يعد التعليم من الحقوق الأساسية الإنسانية في الحياة، وللأسرة دور كبير في تربية الفرد وتعليمه ومتابعة مستواه التعليمي، وفي هذا الصدد أكد عددٌ من التربويين وأولياء الأمور لـ «العرب» أنَّ دور الأسرة والمدرسة في تربية وتعليم الأبناء دور تكاملي لا تعارض فيه، ولا يُمكن الاستغناء عن دور أي من الجانبين لحساب الآخر.


واتفقت الآراء على أنَّ تربية الأبناء على القيم الفاضلة وتنمية مهاراتهم الحياتية غير مرتبطة ببلوغهم سن الدراسة، وإنما هي مسؤولية أسرية بالدرجة الأولى في السنوات التي تسبق بلوغ الأبناء السابعة من العمر، وعندها يبدأ دور المدرسة مُكمِّلا لهذه الجهود التربوية والعمل على صقلها وتنميتها من خلال المعلمين المختصين والمؤهلين.
 وانتقدوا إهمال بعض الأسر للمتابعة التربوية لأبنائهم، معتمدين في ذلك على المدرسة كليًّا، وهو خطأ يقع فيه بعض أولياء الأمور المشغولين بطبيعة عملهم، وحذَّروا من أثر ذلك سلبيًّا على مستقبل الأجيال الجديدة المنتظر منها أن تكون أحد أهم عوامل بناء الوطن.

سميرة العمادي: على الآباء عدم انتظار المدرسة لتربي أبناءهم

قالت المعلمة سميرة العمادي، إن التربية تبدأ منذ ولادة الطفل، وعلى الأسرة ألا تنتظر المدرسة لتربي ابناءها، فالاعتماد على النفس والاحساس بالمسؤولية والجد كلها صفات يجب أن تكون موجودة في الطفل من خلال مكتسباته من أسرته.
وعن تذمر بعض أولياء الأمور من الضغوطات التي يعانون منها في العملية التعليمية وفي الدراسة، أوضحت سميرة العمادي أن السر يكمن في تنظيم الوقت وعدم مراكمة الدراسة أو المراجعات لفترة الامتحانات بالاضافة إلى ضرورة مواكبة الأسرة للمدرسة.
وأضافت قائلة: إنَّ الأسرة هي مصدر التربية والمعرفة ينهل منها أبناؤها؛ لأنَّها اللبنة الأولى في تنشئة الطفل ويتلقى القيم والعادات في سنينه الأولى دون مناقشة، لتحدد عناصر شخصيته فيما بعد؛ فيتلقى الطفل علومه الأولى من والديه منذ نعومة أظفاره، فتنشئة الطفل ليست محصورة كما هو مفهوم لدى البعض في بلوغه سن الدراسة، بل هي مرحلة تأسيسية فإذا كان أساس البناء قويا ومتماسكا ستكون الأعمدة التي تحمل الثقل بنفس القوة والمتانة؛ فالعملية تحكمها قوة القاعدة، وعود الشجرة اذا أردناه يانعا مثمرا فلابد أن يسقى الماء في غرسه.
وتابعت العمادي بأنَّ نتائج التحصيل الدراسي للطالب غالبا ما تكون مؤشراً مهمًّا عن طبيعة البيئة المؤثرة في تحصيله الدراسي وأقصد هنا البيت، فاستقرار الأسرة وتكافلها من العوامل المؤثرة في تعليم الأبناء؛ لأنها تنقل قيمها التربوية من حياة ابنها الفرد إلى حياته مع الجماعة في المدرسة. ومن التحديات‏ التي تُؤثر على مستوى الأبناء في التعليم المناخ الأسري، خاصة اذا كان قائما على الإيجابية بين الطالب وأسرته؛ فالرعاية والتوجيه والإرشاد الأسري كلها عوامل وجودها يؤدي إلى التفوق العلمي وإلى تنمية الطموحات المبكرة والنشاطات الإبداعية لدى الطالب الابن؛ فالسبيل لمواجهة هذه التحديات هو توفر الجو الملائم للطالب سواء في البيت أو حتى في مدرسته، والتي قد يهمل أو يغفل هذا الجانب، أو لا يعطى تلك الأهمية؛ فالغرفة الصفية التي يتلقى بها التلميذ مختلف العلوم ويكتسب المعارف والآداب الجديدة حريٌّ بها أن تكون مهيَّأة وملائمة لجو التعلم والذي يعد من أهم دوافع التعلم؛ فالدراسات التربوية والنفسية تؤكد أن البيئة الاجتماعية والظروف النفسية التي يعيشها الطالب تحتل مكانة بارزة في العملية التعليمية.

