عدن الغد:
2025-11-23@10:13:48 GMT

العودة للدراسة تكلفة كبيرة تتجرعها الأسر اليمنية

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

العودة للدراسة تكلفة كبيرة تتجرعها الأسر اليمنية

(عدن الغد)متابعات:

بدأ العام الدراسي الجديد في اليمن، وغالبية الأسر ليست مستعدة لإلحاق أطفالها بالمدارس، حيث تمنعها الأوضاع المعيشية الصعبة وانهيار العملة المحلية (الريال) من الوفاء بالتزامات الرسوم وشراء الأدوات المدرسية، إلى جانب توفير الوجبات الغذائية وأجور المواصلات، في حين تسعى مبادرات محلية وجهات دولية إلى مساعدة الطلاب على العودة إلى المدارس.

وفيما دشن وزير التربية والتعليم في الحكومة اليمنية طارق العكبري من عدن العام الدراسي الجديد للتعليم الأساسي والثانوي (2023 - 2024) وفقاً للتقويم الوزاري، أشاد بكوادر الوزارة وجهودهم في الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكداً على استشعارها لمعاناة المعلمين، وسعيها من أجل حقوقهم، وتفهمها للأوضاع المعيشية التي تواجهها الأسر اليمنية.

ويقدر إجمالي الأطفال المتقدمين للدراسة هذا العام بنحو 2.5 مليون طالب وطالبة في التعليم الأساسي والثانوي في عموم المحافظات اليمنية.

ويلاحظ مدير مدرسة في مدينة تعز (جنوبي غرب) أن غالبية العائلات لا تلحق أولادها بالمدارس إلا بعد مرور ما يقارب الشهر من بدء العام الدراسي لعدم قدرتها على توفير متطلبات العام الدراسي منذ البداية، في حين أن عدداً آخر من الطلبة يذهب للعمل خلال العطلة الصيفية من أجل متطلبات دراسته، ويضطر لمواصلة العمل حتى مع انطلاق العام الدراسي.

ويتهم المدير الذي طلب عدم ذكر اسمه، القطاع التجاري باستغلال انطلاق العام الدراسي كل عام لمضاعفة الأعباء على العائلات، حيث ترتفع أسعار مستلزمات الدراسة بشكل غير طبيعي، ومثلها أسعار ملابس الأطفال والأزياء المدرسية وحتى المواد الغذائية التي تعد منها الأمهات وجبات لأطفالهن، في ظل غياب رقابة فاعلة من الجهات المسؤولة.

ويضيف المدير في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تأخر التحاق الطلبة بالمدارس يتسبب في عدم مقدرتهم على استيعاب المقررات الدراسية، وتخلفهم عن أقرانهم ممن التحقوا بالدراسة في أول يوم، مرجحاً أن يكون هذا أحد أسباب تفاوت مستويات التحصيل، والقدرة على الاستيعاب وخوض الامتحانات باستعداد كامل.

ويتحسر المدير لأن هناك طلاباً يتسربون من التعليم لعدم مقدرة عائلاتهم على إكمال تعليمهم واضطرارها إلى إبقائهم في المنازل، أو الاستعانة بهم لمضاعفة مدخول الأسرة من خلال مساعدة رب الأسرة في الأعمال الحرة، أو العمل بالأجر اليومي.

وينوه إلى أن كثيراً من المعلمين بدورهم يتخلفون عن الحضور إلى المدارس عند بدء العام الدراسي لاضطرارهم استغلال العطلة الصيفية في أعمال بالأجر اليومي.

> أثر سوء التغذية

يزيد عدد الأطفال ممن هم في سن الدراسة في اليمن عن 10.6 مليون طفل، وفقاً لإحصاءات من بينها بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، التي تقول إن اليمن يواجه أزمة تعليمية حادة، حيث أدت الحرب إلى انقطاعات متكررة في سير العملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وأدت إلى تفتت نظام التعليم، ما أثر بشكل عميق على التعلّم والتطور المعرفي والعاطفي والصحة للأطفال.

وقدرت «اليونيسيف» وجود 2.4 مليون طفل خارج المدارس، بينما يحتاج أكثر من 8 ملايين إلى مساعدات مدرسية إضافة إلى معاناتهم من النقص الغذائي الذي يتسبب في تراجع تحصيلهم الدراسي.

ومنذ قرابة 7 أشهر قدرت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف) أن اثنين من كل 3 أطفال في عمر 10 سنوات وأقل في اليمن، لا يستطيعون قراءة وفهم نص بسيط، مطالبة بمساعدة أطفال اليمن على تعلم أساسيات القراءة والرياضيات.

