انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي حمية الثلج كوسيلة لإنقاص الوزن، حيث تروج العديد من الإستراتيجيات لما يُعرف بالعلاج بالثلج. من بين هذه الأساليب: التعرض للبرد، تناول أطعمة ومشروبات باردة، وحتى الغطس في أحواض مليئة بالماء المثلج، وكلها تهدف إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية والدهون. وقد شارك عشرات المؤثرين تجاربهم مع هذه الحيل في سعيهم للوصول إلى قوام مثالي.

لكن يبقى السؤال: هل حمية الثلج فعّالة بالفعل، أم أنها مجرد موضة عابرة على منصات التواصل؟

ماذا تعرف عن حمية الثلج؟

حمية الثلج هي نظام لإنقاص الوزن يعتمد على خفض حرارة الجسم لتحفيز حرق السعرات الحرارية. تشمل تناول أطعمة ومشروبات باردة، مثل الماء المثلج والعصائر، وأحيانًا إضافة مكعبات الثلج للطعام. يمكن تكثيف الحمية بالتعرض للبرد الخارجي، مثل الاستحمام بالماء البارد، حمامات الثلج، أو استخدام كمادات الثلج.

الفكرة الأساسية هي تبريد الجسم من الداخل والخارج، مما يحفّز ما يُعرف بـ"التوليد الحراري الناتج عن البرد"، حيث يرفع الجسم معدل الأيض تلقائيا للحفاظ على دفئه. يرى مؤيدو الحمية أن هذا التفاعل، مع تقليل السعرات المستهلكة، قد يُسرّع فقدان الوزن.

ورغم جاذبية الفكرة وانتشارها، فإن فعاليتها وأمانها لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث العلمي للتأكيد.

إعلان طرق استخدام الثلج لإنقاص الوزن

تتنوع طرق استخدام الثلج لفقدان الوزن التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، وتشمل 3 فئات رئيسية:

تناول الأطعمة والمشروبات الباردة: مثل شرب الماء المثلج، إضافة الثلج إلى المشروبات، أو تناول أطعمة باردة بدلًا من الساخنة. يُقال إن هذه الطرق تُساعد على حرق سعرات إضافية أثناء تدفئة الجسم. التعرض الجسدي للبرد: من خلال الاستحمام بماء بارد، حمامات الثلج، ارتداء سترات التبريد، وضع كمادات الثلج، أو المشي في الأجواء الباردة. يروج المؤثرون لهذه الطرق عبر تجاربهم الشخصية مع فقدان الوزن. المكملات المرتبطة بالبرد: مجموعة من المكملات الغذائية التي تحتوي على بعض الأعشاب مثل أعشاب الهيمالايا، وتسوّق على أنها تعزز التمثيل الغذائي بتأثير مشابه للبرد.

جميع هذه الأساليب تعتمد على فكرة تحفيز الجسم لحرق مزيد من الطاقة للحفاظ على درجة حرارته. ورغم شعبيتها على الإنترنت، يُنصح دوما  بالحذر عند تطبيق هذه الأساليب لتفادي مضاعفات مثل انخفاض حرارة الجسم عن الحد المسموح.

أساليب حمية الثلج تعتمد على تحفيز الجسم لحرق مزيد من الطاقة للحفاظ على درجة حرارته (شترستوك) هل هي فعالة حقا؟

على الرغم من انتشار حمية الثلج على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تزال الأدلة العلمية حول فعاليتها في إنقاص الوزن محدودة، مما يستدعي الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد تأثيرها. تعتمد الفكرة الأساسية على أن التعرض للبرد قد يزيد من استهلاك الطاقة للحفاظ على حرارة الجسم، مما قد يساعد في خسارة الوزن. ومع ذلك، فإن تناول الأطعمة أو المشروبات الباردة بمفرده قد لا يكون كافيًا لتحفيز الأيض بشكل فعّال.

