"هذا محل إبليس يروّج للمثليين في أرض الرب، هذا الأمر ممنوع، ما زلنا نخاطبكم وهذه البداية. حذّرناكم 100 مرة".. على وقع هذه الهتافات المعادية لمجتمع "ميم عين+" هاجم أفراد غاضبون من مجموعة تطلق على نفسها اسم "جنود الرب" ملهى ليلي في العاصمة اللبنانية، بيروت، حيث اعتدوا بالضرب على المتواجدين قبل أن تتدخل القوى الأمنية.

ليست هذه المرة الأولى التي تهاجم بها هذه المجموعة مجتمع  "ميم عين+"، وكل ما له علاقة بهم، فمنذ عام 2019، بدأت رحلة ترهيبها لأفراد هذا المجتمع، من خلال معارضتها إقامة حفل موسيقي لفرقة "مشروع ليلى"، التي تضم بين أفرادها مثليين والمعروفة بمناصرتها لحقوقهم.

تعرّض افراد من جنود الرّب لمقهى في مار مخايل بسبب ارتياد افراد مثليين له#مار_مخايل #جنود_الرب #بيروت #لبنان pic.twitter.com/NOGUG4wkq5

— LebyNews (@lebynews) August 23, 2023

وفي ديسمبر من العام الماضي، عاد اسم المجموعة إلى الواجهة بعد خلاف وقع في ساحة ساسين بمنطقة الأشرفية، خلال احتفال بفوز منتخب المغرب وتأهله إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم، لتثير قلقاً وجدلاً في لبنان، لا سيما مع انتشار صور ومقاطع لأفرادها على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يحملون سيوفاً وصلباناً مسننة، ويرتدون لباساً أسود موحَّداً، خلال سيرهم في شوارع منطقة الأشرفية في بيروت على وقع التراتيل الدينية.

وعما حصل، الأربعاء، في "Madame om"، يشرح مسؤول التواصل في منظمة حلم، ضوميط قزي، الذي كان متواجداً في الملهى الذي استضاف عرضاً لأفراد مجتمع "ميم عين+"، بالقول: "كان هناك عرض مسرحي كوميدي في المقهى الصديق للمثليين والذي يستقبل جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن هويتهم الجنسانية أو الجندرية، تقدمه الفنانتان اللبنانيتان المعروفتان باسم لاتيزبومبي وإيما غريشن، وفي خارج المقهى وقف أشخاص لتوزيع بطاقات تذكارية".

متطرفون يحاصرون مقهى في بيروت بزعم وجود مثليين أفاد مراسل "الحرة"، الأربعاء، بأن مجموعة شبان تطلق على نفسها اسم "جنود الرب" حاصرت مقهى في العاصمة بيروت، وهددت باقتحامه احتجاجا على وجود مثليين داخل المقهى، بحسب قولهم.

مرّ شخص ينتمي إلى "جنود الرب" أو مقرّب منهم، فاشتبه قزي بأن يكون المتواجدون خارجاً من أفراد مجتمع "ميم عين+" بسبب تعابيرهم الجندرية أو الملابس التي ارتدوها، ويقول: "بدأ بتصويرهم في اعتداء صارخ على حقوقهم، ما دفعهم للدخول إلى المقهى كونهم لمسوا أن الأمر قد يؤدي إلى بلبلة".

بعد ذلك، حضر ثلاثة أشخاص وبدؤوا، كما يقول قزي لموقع "الحرة"، بتصوير ما يحصل داخل المقهى "رغم أنه أمر طبيعي لا يخالف القانون ولا حتى معايير المجتمع، فخرجتُ طالباً منهم التوقف عن التصوير مطلعاً اياهم أنه لا يحق لهم ذلك، حينها رأيت مجموعة كبيرة من 'جنود الرب' حيث عرفتهم من وجوههم التي باتت متداولة كثيراً في مقاطع فيديو منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة اعتداءاتهم المتكررة التي طالت العديد من أفراد من مجتمع الميم عين ومن خارجه".

