علي سعد: وضع الطب البيطري مُقلق وليس بخير.. وكل قرار تعيين لطبيب بيطري سينعكس على الدولة بالملايين (حوار)
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
دائمًا ظلّ ملف الطب البيطري في مصر ملفًا شائكًا، ويحتوي على العديد من القضايا التي تحتاج إلى نقاش على كافة المستويات، بدءًا بالنقابة، مرورًا بالأطباء البيطريين، انتهاءً بالدولة.
وللطب البيطري دورٌ مهم، للحفاظ على التوازن البيئي في المجتمع، وحماية المواطنين من الأمراض والأوبئة المختلفة، والحفاظ على الثروات الحيوانية، وغيرها.
كشف الدكتور علي سعد علي عضو الجمعية العمومية لنقابة الأطباء البيطريين، والأمين العام السابق للنقابة، أنه لا بديل عن دور الطبيب البيطري في أعمال الحجر البيطري، والكشف على المنتجات ذات الأصل الحيواني.
وأكد وجود نحو 300 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، ومنها أمراض فتّاكة ومميتة، وللطبيب البيطري الفضل في حماية الإنسان منها، بالإضافة إلى الحفاظ على المنتج الغذائي لاستهلاك المواطن.
وحاورت "الفجر" الدكتور علي سعد علي، الذي تحدّث عن مشاكل مهنة الطب البيطري والنقابة، وأهم الأمراض المُشتركة بين الأنسان والحيوان.
وإلى نص الحوار:
في البداية ما هو مرض الجلد العقدي والحُمى القلاعية؟
الجلد العقدي هو مرض فيروسي يُصيب الأبقار، يشبه تركيبته الجينية جدري الأغنام والماعز، ينتقل بواسطة الناموس، أو تناول طعام وشراب ملوّث بلعاب حيوانات مريضة، ويظل حيًا في قشور الآفات الجلدية لفترة طويلة، قد تصل إلى شهر، مُسببًا انتشارًا للعدوى.
أما الحُمى القلاعية فهو مرض فيروسي غير قاتل غالبًا، لكنه مُعدٍ جدًا، يصيب الأبقار والماعز والأغنام وحيوانات أخرى، ونادرًا ما يُصيب الإنسان.
وعن التحصينات ضد الأمراض المُنتشرة، فإن الأطباء البيطريين بالوحدات، في حيرة بين تلك الأوبئة، هل يستمرون في حملات التحصين، رغم وجود حالات مريضة بحُمى الثلاث والجلد العقدي، ويصعب تحصين الحيوان المريض؟
دائمًا يناشد الطبيب البيطري المسؤولين لوضع خطة لمعالجة الوضع الراهن للحالة الوبائية، وتوضيح حقيقة ما يحدث، حرصًا منا للحفاظ على ثروتنا الحيوانية، مع طلب تفسير الوضع الحالي من أساتذة الفيروسات والأمراض المُعدية بالجامعات والمعاهد البحثية، لوقف انتشار الأوبئة الموجودة الآن.
الثروة الحيوانية تمر بمُنعطف خطير، ويجب على الجميع التعاون وتضافر الجهود، من أجل الحفاظ على ثرواتنا القومية، وللحفاظ على صحة المواطن المصري واقتصاد الدولة.
ما أبرز المشكلات التي يعاني منها الأطباء البيطريين؟
تأتي أبرزها مشكلة تعيينات الأطباء البيطريين، مع التأكيد على ضرورة التعيين لسد العجز، خاصة أن كل قرار تعيين لطبيب بيطري سينعكس على الدولة بالملايين في الثروة الحيوانية، وما يتم توفيره حاليًا من مرتبات للبيطريين، يتم صرفه في وزارة الصحة كعلاج للمرضى، وفي المقابل يُهدر الثروة الحيوانية، ومجلس النقابة يعترض على ذلك بشكل كامل.
كما تمثّل مشكلة العقود المؤقتة تحميلًا زائدًا على الطبيب البيطري المُعين في الوحدات، خاصة وأن اللقاحات من عهدته، والتسجيل والترقيم أيضًا، وكافة المبالغ المالية من مسؤوليته، وفي حال فقدان المُتعاقد معه أيًا من تلك العُهد، فسيُعرّض ذلك الطبيب المُعين للخطر والمساءلة.
عمل الطبيب البيطري عن طريق العقود المؤقتة لا يناسب طبيعة مهنته؛ حيث أن الطبيب بشكل عام لا يجب أن تكون علاقته بعمله علاقة تعاقدية مؤقتة، فهذا قد يجوز في العمالة أو الوظائف المعاونة والإدارية، والتي يمكن أن تؤدي مهمة مؤقتة لمدة محدودة، تنتهي بعد عِدة أشهر أو سنة.