ورغم أن الحمية تعتمد على مبدأ علمي منطقي، فإن فعاليتها تختلف وفقًا لعدة عوامل مثل الجينات، نمط النوم، جودة التغذية، النشاط البدني، وشدة التعرض للبرد. ينصح الأطباء بعدم الاعتماد على حمية الثلج وحدها، بل باتباع أساليب مدروسة تشمل التغذية الصحية وممارسة الرياضة.

إعلان

تشجع الحمية على شرب الماء وتناول الثلج، مما يساعد في تعزيز الشعور بالشبع وتقليل تناول الطعام. وفي دراسة بريطانية أجريت عام 2022 ونُشرت في المجلة الدولية للصحة القطبية، أظهرت الدراسة أن الأطعمة الباردة قد ترفع مستويات الأنسولين بشكل أقل من الأطعمة الساخنة، مما قد يسهم في تقليل خطر السمنة ومقاومة الأنسولين.

ومع ذلك، لا تُعد درجة حرارة الطعام عاملًا حاسمًا في فقدان الوزن، إذ إن تأثير البرودة على الجسم غالبًا ما يكون مؤقتًا وغير كافٍ لتحقيق نتائج كبيرة بمفرده.

لا تُعد درجة حرارة الطعام عاملا حاسما في فقدان الوزن (شترستوك) هل حمية الثلج آمنة؟

تروّج حمية الثلج لتناول الأطعمة والمشروبات الباردة، بل وتعتبر الثلج جزءًا من الوجبات الخفيفة اليومية بهدف تحفيز عملية التوليد الحراري وزيادة حرق السعرات الحرارية. ومع ذلك، فإن الاعتماد على الأطعمة الباردة فقط لا يؤثر بشكل كبير على الأيض، وقد يسبب مشكلات هضمية لبعض الأشخاص، خصوصًا أولئك الذين يعانون من حالات مثل شلل المعدة، حيث يؤدي الطعام البارد إلى تباطؤ تقلصات المعدة وتأخير إفراغها.

عند دمج الحمية مع التعرض المنتظم للبرد، مثل الاستحمام البارد أو حمامات الثلج، قد تظهر فوائد إضافية. فقد أظهرت دراسة يابانية نُشرت عام 2020 من جامعتي طوكيو وهوكايدو أن تحفيز التوليد الحراري قد ينشّط الأنسجة الدهنية البنية، مما يساعد في حرق الطاقة والحفاظ على حرارة الجسم.

ومع ذلك، يمكن أن يكون التعرض المفاجئ أو المفرط للبرد خطيرًا، حيث قد يسبب صدمة برد، تسارعًا في التنفس، وارتفاع ضغط الدم، مما يشكل خطرًا على مرضى القلب. لذلك يُنصح بالبدء تدريجيًا واستخدام وسائل الحماية المناسبة مثل لف أكياس الثلج بمنشفة وارتداء طبقات واقية. كما يُفضل استشارة الطبيب قبل البدء، خاصة لأولئك الذين يعانون من حالات صحية مزمنة أو مشاكل في الدورة الدموية أو التنفس.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حرارة الجسم فقدان الوزن للحفاظ على ومع ذلک

إقرأ أيضاً:

جالانت يكشف: صورة "النفق الضخم" في محور فيلادلفيا كانت خدعة إعلامية من الجيش الإسرائيلي

فجّر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما كشف أن الصورة الشهيرة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لنفق ضخم في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة، كانت مفبركة ولا تمت للحقيقة بصلة، مؤكدًا أن ما تم تصويره لم يكن نفقًا كما زُعم، بل خندق بسيط لا يتجاوز عمقه مترًا واحدًا.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن جالانت تأكيده أن الصورة استخدمت لأغراض دعائية وسياسية، وأنه لم يُعثر أصلًا على أي نفق ضخم في المنطقة كما تم الترويج، بل تم تصوير قناة صرف مياه بسيطة على أنها نفق للمقاومة الفلسطينية، في محاولة لتضخيم أهمية محور فيلادلفيا وخلق رواية أمنية مضللة.

