عبد الله بولا و عبد الله علي ابراهيم و حامد فضل الله و فكرتهم عن إدورد سعيد
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
إدورد سعيد يمكن أخذه مؤشر لحالة قراءة البارومترات الفكرية في الوطن العربي و يحتاج لتأني و طول بال لفك حالة الإلتباس الذي صاحب مسيرة فكره ويعتبر فكر إدورد سعيد كخط تقسيم المياه الذي يفصل حوض نهرين يجري كل منهما في إتجاه معاكس مثل نهر النيل في سيره شمال و نهر الكنغو في سيره معاكس للنيل و أقصد هنا أن إدورد سعيد فكره في تطوره يحتاج لتتبعه بمهارة عالية لذلك يعتبر إعتذار إدورد سعيد في عام 1993 عن كتابه الإستشراق نقطة تحوّل تجعل إدورد كأنه خط تقسيم المياه و النهرين المختلفين في إتجاه جريانهما و هذا يجعل جغرافية إدورد سعيد الفكرية واسعة و تحتاج لإعادة قراءته مرات و مرات و لكن إعادة قراءة إدورد سعيد لم تتأتى ممن كتبوا عنه بل إعادة قراءة ترميم فكره عبر قلمه و كيف أعاد نظره فيما كتب و كيف أصلح من أفكاره و قلنا أن قلة الإنتباه لإعتذار إدورد سعيد عن كتابه الإستشراق عام 1993 لمن يجهلها تجعل كثر من قراءه في السودان يتتبعون مساره كنهر خرج من منطقة خط تقسيم مياه و يجهلون تتبع النهر المعاكس له لذلك تأتي قراءتهم لفكر إدورد سعيد ناقصة و غير مكتملة في تصورها لفكر إدورد سعيد.
و الحديث عن إدورد سعيد يفتح على فكر صديقه هشام شرابي و هشام شرابي مقارنة بإدورد سعيد و شهرته تقل الإحالاتت لفكره لذلك يعتبر هشام شرابي بفكره كنهر داخلي يجري في الأغوار العميقة مقارنة بإدورد سعيد إلا أن هشام شرابي قد سبق إدورد سعيد في نقده تجربته و تقويم فكره قبل إعادة إدورد سعيد النظر في تقييم تجربته و إنتقاده لأفكاره و إعتذاره عن كتابه الإستشراق و كيف إنتبه إدورد سعيد أن كتابه الإستشراق قد خدم الفكر الأصولي و الأصولية الدينية في العالم العربي التقليدي أكثر من أن يخدم التنوير.
لذلك نجد إدورد سعيد في كتابه الأخير الأنسنة و النقد الديمقراطي قد أعاد النظر في فكره و أعاد ترتيبه لدرجة تجعل أفكاره السائدة عند نخبنا في السودان و منهم المذكوريين في عنوان المقال متأخرة جدا عن تفسير أفكار إدورد سعيد و متأخرة جدا عن تفسير التطور الهائل في المفاهيم في العالم من حولنا و قد إلتقطها إدورد سعيد في أثناء مراجعته لفكره و إعادة ترميمه من جديد و بث روح الفكر المعاصر في أرجاء فكر إدورد سعيد بعد تخلص من الإلتباس الذي كان يغطي فكره عن مفهوم ممارسة السلطة في مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية و مفهوم الدولة الحديثة.
و هنا وجب التنبيه الى كتاب إدورد سعيد الأخير و هو الأنسنة و النقد الديمقراطي و هو كتاب يندر أن تجد الحديث عنه وسط النخب السودانية و لهذا ظل إدورد سعيد و فكره وسط النخب السودانية في حيز عادتهم عن أسطرة الأفكار أي رفعها عن واقعها المعقد و وضعها في حيز عقل المجتمعات التقليدية و بالتالي أصبح إدورد سعيد عند بعض النخب السودانية أسطورة و عظمته في عدم فك غموض فكره في وقت نجده عند نخب أخرى نجدهم قد فكوا شفرات فكر إدورد سعيد بإعتذاره عن كتابه الإستشراق و أعادوا السيولة لفكر إدورد بفضل كتابه الأخير الأنسنة و النقد الديمقراطي.
