جريدة الوطن:
2024-11-27@05:59:18 GMT

ماذا سنفعل إن نفد النفط؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

ماذا سنفعل إن نفد النفط؟

الحديث عن الذهب الأسود، النفط؛ يَدُور دائمًا بَيْنَ النقمة والنعمة، بَيْنَ مَن نجح من الدوَل في استغلاله بشكلٍ صحيح، واستفاد مِنْه للتطوير والتمكين والدَّفع بعجلة التنمية فكان لها نعمة وخير، وبَيْنَ مَن كان علَيْه نقمة، فرزح تحت وطأة الاستعمار الخارجي والتخدير النفطي والاتِّكاليَّة الداخليَّة.
بعض تلك الدوَل التي وهبها الله هذه النعمة قامت باستغلاله للاستعداد للدخول إلى ما بعده، فكان لها بمثابة المحطَّة التي تنتقل بها وعَبْرَها إلى المحطَّة التالية، دوَل أخرى اعتقَدَت أنَّ هذه الهِبَة سوف تدوم إلى الأبد، فسكَرَت برائحة النفط حتَّى غابت عن الوعي، ولَمْ تنتبه من نشوة النفط إلَّا وهي على أعتاب مرحلة قادمة، الله وحْدَه أعلَمُ كيف ستكابدها مع شعوبها.


ها هو العالَم يقترب من العام 2024 (4 أشهر فقط) إلَّا أنَّنا ما زلنا نسمع نَفْس المخاوف التي كنَّا نسمعها قَبل عقود من الزمن من الدوَل التي ما زالت غير قادرة من التخلُّص من لعنة النفط أو سكرته، ماذا سنفعل إن نفد النفط؟ فهل الصراخ على قَدْر الألَمْ أم على قَدْر الغباء؟
قلتُ في مقالات سابقة إنَّ النفط لَنْ ينفدَ، وإنْ كانت الدراسات التي تؤكِّد نفاده صادقة فإنَّ تحقُّقَ ذلك لَنْ يكُونَ إلَّا بعد عقود طويلة من الزمن من وجهة نظري. ولكنَّ المؤكَّد لديَّ أنَّ النفط سينتهي بطريقة أخرى، وهي بنفاد الحاجة له مع الوقت، والتحَوُّل مِنْه إلى بدائل أخرى، سينفد بالتخلِّي عَنْه وعن استخراجه مثلًا، سينفد بعدم وجود المستهلك والأدوات التي تعمل به، سينفد بانتهاء الفِكر التقليدي الذي يعمل على رائحة النفط إلى فكر آخر يعمل على بدائل أخرى.
على العموم اليوم وغدًا وهذا العام والعام القادم والذي يليه وحتَّى نهاية العام 2030 على أقلِّ تقدير ـ من وجهة نظري ـ سيبقى النفط السيِّد الذي ما زالت العديد من الدوَل المنتشية برائحته تصرُّ على البقاء تحت رحمة عبوديَّته؛ لأنَّها وببساطة لَمْ تتمكَّن حتَّى اللحظة من إيجاد بدائل موازية له، بدائل قادرة على تمويل مشاريعها وموازناتها الماليَّة، بدائل قادرة على تغطية العجز والديون واحتياجات مواطنيها، بدائل قادرة على تغطية الفساد وتمويل احتياجات أصحاب النفوذ والسُّلطة.
الخوف القادم ـ بتصوُّري ـ لَنْ يكمنَ في نفاد النفط كما يعتقد البعض، بل الخوف من انهيار أسعاره إلى الحدِّ الذي لا يَعُودُ على أصحابه حتَّى بهمِّ استخراجه وبيعه كما يقال، أو ارتفاعه إلى الحدِّ الذي لا تجد له مشتريًا، ولعلَّ هذه النتيجة الأخيرة تؤدِّي إلى الاقتتال علَيْه وسعي الدوَل الكبرى إلى مزيدٍ من استعمار الدوَل التي تملكه بطُرقٍ مختلفة، أو ربَّما نجد أنْفُسَنا في مرحلة المقايضة علَيْه؛ لأنَّنا دوَل غير مُصنِّعة أو مُنتِجة.
لا نستبعد أن نقايضَ علَيْه بعد سنوات للحصول على الطعام من الدوَل التي تصدِّر لنَا القمح والأرز والزيت، لا نستبعد أن نصلَ إلى المرحلة التي نتفاوض علَيْه ونقايضه للحصول على أقلام الكتابة والأوراق والأدوات المكتبية، لا نستبعد المقايضة علَيْه بالدواء والأجهزة التي تعمل عليها الطَّاقة الكهربائيَّة وغيرها من احتياجاتنا الأساسيَّة، لا نستبعد أن نسمعَ يومًا عن أنَّ النفط لَمْ يَعُدْ له تلك الحاجة الماسَّة في وجود الطَّاقة الشمسيَّة والطَّاقة الكهربائيَّة وغيرها من البدائل الأخرى.
فيا أيَّتها الحكومات المنتشية برائحة النفط، سيأتي اليوم الذي تقف فيه ناقلات النفط شاهدةً على غباء التفكير وضعف النظرة المستقبليَّة، غباء الاتِّكاليَّة، وجهل التسويف، ستقف خاوية ليس من نفاد النفط، بل من التحَوُّل عَنْه إلى مصادر أخرى للطَّاقة، ولنَا في الأعوام (1992-1993) حين وصل سعر البرميل إلى 10 دولار، أو في فترة انتشار وباء كورونا (2019-2021) عِبرة، ولست بحاجة إلى أن أذكِّركَم أنَّ العالَم قَدْ بدأ بإقامة تحالفات تتعهد بالتخلُّص التدريجي من نفطكم وغازكم، وأنَّ العديد من الدوَل المستهلكة والمستوردة بدأت البحث عن بدائل أخرى له، مع الإشارة إلى أنَّ تلك الدوَل لَنْ ترغبَ يومًا في تكرار أحداث الـ15 من أكتوبر 1973 أو ما أطلق علَيْه بصدمة النفط الأولى.

محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
azzammohd@hotmail.com
MSHD999 @

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الدو ل التی لا نستبعد ل أخرى

إقرأ أيضاً:

تنفيذ 3372 عقوبة بديلة عن الحبس لنهاية تشرين الأول

#سواليف

استبدلت المحاكم #عقوبة_الحبس بـ3372 عقوبة بديلة منذ بداية العام الحالي حتى تشرين الأول /أكتوبر، وفقا لبيانات وأرقام وزارة العدل.

ووفقا لأرقام #وزارة_العدل، أن #المحاكم استبدلت خلال الشهر الأول من العام 333 عقوبة، وفي شباط استبدلت 338 عقوبة، وفي آذار استبدلت 401 عقوبة.

وفي آيار استبدلت المحاكم 842 عقوبة، وفي منتصف العام استبدلت 296 عقوبة، وفي تموز 165 عقوبة، وفي آب استبدلت 167 عقوبة، وفي الشهر التاسع 150 عقوبة.

مقالات ذات صلة هذه الليلة .. الأشد برودة منذ بداية تأثير الموجة الباردة 2024/11/26

وقالت وزارة العدل، إنّ الفائدة من تطبيق #العقوبات البديلة هو الحد من اكتظاظ مراكز الإصلاح والتأهيل والكلف المالية المترتبة عليها، إضافة إلى عدم انقطاع المحكوم عليه عن مصدر رزقه والذي يحافظ على الأوضاع الاقتصادية للمحكوم عليه.

وأضافت، أن تطبيق العقوبات البديلة يؤدي بالنتيجة بمنع اختلاط المحكوم عليه بالمجرمين الخطيرين والحد من العود الجرمي ودمج المحكوم عليهم بالمجتمع.

وأشارت إلى أن للمحكمة في الجنح وبناء على تقرير الحالة الاجتماعية فيما خلا حالة التكرار أن تقضي حتى وإن اكتسب الحكم الدرجة القطعية ببديل أو أكثر من البديل.

وبينت وزارة العدل أن للمحكمة في الجنايات غير الواقعة على الأشخاص وفيما خلا حالات التكرار عند استخدام الأسباب المخففة والنزول بالعقوبة إلى سنة أن تستبدل العقوبة المقضي بها وبناء على تقرير الحالة الاجتماعية ببديل أو أكثر من بدائل العقوبات السالبة للحرية.

وأكّدت أن الوزارة ماضية في الإشراف على تنفيذ وتطبيق العقوبات البديلة؛ بما يضمن تحقيق الهدف المرجو منها.

كما أكّدت أنَّ تطبيق العقوبات المجتمعية البديلة ومن خلال متابعة فريق الوزارة ترك أثرًا إيجابيًا على الشخص المُدان والذي تجنب سلب حريته بالسجن، وعلى عائلته وأطفاله وذويه بأن بقي بينهم ولم ينقطع عن المجتمع والحياة والعمل والرزق.

ووفقا لوزارة العدل، فإن العقوبات بديلة، “خدمة مجتمعية، مراقبة مجتمعية، مراقبة إلكترونية، حظر ارتياد أماكن محددة”.

وأوضحت أن التَّوسع في بدائل العقوبات السَّالبة مكَّنت القُضاة من حماية غير مكرِّري الجرائم من دخول السَّجن.

واستحدث الأردن خلال العام 2017 تعديلا تشريعيا على قانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960، وأضاف المادة “25 مكرر”، والتي نصَّت على بدائل العقوبات السالبة للحرية.

مقالات مشابهة

  • الشهري : علينا إيجاد بدائل تمويلية مثل الشراكات مع القطاع الخاص..فيديو
  • ماذا تعرف عن الملاذات الآمنة التي هرب إليها المستوطنون؟
  • مجلس النواب يقر تقريراً حول الأضرار التي لحقت بشركة النفط جراء العدوان الصهيوني
  • تنفيذ 3372 عقوبة بديلة عن الحبس لنهاية تشرين الأول
  • عبدالله بن زايد: الإمارات قادرة على التعامل بحزم مع أي محاولة تمس أمن مجتمعها
  • بوريل: المساعدات الإنسانية لا تصل إلى غزة والأمم المتحدة غير قادرة على تقديم الدعم
  • أكبر التحديّات التي تُواجه الجيش الإسرائيلي في لبنان.. ماذا حصل معه يوم السبت؟
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • 300 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ سنوياً.. ما القيمة التي يشكلها هذا المبلغ مقارنة بقطاعات أخرى؟
  • هاكان فيدان: تركيا لم تشترط على الأسد المصالحة مع المعارضة