دلال الملا: الأسرة.. المدرسة الأولى

رأت الأستاذة دلال الملا مرشد ومثقف في الوعي النفسي، أن التكامل الحقيقي ما بين الأسرة والمدرسة يكمن في فهم كل منهما لدور الآخر. فعندما يحدث هذا الفهم، تنشأ العلاقة التشاركية السليمة والصحية التي يقوم فيها كل جانب بدوره الحقيقي، وبالتالي لا يُثقَل كاهل أحدهما بعمل الآخر.
وأوضحت قائلة: دور الأسرة الحقيقي والفطري هو التنشئة السليمة للفرد وذلك عن طريق تقديم الحماية والرعاية الحياتية والتربوية والجسمانية والصحية والنفسية والعاطفية والمادية. ويتضمن دور الأسرة توجيه الطفل بطريقة مباشرة، وغير مباشرة بالنمذجة والقدوة، كما يقع ضمن نطاق مسؤوليات الأسرة الاختيارات المتعلقة بحياة الطفل بما تراه مناسبا لقيمها وأولوياتها، مثل اختيارات المأكل والملبس والنظام التعليمي.
أما بالنسبة للمدرسة، فهي المؤسسة المسؤولة عن إيصال العلوم الأساسية والفرعية للطفل، وعن تعزيز القيم والأخلاقيات الحميدة التي من المفترض أن تكون الأسرة قائمة عليها في المنزل من خلال التنشئة السليمة. 
وأضافت: التداخل فيما يُعتبر دور الأسرة وما يُعَدُّ دور المَدرسة هو ما يسبب التوتر لدى أولياء الأمر من جهة ولدى المعلم من جهة أخرى. فيتوقع بعض أولياء الأمر أن المَدرسة مسؤولة عن كل ما يتعلق بسد الثغرات التربوية والحاجات بكافة أنواعها، كما يعتمد الكثير من أولياء الأمر على ما يكتسبه الطفل من علوم في المدرسة وحسب، من غير الالتفات لمهارات الحياة والمهارات الاجتماعية والشخصية والتنشئة الدينية والتي يلزم للطفل أن يتلقاها بطريقة موازية لدروسة النظامية في المدرسة. وقد تكمن المشكلة هنا في أمرين أساسيين:
أولهما: عدم اختيار المنظومة التعليمية التي تتناسب والمخرجات المطلوبة من قبل ولي الأمر أو التي تتناسب مع احتياجات وأولويات الطفل وولي أمره. وأمثلة ذلك: أن يختار ولي الأمر نظاما تعليميا لا يركز على الدين في حين أن الدين هو قيمة أساسية لدى الأسرة، أو أن يتبع الطفل نظاما مرهقا من الواجبات اليومية والاختبارات في حين أن هذا النظام لا يتناسب وقدرة الأسرة.
ثانيهما: قصور المنظومة الأسرية أو الاجتماعية المحيطة بالطفل أو غياب النماذج الحسنة، مما يؤثر سلبا على تعاطي الطفل مع البيئة المدرسية من معلمين وطلاب، فالحاجات غير الملباة أوغياب النموذج قد يؤديان لسلوكيات سلبية. ومن جهة أخرى، قد تتوقع المدرسة من ولي الأمر سد الثغرات التعليمية والقيام بدور المعلم في المنزل في حين أن دور ولي الأمر في المنزل في عملية تعليم أبنائه يجب أن يسير نحو تمكين الطالب من الاعتماد على نفسه وتنمية حسه بالمسؤولية اتجاه تعليمه وواجباته المطلوبة. إذاً فدور الأسرة في العملية التعليمية تكميلي ويكمن في المتابعة والتذكير والدعم عند الحاجة وليس في إعادة التعليم مرة أخرى في المنزل، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية حالات صعوبات التعلم والتي ليست مجال الحديث هنا. وبكلمات أخرى.. علموا أطفالكم كيف يصطادون بدلا من أن تعطوهم السمك.
وختمت دلال الملا كلامها ببعض القواعد العامة لضمان راحة المعلم والمربي في المنزل على حد سواء:
• التعلم تراكم لمعارف يكتسبها الفرد من التنشئة؛ الأسرة والمدرسة ركنان من أركان عديدة تساهم في التنشئة الاجتماعية والعملية التعليمية لدى الفرد، فمثلما يتعلم الطفل من المدرسة يتعلم أيضا من الوالدين والمسجد والجيران والطبيعة والصحبة ومن تحديات وتجارب الحياة.
• يجب أن يعطى الطفل المساحة الكافية للعب وممارسة الهوايات خلال يومه، فإن لذلك الأثر الكبير على الصحة النفسية والنمو الجسماني والاجتماعي لدى الطفل.
• يتم تمكين الطفل من الاعتماد على نفسه وعلى قدراته الذاتية في الدراسة بالتدريج، مع المراقبة والمتابعة من حين لآخر.
• اختيار المؤسسة التعليمية التي تتناسب وتطلعات وقدرات الأهل هو من الأساسيات وقد يكون الاختيار غير المناسب مصدراً للإزعاج والقلق للمربي في المنزل وللطالب على حدٍّ سواء.