مشكلة إدورد سعيد أنه إعتمد في فكره إعتماد كامل على أفكار ميشيل فوكو في أفكاره عن فلسفة و أفكار ما بعد الحداثة و هجومها على أفكار عقل الحداثة و بالتالي عندما إشتد النقد على أفكار ما بعد الحداثة من قبل فلاسفة فرنسا و خاصة لوك فيري و ألان رونو في نقدهما لفلاسفة ما بعد الحداثة و خاصة نقدهما لفكر ميشيل فوكو و جاك دريدا و جاك لاكان نجد أن شمس فلاسفة ما بعد الحداثة قد بداءت أفولها.
و بالمناسبة دور لوك فيري و ألان رونو في نقدهما لفلاسفة ما بعد الحداثة جاء كدور ثاني بعد أن إنتصر عليهم ريموند أرون أيام ثورة الشباب في فرنسا و وصفها بأنها ثورة زائفها لا يمكنك أن تمسك بها و هي رافلة و بالتالي تنازل فلاسفة ما بعد الحداثة عن هجومهم عن عقل الحداثة و بالتالي إنقطع الطريق لإدورد سعيد الذي كان يعتمد على أفكار ميشيل فوكو و خاصة ميشيل فوكو فكان في نظر ريموند أرون أنه يعاني من إلتباس فظيع عن مفهومى ممارسة السلطة في المجتمعات الحديثة و مفهوم و معنى الدولة الحديثة.
و نقد كل من ريموند أرون و لوك فيري لفلاسفة ما بعد الحداثة أنهم أي فلاسفة ما بعد الحداثة إعتمدوا على أفكار نيتشة و أتوا بها الى الفكر بشكل متسرع بل حرفوها عن مسارها لذلك نجد فلاسفة فرنسا لكي يتجاوزوا فكر فلاسفة ما بعد الحداثة نجدهم قد إهتموا بفكر نيتشة و فكر مارتن هيدجر. لذلك إنتبه إدورد سعيد لإنتقاد فلسفة و فكر ما بعد الحداثة و إنتبه لتراجع ميشيل فوكو و قد توقف عن مهاجمته لأفكار عقل الحداثة و عقل الأنوار فجاء إعتذار إدورد سعيد عن كتابه الإستشراق عام 1993 بعد سنوات من تراجع فلاسفة ما بعد الحداثة عن أفكارهم التي كان يعتمد عليها إدورد سعيد.
و نجد إدورد سعيد قد إعتذر عن كتابه كما أورده هاشم صالح في مقالة له في جريدة الشرق الأوسط و فيها يقول إدورد سعيد" أسمحوا لي بداية أن أعبّر عن أكبر أسف لي و هو أن كتابي هذا فهم على أساس أنه معاد للغرب بأكمله. فما الى هذا قصدت. قد إعتقد أصحاب هذا التفسير الخاطئ أني أعتبر الإستشراق صورة مصغرة عن الغرب كله. و إنطلاقا من ذلك إستنتج هؤلاء أنني أعتبر الغرب في كليته بمثابة عدو للعرب و المسلمين ألخ... و أخيرا إستنتج هولاء ما يلي: أن نقدي للإستشراق يعني دعم الإسلاموية أو الأصولية الإسلامية" و هنا نجد إعتذار إدورد سعيد عن كتابه الإستشراق منذ ذلك الزمن البعيد أي عام 1993 إلا أن عبد الله علي ابراهيم ما زال يحتفي بكتاب الإستشراق رغم إعتذار إدورد عنه و يقول عبد الله علي ابراهيم أن كتاب الإستشراق أعظم كتاب لإدورد سعيد و الأكيد أن عبد الله علي ابراهيم كان يجهل بالكلية بأن إدورد سعيد قد إعتذر عن كتابه الإستشراق.
أما عبد الله بولا في كتابه حوارية لاهاي و نجده قد وقع في نفس الفخ ففي الكتاب و هو مكتوب في أواخر تسعينيات القرن المنصرم نجد أن عبد الله بولا نفسه يمجّد كتاب الإستشراق لإدورد سعيد و كان حينها قد مرّت خمسة سنوات على إعتذار إدورد سعيد عن كتابه الإستشراق فكيف لم ينتبه عبد الله بولا لإعتذار إدورد سعيد عن كتابه الإستشراق؟ و هذا يدلنا على أن عبد الله بولا نفسه كان يعتمد في فكره على فلاسفة ما بعد الحداثة رغم إنكاره بأن فكره ليس له علاقة بهم و قد كتبنا من قبل أن عبد الله بولا و تلاميذه في تحديهم للسلطة ما كانوا إلا مقلديين لفكر فلاسفة ما بعد الحداثة و هم في إلتباس فكرهم عن مفهوم ممارسة السلطة في المجتمعات الحديثة و مفهوم الدولة الحديثة في مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية.
