الجزيرة:
2025-04-16@20:14:36 GMT

ما أهمية الذكاء العاطفي في مكان العمل؟

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

ما أهمية الذكاء العاطفي في مكان العمل؟

عمان- يعد الذكاء العاطفي أمرا بالغ الأهمية للتواصل بين الأشخاص، ليس فقط في العلاقات الشخصية، بل أيضا في عالم الأعمال. فما الذكاء العاطفي، وكيف يمكن تسخير قوته في مكان العمل؟

يقول المستشار في الموارد البشرية والمدرب في إدارة الأعمال محمد تملي إن "الذكاء العاطفي من أهم المهارات الشخصية التي يتم استخدامها يوميا في العمل، وعلى كل موظف يسعى للتميز المهني امتلاكها".

ويعرف تملي -في حديث للجزيرة نت- الذكاء العاطفي بأنه "القدرة على التعرف على مشاعرنا ومشاعر الآخرين، أو القدرة على فهم الذات؛ والحفاظ بشكل فعال على علاقات العمل مع الآخرين".

لماذا الذكاء العاطفي؟

يرى تملي أنه لا بد من الذكاء العاطفي لتوجيه التفكير والسلوك، "لأن التعرف على المشاعر الشخصية، والتعاطف مع مشاعر الآخرين، والقدرة على التصرف بشكل مناسب؛ تعد حجر الزاوية للتواصل الفعال والتعاون والقيادة في بيئة العمل السليمة".

الذكاء العاطفي من أهم المهارات الشخصية التي على كل موظف يسعى للتميز المهني امتلاكها (بيكسلز) نماذج تفسير الذكاء العاطفي

ويقول المستشار تملي للجزيرة نت إن هناك نماذج متعددة لتعريف الذكاء العاطفي وتفسيره، وهي تتقارب في 4 مجالات رئيسية:

الوعي الذاتي: هو القدرة على إجراء تقييم ذاتي واقعي، ويتضمن فهم عواطفنا، وأهدافنا، ودوافعنا، ونقاط قوتنا، ونقاط ضعفنا. (أي كيف تؤثر في فريق العمل؟ وكيف يؤثر الفريق فيك؟). الإدارة الذاتية: والمعروفة أيضا باسم التنظيم الذاتي، وهي القدرة على التحكم في المشاعر والدوافع المضطربة وإعادة توجيهها، والقدرة على التفكير قبل التصرف، والحد من الأحكام المتسرعة والقرارات المتهورة. الوعي الاجتماعي: يدور حول التعاطف والتفاهم ومراعاة مشاعر الآخرين، ويتضمن ذلك القدرة على قراءة الإشارات غير اللفظية ولغة الجسد. المهارة الاجتماعية: وهي تتويج للأبعاد الأخرى للذكاء العاطفي، وتهتم بإدارة مجموعات الأشخاص، مثل فرق المشروع، وبناء الشبكات الاجتماعية، وإيجاد أرضية مشتركة مع مختلف المعنيين. التحفيز: ويدور حول فهم ما يدفع الناس ويلهمهم.

فإذا كنت مديرا، تذكر أن قدرتك على إدارة فريق العمل، وحرصك الدائم على أن يكونوا سعداء؛ يساعد الفريق على الإنتاجية بشكل أكبر، لأنه كلما قلت سعادة الموظفين قلت إيجابيتهم، وتراجع حماسهم للعمل، وضعفت ثقتهم بأنفسهم، وقل تأثيرهم على الآخرين.

محمد تملي: قدرة المدير على إدارة فريق العمل وحرصه على سعادتهم يساعدان على الإنتاجية بشكل أكبر (الجزيرة) أهمية الذكاء العاطفي

ويقول المختص في الطب النفسي الدكتور وائل المومني للجزيرة نت إن الذكاء العاطفي في مكان العمل يلعب دورا مهما حيث يساعد في:

بناء علاقات إيجابية: إذ يسهم في تطوير علاقات متينة مع الزملاء والمديرين، ويسهم في بناء بيئة عمل إيجابية ومنسجمة. تعزيز التواصل: ففهم المشاعر والاحتياجات يجعل من السهل التواصل بفعالية، وتجنب سوء التفاهم والصدامات. قيادة فعالة: القادة ذوو الذكاء العاطفي العالي يمكنهم توجيه وتحفيز فرق العمل بشكل أفضل من خلال فهم احتياجات الأفراد وتلبية توقعاتهم. تحسين القدرة على التحمل: يمكن للذكاء العاطفي مساعدة الأفراد على التعامل مع ضغوط العمل والتحديات بطريقة صحية؛ مما يحسن أداءهم وإنتاجيتهم. حل المشكلات بشكل فعال: القدرة على تحليل المواقف واتخاذ قرارات مبنية على تفهم المشاعر والأوضاع يؤدي إلى حل المشكلات بطريقة أكثر توازنا.
الدكتور وائل المومني: الذكاء العاطفي يساعد على التعامل مع ضغوط العمل والتحديات بطريقة صحية (الجزيرة) العاطفة والذكاء

يؤكد المومني أن العاطفة والذكاء مرتبطان بشكل وثيق بمفهوم الذكاء العاطفي؛ فالعاطفة تمثل المشاعر والانفعالات التي نشعر بها تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين، بينما الذكاء يشمل القدرات العقلية المختلفة؛ مثل التفكير والتحليل وحل المشكلات.

وعليه؛ فالذكاء العاطفي يتضمن القدرة على فهم المشاعر بشكل صحيح وتحليلها، ومن ثم تنظيمها واستخدامها بطريقة تعزز تفكيرنا وسلوكنا.

ويقترح المومني مجموعة من النصائح يمكن تطبيقها في مجتمعاتنا، في ما يتعلق بالذكاء العاطفي في العمل، ومنها:

تطوير تحكم في الذات: تعلّم التحكم في مشاعرك بطريقة صحية، وذلك من خلال تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق. تطوير التفاهم الاجتماعي: ابنِ علاقات إيجابية مع الزملاء من خلال الاستماع بشكل فعّال، وفهم وجهات نظرهم واحتياجاتهم. تطوير القدرة على التحمل: تعلم كيفية التعامل مع الضغوط والتحديات بشكل بنّاء، وذلك من خلال تحديد الأولويات وإدارة الوقت. تعزيز قدرات القيادة: استخدم الذكاء العاطفي لتحفيز وتوجيه الفريق، وتطوير مهارات القيادة من خلال التفاهم والتواصل. الذكاء العاطفي يتضمن القدرة على فهم المشاعر بشكل صحيح وتحليلها (بيكسلز) تعزيز المهارات الاجتماعية

وعن الرابط بين الذكاء العاطفي والمهارات الاجتماعية، يقول تقرير نشره موقع "فري ويل مايند" إن الأبحاث في علم النفس تشير إلى أن الأشخاص من ذوي الذكاء العاطفي المرتفع يتمتعون أيضا بمهارات اجتماعية قوية.

وتحظى المهارات الاجتماعية بتقدير كبير في مكان العمل، لأنها تؤدي إلى تواصل أفضل وثقافة أكثر إيجابية للشركة، ولتعزيز مهاراتك الاجتماعية يمكنك اتباع النصائح التالية:

استمع إلى ما يقوله الآخرون: هذا لا يعني مجرد الاستماع بشكل سلبي إلى حديث الآخرين، بل يتضمن الاستماع الإيجابي وإظهار الاهتمام وطرح الأسئلة وتقديم التعليقات. انتبه إلى التواصل غير اللفظي: يمكن للإشارات التي يرسلها الأشخاص من خلال لغة جسدهم أن تنقل الكثير عما يفكرون فيه حقا. اصقل مهاراتك في الإقناع: عبر التأثير في مكان العمل وإقناع أعضاء الفريق والمشرفين بالاستماع إلى أفكارك، يمكن أن تقطع شوطا طويلا في تطوير حياتك المهنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء العاطفی فی مکان العمل القدرة على من خلال

إقرأ أيضاً:

سيادة أوروبا التكنولوجية تتطلب أكثر من مجرد القدرة التنافسية

مارييتجي شاك

ماكس فون ثون

كجزء من موقفه التصادمي تجاه أوروبا، قد تنتهي الحال بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استخدام التكنولوجيات الـحَـرِجة كسلاح. يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يقدّر الطبيعة الحقيقية لهذا التهديد وأن يتجاوز نهجه الحالي المتمثل في التنافس مع الولايات المتحدة كحليف اقتصادي. لتحقيق السيادة التكنولوجية الحقيقية، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتخطى تركيزه الضيق على القدرة التنافسية وإلغاء الضوابط التنظيمية وأن يتبنى استراتيجية أكثر طموحا.