ناصر المالكي: عنصران متلازمان في أي عملية تربوية وتعليمية ناجحة

ثمّن الأستاذ ناصر المالكي مدير مدرسة ومستشار اجتماعي، الدور العظيم والأساسي الذي تقوم به الأسرة في تنشئة الطفل، فهي تعدُّ حجرَ الأساس واللبنة الأولى في تشكيل الشخصية التي تكون أشبه بعجينة خبازها هو من يستطيع تشكيلها وخبزها كيفما يشاء، وهكذا هي الأسرة إذا اهتمَّت بالابن منذ ولادته ووضعت خطة مدروسة بعناية وتمعُّن فسيكون لهم فضل عظيم في إبراز شخصية فذة تسعى للتطوير العلمي والعملي وتخدم المجتمع، وسيكون لهم دور عظيم في قيادة أوطانهم إلى أعلى المراتب، في حين إذا لم تدرك الأسرة أهمية تنشئة الأبناء التنشئة القويمة الصحيحة، كما علمنا ديننا الحنيف، فسوف يصنعون ابنا فاشلا تعصف به الحياة عصفا، وهو غير قادر على مجابهتها ومواجهتها، والأخطر من ذلك إذا نشأ بلا أخلاق وبعيدا عن تعاليم ديننا الإسلامي، فسيكون بمثابة القنبلة الموقوتة التي ستدمِّر كلَّ شيء حولها؛ لذلك فإنَّ الأسرة هي الأداة الأساسية التي يجب أن تستخدم بشكل سليم لإعداد أبناء يُشار إليهم بالبنان ويصبحون سندًا لأسرتهم، ودينهم ووطنهم يفخرون ويفاخرون بهم.
وأضاف المالكي قائلا: بعض الأسر مقصرة في واجباتها مع أبنائها وفي مشاركتها في العملية التعليمية، بل إن البعض منهم أصبح دائم الغياب عن الأبناء بحجة الانشغالات أو العمل، وأصبح يوكل مهمة تربية ابنائه للمدرسة في وقت الدراسة والشاشات بعد العودة من المدرسة، متناسيا المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الطفل من وراء مشاهدة بعض المواقع أو التعرض لأفكار لا تناسبنا.
وشدد المالكي على ضرورة أن يكون لولي الأمر وجود ودور في حياة أبنائه وأن يخصص لهم وقتا يوميا للحديث معهم ومتابعة أحوالهم سواء المدرسية أو غيرها وقال لا يختلف اثنان على أنَّ المدرسة والأسرة عنصران متلازمان ومترابطان برباط وثيق لا يمكن تفكيكه إذا أردنا أن نوجد عملية تعليمية ناجحة، لكن وللأسف الشديد أغلب الأسر لا تعي دورها الفاعل في العملية التعليمية؛ فتلقي كل الثقل على كاهل المدرسة والمعلم، وكل ما تقوم بفعله الانتقاد وإلقاء اللوم وهي في سُبات عميق مُتناسية أهم عنصر في نجاح الطالب في مجال التعليم وهو متابعة الأسرة للطالب من حيث التحضير للدروس، والقيام بالواجبات، ومراجعة الدروس السابقة، وفي الصيف إلحاقهم بالمعاهد لأخذ دورات إضافية تثريهم بالعلم النافع، وتسهل عليهم فهم دروسهم وتصقل شخصيتهم؛ لذلك يجب على جميع الأسر أن تعي جيدا مدى أهمية دورها في الجانب التعليمي من أجل إنشاء جيل واعد طالب للعلم من المهد إلى اللحد؛ فمن أجل العمل بهذه التوصية العظيمة يجب على الجهتين العمل والتعاون، وبإذن الله سنصل إلى تنشئة جيل محب للعلم والتعليم.
واختتم المالكي بقوله إنَّ هناك ملهيات كثيرة قد تبعد الطالب عن التعليم، وأن توفير الأهل واهتمامهم بالجوانب المادية فقط قد يضر الأبناء أكثر مما ينفعهم، ويزيد من توفير الملهيات، فليست كل احتياجات الأبناء مادية، بل هم بحاجة إلى وقت الأب والأم واهتمامهما أكثر من الحاجة للماديات.
واستدرك المالكي كلامه بأن الخير موجود في كل جيل وكل زمان وابناؤنا فيهم الكثير من الخير هم فقط بحاجة إلى التوجيه والرعاية والاهتمام، وضرب مثلا عن الطلبة المتفوقين والناجحين الذين يتخرجون سنويا من المدارس، وأشار إلى تجربته الخاصة بصفته مدير مدرسة بأنه يرى الكثير من الطلبة الذين يستحقون أن يكونوا قدوة لبني جيلهم، لكنهم مختلفون عن الأجيال السابقة، وقال ان سنة الحياة تكمن في أننا لا نشبه اباءنا ولا أبناؤنا يشبهوننا وعلينا تقبل الاختلاف فلكل زمان رجاله، لكننا علينا فقط سواء كمدرسة أو كأسرة توجيههم ورعايتهم.

عبدالرحمن فايز: المنزل أهم المحطات لانطلاق «العيال»