عبد الله بولا كان ينكر بأن أفكاره ذات علاقة بأفكار فلاسفة ما بعد الحداثة إلا أننا لنا دليل آخر على تأثر عبد الله بولا بأفكار فلاسفة ما بعد الحداثة و نجده قد سار بنفس طريقهم و لكن لمصدرهم الذي جاءوا منه بفكرهم الزائف و هو فكر نيتشة و قد كتبت مقال من قبل عشرة أعوام و قلت فيه أن مجهود عبد الله بولا في شجرة نسب الغول محاكاة و تقليد لفكر نيتشة في كتابه شجرة نسب الأخلاق و العنوان جينيولوجي دي لا مورال و طبعا نيتشة يمتاز عن عبد الله بولا بأن نيتشة فلولوجست لا يشق له غبار و أنه شاعر قبل أن يكون فيلسوف لذلك نجد عبد الله بولا في شجرة نسب الغول يقلّد نيتشة إلا أنه لا يجيد التقليد و يقع في مستوى فكر ميشيل فوكو و طريقته الأركولوجية و هي محاكاة كما قلنا من ميشيل فوكو لنيتشة لذلك جاء تقليد بولا لنيتشة في مستوى أركولوجية ميشيل فوكو لا غير. المؤسف أن عبد الله بولا و عبد الله علي ابراهيم و حامد فضل الله كأغلب مثقفي العالم الثالث لم ينتبهوا الى أن فلاسفة العالم الحي قد فارقوا أفكار فلاسفة ما بعد الحداثة و عاد الفكر الى فكر الحداثة و أفكار عقل الأنوار و هو يسير في طريق يوضح مفهوم الإنسانية التاريخية و قليل من الملاحظة يوضح لك بأن نخبنا ما زالت قابعة في قمة عقل نهاية ستينيات القرن المنصرم و هذا عقل إنتهى في فرنسا مع نهاية ثورة الشباب في فرنسا عام 1968.
و عليه عندما نقول نهاية أفكار ما بعد الحداثة كأننا نعلن إنتصار فلسفة التاريخ الحديثة بشكل واضح و هي قد بداءت مع فلاسفة و علماء إجتماع و إقتصاديين وأنثروبولوجيين و شعراء منذ نهاية الحرب العالمية الأولى و بعد عقد ظهرت أفكار مدرسة الحوليات في فرنسا و ظهرت أفكار النظرية العامة لكينز و قبلهما أفكار ماكس فيبر و كلها قد أعلنت أن فلسفة التاريخ التقليدية قد أفلت و قد وصلت مبتغاها و غايتها في الماركسية و الهيغلية و لم يعد ماركس طليقا بل قد أصبح في الأغلال إلا أن عبد الله علي ابراهيم الى يومنا هذا لم يخطر بذهنه أن فلسفة التاريخ الحديثة قد بداءت منذ بداية ثلاثينيات القرن المنصرم و هذا ما فات على أتباع مؤتمر الجريجيين و أتباعهم أمثال عبد الله علي ابراهيم و حامد فضل الله و عبد الله بولا و ثلاثتهم لا نجد لهم أي فتوحات أو فيوض معرفية من وحي فلسفة التاريخ الحديثة و حالهم حال أغلب النخب السودانية فأغلب جهودهم الفكرية لم تتخطى حدود فلسفة التاريخ التقليدية.
لذلك عجز عبد الله علي ابراهيم كمؤرخ تقليدي أن يفهم أن على المدى الطويل تصبح دراسة التاريخ الإقتصادي و التاريخ الإجتماعي علم إجتماع و هذا ما فطن له هشام شرابي كعالم إجتماع و تبعه إدورد سعيد في كتابه الأخير الأنسنة و النقد الديمقراطي.