عندها سارع ضوميط، كما يقول، لتحذير الأشخاص داخل المقهى، "وإذ بعناصر جنود الرب يبدؤون بضرب المتواجدين في الخارج، ليحاولوا بعدها اقتحام المقهى، إلا أننا تمكنا من إغلاق الباب قبل أن ينجحوا في ذلك، ولولا تلك اللحظة الفاصلة لكانت حصلت مجزرة".

ويضيف "استمر حصارهم لنا حوالي الساعة ونصف الساعة، بداية كان هناك عنصران من قوى الأمن الداخلي وبعدها حضر عدد أكبر تعاطوا مع هذه الميليشيا المتطرفة وهؤلاء الإرهابيين المسلحين بأسلوب سلس وكأنهم هم الضحايا، في حين ظهر بشكل جلي أنهم يبحثون عن دليل لإدانتنا وتحويلنا من ضحايا إلى مجرمين".

بعد تدخل أطراف عدة، وتهدئة الأجواء خارج المقهى تمكّن المتواجدون من المغادرة، أما قوى الأمن الداخلي، فبحسب ما يقول قزي: "لم يقم عناصرها بعملهم المنصوص عليه في القانون بحماية أشخاص عزّل، ولذلك يرفض من تعرضوا للاعتداء التقدم بشكوى في المخفر، أولاً لأنهم يعلمون علم اليقين أنه سيتم تحويلهم من ضحايا إلى جناة، وثانياً يخشون من معرفة أهلهم حقيقة انتمائهم إلى مجتمع الميم عين".

لكن مصدرا أمنيا ينفي في حديث لموقع "الحرة" ما يدّعيه قزي، مشدداً على أنه "عندما تبلّغنا كان الإشكال بدأ، وفور حضورنا، أوقفنا الاعتداء على الأشخاص ومنعنا التعدي على المقهى، وفتحنا محضراً بناء لإشارة القضاء وأي متضرر يمكنه الادعاء".

من هم "جنود الرب"؟

سلط موقع "الحرة" في تقرير سابق الضوء على هذه المجموعة، حيث عرّف قائدها، جوزيف منصور أفرادها، بأنهم "أبناء الرب يسوع، أولاد الكنيسة، كل شخص معمد باسم الأب والابن والروح القدس، هو تلميذ الرب يسوع حسب الكتاب المقدس"، وشدد على أن كل كلمة ينطقون بها مصدرها الكتاب المقدس.

وعن انطلاقة المجموعة والسبب الذي قامت لأجله، قال منصور لموقع "الحرة" إن "جندي الرب أو تلميذ الرب يسوع أو الرسول أو القديس بحسب الكتاب المقدس، لا يحركه موعد أو تاريخ محدد، الروح القدس هي من تحدد توقيت متى تستيقظ بالإنسان وتقوده نحو دوره.. وهذا الأمر حصل بالنسبة لنا عام 2019، والهدف من ذلك هو نشر البشارة بالملكوت الأبدي، وليس لدينا أي هدف أرضي، سياسياً كان أم مالياً أو رتب أو ماديات، كل ذلك ليس من أهدافنا"، ويعتقد منصور بأنه لا ينطق بندائه "بل هو نداء الروح القدس".

من هم "جنود الرب" الذين يثيرون قلقا في لبنان؟ بسيوف وصلبان مسننة، لباس أسود موحد، وعلى وقع التراتيل الدينية والصلوات، مجموعة شبان يطلقون على أنفسهم مسمى "جنود الرب" يخرجون على اللبنانيين بتحركات منظمة في شوارع منطقة الأشرفية في بيروت،

وعلى الرغم من محاولة إلباس أفرادها ثوب المواجهة المناطقية والطائفية وإعطاء وجودهم ونشاطاتهم أبعاداً سياسية، إلا أن أبرز مواجهات "جنود الرب" لم تكن انطلاقاً من ذلك، وإنما جاء بروزهم على حساب قضية المثليين جنسياً في لبنان.

