يخدم البشرية.. ننشر كلمة شيخ صوفية الصين في الملتقى العالمي بإندونيسيا
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
ألقى الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسني الحسيني شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية وشيخ صوفية الصين كلمته خلال فعاليات الملتقي الصوفي العالمي الذي نظم بدولة إندونيسيا علي مدار 5 أيام بمشاركة الدكتور أسامة الأزهري والدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الصوفية ورئيس المجلس الأعلي للصوفية وعدد آخر من الشخصيات الدينية والصوفية من حول العالم.
وجاءت كلمة شيخ صوفية الصين بعنوان "الصوفية رحمة للعالمين"، أمام شيوخ وعلماء العالم
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيد الانس والجن شفيعنا محمد صلى الله وسلم وعلى اله وأصحابه اجمعين.
وأضاف في كلمته: الصوفية والتصوف هما أصل من اصول منبع السعادة الانسانية وسلامة الأوطان وانسجامها، منهج الصوفية هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المنهج المعتدل والوسطي للاسلام.
وتابع : الصوفية ليست مذهباً ولا حزبا من الاحزاب انما هي روح الاسلام وجوهره ، والحقيقة أن الصوفية جاءت من الله تعالى وظهرت بنور محمد رسول الله ، ومبنية على محبة الله ورسوله وأوليائه وجميع مخلوقات الله تعالى محبة حقيقة .وهي منبع الاسرار وحكمتها ، وحقيقة الاسلام هو معرفة الله تعالى على طريق الصوفية ، واصل الصوفية هي الطريقة والنعمة الخاصة التي حققها الله للانسان ليعود إلى الله المولي الرحيم ، ومنذ أن كان هناك بشر كان هناك الاسلام منذ القدم ،إن اهل الله السالكين الكاملين هم اهل البيت الكرام، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو جوهر السماء والأرض وحقيقة الكون ، هو سيد الإنس والجن وسيد الدارين ، ومنبع الروح والطريق المستقيم، وبحر الرحمن الحقيقي ومنارة العلم ، كما قال أتاني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد لولاك ماخلقت الجنة والنار ، قال الشاعر : لولاه ما تخرج الدنيا من العدم، إن رسول الله كمثل الشمس ، واهل بيته الكرام كأشعة الشمس بعد غروبها ، هم خلفاء الرسول الذين يورثون بميراث نور محمد صلى الله عليه وسلم، هم اصحاب الوراثة كما قال رسول الله صلى وسلم: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي احدهما اعظم من الاخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء وعترتي اهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفون فيهما.
وأوضح "شيخ صوفية الصين"، قائلا إن الاسلام دين يحب السلام ويريد السلام ويسعى إلى السلام وروح الإسلام وجوهره هي الطرق الصوفية والتصوف هو الطريق الصالح للحفاظ على السلام الاجتماعي والاستقرار الوطني والابتعاد عن كل أشكال الإرهاب والتطرف، وكل اتجاهات الإرهاب والتطرف لا علاقة لها بجوهر الاسلام، وأن الإرهاب والتطرف هي أداة يستخدمها أعداء الإسلام لتشويه سمعة الإسلام وتدميره، وفي مواجهة الإرهاب والافكار المتطرفة فإن الإسلام والمسلمين هم بلا شك من أكبر الضحايا.
وتابع في كلمته : إن دين الاسلام هو السبيل الصالح وجوهره الاخلاص والاحسان والاخلاق والوفاء والمحبة الكبيرة ، و الطريقة الاسلامية في الحياة هي افضل طريقة للحياة بين البشر كما أن الطرق الصوفية واسلوب التصوف هو الممارس والمفسر المثالي للاسلام، إن روح الاسلام هو التصوف وروح التصوف هو معرفة الله تعالى وتعبده تعبدا حقيقيا من القلب والروح والجسد ، وتقرب الى الله تعالى بالاعمال الحسنة ونعمته ويكرم مخلوقاته إكراما بفضل الله وحبه لتطبيق القرآن الكريم ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) بحب الله تعالى وبحب رسوله الكريم ووراثة هذه الرسالة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الى خلفائه من مرشدي الصوفية ، ارسل الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم رحمة للعالمين ليرحم البشرية جمعاء ، الجنس البشري كله يشمل من المسلمين وغير المسلمين ، والاسلام يعلم المسلمين أن جميع البشر من نفس الاصل ، وينتمي كل من المسلمين وغير المسلمين الى نسل ادم عليه السلام ، والبشرية جمعاء لديهم شفاعة ادم عليه السلام.