قال عبدالرحمن فايز - أبو عمر - إنَّ دَوْر الأسرة في تعليم أبنائها وتنشئتهم التنشئة الصالحة منذ الصغر بالغ الأهمية لكون الأسرة هي المحطة الأولى في مشوار حياتهم، كما أنَّ دورها أساسي في تشكيل شخصياتهم وتكاملها، وعن طريقها يكتسب الأبناء العادات والتقاليد والاتجاهات والقيم السائدة في بيئتهم الاجتماعية التي يعيشون فيها، ونستطيع أن نقول إنَّ العلاقة بين الأسرة والمدرسة علاقة تكاملية؛ أي أنَّ كلًّا منهما يُكمل الآخر، فكما أنَّ الأسرة هي اللبنة الأولى وتتولى متابعة الأبناء وتحصيلهم الدراسي وتوفير الجو المناسب للمذاكرة، فإنَّ المدرسة تتناول الطلاب بالتربية والتعليم بالشكل الذي يتلاءم مع قدراتهم ومهاراتهم.
وأضاف أبو عمر أنَّ من أهم التحديات التي قد تواجه الأسرة بعد المدرسة وجود وقت فراغ كبير غير مستغل لدى الأبناء، ويجب على الأسرة في هذه الحالة أن تجد ما يشغل وقت فراغ أبنائها، ويعود بالنفع عليهم من خلال الاستفادة من المراكز الصيفية المختلفة الثقافية منها والرياضية والعمل على إلحاق الأبناء ببعض الدورات المهمة التي قد تكسبهم الخبرة كدورات في الحاسب الآلي أو اللغة الإنجليزية... وغيرها؛ لأنَّه في الوقت الحالي هناك الكثير من الملهيات التي قد تصرف الأبناء عن التعليم أو الاهتمام باكتساب بعض المعارف أو المهارات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنَّ الألعاب الرقمية على اختلاف أنواعها والتلفزيون والهواتف النقالة تهدر وقت طلاب المدارس، وكما هو معلوم فإنَّ برامج التواصل الاجتماعي المختلفة باتت الشغل الشاغل لدى بعض الأبناء، ولا شك أنَّ الملهيات والمغريات إذا لم توجد لها ضوابط قد تلهي الطالب عن الدراسة وتؤثر على تحصيله الدراسي؛ لذا يجب على الأسرة أن تكون حازمة في هذا الأمر وكذا هي الحال بالنسبة للمدرسة.
وختم فايز كلامه بأنه يحاول قدر المستطاع أن يخلق جوا ممتعا لابنه عمر وابنته جوري سواء أثناء الدراسة أو حتى في أوقات الفراغ، وذلك لعدم تنفيرهما من التعليم.

د. لطيفة لعسل: المدرسة تتحمل مسؤولية التعليم.. والأسرة دعامة الأخلاق