وترتفع تكاليف مواصلات نقل الطلاب بين منازلهم ومدارسهم بسبب الأزمات المتكررة في الوقود من جهة، وقطع الطرقات ونصب نقاط وحواجز التفتيش في الشوارع والطرقات من جهة أخرى.

ووصل سعر الكراسة المكونة من 80 ورقة إلى 700 ريال على الأقل، بما يقارب 9 ريالات للورقة الواحدة، بينما لا يقل سعر القلم عن 300 ريال، أما الحقائب المدرسية، فتزيد أسعارها مع بدء كل عام دراسي بنسبة كبيرة، ووصل سعر أقل أنواعها جودة ومتانة إلى 4 آلاف ريال وفق بيانات إعلانات متاجر المستلزمات المدرسية في مدينتي تعز وعدن، (وصل سعر الدولار في المناطق المحررة إلى 1490 ريالاً).

> مبادرات محلية ودعم دولي

يقف أولياء أمور الطلاب في موقف صعب بين خيارات، إما الدفع بأطفالهم إلى المدارس العمومية المزدحمة والتي تقل جودة التعليم فيها بسبب الزحام وتغيب المعلمين إما لمرضهم أو نزوحهم أو مزاولتهم أعمالاً أخرى أو الإهمال، أو إلحاقهم بالمدارس الخاصة التي ترتفع تكلفة الدراسة فيها عاماً بعد آخر.

ويتساءل نبيل ثابت إن كان بإمكانه تسديد أقساط مدرسة طفليه البالغة 350 ألف ريال من راتبه الذي يبلغ 80 ألف ريال فقط، (الدولار نحو 1400 ريال في المناطق اليمنية المحررة) مبدياً قلقه من أن يضطر إلى الاستدانة عند قرب انتهاء العام الدراسي من أجل ذلك، ليأتي العام الدراسي التالي ولم يستطع سداد ديونه، فراتبه يكفي بالكاد لالتزاماته المعيشية.

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «قررت المغامرة بإلحاق الطفلين بمدرسة خاصة لأستثمر في مستقبلهما، ففي المدارس الحكومية لا أضمن لهما جودة التعليم، لكني في الحقيقة لم أخطط لما سأفعله من أجل سداد الرسوم».

في هذا السياق أعلن برنامج الأغذية العالمي، أواخر يوليو (تموز) الماضي، استمراره في تقديم الوجبات الخفيفة المدعمة لطلاب المدارس في اليمن، والتي تحتوي على العناصر الغذائية والفيتامينات الأساسية، للطلاب في جميع أنحاء البلاد، ما يساعد على سد الفجوات الغذائية.

وجاء إعلان البرنامج التابع للأمم المتحدة رغم تعليق تدخلاته في مجال الوقاية من سوء التغذية في اليمن بسبب النقص التمويل الحاد، والذي قال إنه سيؤثر على أكثر من مليوني شخص يعانون من سوء التغذية خاصة الأطفال والنساء.

وفي مدينة تعز بدأ مجموعة من الشباب المتطوعين تنفيذ مبادرة لدعم عودة الأطفال إلى المدارس، بالتعاون مع عدد من التجار ورجال الأعمال لتخفيف العبء عن الأسر المحتاجة وتشجيع الأطفال على الدراسة بتوفير مستلزمات مدارسهم بأسعار في متناول عائلاتهم.

ومن جانبها دعمت «يونيسيف» نشاط «المرسم الحر» لتحفيز الطلبة على العودة إلى المدرسة، في مدارس عدة، في محافظات صنعاء والحديدة وإب وتعز وحجة ومأرب والمحويت، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية اليابانية.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: العام الدراسی إلى المدارس فی الیمن من أجل

إقرأ أيضاً:

مقال.. مدارس الأوقاف في القدس منارات صامدة في وجه أسرلة التعليم

تعدّ مدارس القدس التابعة للأوقاف، والتي تنضوي تحت مظلة مديرية التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية، رافعة أساسية لحماية الهوية التعليمية والوطنية في مدينة تتعرّض منظومتها المدرسية لضغوط سياسية واقتصادية وأمنية متواصلة.

