تناول العصائر الطبيعية ليس مفيداً دائماً
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
يزداد الإقبال على تناول العصائر خلال فصل الصيف، في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والرطوبة، الذي يتطلّب من الناس تناول السوائل بكميات كبيرة. وتأتي العصائر الطبيعية ضمن قائمة هذه السوائل. إذ توفر هذه العصائر أعلى قيمة غذائية والنسبة الأقل من السكريات والسعرات الحرارية، مقارنةً بالمشروبات الجاهزة أو الغازية.
ويرتبط تناول عصير الفاكهة بتحسين جودة النظام الغذائي وفقاً لتقرير نُشر عام 2019 في مجلة “Nutrients” الطبية. وعلى الرغم من هذه الفوائد العديدة، فإن تناول العصائر الطبيعية قد لا يكون مفيداً للصحة كما يعتقد كثيرون، وقد يؤدي تناولها إلى حدوث أمراض في الأمعاء، وزيادة في الوزن، وهو ما توصلت إليه دراسات عدة سلطت الضوء عليها مجلة “نيوزويك” الأميركية.
ويحتوي العصير الطبيعي على الكثير من الفيتامينات والعناصر الغذائية، مثل المعادن والكيميائيات النباتية والألياف الصحية. إلا أن تناول العصائر قد لا يكون مفيداً للصحة، لأنها تحتوي على نسب مرتفعة من السكر. وبحسب تقديرات موقع “Verywell Fit” الأميركي، يحتوي عصير البرتقال الأكثر شيوعاً على حوالى 90 إلى 110 سعرات حرارية، و0 إلى غرامين من البروتين، و25 إلى 30 غراماً من الكربوهيدرات، و0 غرام من الدهون، و20 غراماً من السكر، وهذا يعني أن جسم الانسان قد يمتصّ نحو 20 غراماً من السكر الطبيعي دفعة واحدة، ولهذا تأثيرات صحية عدة.
في هذا الإطار، لا تنفي اختصاصية التغذية سالي السيد أهمية تناول العصائر. في المقابل، تشير إلى أن كوب العصير يحتوي على كميات كبيرة من سكر الفركتوز أو سكر الفاكهة (أحد السكريات الأحادية الغذائية الثلاثة، جنباً إلى جنب مع الغلوكوز والغالاكتوز، التي يجري امتصاصها مباشرة في الدم في أثناء الهضم)، وهو ما قد يكون له تأثيرات صحية بآليات الهضم لدى الإنسان وارتفاع نسبة السكر في الدم. تقول لـ “العربي الجديد”: “عادة ما ينصح بتناول 5 حصص على الأقل من مجموعة متنوعة من الفاكهة والخضار يومياً. ويمكن للبالغين تناول حصتين ونصف حصة من الفاكهة يومياً بمعدل 200 غرام تقريباً، على أن يكون تناول هذه الحصص في أوقات مختلفة، لا دفعة واحدة”.
تضيف: “بالنسبة إلى العصير، فإن الكوب يحتوي على ما لا يقل عن 300 غرام من الفاكهة. على سبيل المثال، يحتاج كوب عصير البرتقال إلى نحو 5 أو 6 برتقالات يراوح وزن الواحدة منها ما بين 40 و60 غراماً. بالتالي، إن الكوب يحتوي في أقلّ تقدير على 250 غراماً من الفاكهة التي يجري تناولها دفعة واحدة، ما يعني أن هناك نسبة عالية جداً من الفركتوز تؤخذ”.
في المقابل، إن الحصة الواحدة من الفاكهة التي تُتَناوَل لا تحتوي على أكثر من 4 أو 5 غرامات من السكر الطبيعي، وهو أمر مفيد لجسم الإنسان، ولا يؤدي عملياً إلى حصول أية مشاكل صحية، على حد قولها.
وبحسب تقرير نشرته مجلة “نيوزويك”، وجد الأستاذ في كلية الطب بجامعة كولورادو، ريتشارد جونسون، أن المشروبات الطبيعية تحتوي على ما يصل إلى 30 غراماً من الفركتوز، بينما قد تحتوي حصة من الفاكهة على غرار الكيوي على 2 إلى 3 غرامات فقط. وهذه النسبة، على الرغم من صغرها، إلا أنها تضرّ أيضاً بالصحة. وأشارت الدراسات إلى أن المستويات المنخفضة نسبياً من الفركتوز الموجودة في الفاكهة ترفضها الأمعاء الدقيقة إلى حد كبير. إحدى هذه الدراسات أُعدَّت عام 2018 ونُشرت في مجلة “Cell Metabolism” البحثية. بالتالي، مع تناول كميات أكبر، قد لا تكون الأمعاء قادرة على امتصاص السكر، ما يؤدي إلى حدوث تلبّك فيها.
وقال جونسون: “عندما يتناول الإنسان كميات معتدلة من الفركتوز الموجود في الفاكهة الطبيعية، يعمد الجسم إلى إلغاء تنشيط الفركتوز حتى لا يحصل على الكثير من السكر في نظامه. لكن تحدث المشكلة عندما يأكل الإنسان كميات كبيرة من الفركتوز في وقت محدد. وعندها لا يمكن لجسم الإنسان المقاومة، لترتفع نسبة السكر في الدم، ما يؤدي إلى زيادة الوزن”.