أكَّدت د. لطيفة لعسل – أم لينا- وهي أم لطفلتين أن الأسرة هي الدعامة والركيزة الأساسية التي يستند إليها الأبناء، فهم بذلك يعكسون شخصية الأسرة للمحافظة على القيم المتمسكة بالعادات والقيم الأخلاقية النبيلة، خاصة في السنوات الأولى كي يتطبَّع سلوكهم وأخلاقهم على القيم الفاضلة، وتنشئتهم التنشئة الصالحة، فدور الأسرة والمدرسة مُكمِّلان لبعضهم البعض، فلا توجد ازدواجية أو تناقض بين الجانبين؛ فالمدرسة على عاتقها دور كبير في تعليم الطلاب وتزويدهم بمعارف وخبرات وتعويدهم على قيم وأخلاق الدين الحنيف ودور الأسرة مُكَمِّل في المحيط الأسري والمجتمع الذي يعيش فيه الأبناء.
وأشارت د. لطيفة إلى أنَّ التحديات كثيرة، ومنها كون الأبناء في هذه المرحلة يتسع فكرهم ويختلطون بالمجتمع الجديد الذي لم يتعودوا عليه من قبل في هذه الفترة، ويعيشون في صراعات أفكار جديدة قد يتأثر بسلوكيات أفكار دخيلة، وهنا يأتي دور المتابعة والنصح والإرشاد من قبل الأسرة والتنشئة الصالحة في المراحل الأولى هي خير زاد لهم. كما أن الملهيات موجودة والمحبطين في المجتمع كُثر، والرفاق هم من يؤثرون في نفوس الناشئة، فضلا عن إهمال بعض الأسر وعدم احتوائهم لأبنائهم، والتعرف على ميولهم وأفكارهم، فهذا من شأنه أنْ يجعل الأبناء يعيشون في دوَّامة نهايتها النفور من التعليم واللجوء إلى العمل بأي وظيفة بعيدا عن ميولهم ورغباتهم، وهو ما ينعكس لاحقا على أداء الطالب ونتائجه، فتجده لا يُحقِّق الإضافة المطلوبة منه أو أن نسبة الإنجاز لديه ضئيلة إن لم تكن معدومة، فالتنشئة الصالحة من المواضيع التي يجب علينا جمعيا أن نوليها عناية واهتماما خاصا، لأنَّ مجتمعاتنا وإن كانت عربية مسلمة ولكنها تواكب الانفتاح والتطور في شتى المجالات فيجب أن يكون فيها الأبناء مستعدين لخوض غمار الحياة بما فيها من ملهيات وتطور وتطويعها بالشكل الإيجابي، بحيث لا يتأثرون بالتيارات التي تجرفهم بعيدا عن بر الأمان.
وإلى ما سبق أضافت د. لطيفة: مسؤوليات الأسرة أكبر من المدرسة في الجانب الأخلاقي وجانب التربية للطفلة، لذلك أرى أنه من الأفضل لو أن المدرسة تركز أكثر على عملية التحصيل العلمي داخل المدرسة وعدم إرهاق الطالب بالواجبات والفروض التي قد تستهلك الكثير من الوقت المخصص للعائلة ومن جهد الأبوين.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر التعليم سن الدراسة فی العملیة التعلیمیة دور الأسرة الأولى فی الأسرة فی الأسرة هی فی المنزل الکثیر من ولی الأمر الطفل من التی قد یجب على من خلال أن تکون یجب أن فی حین