بعد إقرار عدد كبير من مشاريع القوانين التكنولوجية البارزة في السنوات الأخيرة، يسعى الاتحاد الأوروبي الآن إلى تعزيز الإبداع وتحسين القدرة التنافسية. استنادا إلى تقرير مؤثر صادر في عام 2024 عن رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراجي، نشرت المفوضية الأوروبية مؤخرا بوصلة التنافسية -خريطة الطريق لتنفيذ توصيات دراجي. الواقع أن قلق أوروبا المتنامي بشأن القدرة التنافسية يتغذى على عجزها عن تحدي عمالقة التكنولوجيا التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها في المكان الأكثر أهمية: السوق. وكما يشير تقرير دراجي، تعكس فجوة الإنتاجية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى حد كبير ضعف قطاع التكنولوجيا في أوروبا نسبيا.

تشير تصريحات صادرة مؤخرا عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ومفوضة التكنولوجيا هينا فيركونن إلى أن صناع السياسات أخذوا رسالة دراجي على محمل الجد، وهذا يجعل القدرة التنافسية محور التركيز الرئيسي لسياسة الاتحاد الأوروبي التكنولوجية. لكن هذا التركيز الأحادي غير كاف وربما يكون هَـدّاما في وقت يتسم بالاضطرابات التكنولوجية والجيوسياسية. وفي حين قد يتسبب السعي وراء تعظيم القدرة التنافسية في إضعاف نفوذ شركات التكنولوجيا الكبرى على الاقتصاد والمؤسسات الديمقراطية في أوروبا، فإنه قد يعمل بذات القدر من السهولة على ترسيخها.

إن التركيز الـمَـرَضي الحالي على إلغاء الضوابط التنظيمية من جانب القادة الأوروبيين -الذي عززه تقرير دراجي- يجعل عملية صنع السياسات في الاتحاد الأوروبي عُـرضة على نحو متزايد للضغوط من جانب مصالح الشركات القوية ويهدد بإضفاء الشرعية على سياسات لا تتوافق مع القيم الأوروبية الأساسية. نتيجة لهذا، فإن التدابير التي اتخذتها المفوضية الأوروبية لإلغاء الضوابط التنظيمية -بما في ذلك قرارها الأخير بإرجاء مسودة قواعد الذكاء الاصطناعي والخصوصية، و«تبسيط» التشريعات التكنولوجية المرتقب بما في ذلك النظام الأوروبي العام لحماية البيانات- ستعود في الأرجح بالفائدة على عمالقة التكنولوجيا الراسخة بما يتجاوز كثيرا قدرتها على دعم الشركات البادئة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

