تكدس عشرات السفن.. شبح الجفاف يهدد قناة بنما
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أعلنت الهيئة المشغلة لقناة بنما، أمس الجمعة، أن أوقات الانتظار لعبور الممر المائي تتراوح حالياً بين تسعة و11 يوماً، بعد القيود المفروضة بسبب حالة الجفاف.
وأضافت الهيئة إن القائمين على تشغيل القناة يقيدون مرور السفن، وذلك بسبب انخفاض منسوب المياه.
وتتكدس على جانبي شريان الشحن الرئيسي، 126 سفينة شحن في طوابير طويلة أثناء انتظارها لدورها في العبور، وهو اكتظاظ يزيد بنحو 40% عن المعتاد.
The Panama Canal is stuck in a traffic jam.
Difficulties in passing the canal affect global world trade and will lead to higher prices. pic.twitter.com/QI3kepI1pB
وفي شهر يونيو (حزيران) الماضي، كان وقت العبور نحو يومين ونصف اليوم، وفي يوليو (تموز)، ارتفع إلى خمسة أيام.
ووفقاً لإحصائيات وكالة تشغيل قناة بنما الآن، فإن بعض سفن الشحن قد تنتظر ما يصل إلى 18 يوماً للمرور.
يشار إلى أن قناة بنما هي واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، وهي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ عبر أمريكا الوسطى، و يبلغ طول القناة، التي تبدأ في كولون في الشمال وتنتهي قرب مدينة بنما في الجنوب، نحو 80 كيلومتراً.
وتعبر نحو 14 ألف سفينة قناة بنما كل عام ، وهو ما يمثل نحو 6% من التجارة العالمية.ويشمل الممر المائي ثلاثة أنظمة إغلاق يتم من خلالها رفع السفن إلى مستوى بحيرة غاتون، وهي خزان اصطناعي كبير يبلغ ارتفاعه 28 متراً فوق مستوى سطح البحر، ثم يتم إنزالها مرة أخرى لاحقاً.
ومع انخفاض هطول الأمطار في المنطقة وارتفاع درجات الحرارة، ينخفض مستوى مياه بحيرة غاتون، الأمر الذي أثر على حركة الملاحة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني التغير المناخي قناة بنما قناة بنما
إقرأ أيضاً:
أمريكا توقع اتفاقا مع بنما.. يهدف إلى التصدي للنفوذ الصيني
وقعت الولايات المتحدة اتفاقا مع بنما يسمح بعودة انتشار القوات الأمريكية في مناطق الوصول إلى قناة بنما والمناطق المحيطة بالممر المائي، دون إقامة قواعد عسكرية دائمة.
ونص الاتفاق الذي جاء خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، للعاصمة البنمية، على السماح باستخدام مواقع محددة ومرافق بنية تحتية لتنفيذ تدريبات عسكرية، وعمليات إنسانية، ومهام متعلقة بالأمن البحري، إلى جانب نشاط الشركات العسكرية الخاصة الأمريكية العاملة بموجب العقود الفيدرالية.
وقال هيغسيث خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الأمن البنمي فرانك أبريغو، إن "الولايات المتحدة ستستعيد السيطرة على قناة بنما من النفوذ الصيني"، مؤكدًا أن بلاده عازمة على حماية الممر المائي من أي تهديدات تمس الأمن القومي الأميركي.
وأكد المسؤول الأمريكي أن الاتفاقية ستعزز من التدريبات والمناورات المشتركة بين البلدين، وقد تشمل إعادة إحياء بعض القواعد الأميركية السابقة ضمن مهام مؤقتة لضمان "سيادة القناة" كما وصفها، و لكن بنما سارعت إلى التأكيد على أن الاتفاق لا يشمل السماح بوجود قواعد دائمة، وهو ما أكده الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو.
وتأتي المخاوف الأمريكية بسبب مرور نحو 40 بالمئة من السلع التجارية المتجهة من وإلى الولايات المتحدة عبر قناة بنما، التي تشهد يوميًا عبور أكثر من مئة سفينة حربية وتجارية.
وبحسب مصادر إعلامية أمريكية، فإن واشنطن ترى في القناة مرفقًا لا يقل أهمية إستراتيجية عن قواعدها في المحيطين الأطلسي والهادئ.
وكشف نائب مساعد وزير الأمن الداخلي الأمريكي الأسبق، وكبير الباحثين في المجلس الأطلسي، توماس واريك، في تصريح لقناة "الحرة" أن الصين كانت تنفذ على مدار سنوات ما يُعرف بـ"حرب المنطقة الرمادية" في بنما، ضمن استراتيجية تهدف للهيمنة على منطقتي المحيطين الهندي والهادئ، وتمثل القناة حلقة مركزية فيها.
وأضاف واريك أن بكين استخدمت أدوات اقتصادية وتجارية للنفاذ إلى مفاصل البنية التحتية البنمية، ومنها توقيع عقود لوجستية مع موانئ محلية، ما أثار قلقاً متزايداً في واشنطن، خاصة في ظل سيناريوهات محتملة لغزو صيني لتايوان قد تُحرم خلالها القوات الأمريكية من الوصول السريع إلى المحيط الهادئ.
ويعد الاتفاق الجديد يعد تتويجا لضغوط مارستها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي طالما اعتبرت النفوذ الصيني في بنما تهديدًا استراتيجيًا مباشراً. وكانت إدارة ترامب قد لوّحت سابقًا بإمكانية إعادة السيطرة على القناة إذا لم تُخفّض بنما الرسوم على السفن الأمريكية، في تحذير قرأه كثيرون باعتباره مؤشراً على نوايا أكثر تصعيدًا.
ويعيد هذا الاتفاق التواجد الأمريكي في بنما بعد انقطاع دام 25 عاما، منذ تسليم القناة رسميًا لحكومة بنما عام 1999، بموجب اتفاقية تاريخية وُقّعت عام 1977 خلال إدارة الرئيس جيمي كارتر، أنهت عقودًا من السيطرة الأمريكية على هذا الممر المائي الحيوي.
وبينما لا تسمح الاتفاقية الحالية بإنشاء قواعد دائمة، فإنها تؤشر إلى عودة واشنطن بقوة إلى الممر البحري الأكثر ازدحامًا في نصف الكرة الغربي، في وقت تتزايد فيه التوترات الدولية حول النفوذ البحري العالمي.