إقرأ أيضاً:

الأزهر للفتوى: يجب ترسيخ عبودية الله في قلوب الأبناء لتربية سليمة

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أهمية غرس عبودية الله سبحانه وتعالى في قلوب الأبناء منذ نعومة أظافرهم، مشددًا على أن التربية بالقصة تعد من الوسائل التربوية الأكثر تأثيرًا وفعالية.

واستشهد المركز بما ورد في القرآن الكريم من قصص تحمل معاني عميقة للتربية، ومنها قصة لقمان عليه السلام، الذي وجه ابنه إلى عبادة الله وطاعته قائلًا: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].

السنة النبوية والتربية العملية

وأوضح المركز أن السنة النبوية المشرفة ركزت على تعليم الأولاد أركان الإسلام منذ الصغر من خلال التوجيه العملي والتدريب.

 

 ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما فعله النبي محمد ﷺ مع ابن عباس رضي الله عنهما عندما قام معه لصلاة قيام الليل، حيث قام ابن عباس عن شماله، فأقامه النبي ﷺ عن يمينه، ليعلمه بطريقة عملية كيفية أداء الصلاة بالشكل الصحيح. [رواه البخاري].

دعوة للتربية الدينية الصحيحة

وأشار المركز إلى أن هذه التوجيهات النبوية تقدم نموذجًا واضحًا للآباء والمربين في توجيه الأطفال وتعليمهم قيم الدين وأركانه بأسلوب عملي بسيط ومؤثر. ودعا إلى استلهام العبر من هذه النماذج القرآنية والنبوية لتعزيز التربية الإيمانية في الأسرة.

واختتم المركز بالدعاء: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"، سائلاً الله أن يبصر الجميع بمسالك الخير، ويوفقهم لما فيه النفع والفلاح.

مقالات مشابهة

  • الأيتام وظروف الحياة الصعبة
  • الأهل أم الجاني؟.. جدل واسع على منصات التواصل بعد عرض "تفتيش مفاجئ" حول دور الأسرة في حماية الضحايا.. وخبيرة تربوية: يجب بناء جسور الصداقة بين الأبناء والآباء
  • فحص عشوائي لسائقي النقل العام للكشف عن المخدرات
  • نجمات يجسدن "الأم" ببراعة في دراما رمضان 2025: يسرا وسلوى تقرير عثمان في الصدارة
  • الأزهر للفتوى: يجب ترسيخ عبودية الله في قلوب الأبناء لتربية سليمة
  • فضل تسمية الأبناء بأسماء الأنبياء .. دار الإفتاء توضح
  • برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي يتفقدان أنشطة برنامج الألف يوم الأولى فى حياة الطفل بمركز كوم أمبو
  • برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي يتفقدان برنامج الألف يوم الأولى فى حياة الطفل بأسوان
  • كيف تجعل الملائكة توقظك لصلاة الفجر؟.. علي جمعة يوصي بـ3 أمور
  • «تعليم الإسكندرية» تطلق مبادرة «بأيدينا ننظف مدارسنا» بمشاركة الطلاب وأولياء الأمور