من ناحية أخرى، يهدد اندفاع أوروبا المتسرع وغير المدروس نحو اكتساب «القدرة التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي» بتعزيز القبضة المتزايدة الإحكام من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى على مجموعة تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي. ليس من المستغرب إذن أن تُـسـتَـقـبَـل أجندة إلغاء الضوابط التنظيمية في تقرير دراجي بكل حرارة في وادي السيليكون، حتى من قِـبَـل إيلون ماسك نفسه. لكن طموحات بعض قادة التكنولوجيا تتجاوز مجرد الحد من الروتين. إن استخدام ماسك لشركتي إكس (تويتر سابقا) و Starlink للتدخل في الانتخابات الوطنية والحرب في أوكرانيا، فضلا عن الهجمات من جانب إدارة ترامب على الضوابط التنظيمية التي تحكم التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي، يُظهر أن سعي شركات التكنولوجيا الكبرى إلى السلطة يشكل تهديدا خطيرا للسيادة الأوروبية.وعلى هذا فإن مهمة أوروبا الأكثر إلحاحا تتمثل في الدفاع عن حقوق مواطنيها، وسيادتها، وقيمها الأساسية ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة المتزايدة وحلفائها في واشنطن. إن اعتماد القارة العميق على بنية أساسية رقمية تسيطر عليها الولايات المتحدة -من أشباه الموصلات والحوسبة السحابية إلى الكابلات البحرية- لا يقوض قدرتها التنافسية من خلال إقصاء البدائل المحلية فحسب بل يعمل أيضا على تمكين أصحاب تلك البنية الأساسية من استغلالها لتحقيق الربح.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن عدم استقلالية أوروبا في مجال التكنولوجيا يمنح حفنة من الشركات وحكومة الولايات المتحدة قدرا ضخما من السلطة على تطورها التكنولوجي وعملية صنع القرار الديمقراطي. وقد تُـسـتَـخـدَم هذه السلطة لخنق نمو قطاع التكنولوجيا في أوروبا عن طريق تقييد القدرة على الوصول إلى الرقائق الإلكترونية المتقدمة، أو عن طريق جعل الوصول إلى الحوسبة السحابية مشروطا بتنظيم خفيف لشركات التكنولوجيا الأمريكية. إن حماية أوروبا من مثل هذا القهر من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز قدرتها التنافسية. على سبيل المثال، من الممكن أن يُـفـضي تطبيق قانون المنافسة وقانون الأسواق الرقمية بقوة إلى الحد من نفوذ شركات التكنولوجيا الكبرى في حين يخلق الحيز للشركات الأوروبية البادئة والمنافسين الأوروبيين لتحقيق الازدهار. بالمثل، سيؤدي تطبيق قانون الخدمات الرقمية وقانون الذكاء الاصطناعي إلى حماية المواطنين من المحتوى الضار وأنظمة الذكاء الاصطناعي الخطرة، بما يمكّن أوروبا من تقديم بديل حقيقي لنماذج الأعمال التي تعتمد على المراقبة في وادي السيليكون. على هذه الخلفية، تكتسب الجهود المبذولة لتطوير بدائل أوروبية محلية للبنية الأساسية الرقمية التابعة لشركات التكنولوجيا الكبرى زخما متزايدا. من الأمثلة البارزة على ذلك ما يسمى بمبادرة «Eurostack»، التي ينبغي لنا أن ننظر إليها على أنها خطوة رئيسية في الدفاع عن قدرة أوروبا على العمل بشكل مستقل. في مشهد جيوسياسي متقلب على نحو متزايد، تتعلق السيادة بما يزيد كثيرا على مجرد القدرة التنافسية؛ إنها ترتبط بالأمن، والقدرة على الصمود، وتقرير المصير. لهذا، يتعين على صناع السياسات الأوروبية أن يوازنوا بين القدرة التنافسية وأهداف أخرى أكثر أهمية غالبا. لا قيمة للاقتصاد «التنافسي» إذا كان على حساب الأمن، والبيئة الرقمية العادلة والآمنة، والحريات المدنية، والقيم الديمقراطية. ما يدعو إلى التفاؤل أن أوروبا ليس عليها أن تختار. فمن خلال التصدي لتبعياتها التكنولوجية، وحماية الحكم الديمقراطي، والتمسك بالحقوق الأساسية، يصبح بوسعها أن تعزز ذلك النوع من القدرة التنافسية الذي تحتاج إليه حقا.

مارييتجي شاك عضو سابق في البرلمان الأوروبي، وهي مديرة السياسة الدولية في مركز السياسة السيبرانية بجامعة ستانفورد، وزميلة السياسة الدولية في معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي المتمركز حول الإنسان.

ماكس فون ثون مدير أوروبا والشراكات عبر الأطلسي في معهد الأسواق المفتوحة.

خدمة بروجيكت سنديكيت

مقالات مشابهة

  • عناق القلوب
  • أبطال وصنّاع الفيلم يتحدثون عن تجربتهم: «استنساخ» يتناول تأثير الذكاء الاصطناعى على حياة البشر
  • لجنة الحج تستعرض جاهزية المشاعر المقدسة ومشاريع التبريد والتشجير
  • سيادة أوروبا التكنولوجية تتطلب أكثر من مجرد القدرة التنافسية
  • محللون لـ موقع البوابة: الدعم الشعبي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن قد يتأثر بشكل كبير
  • مناقشة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على مستقبل العمل في "مؤتمر أوشرم"
  • الذكاء الاصطناعي يخلق جدلاً حول التأثير على الوظائف وسوق العمل في المستقبل
  • برلماني يؤكد أهمية العمل على ربط منظومة الإنجازات بالاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • يعشق صوت المطربة شيرين.. حمادة هلال يستغيث بسبب فيديوهات الذكاء الاصطناعي “نصب”
  • أمين الفتوى: الاستطاعة في الحج لا تقتصر على المال فقط