عن ذلك زعم منصور تواجد "مخططات إبليسية" من أجل حرف جيل كامل من الأطفال وطلاب المدارس، "يُشربونهم أفكاراً غربية تعلمهم الزنا بين الصبي والصبي وبين الفتاة والفتاة، أفكاراً تكسر قوانين الإله السماوية ووصاياه التي تقول: 'لا تزن'، بالتالي لا يمكننا القبول بتشريع المثلية... ومع ذلك نحن لا نفرض شيئاً، من يريد أن يزني هو حر، ولكن نحن نقول لهم لا يمكنكم أن تدخلوا هذه السموم في عقول الأطفال والمجتمع، بأساليب إبليسية تحت شعار حقوق الإنسان".

ونفى القيادي في المجموعة حينها تعاملهم مع أفراد مجتمع "ميم عين+" بقوة، قائلا: "أينما كان وفي كل المناطق هناك مثليون حولنا، أين تعرضنا لهم ولو بكلمة واحدة، هل سجل هكذا أمر من قبلنا؟ أبداً لأن تعاليمنا الدينية، تمنعنا من ذلك، والرب يسوع قال لنا ألا ندين كي لا ندان".

يربط البعض ما بين "جنود الرب" وحزب "القوات اللبنانية" لكون العديد من الوجوه البارزة ضمن المجموعة يدورون في فلك الحزب، عن ذلك علّق منصور "في النهاية هؤلاء إخوتنا ولا مشكلة لدينا معهم، ولا علاقة لنا بالميول السياسية للأفراد، ولكننا لا نتعاطى بالسياسة أبداً، وإنما ننشر فقط تعاليم الرب يسوع".

ويوجه لبنانيون اتهامات إلى أنطوان الصحناوي بدعم المجموعة مادياً، وهو صاحب مصرف متمول ومن الشخصيات البارزة في منطقة الأشرفية، عن ذلك أجاب منصور أن بعض الأشخاص يعملون في مؤسسات تابعة لهذا الشخص، ولكن "يجب التمييز بين الروحانيات التي تسيّر الإنسان، وبين مصدر رزقه الذي يأكل ويشرب ويعيش منه"،

وعما إذا كانت المجموعة تتمتع بأي رعاية كنسية في لبنان، قال منصور إن "الرب أعطانا أمراً في الكتاب المقدس أن نكون تحت سلطة الكنيسة والكهنوت"، وحول التساؤلات عن نيتهم الانتشار في المناطق اللبنانية على غرار زحلة وغيرها، شدد على أن حساباتهم "مختلفة عن حسابات السياسة والأرض، لذا لا يعنينا انتشار أو تمدد نحن نسعى فقط لتنشيط الجانب الروحاني في المجتمع المسيحي".

تحذير من "مجازر" قادمة

ويشهد لبنان في الآونة الأخيرة تصعيداً في الخطاب المعادي للمثليين يقوده حزب الله، اللاعب السياسي والعسكري الأبرز في البلاد، في وقت يجرّم فيه القانون العلاقات "المنافية للطبيعة" بالسجن لمدّة تصل إلى سنة.

ما حصل، الأربعاء، ليس مفاجئاً، كما تؤكد الباحثة والصحفية في مؤسسة سمير قصير، وداد جربوع، "فهو استكمال لخطاب الكراهية وحملات التحريض والترهيب والتهديد التي طالت أفراد مجتمع الميم عين التي بدأها عدد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية، وازدادت حدتها على مواقع التواصل الاجتماعي حتى وصلت إلى حد تهديد عدد كبير من أفراد هذا المجتمع وملاحقتهم".

وعن "جنود الرب" علّقت جربوع، في حديث مع موقع "الحرة"، قائلة: "هم يمثلون ويترجمون منطق العنف والتحريض ورفض الآخر، وعلى الأجهزة الأمنية والقضائية لعب دورها بالتصدي لهؤلاء وحماية أفراد مجتمع الميم عين".

وفي يوليو الماضي، أطلق أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، معركة اجتماعية وثقافية وفكرية على مجتمع "ميم عين+" في لبنان، معتبراً أنها "معركة" تتخطى "حزبا أو طائفة"، إلى "معركة كل المجتمع بمسلميه ومسيحيّيه" مشدداً على "ضرورة المواجهة بكل الوسائل، وبدون أسقف".