أما حامد فضل الله كل ما أقراء كتاباته لم توحي لي إلا أنه من ذلك الجيل الذي قد ردد لزمن طويل مقولة الشاعر الإنجليزي كيبلينغ" الشرق شرق و الغرب غرب و لن يلتقيا أبد" في وقت قد أصبحت الإنسانية كافة تعيش و لأول مرة تاريخ واحد لكافة الناس بعد الثورة الصناعية لذلك لم يعد هناك شرق و غرب بل أن العالم قد أصبح متساوق و يسير بإتجاه إنتصاره للفرد و العقل و الحرية و حامد فضل كطبيب في ألمانيا من عينة المثقف السوداني الذي يعيش على نمط الشرق و الغرب و الحضارة الغربية و الحضارة الشرقية لذلك تجده يدافع عن الإسلاميين في مقاله الأخير عن كتاب محمد جميل يمجد حامد فضل الله كل من الترابي و عبد الوهاب الأفندي و الطيب زين العابدين و التجاني عبد القادر و هذه الأفكار قد خرجت من مخزونه عن فكرة الشرق و الغرب و الإسلام و الغرب و غياب فكرة فلسفة التاريخ الحديثة عن أفكاره و هذه مشكلة أمثال الطبيب حامد فضل الله و هو آتي من جهة الطب و يحاول في العلوم الإنسانية و هي علوم إنسانية تحدث عن أزمتها فلاسفة و علماء إجتماع و أنثروبولوجيين في القرن الأخير و قدموا نقد معرفي و تفكير نقدي يصعب على حامد فضل الله كطبيب هاو للعلوم الإنسانية أن يفهم أزمتها أي أزمة العلوم الإنسانية و كيف يتم فيها التحول في المفاهيم.
و من ضمن التحول في المفاهيم مفهوم الدين التاريخي الذي لم يفهمه حامد فضل الله لذلك ما زال يرى في فكر الترابي و الطيب زين العابدين و عبد الوهاب الافندي بصيص أمل و هذا يذكرنا بتعاونه مع عبد الوهاب الافندي أو خديعته من قبل الأفندي و قد أعطوا جائزة ابن رشد للغنوشي و هذا مضحك من الوهلة الأولى و رأينا كيف فشل الغنوشي في عشريته في تونس و كانت دلالة أن الغنوشي يسير على هدى إحياء علوم الدين للغزالي و ليس على حكمة ابن رشد و حينها قلنا للمرة الأخيرة فاز الغزالي عبر الغنوشي على ابن رشد في عقر داره أي دار الجائزة و من المشرفين عليها حامد فضل الله و الكل يعرف كيف إنتقد ابن رشد فكر الغزالي فكيف تجراء حامد فضل الله أن يعطي الغنوشي تابع الغزالي جائزة ابن رشد؟
هذا مضحك حقا المهم في الأمر يمكنك أن تجد لحامد فضل الله العذر في أنه طبيب و أن أزمة العلوم الإنسانية في القرن الأخير من إختصاص الفلاسفة و علماء الإجتماع و الإقتصاديين و الأنثروبولوجيين و قد صادف قرنها الأخير أن تكون فيه نهاية فلسفة التاريخ التقليدية و بداية فلسفة التاريخ الحديثة التي قد قدمت لنا فكرة الشرط الإنساني و هذا للمختصيين في العلوم الإنسانية مشكل كالمشكل االإقتصادي الذي عبره تتسلسل النظريات الإقتصادية و تاريخ الفكر الإقتصادي و نظريات إقتصاد التنمية فدعك من طبيب كحامد فضل الله جاء لأزمة العلوم الإنسانية من موقع هاوي.
