الإعاقة والاعلام .. متى نلتقي؟ «الجزء الأول»
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
إن كان لديك آلة حاسبة فأتي بها لنحسب سويًّا نسبة المساحات الممنوحة لقضايا الإعاقة في وسائل الإعلام مرئية، مسموعة أو مكتوبة لا فقط في السلطنة بل أين ما بحثتَ في العالم؟. القنوات التليفزيونية الوطنية عادة تبث لما لا يقل عن ثماني عشرة ساعة أي (1080) دقيقة من البث، أما القنوات الدولية كقناة (الجزيرة) القطرية.
تناول الموضوع من معيار (الكم) هذا مقلق لما يحمله من إشارات تضايق إخواننا وأخواتنا من ذوي الإعاقة في حقهم امتلاك فضاءات إعلامية بأنواعها لملامسة حقهم في التعبير وإبلاغ صوتهم ومشاغلهم الى بقية المجتمع الذين هم جزءٌ لا يتجزأ منه. من المقالات التي لفتت انتباهي ما كتبته الصحفية (مايا مجذوب) في مجلة الصحافة الصادرة من معهد قناة (الجزيرة) للإعلام تحت عنوان: ذوي الاحتياجات الخاصة.. «الغائب الكبير» في غرف التحرير في 21 مارس 2022م، انتقدت فيه الشعارات ترفعها أغلب المؤسسات الإعلامية مثل:(نحن صوت كل الناس)، وترى الكاتبة أن الاعلام العربي عامَة نمطيًا الى حدٍّ كبير، واقصائيًّا فيما يتعلق بتغطية الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يُعدون بمثابة «أكبر أقلية» في العالم العربي، والنمطية هذه تحبس إخواننا ذوي الإعاقة ضمن قالبين سائدين «الضحية» و»البطل». وتعدُ الصورة الأولى وصفًا لذلك الكيان البشري الذي لا حول ولا قوة له والمروّج له تحت شعار (العمل الخيري) هكذا يظهر الشخص ذو الإعاقة في نشرات الأخبار والبرامج في حالة استجداء لمساعدة الغير، لاستثارة عاطفة الشفقة لدى المشاهد، تتكرسُ عنده صورة أن هذه الفئة مجرد مواطنين عاجزين اتكاليين ومعتمدين دائمًا على مساعدة الغير، لا على أنهم أشخاص متساوون مع غيرهم، يجب احترامهم ودمجهم في مختلف القطاعات.
وتضيف كاتبة المقال بأنه وفي قالب آخر، يُقدم الأشخاص ذوي الإعاقة ببرامج وتقارير تظهرهم «أبطالًا» خارقين صنعوا المعجزات، وكأنهم فعلا بحاجة لصنع المعجزات حتى يتم قبولهم اجتماعيًا. ما سبق هو تفكيك احترافي لواقع الكمّ والكيف للإعلام عمومًا في علاقته بمجال الإعاقة، وهي مع الأسف لا تزال علاقة هجران ونفور في أغلب دول العالم. وقد يتهمني بعض القراء بالعصبية المفرطة للأشخاص ذوي الإعاقة على حساب هذه المؤسسات المسؤولة عن الإعلام والتي منها جريدة (الوطن) من منحني هذه المساحة، وأرُدُ إن حبرِي هذا يسيل من أجل مصلحة حبيبتي عُمان التي أراها جنة لكل من يعيش عليها يتمتع فيها الكل بكل حقوقهم وخاصة إخواني وأخواتي ذوي الإعاقة، مواطنين رصدت لهم الدولة كل ما يلزم من تشريعات وسُبلٍ ليكونوا أفرادًا فاعلين وأضرعٌ تبني مستقبلًا زاهرًا. وإيمانًا مني بقوة الاعلام كأحد أضرع الدولة القوية لتحقيق رؤية (عمان 2040) لجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ سأساهم في الجزء الأول من المقال بما أعتقد من موصفات.
زوهير بن الحبيب بن عياد بن يحيى
خبير شؤون الإعاقة
benyahiazouhaier@yahoo.fr
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ذوی الإعاقة الإعاقة فی یومی ا
إقرأ أيضاً:
جامعة أسيوط تخصص منحتين سنوياً لطلاب الدراسات العليا من ذوي الهمم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وافق مجلس جامعة أسيوط، في جلسته رقم 764 المنعقدة بتاريخ 26 مارس 2025 برئاسة الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، على تخصيص منحتين سنويًا لطلاب الدراسات العليا من ذوي الهمم (ماجستير - دكتوراه)، بتمويل من صندوق البحوث. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الجامعة لدعم الطلاب ذوي الإعاقة وتشجيعهم على استكمال دراستهم الأكاديمية. ومن المقرر الإعلان عن المنحتين سنويًا خلال شهر أكتوبر.
وأكد الدكتور المنشاوي أن هذه المبادرة تعكس حرص الجامعة على تقديم خدمات تعليمية متميزة لطلابها من ذوي الإعاقة، مما يضمن اندماجهم الكامل في البيئة الجامعية وتحفيزهم على تحقيق النجاح وبناء مستقبلهم العلمي والمهني.
وأوضح رئيس الجامعة أن المنحة تغطي جميع الرسوم الدراسية للدرجة العلمية (الماجستير أو الدكتوراه) لمدة أقصاها خمسة أعوام، مما يتيح للطلاب فرصًا تعليمية متكافئة ويعزز مشاركتهم الفعالة في المجتمع.
ومن جانبه، أوضح الدكتور جمال بدر، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن التقدم للمنحة يخضع لشروط محددة، وأن يتم تشخيص الفرد إعاقة مؤهلة وفقا لمعايير محددة، بناء على تقرير لجنة طبية يحدد نوع الإعاقة ودرجتها، بالإضافة إلى تقديم المستندات المطلوبة لإثبات الهوية وتشخيص الإعاقة. كما يتم عرض الطلبات على لجنة مختصة برئاسة نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث وعضوية أربعة من وكلاء الكليات لشئون الدراسات العليا والبحوث.
وأشار نائب رئيس الجامعة إلى أن المفاضلة بين المتقدمين تعتمد على عدة معايير، منها المعدل التراكمي في مرحلة البكالوريوس أو الليسانس، ومدى إسهام الطالب في النشر العلمي، مع إعطاء الأفضلية لمن لديه نشر دولي في مجلات ذات معامل تأثير (Q)، إلى جانب النشاط الجامعي المتميز بجانب الدراسة