وأضاف: المسلمون لديهم شفاعة ادم عليه السلام وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ان سيدنا رسول الله صلى وسلم فهو المرشد الذي ارسله الله للبشرية جمعاء ، ورسالته هي ايضا رسالة للبشرية جمعاء ، لذلك يجب على المسلمين في مختلف البلدان ان يولوا أهمية لاحترام التعايش المتناغم بين القوميات والاديان والثقافات والحضارات المختلفة ، يجب أن نولي أهمية للتبادلات بين الثقافات المختلفة وان نتعلم من نقاط القوة لدى بعضنا البعض .
وتابع: يجب على المؤمن التمسك بالحق ، وممارسة العمل الجاد ، ولن يظلم احدا ابدا من حيث الانسانية والفرائض في نفس الوقت ، يجب على اهل السلوك مخالفة الهوى ومجاهدة النفس وإزالة الحقد والحسد والكبر والغضب وغيرها من الصفات المذمومة حتي ترتاح الارواح بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى عليه وسلم ، اما هذه الاهداف فلا تحققها الا بتحقيق اتباع مشايخ الطريقة وعلماء الحقيقة لتطبيق طريقة التصوف كما نقل عن بعض السلف : لولا المربي ما عرفت ربي .
وأشار إلى أن الاسلام مدينة ذهبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو باب تلك المدينة ومرشد الصوفية هو مفتاح قفل تلك البوابة ونتعلم علما ربانيا من مشايخ الطريق حيث ان العلم شمس منيرة والطالب يصول حوله كالفراش ، ان التصوف يتحقق بتربية الاخلاق والسلوك والرحمة على جميع المخلوقات وتحقق الكرم والتواضع والنعمة ونشر الحب وعلى رأسها تحقيق العدل ، وهذه الاساليب الطيبة كلها مبنية على حسن النيات ، والعبادات والاعمال من اجل الاخلاص لله تعالى وتقوى الله ، أي كل الاعمال لله تعالى ،
وتابع أن التصوف يسعي لخدمة البشرية جمعاء وخدمة جميع المخلوقات وهو منهج الاسلام الوسطي ، والاسلام يدعو الى الحوار والاحترام بين الديانات المختلفة والثقافات والحضارات المتنوعة ، وتشجيع التعاون والتبادل بين الدول والحضارات والثقافات من مختلفة المعتقدات ، من اجل بناء مجتمع السلام والامان .
واستطرد: لذلك، فإن الصوفي الحقيقي ، يجب ان يبني جنتين ، جنة الدنيا في المجتمع وجنة الاخرة بعد الموت ، اما جنة الدنيا في المجتمع فهي تحقيق سعادة الانسان بين البشر مع التعاون والتراحم والاحترام بين الديانات والثقافات والحضارات المتنوعة ، والمعاملة الحسنى بالاخلاق والسلوك وانتشار المحبة بين الناس حتى لا يكون هناك اقتتال او حروب او نزاع وسيكون الامان والسلام في المجتمع كله ، اما جنة الاخرة فهي النعمة الكبرى وهي النعمة الخاصة لاهل الايمان ، فلا نحتاج تفسيرا او بيانا حيث ان الجنة فيها الخالدون انها معروفة عندنا جميعا فمن حصل جنة الدنيا في المجتمع فقد حصل جنة الاخرة بعد الموت ، أما اهداف وعبادات الصوفية فهي : كل الناس مسلمون وكل المسلمين الى الصراط المستقيم ويدخلون الى جنة النعيم.
واختتم: هنا نقول لجميع أحبابنا من الصوفية انه يجب علينا أن نبني جنتين ، جنة الدنيا في المجتمع ، وجنة الآخرة بعد الموت ، ويجب على اهل أتباع الطرق الصوفية نشر فضل نعم الله تعالى وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة تعالى ورسوله للبشرية جمعاء ولجميع المخلوقات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وسلم علیه السلام الله تعالى یجب على
إقرأ أيضاً:
جامعتا “محمد بن زايد للعلوم الإنسانية” و”نهضة العلماء” بإندونيسيا تنظمان ملتقى علميا
نظمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الملتقى العلمي لتطوير البرامج بالتعاون مع جامعة “نهضة العلماء” الإندونيسية، وذلك في إطار الحرص المشترك على تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا.