وتشير دراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الفركتوز قد يسبب تغيرات في استقلاب الطاقة في الجسم، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية. وتوصي منظمة الصحة العالمية البالغين والأطفال بتخفيض مدخولهم اليومي من السكريات الحرة إلى أقل من 10 في المائة من إجمالي استهلاكهم للطاقة، ومن شأن تخفيض آخر في هذا المدخول إلى نسبة أدنى من 5 في المائة أو ما يقارب 25 غراماً في اليوم الواحد أن يحقق فوائد صحية إضافية.
وتشمل السكريات الحرة السكريات الأحادية مثل الغلوكوز والفركتوز، والسكريات الثنائية، مثل سكر المائدة، التي تضيفها الشركة المصنعة أو الطباخ أو المستهلك إلى الأغذية والمشروبات، والسكريات الموجودة طبيعياً في العسل وأنواع العصير وعصائر الفواكه ومركباتها المركزة.
العربي الجديد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: کمیات کبیرة من الفاکهة من السکر
إقرأ أيضاً:
روبوتات تقطف الفاكهة في بريطانيا
بدأت الروبوتات تدخل حيز الاستخدام تجارياً بالفعل، وفي المملكة المتحدة تقوم روبوتات بالعمل في المزارع أخيراً على مدار الساعة.
وقال دنكان روبرتسون، الرئيس التنفيذي لشركة Dogtooth "دوجتوث"، إن النموذج الأحدث من الروبوت الخاص به هو الأول في العالم الذي يساوي إنتاجية إنسان، وفق موقع "ميترو".
ويمكن للروبوت، الذي يبدو وكأنه من فيلم "حرب النجوم"، العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع حيث يمكنه الرؤية في الظلام باستخدام الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي لتحديد التوت الناضج، فهو لا يمسك الثمرة بنفسه ليقطفها، ولكنه يقص الساق، مما يعني أن التوت أقل عرضة للكدمات والتلوث المتبادل من العفن والفطريات.
وتتم أيضاً مراقبة الجودة تلقائياً، بحيث يتم التخلص من التوت الفاسد على الفور بينما يمكن تبريد التوت الجيد وإرساله مباشرة إلى محلات السوبر ماركت.
وقال الدكتور روبرتسون إن التكنولوجيا يمكن أن تحل مشكلة كبيرة تتمثل في نقص العمالة التي تواجه المزارعين في المملكة المتحدة، وهي مشكلة حادة للغاية لدرجة أن الفاكهة تُركت في بعض الأحيان لتتعفن في الحقول.
ويعتمد أصحاب المزارع عادةً على العمال المهاجرين للقيام بقطف الفاكهة بأجور منخفضة ويشكلون تحدياً بدنياً، لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والجائحة جعلا توظيف الناس أكثر صعوبة، ما خلق أزمة استدامة لهذه الصناعة.
وقال الدكتور روبرتسون: "إن التكاليف تتزايد بشكل كبير، ومحلات السوبر ماركت ليست مستعدة لدفع المزيد، لقد كان من الصعب في السابق أتمتة المهام الحاذقة مثل قطف الفواكه والخضروات بما في ذلك الطماطم والفلفل والتفاح والتوت، ولكن هذا قد يكون على وشك التغيير، إذ يتم بالفعل استخدام 70 روبوتاً تجارياً في مزارع المملكة المتحدة، ويعتبر الطراز الأحدث أكثر كفاءة، حيث يمكنه قطف 8 حبات من التوت في الدقيقة، وعلى الرغم من أن هذا هو نصف ما يمكن أن يفعله الإنسان، إلا أنه يمكنه قطف الفراولة مرتين طالما أنه يحتاج فقط إلى فترات راحة لإعادة شحن طاقته بعد 24 ساعة، لذلك يمكنه قطف 200 كجم من الفراولة يومياً".
ويقول: "يتم تحميل المعلومات حول المحصول على بوابة الويب مما يتيح "التحكم الكامل في أسطول الروبوتات الخاص بك".
وقالت الشركة إن أسطول الروبوتات يعمل على المسارات وفي الهواء الطلق وفي البيوت الزجاجية، ومن المتوقع أن يتم طرحه للبيع بحوالي 30 ألف جنيه إسترليني، وسيكون النموذج الأول الذي يمكن للمزارعين شراءه واستخدامه بأنفسهم.
وقال الدكتور روبرتسون: "باعتبارنا شركة تكنولوجية صغيرة نسبياً بذلنا الكثير من الجهد في التطوير، غير أن الروبوت سيدفع تكاليفه قريباً، وسيكون مؤهلاً للحصول على دعم حكومي".
ومن بين أوائل الذين تبنوا هذه الفكرة جيمس دايسون، الذي تحصد مزرعته في لينكولنشاير الفراولة البريطانيةـ بغض النظر عن الموسم، باستخدام الروبوتات والطاقة المتجددة، وكان من المقرر أن تصل الفراولة التي تم قطفها باستخدامهم في ديسمبر (كانون الأول) إلى الأسر في المملكة المتحدة في الوقت المناسب لعيد الميلاد.