ما هي أبرز مهام الطبيب البيطري؟
الطبيب البيطري يقوم بمهام تتصف بالاستدامة، وتستوجب المُتابعة المُستمرة لتقييمها وتقويمها، فضلًا عن أعمال التحصين والوقاية من الأمراض، والتقصّي الوبائي للأمراض، وتقييم الاستجابة المناعية لما بعد عمليات التحصين، كما أنه معني بالعمل على التحسين الوراثي للسلالات عالية الإنتاجية، وذلك عن طريق التلقيح الاصطناعي، ومتابعة فترة الحمل والولادة، وتقييم الإنتاجية بعد ذلك، وهي جميعها أعمال غير مؤقتة.
ومن المهم وجود مهام للطبيب البيطري في أعمال الرقابة والتفتيش، مثل أعمال سلامة الغذاء؛ فلا يصح أن يراقب شحنات التصدير والاستيراد بالموانيء، شخص مُتعاقد يخشى أن تنتهي علاقته الوظيفية، وقد يقع تحت ضغوط تجعله غير قادر على اتخاذ قرار رقابي سليم، وكذلك الأطباء في التفتيش على الأسواق والمطاعم والمجازر، والتفتيش على المصانع أيضًا، وبالتالي يجب أن تُخصص الدولة درجات مالية عاجلة لتوظيف أطباء بيطريين داخل الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وليس مجرد تعاقدات مؤقتة، لا يستقيم معها الدور الرقابي لمنتسبي الهيئة العاملين بها في أعمال حساسة، تستوجب ضمان حرية القرار الفني للطبيب المفتش.
وبالإضافة إلى توفير درجات مالية لسد العجز المُتزايد يوميًا في الوحدات البيطرية والمجازر؛ حيث لا يجوز ولا يصح أن يتم عمل الطبيب البيطري عن طريق عقود مؤقتة، تجعله لا يحمل أي مسؤوليات يمكن محاسبته عليها، بل وتجعله يترك العمل في أي لحظة، دون متابعة مُستدامة لأعماله في الوقاية من الأمراض وحماية المواطن منها.
ما الأزمات التي يعاني منها قطاع الطب البيطري؟
قطاع الطب البيطري في مصر يعاني أزمات عديدة؛ أولها مشكلات تتعلّق بالأطباء البيطريين أنفسهم، ووقف التكليف الخاص بتعييناتهم منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، ونقص الإمكانيات المُتاحة لهم، وغياب الأدوية البيطرية.
منظومة سلامة الغذاء لن تتحقق دون دعم قطاع الطب البيطري؛ حيث تتجه الحكومة نحو منظومة سلامة الغذاء، دون وجود أعداد كافية من البيطريين تُراقب على المجازر والفنادق والمستشفيات العامة والخاصة، فأعداد البيطريين الموجودين مُوّزعين ما بين هيئة الخدمات البيطرية ووزارة الصحة وعدد من المؤسسات الحكومية.
كما أن مستشفيات الحكومة والقطاع الخاص لا يراقب أغذيتها أحد؛ حيث تتسلّم المستشفيات يوميًا أغذيتها من المُوّردين والمتعهدّين دون الكشف عليها من الطب البيطري، وكيف تراقب الحكومة أكثر من 5 آلاف مستشفى خاص، لا يوجد بها طبيب بيطري واحد، ليتأكّد من سلامة الأغذية التي تُقدّمها للمرضى.
الحقيقة وضع الطب البيطري مُقلق وليس بخير، ويحتاج مزيدًا من الاهتمام، إن كنا نستهدف تطويرًا حقيقيًا لهذا القطاع، ووضع الطب البيطري يحتاج لوقفة جادة من الحكومة، للحفاظ على الثروة الحيوانية في مصر.
على نقابة البيطريين أن يصل صوتها إلى مُختلف مؤسسات الدولة، وتبحث عن حلول عملية، توفر فرص عمل جادة لخريجي الطب البيطري، وعمل بروتوكولات جادة مع الوزارات المعنية، للاهتمام بهذا القطاع الحيوي في الوقت الراهن.
ما الأزمة التي يمر بها نادي البيرطيين بالعجوزة؟ وصحة ما انُشر على صفحات التواصل الاجتماعي؟
نادي العجوزة تم إنشاؤه على أعلى مستوى، ليليق بنقابة عامة مثل البيطريين، لخدمة جميع الأطباء بصفة عامة، وأطباء محافظتي القاهرة والجيزة بصفة خاصة، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية هو من قام بإنشائه.
وتسلّم إدارة النادي منذ 6 أشهر الدكتورة شيرين زكي، وجعلته مفتوحًا للجميع بتذكرة دخول، على أمل زيادة دخل النادي، كما قامت بعمل فقرات ترفيهية مختلفة، من رقص وغناء وفقرات تنورة وغيره.
وبعد مرور 6 أشهر، وجدنا عجز أكثر من 900 ألف جنيهٍ، منهم 115 ألفًا تحت بند الضيافة فقط، ما جعلنا جميعًا نتساءل حول السبب، وقام مجلس النقابة بإقالتها من رئاسة النادي، وإحالتها للتحقيق.
