمواد النشطة الحيوية، التي تعمل على تخفيض الكوليسترول وضغط الدم ومقاومة مرض السكري. اللون الأصفر: تحتوي الفواكه والخضار ذات اللون الأصفر على كميات كبيرة من فيتامين ج وبيتاكاروتين التي تحافظ على قوة الإبصار للعين، وصحة الجلد، وعلى الحالة النفسية للشخص. اللون الأحمر: الخضار والفواكه ذات اللون الأحمر غنية بالمواد النشطة، التي تعمل على المحافظة على صحة القلب، وتقلل خطر الإصابة بمرض السرطان، وتحسن المزاج. اللون البنفجسي: الخضار والفواكه ذات اللوان البنفجسي غنية بمضادات التأكسد، وبالإنزيمات المضادة للشيخوخة، وتحافظ على الصحة العقلية والنفسية.ينصح بتناول حوالي كوبين من الفواكه و3 أكواب من الخضروات يوميا (بيكسلز) مائدة ملونة بالخضروات
وتقول المدربة جين، يمكن تجهيز مائدة "ملونة" غنية بالخضروات، باختيار السلطات الطازجة ذات الألوان الجاذبة مع استخدام "صلصة" مكون من مواد مفيدة؛ مثل: الطحينة والليمون والزيت والخل والنعاع والريحان، ومضاف لها أنواع من المكسرات.
ويمكن عمل المقبلات الطازجة؛ مثل: الباذنجان مع إضافة النعناع الأخضر، وتزيين أطباق التقديم بالخضار؛ مثل: الخيار والخس والطماطم، وتعزيز ذلك بحصص من الأسماك، أو الدجاج، أو أنواع من اللحوم الجيدة.
وتختم جين بالقول، إن الأشخاص الأكثر تفاؤلا وسعادة يميلون إلى اتباع أنماط حياة صحية من جميع النواحي، على مستوى الطعام والشراب والنوم الكافي، والحركة البدنية اليومية واليوغا والتأمل، والتمتع بالامتنان، وحب العطاء، وحب الذات، والمحبة للجميع.
الخضار والفواكه ذات اللون الأصفر والبرتقالي، أفضل الأطعمة التي يمكنك تناولها عندما تشعر بالاكتئاب (غيتي) أطعمة الشمس والسعادةوتحت عنوان أطعمة الشمس والسعادة، قال موقع "فود فل"، إن الفواكه والخضروات ذات اللون الأصفر والبرتقالي، على وجه الخصوص، أفضل الأطعمة التي يمكنك تناولها عندما تشعر بالاكتئاب، ويعتقد أن هذه الألوان مرتبطة بالسعادة، ويمكن أن يكون لديها القدرة على إطلاق هرمونات السعادة بداخلنا.
وهذان اللونان يمثلان الشمس والسعادة والتحفيز، ويعطيان تأثيرا دافئا، وكل ذلك يعمل على تحسين الصحة العقلية والجسدية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: اللون الأصفر من الخضروات
إقرأ أيضاً:
كُفَّ عن المقارنات واستمتع بما تملك
سلطان بن محمد القاسمي
هل فكرت يومًا كيف تؤثر المقارنات على سعادتك؟ نحن غالبًا ما نغرق في مقارنة حياتنا بغيرنا، نلاحق ما يملكه الآخرون ونقيس نجاحنا من خلال إنجازاتهم. هذا البحث المستمر عن "المزيد" يحرمنا من تقدير "ما لدينا"، رغم أن الحياة ليست سباقًا. بل هي سلسلة من النعم التي نعيشها بتفاصيلها. ومع كل ذلك، يقول الله تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" (إبراهيم: 7)، ليعلمنا أن السعادة في الشكر على ما نملكه، وليس فيما نفتقده.
كم مرة وجدنا أنفسنا نطمح لما لدى الآخرين دون أن نقدر ما أنعم الله به علينا؟ فالشخص الذي يحيا مُمتنًا يشعر بالرضا في داخله، بينما الذي يعيش في مقارنة دائمة يجد نفسه مثقلاً بمشاعر الحسد والنقص. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" (رواه مسلم). وهذه دعوة عميقة تذكرنا بأن ترك المقارنات يُحررنا ويمنحنا السلام الداخلي.