تعمل هذه المدارس وفق المنهاج الفلسطيني، وتخضع إداريا لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، لكنها تُدير يومياتها في بيئة شحيحة التمويل، ومقيدة بحواجز وتضييقات، ما يجعل الحفاظ على استقرار الكادر والطلبة مهمة شاقة تتطلب دعما مجتمعيا ومؤسسيا مستداما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقال.. طلبة القدس من رمزية التفوق إلى مشروع وطني للتعليمlist 2 of 2دكتوراه على الرف.. أستاذ جامعي يعجن الخبز في غزة المدمرةend of list

في عام 2021 بدأت مدارس الأوقاف تواجه أزمة جديدة، تعتبر من أعقد أزماتها التربوية، إذ تداخلت التحديات السياسية بالاقتصادية والاجتماعية، لتهدد استقرار العملية التعليمية.

لم تكن المشكلة في البنية التحتية وحدها، ولا في الكثافات الصفية المتزايدة فقط، بل في صميم العنصر البشري: وهو المعلّم، إذ إنّ صرف الرواتب مجتزأة (50-80%) من مستحقات الراتب الشّهريّة دفع عشرات المعلمين الأكفاء إلى مغادرة الميدان، وألقى ذلك بظلال من القلق على الأسر التي صارت تخشى عاما دراسيا بلا استقرار، فترددت في تسجيل أبنائها في مدارس الأوقاف.

هكذا وُجدت هذه المدارس أمام معادلة صعبة: نقص في الكادر المؤهل من جهة، وتراجع في أعداد الطلبة من جهة أخرى.

خيارات قاسية

وفي القدس على وجه الخصوص، حيث نسبة غلاء المعيشة هي الأعلى في المنطقة، يُشكّل انتظام الراتب شرطا أساسيا لاستمرار المعلّم في أداء رسالته، مع العلم أن المعلم المقدسي يعيش أزمة الراتب القليل الذي لا يتناسب وغلاء المعيشة، وكان دائم الشكوى منذ تسلّم السلطة الوطنية الفلسطينية مهامها عام 1993م.

وفي نهاية 2024 وبداية 2025، دخلت أزمة الرواتب مرحلة أكثر خطورة: تأخر صرف الرواتب عدة أشهر، ووصلت الاقتطاعات في بعض الأشهر إلى 65%، ليحصل المعلم على 35% فقط من المستحقات الشهرية، هذا النقص لم يكن مجرد رقم على الورق، بل حقيقة معيشية جعلت المعلم غير قادر على دفع إيجار بيته أو تسديد أقساط المدارس لأولاده أو حتى تغطية أبسط متطلبات الحياة.

إعلان

تحت ضغط هذه الظروف، لجأ عدد كبير من معلمي الأوقاف إلى خيارات قاسية:

الإجازة المفتوحة: أكثر من 150 معلما وُثّق خروجهم خلال الثلاث سنوات الماضية بسبب العجز عن الاستمرار براتب ثابت. الاستقالات: بعض الكفاءات وجدت فرصا في مدارس خاصة أو في مؤسسات تعليمية خارج القدس براتب أكثر انتظاما. الهجرة إلى قطاعات موازية: معلمو لغات وعلوم توجهوا إلى الدروس الخصوصية أو أعمال أخرى خارج القطاع التربوي.

نزْف متواصل

هذا النزف جعل بعض المدارس تعجز عن تغطية حصص أساسية، وأدى إلى إغلاق ما يقارب 30 شعبة صفية.

فحسب إحصائية مديرية تربية القدس للعام الدراسي 2022-2023 كان عدد الشعب الصفية في مدارس الأوقاف 597 شعبة صفية. وفي عام 2023-2024 انخفضت إلى 586، وفي العام 2024-2025 وصلت إلى 567.

وقد أدى ذلك إلى قلق أولياء أمور الطلبة، ومنه تراجع إقبالهم على مدارس الأوقاف، لعدم ضمان الاستقرار.

وحسب إحصائية مديرية تعليم القدس، في عام 2022-2023، كان عدد طلبة مدارس الأوقاف 10 آلاف و693 طالبا وطالبة.

وفي العام الدراسي 2023-2024، انخفض إلى 10 آلاف و375، وفي 2024-2025، صار 9297 طالبا وطالبة.

أي خلال الثلاثة أعوام السابقة، خسرت مدارس الأوقاف 1396 طالبا وطالبة.

وفي العام الدراسي 2025-2026، ومع تكرار الأخبار عن إضرابات محتملة أو تأخّر في صرف الرواتب، ازدادت مخاوف الأهالي من أن يبدأ العام الدراسي ثم يتوقف فجأة.