ما هو الإجراء الذي يتم اتخاذه في العجز؟
لم يتم اتخاذ إجراء حتى الآن، ولكني قمت منذ أيام بعمل مذكرة ضد مسؤولة النادي، والتحقيق في كافة مصروفات النادي، وأخص بالذكر إهدار مبلغ وقدره 115 ألف جنيهٍ تحت بند الضيافة، وأيضًا بند الـ 14% المجهول أمره من قبل، حتى فضحنا أمر الفاتورة التي بها مبالغ غير معروف سبب تحصيلها، حتى تم تغيير المُسمى من مبلغ مجهول إلى مسمى 14% خدمة.
وأؤكد ضرورة التحقيق مع المسؤول، وتحويل الأمر إلى النيابة العامة، أسوة بما حدث مع عضو اختلاسات أتوبيسات الجمعية العمومية، وضرورة استرداد قيمة هذا المبلغ.
النقيب العام أكد أنه سيتم مراجعة حسابات النادي بمعرفة محاسب قانوني، وإعداد تقرير بالحسابات، وفي حال وجود اختلاس في بند الضيافة أو غيرها، سيتم تحويل الملف للنيابة العامة.
ما الرسالة التي توجهها للمسؤولين في قطاعات الطب البيطري؟
أطالب المسؤولين بصفة عامة، والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بصفة خاصة، بالتعجيل بتعيين الأطباء البيطريين بالدولة، لحاجة البلاد لتخصصاتهم في هيئة سلامة الغذاء وكافة المجالات والتخصصات البيطرية، من أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية بأنواعها المختلفة وتحسينها، وكذا ضمان سلامة منتجاتها، مما ينعكس على الاقتصاد والأمن القومي للبلاد.
في الختام.. ما رسالتك لزملائك البيطريين؟
لكم كامل التحية والتقدير، لما تبذلوه من جهد في كافة القطاعات المختلفة، للحفاظ على صحة الإنسان، والحفاظ على الثروة الحيوانية بأنواعها المختلفة.
6c5be38c-cd94-4004-b12c-2abd77aa01b7 376b8474-b0fb-44ab-9773-b4083e6fe3a5 547cf2f5-4fad-4b80-8481-8d1b1f895353 794e9458-bae4-45b8-9055-0d128b615cea 8442dac6-106d-400e-9ff7-6b4732c10e82 52460bbb-e425-4e62-a666-87982e474955 b9a3264f-b302-42c8-87c0-44740f2fdbf4 bcc75cf0-3d60-4aab-b70c-74d256a04574 c8d4e1e0-0b99-4cac-8148-a8130de6606c cb02838e-482f-4f24-b931-789f46b197dc cd03ccc0-c1fc-4152-bdd8-385eb80f9679 d614fff7-97ef-4c9b-89ad-1713442f24bc e9a56507-6d00-4d20-81c5-88882f757e32 f17ab29b-cc76-4e08-9a7b-cc003f768635 faba3075-995c-4ca0-bc42-9872a920715c fc953a82-97e6-4763-9ab9-58f3d2fbb4f6المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأطباء البیطریین الثروة الحیوانیة سلامة الغذاء الطب البیطری للحفاظ على البیطری فی
إقرأ أيضاً:
مجلس الدولة: شرط ترخيص المنشآت الطبية عدم تعريض أرواح المرضى للخطر
أصدرت المحكمة الإدارية العليا بـ مجلس الدولة، حكمًا تضمن أن العلة التشريعية من اشتراط حصول الطبيب على ترخيص لمزاولة مهنة الطب في أحد المنشآت الطبية الخاصة من الجهات المختصة ، هي مراعاة السلامة الصحية للمرضى وعدم تعريض حياتهم وأرواحهم للخطر، وكذا الحفاظ على حقوقهم المدنية والجنائية والتأديبية في حالة حدوث خطأ طبي .
وأضافت، وعلة أخرى من ضرورة الترخيص للمنشآت الطبية، للوصول بسهولة ويسر لإسناد قواعد المسئولية التقصيرية إلى المتسبب في هذا الخطأ, أو إسناد قواعد المسئولية بدون خطأ إذا ما توافرت شروطها لهؤلاء الأطباء.
وحدد المُشرع عقوبات على الأطباء المرتكبين لأخطاء مثل هذه تتنافي مع أخلاق المهنة، وتكون العقوبات ردعاً لهم ولغيرها من الأطباء الذين تسول لهم أنفسهم اقتراف هذه المخالفة في المستقبل، وذلك بإقدامهم على ممارسة المهنة في منشآت طبية دون ترخيص من الجهات المختصة والاستهانة بما يوجبه القانون رقم 51 لسنة 1981 بشأن تنظيم المنشآت الطبية المشار إليه في هذا الشأن.