تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تبدأ صلوات الأسبوع العظيم في الكنيسة الأرثوذكسيّة مساء أحد الشعانين، وتمتد حتى قدّاس أحد الفصح. لكن اللافت أن ترتيب هذه الصلوات لا يتم بحسب التوقيت المعتاد، بل وفق ترتيب رمزي وروحي خاص:

صلاه  الختن (العريس) مساء الأحد والإثنين والثلاثاء تمثّل صلاة السَّحر لليوم التالي

صلاه  الزيت مساء الأربعاء تعود فعليًا لسَحر يوم الخميس

اناجيل  الآلام مساء الخميس هي من خدمة سحر الجمعة

 

انزال المصلوب صباح الجمعة تقام وقت غروب الجمعة

قداس سبت النور صباح السبت يُعدّ قدّاس السهرانية الذي كان يُحتفل به مساء السبت-الأحد.


هذا الترتيب يُظهِر أن الكنيسة تعيش في هذا الأسبوع الزمني المقدّس بتركيز روحي عميق، يهدف إلى مرافقة المسيح في طريق الآلام والقيامة.


 

صلاة الختن: لقاء العريس والاتّحاد بالمسيح


تُعرف الصلوات المسائية لأيام الأحد والإثنين والثلاثاء باسم “صلاة الختن”، وهي مشتقّة من الكلمة السريانية التي تعني “العريس”. ويستند هذا الاسم إلى مثل العذارى العشر، حيث يأتي العريس (المسيح) في منتصف الليل وتكون العذارى الحكيمات مستعدّات للقائه، فيما تُغلق الأبواب في وجه الجاهلات.


 ترتّل الكنيسة في هذه الصلوات:

“ها هو ذا الختن يأتي في نصف الليل، فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظًا…”


 خدمة الختن تُشكّل سَحر اليوم التالي، وهي دعوة للسهر الروحي والتهيئة للقاء العريس الإلهي، المسيح. يُشبّه الربّ نفسه بالعريس، والكنيسة بالعروس، وكلّ مؤمن يُدعى ليرتدي لباس العرس، كما في الترتيلة:

“إنني أشاهد خدرك مزينًا يا مخلّصي، ولست أمتلك لباسًا للدخول إليه، فأبهج حلة نفسي يا مانح النور وخلّصني.”

وترتبط صورة الختن أيضًا بإشارة لآلام المسيح، إذ نجد أحيانًا على أيقونة الختن عبارة:

“هوذا الإنسان” (Ὁ Ἄνθρωπος)، وهي نبوءة نطق بها قيافا بعد إقامة لعازر من الموت، حين قال:

“خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها!” (يو 11: 50).


 المسيرة الروحية للصلوات: عبور مع المسيح من الموت إلى الحياة

تشكل صلوات الأسبوع العظيم مسيرة جلجلة روحية، تبدأ من إقامة لعازر وتبلغ ذروتها في القيامة. إنها عبور من أورشليم الأرضيّة إلى السماويّة، من الألم إلى المجد، من الصليب إلى الحياة.


يقول أحد التراتيل التي تُرتّل يوم أحد الشعانين:

“أيّها المسيح ، لمّا أقمت لعازر من بين الأموات قبل آلامك، حقّقت القيامة العامّه”


في هذه الصلوات، يعيش المؤمنون درب الآلام خطوة بخطوة مع المسيح، فيتأملون في رموز الكتاب المقدّس، ويتّحدون بآلامه وقيامته.

البعد الكتابي والرمزي للصلوات

القراءات التي تُتلى خلال صلوات المساء مأخوذة من سِفرَي الخروج وأيّوب، وذلك لما تحمله من رمزية واضحة:

سفر الخروج يروي عبور شعب الله من عبودية مصر إلى أرض الميعاد، رمزًا للعبور من الموت إلى الحياة عبر آلام المسيح وقيامته

 

سفر  أيّوب يُظهر مثالاً عن الصبر والثقة بالله وسط الألم، حيث يصبح أيّوب صورةً مسبقة للمسيح المتألّم والمنتصر، وللخلاص الشامل الذي يتجاوز حدود شعب معيّن.

رسالة الأسبوع العظيم: الاستعداد الدائم والرجاء

تتمحور صلوات هذا الأسبوع حول الاستعداد الروحي، والرجاء باللقاء مع المسيح المنتصر على الموت. العِبَرُ والتّراتيلُ والقراءاتُ تسلط الضوء على تاريخ الخلاص، وتُهيّئ النفس للدخول إلى سرّ القيامة.

إنه أسبوع الرجاء، حيث كلّ مؤمن يُدعى أن يصير عروسًا للعريس الإلهي، وأن يلبس لباس العرس ليدخل إلى خدره الأبدي، هاتفًا في الفصح.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس الأسبوع العظیم

إقرأ أيضاً:

“يونيسف”: نحو 825 ألف طفل في مدينة الفاشر السودانية يواجهون خطر الموت

المناطق_واس

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أن ما يقرب من 825 ألف طفل في محيط مدينة الفاشر السودانية يواجهون خطر الموت في ظل واقع إنساني مأساوي.

وأفادت رئيسة قسم الاتصالات والمناصرة في اليونيسف بالسودان إيفا هندز، أن الوضع في مدينة الفاشر بالغ الصعوبة، إذ تنتشر المجاعة وتنهار الخدمات الأساسية، ما يجعل الأطفال عرضة للموت بسبب القتال وغياب الموارد الضرورية للبقاء على قيد الحياة.

أخبار قد تهمك مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 1.500 سلة غذائية في محلية الدامر بولاية نهر النيل في جمهورية السودان 1 أبريل 2025 - 11:50 مساءً مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 600 سلة غذائية في محلية هيا الجديدة بولاية البحر الأحمر في السودان 30 مارس 2025 - 9:43 مساءً

وأوضحت هندز أن “يونيسف” تسعى إلى دعم التعليم من خلال تزويد المدارس بالإمدادات اللازمة، وتقديم المنح وإنشاء مساحات تعليمية آمنة توفر أيضًا دعمًا نفسيًا للأطفال الذين تعرضوا للصدمة والنزوح، بعدما حرم الصراع مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم، وتضرر مئات المدارس.

وتقدر “يونيسف” أن نحو 457 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، من بينهم 146 ألفًا في حالة حرجة تزيد من احتمالية وفاتهم بمقدار 11 مرة مقارنة بالأطفال الأصحاء.

مقالات مشابهة

  • من أدغال إفريقيا.. صلوات البصخة المقدسة في الكنيسة القبطية بدولة غانا
  • بين أحد الشعانين وأحد القيامة.. عادات وتقاليد تطبع الأسبوع العظيم
  • “يونيسف”: نحو 825 ألف طفل في مدينة الفاشر السودانية يواجهون خطر الموت
  • الكنيسة تحتفل بأحد الشعانين.. بداية أسبوع الآلام
  • من الفرح إلى الحزن.. تحول نهاية يوم أحد الشعانين
  • من«الشعانين»إلى «القيامة»... قصة أسبوع يعيشه الأقباط حدادًا على آلام المسيح
  • لعازر الذي أقامه المسيح.. الكنيسة تحتفل بذكراه السبت السابق لأحد الشعانين
  • "سبت لعازر".. الكنيسة تحيي ذكرى المعجزة التي سبقت الصليب
  • أحد الشعانين.. الكنيسة تستقبل دخول المسيح إلى أورشليم بزفة الملوك