جريدة الوطن:
2024-10-02@03:43:33 GMT

ماذا سنفعل إن نفد النفط؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

ماذا سنفعل إن نفد النفط؟

الحديث عن الذهب الأسود، النفط؛ يَدُور دائمًا بَيْنَ النقمة والنعمة، بَيْنَ مَن نجح من الدوَل في استغلاله بشكلٍ صحيح، واستفاد مِنْه للتطوير والتمكين والدَّفع بعجلة التنمية فكان لها نعمة وخير، وبَيْنَ مَن كان علَيْه نقمة، فرزح تحت وطأة الاستعمار الخارجي والتخدير النفطي والاتِّكاليَّة الداخليَّة.
بعض تلك الدوَل التي وهبها الله هذه النعمة قامت باستغلاله للاستعداد للدخول إلى ما بعده، فكان لها بمثابة المحطَّة التي تنتقل بها وعَبْرَها إلى المحطَّة التالية، دوَل أخرى اعتقَدَت أنَّ هذه الهِبَة سوف تدوم إلى الأبد، فسكَرَت برائحة النفط حتَّى غابت عن الوعي، ولَمْ تنتبه من نشوة النفط إلَّا وهي على أعتاب مرحلة قادمة، الله وحْدَه أعلَمُ كيف ستكابدها مع شعوبها.


ها هو العالَم يقترب من العام 2024 (4 أشهر فقط) إلَّا أنَّنا ما زلنا نسمع نَفْس المخاوف التي كنَّا نسمعها قَبل عقود من الزمن من الدوَل التي ما زالت غير قادرة من التخلُّص من لعنة النفط أو سكرته، ماذا سنفعل إن نفد النفط؟ فهل الصراخ على قَدْر الألَمْ أم على قَدْر الغباء؟
قلتُ في مقالات سابقة إنَّ النفط لَنْ ينفدَ، وإنْ كانت الدراسات التي تؤكِّد نفاده صادقة فإنَّ تحقُّقَ ذلك لَنْ يكُونَ إلَّا بعد عقود طويلة من الزمن من وجهة نظري. ولكنَّ المؤكَّد لديَّ أنَّ النفط سينتهي بطريقة أخرى، وهي بنفاد الحاجة له مع الوقت، والتحَوُّل مِنْه إلى بدائل أخرى، سينفد بالتخلِّي عَنْه وعن استخراجه مثلًا، سينفد بعدم وجود المستهلك والأدوات التي تعمل به، سينفد بانتهاء الفِكر التقليدي الذي يعمل على رائحة النفط إلى فكر آخر يعمل على بدائل أخرى.
على العموم اليوم وغدًا وهذا العام والعام القادم والذي يليه وحتَّى نهاية العام 2030 على أقلِّ تقدير ـ من وجهة نظري ـ سيبقى النفط السيِّد الذي ما زالت العديد من الدوَل المنتشية برائحته تصرُّ على البقاء تحت رحمة عبوديَّته؛ لأنَّها وببساطة لَمْ تتمكَّن حتَّى اللحظة من إيجاد بدائل موازية له، بدائل قادرة على تمويل مشاريعها وموازناتها الماليَّة، بدائل قادرة على تغطية العجز والديون واحتياجات مواطنيها، بدائل قادرة على تغطية الفساد وتمويل احتياجات أصحاب النفوذ والسُّلطة.
الخوف القادم ـ بتصوُّري ـ لَنْ يكمنَ في نفاد النفط كما يعتقد البعض، بل الخوف من انهيار أسعاره إلى الحدِّ الذي لا يَعُودُ على أصحابه حتَّى بهمِّ استخراجه وبيعه كما يقال، أو ارتفاعه إلى الحدِّ الذي لا تجد له مشتريًا، ولعلَّ هذه النتيجة الأخيرة تؤدِّي إلى الاقتتال علَيْه وسعي الدوَل الكبرى إلى مزيدٍ من استعمار الدوَل التي تملكه بطُرقٍ مختلفة، أو ربَّما نجد أنْفُسَنا في مرحلة المقايضة علَيْه؛ لأنَّنا دوَل غير مُصنِّعة أو مُنتِجة.
لا نستبعد أن نقايضَ علَيْه بعد سنوات للحصول على الطعام من الدوَل التي تصدِّر لنَا القمح والأرز والزيت، لا نستبعد أن نصلَ إلى المرحلة التي نتفاوض علَيْه ونقايضه للحصول على أقلام الكتابة والأوراق والأدوات المكتبية، لا نستبعد المقايضة علَيْه بالدواء والأجهزة التي تعمل عليها الطَّاقة الكهربائيَّة وغيرها من احتياجاتنا الأساسيَّة، لا نستبعد أن نسمعَ يومًا عن أنَّ النفط لَمْ يَعُدْ له تلك الحاجة الماسَّة في وجود الطَّاقة الشمسيَّة والطَّاقة الكهربائيَّة وغيرها من البدائل الأخرى.
فيا أيَّتها الحكومات المنتشية برائحة النفط، سيأتي اليوم الذي تقف فيه ناقلات النفط شاهدةً على غباء التفكير وضعف النظرة المستقبليَّة، غباء الاتِّكاليَّة، وجهل التسويف، ستقف خاوية ليس من نفاد النفط، بل من التحَوُّل عَنْه إلى مصادر أخرى للطَّاقة، ولنَا في الأعوام (1992-1993) حين وصل سعر البرميل إلى 10 دولار، أو في فترة انتشار وباء كورونا (2019-2021) عِبرة، ولست بحاجة إلى أن أذكِّركَم أنَّ العالَم قَدْ بدأ بإقامة تحالفات تتعهد بالتخلُّص التدريجي من نفطكم وغازكم، وأنَّ العديد من الدوَل المستهلكة والمستوردة بدأت البحث عن بدائل أخرى له، مع الإشارة إلى أنَّ تلك الدوَل لَنْ ترغبَ يومًا في تكرار أحداث الـ15 من أكتوبر 1973 أو ما أطلق علَيْه بصدمة النفط الأولى.

محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
azzammohd@hotmail.com
MSHD999 @

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الدو ل التی لا نستبعد ل أخرى

إقرأ أيضاً:

«قادرة دوما على الانتصار».. خالد يوسف يدعم شعب لبنان

أعرب المخرج خالد يوسف، عن حزنه الشديد بعد استشهاد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، والأحداث الصعبة التي تمر بها لبنان، من قصف على بعض المناطق، أدت لاستشهاد العديد من الأبرياء.

خالد يوسف يدعم شعب لبنان

ونشر خالد يوسف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورة العلم اللبناني، وعلق: «بنحبك يا لبنان، من أصغر البلاد العربية مساحة وسكانا، وبرغم ذلك ومنذ آلاف السنين بلد محوري في الإقليم مؤثر في محيطه، يمتد نوره ليضيء أجواء من حولها منذ الفينيقيين وحتى اليوم، يقدم دائما النماذج التاريخية الملهمة، هل قدم بلد عربي بعد مصر تضحيات مثلما قدم لبنان من أجل عيون فلسطين، هل أعطى بلد عربي في عصرنا الحديث بعد مصر نماذج مثل فيروز والرحبانية وجبران وخليل مطران وكمال جنبلاط وسليم الحص وحسن نصرالله، والقائمة تطول وعصية على الحصر».

خالد يوسف

وتابع: «لبنان يمتلك أهم مصادر القوى الناعمة العربية بعد مصر، لبنان كم أنت عظيم وعصي على الانكسار وقادر دوما على الانتصار، تمتلك أكثر شعوب العالم حبا للحياة والفرح يذهبون للموت انتصارا للحياة وبهجتها، قدرك أن يكون من بين أبنائك من يمثلون آخر الحصون المرابطة على أبواب القدس، ولذلك تدفع الضرائب والأثمان الباهظة.. تعظيم سلام لعطائك أيها الشعب الأبي العظيم».

آخر أعمال خالد يوسف

وكانت آخر أعمال خالد يوسف، هو فيلم «الإسكندراني» بطولة النجم أحد العوضي، والذي تم طرحه خلال الفترة الماضية بدور العرض السينمائية وحقق نجاحا كبيرا.

فيلم الإسكندراني، مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم، للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، صدرت في سبعينيات القرن الماضي، وشهدت محاولات كثيرة لتقديمها كان أبرزها للراحل عاطف الطيب، ورشح لبطولتها الفنان الكبير عمر الشريف، ثم النجم يحيى الفخراني.

اقرأ أيضاًخالد يوسف ناعيا حسن نصر الله: رحل سيد المقاومة

«مبروك حبيبي».. خالد يوسف يحتفل بتخرج نجله من الجامعة بـ إنجلترا (صور)

محمود حميدة رقيق القلب ونجيب الريحاني أهم من عادل إمام.. تصريحات مثيرة لـ المخرج خالد يوسف (فيديو)

مقالات مشابهة

  • هل تنهي الوساطة الخارجية أزمة البنك المركزي في ليبيا التي أدت إلى خفض إنتاج البلاد من النفط؟
  • متحدث باسم الأمم المتحدة: قوات اليونيفيل في لبنان غير قادرة على القيام بدوريات
  • بدائل صحية لمشروبات الكافيين لصباح مفعم بالطاقة
  • بعد رسالة هيئة الدواء.. خدمة للمرضى لمعرفة بدائل الأدوية
  • إيران: دول المنطقة قادرة على الدفاع عن نفسها ولا حاجة لإرسال قواتنا
  • تنويه هام من شركة الغاز في صنعاء بعد الغارات الإسرائيلية… ماذا جاء فيه؟
  • دعاء زهران: القيادة السياسية قادرة على اتخاذ القرارات التي تحمي وتحافظ على أمن مصر القومي
  • «قادرة دوما على الانتصار».. خالد يوسف يدعم شعب لبنان
  • هواوي تتخذ خطوة للأمام مع بحث الشركات الصينية عن بدائل Nvidia
  • نادر آل سعيد لـ"الرؤية": 3 تحديات تمويلية تواجه الشركات الناشئة.. و"هيئة تنمية المؤسسات" تطرح عدة بدائل