كلام نصر الله جاء خلال مجلس عاشورائي في ضاحية بيروت الجنوبية، وأثار غضب وقلق أفراد مجتمع "ميم عين+"، كما في كل مرة يجري فيها رفضهم والتضييق عليهم من قبل رجال الدين والسلطة في لبنان.

وسبق أن حذرت منظمة أوكسفام، من أن أفراد المجتمع يواجهون تحديات هائلة في هذا البلد، حيث "حرمتهم الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت في صيف 2020، مساحاتهم الآمنة ومصادر دخلهم"، داعية الدولة إلى "ضرورة تغيير سياساتها بحيث تضمن مصلحة المنتمين لهذا المجتمع ووقف تجريم المثلية الجنسية".

يؤكد قزي أن ما يتعرض له أفراد مجتمع "ميم عين+" في لبنان هو حملة ممنهجة، مشدداً "يجري الاستثمار في الكراهية والخوف وخلق 'الزعر' الأخلاقي في المجتمع. في الأمس تعرضنا لضرب واعتداء لكن في الأيام القادمة سنسمع عن مجازر، فلا أستبعد الهجوم على مقاه وإمطار من في داخلها بالنار".

من الضرورة، كما يقول قزي: "مواجهة حملة الكراهية التي تطال حقوقنا كوننا فئة مستضعفة، وإذا كنا اليوم نحن الضحية، لأننا في الصفوف الأمامية في معركة الحفاظ على الديمقراطية وعلى مجتمع مسالم وهادئ، فإن خسارتنا لهذه المعركة تعني انتقال المهاجمين لمهاجمة فئات أخرى لن يُستثنى منها الصحفيون والإعلاميون والباحثون والأكاديميون، باختصار هذه معركة المجتمع كله وعلينا جميعنا الوقوف في وجه هؤلاء الرجعيين المتخلفين وفي وجه مموليهم الذين يريدون إرجاعنا إلى العصور الظلامية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الکتاب المقدس جنود الرب فی لبنان ما یقول على أن

إقرأ أيضاً:

أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور محمود عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المجمع يتصدى للمفاهيم المغلوطة حول الدعوة الإسلامية، ويعمل على نشر المفاهيم الصحيحة وترسيخها؛ كما يقدم المجمع دورًا كبيرًا في إبراز دور الأزهر الشريف والهيئات الإسلامية والعالمية في توحيد الصف الإسلامي والعربي على حد سواء، وذلك من خلال لجنة القدس التابعة للمجمع. 

وأضاف الأمين العام في حواره لـ«البوابة نيوز» أنه يتم داخل المجمع دراسة الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومتابعة أحوال المواطنين المسلمين في الداخل والخارج؛ مشيرًا إلى أن  المجمع يؤدي رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف، مؤكدًا أن قضية العناية بطباعة المصحف الشريف من حيث المراجعة والضبط قضية في غاية الأهمية، لذلك يولي لها المجمع اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم على هذه المراجعة نخبة من المتخصصين في القرآن الكريم.

وأوضح  الأمين العام أن المجمع يقوم بالرد على الشبهات من خلال الجهود العلمية لعلماء الأزهر الشريف والإصدارات العلمية والملتقيات الفكرية، سواء عن طريق التواصل المباشر أو عن طريق اللقاءات الافتراضية، وجهود الوعاظ والواعظات، وذلك بعد التدريب على كيفية التعامل مع تلك الشبهات من خلال الدورات التدريبية التي ينفذها المجمع بالتعاون مع أكاديمية الأزهر؛ وإلى نص الحوار. 