لذلك كل كتابته خالية من أي فكر يوضح أنه قد أدرك فلسفة التاريخ الحديثة التي تنتصر لفكرة الشرط الإنساني و في ظله لم يعد للدين أي دور بنيوي يلعب على صعد الإقتصاد و السياسة و الإجتماع فاننا في زمن زوال سحر العالم كما يقول ماكس فيبر فوهم حامد فضل الله بأن الشرق و الغرب و الإسلام و الغرب يجعله يظن أن الترابي مفكر في وقت قالها محمد أركون أن فكر الترابي فكر تقليدي و أن كتبه كتب تقليدية و محمد أركون هو من هو لو سألتني من أقرب اليك محمد أركون الجزائري في فكره النيّر أما حامد فضل لله السوداني في محاباته لفكر الإسلاميين لأجبت بلا تردد أقرب لي محمد أركون من حامد فضل الله الطبيب المحابي للكيزان و لو كان له عذر واحد نقول أنه ليس له علاقة بالعلوم الإنسانية و أزمتها خلال القرن الأخير لذلك تظل كتاباته عن العلوم الإنسانية خالية من فكر القارئ المدرب و فكرة فن القراءة التي تحدث عنها إدغار موران و لقاءه بإدورد سعيد شخصيا أو لقاءه بسمير امين لا يعني أنه مسموح له بأن يجعلنا أن نقبل فكره الذي ينطلق من إدراك ود البلد و يريدنا أن نقبله كفكر. و نقول له أن إدورد سعيد في إعتذاره عن كتابه الإستشراق المذكور في أعلى المقال قد تخلص من ظن الإسلاميين أن كتاب الإستشراق يخدم فكرهم فمتى تتخلص أنت يا حامد فضل الله من محاباتك لفكر الكيزان و تصل لمستوى وعي إدورد سعيد و مساهمته في إنتشال الوعي أم هذه مهمة المختصيين في العلوم الإنسانية و مراقبة كيفية الخروج من أزمتها؟
taheromer86@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عبد الله علی ابراهیم العلوم الإنسانیة النخب السودانیة حامد فضل الله حامد فضل على أفکار أفکار ما فی کتابه فی فرنسا أن کتاب فی فکره ابن رشد فی فکر من قبل عام 1993 إلا أن
إقرأ أيضاً:
تكريم الكاتب الموريتاني أحمد فال الدين بالجائزة العالمية للرواية العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تسلم الناشر شوقي العنيزي صاحب دار مسكلياني نيابة عن الكاتب الموريتاني أحمد فال الدين تكريمه لوصوله للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025 وذلك لتعثر وصوله إلى مقر الإعلان بأبو ظبي .
كما تم عرض فيلم تسجيلي عن الرواية والتي تحدث فيها الكاتب احمد قال الدين عن مضمون روايته "دانشمند" .
تأتي رواية "دانشمند" للكاتب الموريتاني أحمد قال الدين كعمل روائي مبدع يستعرض مختلف مراحل حياة حجة الإسلام العالم الصوفي أبي حامد الغزالي، و دانشمند" هو لقبه بالفارسية وتعني المعلم. تتبعت الرواية حياة الغزالي الشخصية بأسلوب روائي ساحر وسرد ممتع بدءًا بطفولته ودراسته الأولى وانتهاء بتجربته مع السلطان والسلطة، ثم قراره بالرحيل إلى التصوّف واكتشاف الذات. وقد نجح المؤلف في نسج عالم متكامل وغني بشتى التفاصيل، عالم تحوّل فيه الإمام الغزالي من "شبح" في التاريخ إلى "كائن من لحم ودم".
دانشمند
"دانشمند" أو عالم العلماء، هي سيرة الإمام أبي حامد الغزالي الشهير، الذي تفوق على مجايليه وصار إمام عصره وعالم زمانه. رواية وإن توسلت بالتاريخ، لا تسقط في فخاخ الصورة النمطية لأبي حامد، بل تقدم لنا ذاتاً إنسانية قلقة حية، وتصف أجواء عصره، من الفتن السياسية والخصومات المذهبية والدسائس في القصر، وفي قلعة الموت متربض آخر لا يقل خطراً عن تهديد الفرنجة الصليبيين. هي رواية إذ تستدعي علامة من الذاكرة الجمعية، فإنما تستدعيها لتغرس أسئلتها في تربة الحاضر، وتبرز قيمة المعرفة بوصفها طريقاً إلى الخلاص. ومن الأسئلة التي تطرحها الرواية: هل يكون التقرب إلى الله بغير جهاد النفس والصمت؟ ومن يحيي علوم الدين وقد صارت باباً مستباحاً
أحمد فال الدين هو روائي موريتاني من مواليد نواكشوط، موريتانيا، عام 1977. درس الأدب في جامعة نواكشوط ودرس اللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة الأميركية. يعمل موجهاً للمعايير التحريرية بشبكة الجزيرة، وعمل مراسلاً تلفزيونياً ميدانياً للقناة على فترات متقطعة وفي بلدان مختلفة. اعتقل أحمد فال ولد الدين إثر تغطيته للأحداث الدائرة في ليبيا في مارس 2011، ثمّ أطلق سراحه. يكتب في قضايا كثيرة مثل الأدب والسياسة. صدرت له العديد من الروايات، من أهمها: "الحدقي" (2018) و"الشيباني" (2019). كما صدر له كتاب "في ضيافة كتائب القذافي: قصة اختطاف فريق الجزيرة في ليبيا" (2012؟