ويأتي تنظيم الملتقى في خطوة نحو تدشين كلية محمد بن زايد لدراسات المستقبل في مدينة يوجياكرتا الإندونيسية “MBZ CFS”، والتي تعد ثمرة شراكة إستراتيجية راسخة بين حكومتي البلدين، وقد تم اختيار مدينة يوجياكرتا، التي تتمتع بمكانة علمية مرموقة، كموقعٍ مثالي لمقر الكلية.
وأسفر الملتقى ، الذي استمر يومين، عن نتائج مثمرة تمثلت في تعزيز التنسيق بين اللجان العلمية المشتركة في تبادل الخبرات ونقل المعرفة، ومناقشة الخطط المستقبلية المتعلقة بتشغيل الكلية بين الهيئات الأكاديمية والإدارية.
ويُخطط أن تُصبح كلية محمد بن زايد للدراسات المستقبلية منصة أكاديمية رائدة، تجمع بين القيم الإسلامية الأصيلة والدراسات المستقبلية المتقدمة، مع انطلاق أول دفعة أكاديمية لها في عام 2026.
وعلى هامش الملتقى، تم عقد عدة اجتماعات وورش عمل بين اللجان الدولية المشتركة، ركزت على نقل وتبادل الخبرات العلمية، واستعراض التطورات المتعلقة بالمشروع، بما في ذلك تطوير المناهج الأكاديمية، وتحليل متطلبات الأنظمة الرقمية، وآليات تطبيق أعلى معايير الجودة الأكاديمية.
كما تم مناقشة مشروعات البحث العلمي التي من شأنها تعزيز ريادة الكلية في مجال دراسات المستقبل، وتحويلها إلى مركز عالمي للابتكار.
وتهدف كلية محمد بن زايد للدراسات المستقبلية إلى تزويد الطلاب بالمعرفة العملية والمهارات المتقدمة التي تؤهلهم للتعامل مع التحديات العالمية المعاصرة.
وتشمل برامجها الأكاديمية مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، والابتكار المستدام، والفقه الإسلامي والاجتهاد المعاصر، مما يسهم في إعداد جيل من القادة والمفكرين القادرين على إيجاد حلول مبتكرة.
وفي مرحلتها الأولى، ستطرح الكلية ستة برامج ماجستير متخصصة، تهدف إلى تزويد الطلاب بالقدرات اللازمة لمواجهة متطلبات المستقبل، وذلك من خلال طرح برامج دراسات عليا علمية في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وإدارة الأعمال الرقمية، وهندسة وتكنولوجيا الغذاء، والابتكار العالمي ودراسات المستقبل، والبنية التحتية الحيوية المستدامة، وبرامج العلوم الإنسانية والاجتماعية كالاجتهاد الشرعي، بالإضافة إلى الفقه الإسلامي المعاصر والاقتصاد الإسلامي.
وأكد سعادة الدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن “الملتقى العلمي لتطوير البرامج” يمثل خطوة محورية نحو الابتكار الأكاديمي وفي مجال ربط البرامج بالصناعة وسوق العمل ومتطلبات المجتمع ، مشيدا بالتعاون البنّاء بين اللجان الدولية المشتركة، الذي يمهد الطريق نحو تحقيق هذا المشروع الأكاديمي الطموح.
وأشار إلى أن الشراكة الإستراتيجية بين حكومتي الإمارات وإندونيسيا وجامعة “نهضة العلماء”، تشكل نموذجًا يحتذى به في التعاون الدولي المثمر، موضحا أن هدف هذه الشراكة هو تقديم تعليم مبتكر يسهم في دعم التنمية المستدامة، ويُعد كوادر مؤهلة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
وأوضح سعادته أن كلية محمد بن زايد للدراسات المستقبلية ستسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا كمرتكزات ريادية في مجال الابتكار والتفوق الأكاديمي، معتبرا أن الكلية ستصبح منصة عالمية لتبادل الأفكار والحلول الإبداعية التي تساهم في مواجهة التحديات الكبرى التي يواجها العالم اليوم، مما يعزز مكانتها كمشروع أكاديمي عالمي رائد.وام