جيش الاحتلال: نقوم بتوسيع محور "موراج" الفاصل بين خان يونس ورفح الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي يصعّد عدوانه في الضفة الغربية.. تفجير منازل واعتقالات وهدم عمارة سكنية هدف دعائي لتأخير صفقة تبادل الأسرى

وأوضح وزير الدفاع السابق أن الغرض من نشر الصورة، التي أثارت جدلًا واسعًا حينها، كان تسويق وجود أنفاق تحت محور فيلادلفيا، وذلك بهدف المبالغة في أهمية الطريق من الناحية الأمنية، فضلًا عن تأخير صفقة تبادل المحتجزين مع حركة حماس، من خلال الإيحاء بوجود إنجازات ميدانية نوعية.

تعود الصورة التي أشار إليها جالانت إلى أغسطس الماضي، حين نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، وزعمت أن الجيش اكتشف نفقًا ضخمًا تابعًا للمقاومة الفلسطينية، يبلغ ارتفاعه عدة أمتار ويتكون من 3 طوابق، وهو ما تم وصفه حينها بـ "الإنجاز العسكري غير المسبوق".

خداع إعلامي برعاية الجيش الإسرائيلي

في التفاصيل، أظهرت الصورة المتداولة مركبة عسكرية إسرائيلية تخرج من النفق، في مشهد بدا دراميًا، زعمت تل أبيب من خلاله أنها تسيطر على أهم ممرات التهريب إلى قطاع غزة.

إلا أن جالانت صرّح الآن بأن ما صُور لم يكن إلا قناة تصريف مياه عادية، وقد تم تضليل الجمهور والإعلام بها.

وأكد الوزير السابق أن محور فيلادلفيا لم يكن يحتوي على شبكة أنفاق كما رُوّج، مشيرًا إلى أن تصويره كمعبر رئيسي لتهريب السلاح إلى قطاع غزة هو أمر بعيد عن الواقع، ويخدم أجندات سياسية وأمنية محددة أكثر مما يخدم الحقيقة أو التقييم العسكري الموضوعي.

ردود فعل متوقعة

ومن المتوقع أن تُحدث هذه التصريحات ردود فعل قوية داخل إسرائيل وخارجها، لا سيما من قبل وسائل الإعلام التي اعتمدت الصورة كدليل ميداني، وكذلك من قبل عائلات الأسرى والمحتجزين، الذين اعتبروا أن تلك الخدعة الإعلامية كانت سببًا في تأخير إطلاق سراح أبنائهم.

تأتي تصريحات جالانت في وقت تتصاعد فيه الانتقادات للقيادة العسكرية الإسرائيلية بسبب فشلها في تقديم صورة دقيقة للواقع الميداني في قطاع غزة، مع تزايد الضغوط الشعبية والسياسية للكشف حقيقة الوضع الأمني على الأرض بعيدًا عن الدعاية الرسمية.

مقالات مشابهة

  • احرص عليها.. مشروبات تمنع نمو الخلايا السرطانية في الجسم
  • حمّامات الثلج تحمي العضلات وتقوّي المناعة
  • ماذا تفعل عند تعرضك لضربة شمس؟.. التفاصيل الكاملة
  • أسطورة الوزن الثقيل يعود للحلبة بعد رحلة إنقاص وزن مذهلة .. فيديو
  • تعرف على أفضل خمسة أطعمة تساعد على إنقاص الوزن
  • 10 أطعمة مثالية لخسارة الوزن بدون حرمان أو حمية قاسية!
  • وداعاً لضعف الإنترنت.. خدعة فعالة تعيد الحياة للواي فاي
  • جالانت يكشف: صورة "النفق الضخم" في محور فيلادلفيا كانت خدعة إعلامية من الجيش الإسرائيلي
  • على حدود غزة مع مصر.. تحقيق إسرائيلي يكشف "خدعة النفق"
  • هل انسحاب الولايات المتحدة من سوريا خدعة جديدة؟