تشكّل الأنواع الغريبة الغازية تهديداً شبه خفيّ لكنّه قائم فعلياً، يتناوله تقرير يُصدره، غدا الاثنين، المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES) ويهدف إلى التنبيه من هذه الظاهرة والسعي إلى إيجاد سبل للتصدي لها.
فهذه الحيوانات أو النباتات شديدة القابلية للتكيف، والتي قد يُدخلها الإنسان إلى منطقة ما طوعاً أو لا إراديا، تتكاثر وتحل محل الأنواع المحلية أو تُبعدها.

ويصل الأمر بالأنواع الغازية إلى جعل تلك المحلية تنقرض، وتنجم عن دخولها تبعات عدة غالباً ما لا يمكن توقعها أو التنبّه لها قبل فوات الأوان.
وأوضح المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية، الذي يتألف من مجموعة خبراء متعددي الجنسية يجتمعون تحت رعاية الأمم المتحدة، أن الأنواع الغازية تُعدّ مع التغيّر المناخي والتلوث مثلاً، من "العوامل المباشرة لتراجُع التنوع البيولوجي على مستوى العالم".

ثعبان بني في أستراليا أخبار ذات صلة محمد اليافعي عميد «الزراعة» في جامعة الإمارات لـ «الاتحاد»: الأمن الغذائي ومكافحة تغير المناخ في صلب «COP28» «الهجرة الدولية» تدعو إلى ضرورة معالجة تغير المناخ في أفريقيا

واستند تقرير المجموعة الجديد، الذي أعدّه 86 خبيراً دولياً من 49 دولة، إلى أكثر من 13 ألف دراسة مرجعية، تم تجميعها وتوليفها على مدى أربع سنوات بتكلفة إجمالية تزيد على مليون ونصف مليون المليون دولار أميركي.
وصدر التقرير بعد أشهر قليلة من "اتفاق كونمينغ-مونتريال" الذي حدد فيه المجتمع الدولي لنفسه هدفاً يتمثل في خفض معدل إدخال الأنواع الغريبة الغازية بنسبة 50 في المئة بحلول سنة 2030.
ولاحظ كريستوف ديان الباحث في معهد الأبحاث من أجل التنمية في مدينة مونبلييه الفرنسية أن "هذه الظاهرة غير معروفة كثيراً، ولم تكن، حتى وقت قريب، تُعطى الأهمية الكافية إلا لدى عدد محدود من العلماء، لكنها مع ذلك تطرح مشكلة كبيرة على المستوى البيئي والصحي وحتى الاقتصادي".
- انقراضات ومليارات
وأوضح ديان أن استقرار هذه الأنواع الدائم في مناطق جديدة "يغيّر البيئة المحلية، مما يؤدي إلى عواقب لا يمكن تقديرها في البداية، لكنها قد تصل إلى انقراض بعض الأنواع المحلية".
وتكثر الأمثلة على ذلك، ومنها طائر الدودو في موريشيوس الذي انقرض بسبب افتراسه من الحيوانات التي أتى بها المستوطنون (كالجرذان والقطط والكلاب)، وكذلك جراد البحر الأميركي، وهو حيوان مفترس يعيش في المجاري المائية الفرنسية، والنحلة الطنانة الأوروبية التي تبدو ظاهرياً غير مؤذية لكنها توشك على إبادة نظيرتها التشيلية بواسطة طفيليات تتسبب بنفوقها.

الدبور الآسيوي

ولاحظت دراسة، نشرتها مجلة "غلوبل تشينج بايولوجي" عام 2021، أن الغزوات البيولوجية تهدد 14 في المئة من "التنوع الوظيفي" (الموطن والكتلة) للثدييات، متوقعة أن ينقرض خلال السنوات الخمسين المقبلة ما نسبته 27 في المئة من الطيور، أبرزها تلك المعرضة للخطر.
أما في ما يتعلق بصحة الإنسان، فيمكن أن تكون التأثيرات قوية، كما هي مثلاً حال بعوضة النمر التي تتسبب بوباءي حمى الضنك وشيكونغونيا.
ولا تقلّ العواقب على الصعيد المالي أهمية، إذ قدّرت دراسة، نشرتها مجلة "نيتشر" عام 2021، تكلفة أضرار هذه الظاهرة منذ عام 1970 بنحو 1288 مليار دولار أميركي على الأقل.
ووصف ديان، الذي تولى تنسيق هذه الدراسة، حجم الأضرار هذا بأنه "مبلغ ضخم!".
وأفادت دراسة أخرى في أبريل الفائت بأن حجم الأضرار مماثل تقريباً لتلك الناجمة عن الزلازل أو الفيضانات.
وشرحت قاعدة "إنفاكوست" (Invacost) للبيانات، التي يتولى المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية الدور الرئيسي في تنسيقها، أن هذه التكلفة "تتضاعف ثلاث مرات كل عقد منذ عام 1970" في حين أن "النفقات المستثمرة لتجنب هذه الغزوات أو ضبطها تتناقص في المقابل بما بين 10 مرات و100 مرة".
وأشار المنبر الحكومي الدولي إلى أن "التهديد المتزايد"، الذي تشكله الأنواع الغريبة الغازية "غير مفهوم بشكل عام".