وحين ننظر إلى الحياة بمنظور الامتنان، سنجد أن لدينا الكثير لنحتفل به. حيث إن النظر لما لدينا يجعلنا ندرك كيف وهبنا الله جوانب من الجمال قد نغفل عنها. تخيل مثلاً أنك تخرج في يوم جديد مستشعرًا جمال الشمس، والهواء النقي الذي تتنفسه، وصحة الجسد التي وهبك الله إياها. هذه النعم التي قد تبدو بديهية هي في الحقيقة كنوز لا تقدر بثمن. وفي كل صباح، يمكننا أن نبدأ يومنا بتذوق هذه اللحظات الجميلة، والتأمل في أن هذه التفاصيل البسيطة هي ما يشكل غنى الحياة وجوهرها.
وإذا تحدثنا عن الأسرة أو العلاقات الشخصية، سنجد أن المقارنات هنا يمكن أن تكون عائقًا كبيرًا للسعادة. حيث إن الأسرة ليست مجرد إطار اجتماعي، بل هي نعمة مستقلة تستحق أن تُعاش بأكملها. كم مرة نجد أنفسنا نتساءل عن كيف تبدو حياة الآخرين، في حين أن سعادتنا يمكن أن تكون في أبسط اللحظات مع عائلتنا؟ والأب الذي يحتفل بضحكات أطفاله والأم التي تقضي وقتها بحب في تنشئة أطفالها، يدركان أن السعادة ليست فيما يملكه الآخرون، بل في الروابط التي يبنيانها مع أفراد عائلتهما. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا" (الروم: 21)، فتلك السكينة والسعادة التي نجدها في روابط الأسرة هي ما يغني عن أي مقارنة أو بحث في حياة الآخرين.
إن الحياة الاجتماعية أيضًا تمثل مجالًا آخر للتواصل الحقيقي وتجاوز المقارنات. فلننظر إلى علاقات الصداقة؛ حيث يمكن أن تتحول من مقارنة دائمة إلى روابط مبنية على التفاهم والاحترام. وكذلك الأشخاص الذين يسعدون لرؤية نجاح أصدقائهم يعيشون حياة مفعمة بالسعادة الحقيقية، على عكس من ينشغلون بالمقارنات التي لا تجلب إلا الغيرة. والشخص الذي يتجاوز عن المقارنات يتذوق طعم الحرية، ويتعلم كيف يستمتع بوجود الآخرين حوله، وبدلاً من أن ينافسهم، يساندهم ويفرح لنجاحهم.
وكذلك، تأتي الراحة والسلام من الامتنان لما نملكه والإحسان في استخدامه. فعندما ندرك أن الله وزع الأرزاق بمقادير حكيمة، وأنه لا يُعطي أحدًا فوق طاقته، تصبح حياتنا أبسط وأكثر رضًا "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" (الذاريات: 22)، هذه الآية تفتح لنا نافذة للثقة المطلقة في أن أرزاقنا محددة بقدر، وأن كل ما نحتاجه سيأتي إلينا بالوقت المناسب، ما دمنا نؤدي دورنا بصدق وإخلاص.
أما على مستوى الطموحات، فالنظر لما يملكه الآخرون قد يحرمنا من تحقيق أهدافنا الخاصة. فبدلاً من مقارنة أنفسنا بغيرنا، يمكننا أن نركز على تطوير ذاتنا وإيجاد السعادة في الإنجازات التي نحققها. تخيل شخصًا يقضي وقته في مقارنة نفسه بمن هم حوله، سيجد نفسه في دائرة لا تنتهي من الشك في قدراته. بينما الشخص الذي يركز على هدفه ويعمل لتحقيقه، يجد السعادة في كل خطوة يخطوها نحو طموحه. فهو يدرك أن رحلته في الحياة تخصه وحده، وأن ما ينجزه هو جزء من تطوره الشخصي.
وختامًا.. فلنتذكر أن الحياة ليست لائحة أهداف يكتبها الآخرون؛ بل هي صفحات نكتبها بأنفسنا؛ فعندما نكُف عن المقارنة، نبدأ في الاستمتاع بكل لحظة، ونجد السعادة في الأشياء التي نملكها. فما أجمل أن نعيش الحياة بقلبٍ مُمتن، متأملين عظمة النعم التي بين أيدينا، ومتيقنين أن السعادة ليست في الخارج؛ بل هي في أعماق نفوسنا.
رابط مختصر