هذا القلق دفع بعض أولياء أمور الطلبة -رغم تمسّكهم بمدارس الأوقاف وإدراكهم دورها الحيوي كصمّام أمان، يحافظ على المناهج الوطنية الفلسطينية- إلى نقل أبنائهم إلى مدارس خاصة رغم ارتفاع رسومها، أو حتى إلى مدارس بلدية الاحتلال أو المنهاج الإسرائيلي لمن هو غير مقتدر ماليا، وذلك ليس رغبة منهم في هذه المدارس ومناهجها، بل خشية من ضياع العام الدراسي من أبنائهم.

مبان غير مؤهلة

ويذكر أنّ معظم مباني مدارس الأوقاف تفتقر إلى المرافق التربوية الأساسية، مثل المختبرات والملاعب والساحات، كونها في الأصل مباني سكنية جرى تأهيلها بقدر المستطاع، بعد أن منعت سلطات الاحتلال إصدار تراخيص للبناء أو حتى التوسعة، بل إنّ بعضها مهدّد بالهدم بذريعة عدم الترخيص.

شعرت الحكومة الفلسطينية بخطورة التحديات التي تواجه مدارس الأوقاف في القدس، فأصدر مجلس الوزراء قرارا استثنائيا يقضي بعدم اقتطاع أي جزء من رواتب معلمي مديرية القدس، وصرفها كاملة، تقديرا لصمودهم في وجه سياسات الاحتلال.

وجاء هذا القرار في ظل الخطوة الخطِرة التي اتخذتها سلطات الاحتلال بإغلاق مدارس وكالة الغوث (أونروا)، في محاولة لفرض مناهجها على الطلبة بدفعهم قسرا إلى مدارس بلدية الاحتلال ووزارة معارفه، حيث تُدرَّس مناهج فلسطينية محرفة ومشوّهة، اجتث منها كل ما يتصل بالهوية الوطنية والانتماء الفلسطيني، واستبدالها بمواد مسمومة تخدم أهداف الاحتلال، أو بزج الطلبة في المدارس الخاضعة بالكامل للمناهج الإسرائيلية.

إنّ مدارس الأوقاف في القدس، وبرغم محدودية إمكاناتها وقلة عدد طلابها مقارنة بمجموع الطلبة المقدسيين، لا تزال تمثل خط الدفاع الأول عن التعليم الوطني الفلسطيني، وتشكّل صمام الأمان في وجه سياسات الأسرلة وطمس الهوية.

إعلان

لكنّ استمرارها في أداء هذا الدور الحيوي يظل محفوفا بالمخاطر، خاصة بعد التضييق المتزايد ومنع الكتب الفلسطينية الأصلية من دخول المدارس الأخرى.

وبينما لا تتجاوز نسبة طلابها 9% من أصل 130 ألف طالب وطالبة في المدينة، فإن مسؤوليتها أكبر بكثير من حجمها العددي، إذ تحمل عبء الحفاظ على الوعي الجمعي الفلسطيني.

وهنا يبرز السؤال الجوهري: إلى أي مدى ستتمكّن مدارس الأوقاف من الصمود ومواجهة هذه التحديات، في ظل واقع يومي يزداد قسوة على المقدسيين، ومعركة مفتوحة على مستقبل التعليم والهوية في القدس؟

 

*ديمة السمان: مديرة دائرة الإعلام التربوي سابقا في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ومديرة ندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية.

مقالات مشابهة

  • التعليم تدرس تمديد العام الدراسي واستغلال فترة العطلة بين الفصلين
  • إنطلاق امتحانات شهر نوفمبر ببعض المحافظات اليوم دون تعطيل للدراسة
  • موقف حكيمى من العودة إلى ريال مدريد
  • فتح باب التقديم لبرامج التعليم الإلكتروني عن بُعد للفصل الدراسي الثاني 1447هـ بجامعة القصيم
  • هيئة أسر الشهداء تُنفذ مشاريع تمكين اقتصادي بنصف مليار ريال
  • هيئة رعاية أسر الشهداء تنفذ مشاريع تمكين اقتصادي بنصف مليار ريال
  • مقال.. مدارس الأوقاف في القدس منارات صامدة في وجه أسرلة التعليم
  • اليمن يواجه أزمة مجاعة هذا العام.. وباحث اقتصادي يتحدث عن أسبابها
  • اتفاقية بين وزارة الأوقاف والخطوط الجوية الـيمنية لنقل حجاج اليمن
  • أول رد من الحكومة اليمنية على الوقفات القبلية المسلحة التي تقيمها مليشيا الحوثي