صياد يعرض "سمكة أسد"

ويهدف تقريرها غير المسبوق هذا إلى توفير مرجع "موثوق به" وإلى "المساهمة بشكل كبير في سد النواقص البالغة الأهمية في المعلومات (عن الظاهرة)، ودعم صناع القرار، وتوعية العامّة"، بحسب ما تقول هيلين روي من المركز البريطاني للبيئة والهيدرولوجيا التي شاركت في إدارة التقرير المنشور.
- مشكلة تصنيف الأنواع الضارة
لا يتوافر سوى عدد قليل من التعدادات الرسمية. وذكّر ديان بأن قاعدة البيانات العالمية للأنواع الغازية، التي ينسقها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، قدّرت عددها بـ 1071 نوعاً، لكنّ التغيّر المناخي يسرع انتقال الأنواع.
وقد تبقى التأثيرات الضارة غير ظاهرة لمدة طويلة، وبعض الأنواع التي كانت تُعتَبَر غازية قد لا تعود مصنّفة كذلك بعد بضع سنوات لأن البيئة تكون قد تكيفت معها أو لكونها تنقرض من تلقائها.
وشدد ديان، تالياً، على ضرورة عدم شيطنة الأنواع، إذ "ليست بينها +أنواع جيدة وأخرى سيئة+ في ذاتها، بل إن المشكلة تنشأ من نزوحها، ولا تكمن في النوع نفسه".

المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: خطر تغير المناخ الحشرات

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يدعو لحماية الجميع في سوريا

قال دبلوماسيون، أمس الخميس، إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافق على بيان يندد بالعنف واسع النطاق في منطقة الساحل السوري، ويدعو السلطات الانتقالية بالبلاد إلى حماية جميع السوريين، بغض النظر عن العرق أو الدين.

وقال دبلوماسيون، إن من المقرر الموافقة على البيان الذي صاغته روسيا والولايات المتحدة رسمياً في وقت لاحق، اليوم الجمعة. وجاءت الموافقة عقب اجتماع مغلق عقده المجلس المكون من 15 عضواً بشأن سوريا، الإثنين الماضي.

وشهدت منطقة الساحل السوري اشتباكات عنيفة على مدار أيام، بين أنصار الرئيس المخلوع بشار الأسد والسلطات الجديدة بالبلاد. وقالت جماعة مراقبة إن أكثر من ألف شخص قتلوا.

The United Nations Security Council has agreed to a statement condemning widespread violence in Syria's coastal region and calling on Syria's interim authorities to protect all Syrians, regardless of ethnicity or religion, diplomats said https://t.co/yV1tiLhF2k

— Reuters (@Reuters) March 14, 2025

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، يوم الثلاثاء الماضي، إن عائلات بأكملها بما في ذلك نساء وأطفال، قُتلت في طرطوس واللاذقية - حيث يعيش أفراد من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد - كجزء من سلسلة من عمليات القتل الطائفية نفذتها جماعات متنافسة.

وجاء في البيان "يدعو مجلس الأمن السلطات الانتقالية إلى حماية جميع السوريين، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم، يجب على السلطات الانتقالية في سوريا محاسبة مرتكبي هذه المجازر الجماعية".

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، قد قال إن أعمال القتل الجماعي لأفراد من العلويين تهديد لمهمته بتوحيد البلاد، وتعهد بمعاقبة المسؤولين عنها بما في ذلك حلفاؤه إذا لزم الأمر. وأضاف البيان "يرحب مجلس الأمن بالإدانة العلنية التي أصدرتها السلطات السورية المؤقتة لحوادث العنف، ويدعو إلى اتخاذ المزيد من التدابير لمنع تكرارها".

كما أكد مجلس الأمن "التزامه القوي بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، ويدعو جميع الدول إلى احترام هذه المبادئ والامتناع عن أي عمل أو تدخل من شأنه أن يزيد من زعزعة استقرار سوريا".

الأمم المتحدة: عائلات بأكملها قتلت خلال الحملة العسكرية في سوريا - موقع 24قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إن عائلات بأكملها بما في ذلك نساء وأطفال، قُتلت في منطقة الساحل السوري خلال حملة عسكرية، ضد التمرد الذي شنه موالون للرئيس المخلوع بشار الأسد.

ولم يحدد البيان بلداً بعينه. لكن ومنذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نفذت إسرائيل غارات جوية واسعة النطاق على قواعد عسكرية سورية، ونقلت قواتها إلى منطقة منزوعة السلاح تراقبها الأمم المتحدة داخل سوريا، في إجراء وصفته بأنه دفاعي وغير محدد المدة.

وأكد بيان مجلس الأمن أيضاً على أهمية مكافحة الإرهاب في سوريا، وعبر عن "القلق البالغ إزاء التهديد الكبير الذي يشكله المقاتلون الإرهابيون الأجانب"، وحث سوريا على اتخاذ "تدابير حاسمة لمعالجة هذا التهديد".

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: أخطرنا إيران بإنهاء دعمها للحوثيين بعد الضربات التي تلقتها
  • ليبيا تشارك باجتماعات «لجنة وضع المرأة» في نيويورك
  • الأمم المتحدة: سوريا تدخل مرحلة جديدة بعد 14 عامًا من الصراع
  • الأمم المتحدة: الأمن الغذائي في غزة في حالة خطر
  • الأمم المتحدة قلقة من ارتفاع التعصب ضد المسلمين
  • وزراء خارجية مجموعة السبع يشيدون بالاجتماع الذي عُقد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في المملكة
  • الأمم المتحدة: 6.7 مليون شخص في اليمن يفتقرون للسكن الملائم
  • شلقم: ليبيا غير معنية باتفاق الأمم المتحدة بشأن اللاجئين
  • اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يحصلون على المياه
  • مجلس الأمن يدعو لحماية الجميع في سوريا