 

تمثل اللجان العلمية محورًا مهمًا في أنشطة مجمع البحوث الإسلامية فماذا عنها؟

يؤدي مجمع البحوث الإسلامية رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف، ولديه عددٌ من اللجان العلمية المتخصصة مكونة من أساتذة جامعيين وباحثين مندرجين في عشر لجانٍ متخصصة وهذه اللجان من جل أولوياتها مناقشة الكثير من القضايا العلمية والمجتمعية التي تمس اهتمامات الناس بشكل مباشر؛ وتضم هذه اللجان: لجنة بحوث القرآن الكريم؛ وتختص بدراسة كل ما يتعلق بالقرآن الكريم من تفاسير قديمة وحديثة ومعاصرة، وما يثار حول القرآن الكريم من شبهات وافتراءات والرد عليها، ولجنة بحوث السنة والسيرة: وتختص بالنظر في كل ما يثار حول السنة المطهرة من شبهات والرد عليها؛ ولجنة البحوث الفقهية؛ وتختص ببحث الموضوعات الفقهية التي يقتضي الأمر عرضها على مجلس المجمع أو حاجتها إلى الدراسة، ودراسة ما يثار من موضوعات فقهية يستلزم الأمر بحثها، وتقرير الرأي الذي يلزم لكل موضوع؛ ولجنة التعريف بالإسلام؛ وتعمل على التعريف بالإسلام، والعلوم الإسلامية بجميع فروعها ومتابعة ما ينشر ويذاع من اتهامات باطلة ضد الإسلام والعمل على الرد عليها تصحيحًا للمفاهيم، ولجنة العقيدة والفلسفة؛ وتختص ببحث المواضيع العقدية والفلسفية، والتيارات الفكرية المعاصرة، وإبداء الرأي فيما يردُ إلى اللجنة من أسئلة واستفسارات وغيرها بشأن العقيدة الإسلامية وما يتعلق بها؛ ولجنة إحياء التراث الإسلامي وتهتم بالتراث الإسلامي والإنساني، والعمل على إحيائه وتحقيق ما لم يحقق من ذخائره النفيسة التي تفيد العالم حضاريًّا وإنسانيًّا، وكذلك توجد لجنة التربية والتعليم الأزهري؛ وتختص بمتابعة تطوير المقررات الدراسية في المعاهد الأزهرية، وكذلك مقررات معاهد البعوث الإسلامية، ومتابعة نشاط المكتبات بالمعاهد الأزهرية، والنشاط الرياضي والكشفي والثقافي بالمعاهد الأزهرية والتواصل مع المسئولين عن هذه الأنشطة؛ ولجنة التعاون بين المجمع والجامعة؛ وتختص بمناقشة ودراسة كل ما يتعلق بالمناهج الدراسية في جامعة الأزهر بمختلف الكليات والأقسام للارتقاء بمستوى التعليم الجامعي الأزهري، وتحقيق التعاون المثمر بين مجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر الشريف؛ ولجنة القدس والحوار؛ وتختص بإبراز دور الأزهر الشريف والهيئات الإسلامية والعالمية في توحيد الصف الإسلامي والعربي على حد سواء، ودراسة الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومتابعة أحوال المواطنين المسلمين في البلدان غير الإسلامية ومد يد العون لهم؛ ولجنة المتابعة وتختص بمتابعة ما يستجد على الساحة الإسلامية من أحداث ومناقشتها ووضع المقترحات لحل ما يثار من مشكلات.

حدثنا عن لجنة مراجعة المصحف الشريف بالمجمع؟

تتولى لجنة مراجعة المصحف مسؤولية عظيمة أمام الله عز وجل، فقضية العناية بطباعة المصحف الشريف من حيث المراجعة والضبط قضية في غاية الأهمية، لذلك يولي لها المجمع اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم على هذه المراجعة نخبة من المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه من أعضاء هيئة التدريس بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر ومعاهد القراءات.وباعتبار أن هذه اللجنة هي الوحيدة القائمة على مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، ونظرًا لكثرة طلبات المراجعة التي تُقدم من جانب دور النشر فإنها تلتقي أسبوعيًا لمراجعة ما يعرض عليها من أعمال لطباعة المصحف الشريف وإصدار تصاريح الطبع والتداول.حيث تقوم اللجنة بمراجعة المصحف الشريف على مرحلتين الأولى منهما: مراجعة تجارب الطباعة، وفي هذه المرحلة تقوم دار النشر بتجهيز نسخة من المصحف وعلى جوانبه هامش، للتأكد من سلامة النص القرآني وموافقته لقواعد الرسم والضبط والتأكد من الالتزام بأحكام التجويد وموافقتها للقراءات المتواترة، ويجرى ذلك على عدة مراحل: تبدأ الأولى بمراجعة النص القرآني، تليها المرحلة الثانية وهي مراجعة الرسم، ثم المرحلة الثالثة وهي مراجعة الضبط والتشكيل.وفي حالة وجود أخطاء في هذه النسخة المقدمة تقوم اللجنة بالتنويه عن مواضع الخطأ في الهامش مع تدوين تقرير عن تلك الملاحظات والأخطاء، ثم يعاد المصحف لدار النشر لتصويب الأخطاء، ثم يعاد مرة أخرى إلى اللجنة للمراجعة وبعد التأكد من التصويب تُمنح الدار موافقة على الطبع فقط. وبعد الموافقة على الطبع فقط تشترط اللجنة فيها أن تعرض دار النشر نسخًا من المصحف للمراجعة النهائية، ثم بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة المراجعة بعد الطباعة والجمع، حيث تراجع اللجنة النسخ بعد الطباعة والجمع، للتأكد من سلامة النص القرآني، وعدم حدوث أي أخطاء فنية أو مطبعية، كما يجرى مراجعة جودة الورق والغلاف لكي يتناسب مع قدسية المصحف الشريف، وبعد انتهاء هذه المراحل بدقة عالية تقرر اللجنة منح دار النشر تصريحًا بالتداول. وفي حالة وجود أو اكتشاف أي أخطاء في المصحف بعد تداوله بالأسواق يجرى مخاطبة دار الطباعة المسؤولة عن المصحف المغلوط لإحضار نسخ من المصحف محل الشكوى، دون إفصاح عن موضع الخطأ المشكو بشأنه، فإن كان الخطأ موجودًا بجميع النسخ يتم مصادرة جميع النسخ من المطبعة ومن الأسواق، وتشكل لجنة لإعدامها مع إبلاغ الجهات المعنية قانونًا "الجهات الأمنية"، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه الدار، فإذا وُجد خطأ يتم التنبيه على الدار بتوخي الحرص والحذر وعدم الإهمال في طباعة المصحف، ويؤخذ على صاحب الدار إقرارًا بذلك.

كيف يتعامل المجمع مع الشبهات التي يثيرها البعض؟

يقوم مجمع البحوث الإسلامية بالرد على الشبهات من خلال عدة محاور:
المحور الأول: الجهود العلمية لعلماء الأزهر الشريف من خلال لجان مجمع البحوث الإسلامية، والإصدارات العلمية التي يصدرها المجمع ضمن سلسلة مجمع البحوث الإسلامية، وتتضمن الرد على الشبهات.

المحور الثاني: الملتقيات الفكرية التي ينفذها المجمع سواء عن طريق التواصل المباشر أو عن طريق اللقاءات الافتراضية، والتي يدور محورها حول الشبهات التي تدور على الساحة.

المحور الثالث: جهود وعاظ وواعظات الأزهر الشريف في الرد على الشبهات، وذلك بعد التدريب على كيفية التعامل مع تلك الشبهات من خلال الدورات التدريبية التي ينفذها المجمع بالتعاون مع أكاديمية الأزهر الشريف.

كيف يقوم المجمع بتأهيل الوعاظ والواعظات للتعامل مع الواقع المجتمعي؟

لدينا ما يقرب 3300 آلاف واعظ وواعظة تم اختيارهم جيدًا عن طريق مسابقات مرت بمراحل مختلفة من الاختبارات التحريرية والشفوية والمقابلات الشخصية، كما يتم إعدادهم جيدا إضافة إلى متابعتهم والعمل على رفع كفاءتهم من خلال الدورات العلمية والإلكترونية والمكتبات التي يتم توزيعها عليهم، كما يتم تأهيلهم للتعامل مع القضايا التي يهتم بها المواطنون في كل محافظة والتي قد تختلف من منطقة لأخرى، كذلك يتم تدريبهم على الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا فضلا عن تدريبهم على التواصل الفعال مع الناس وفن الإقناع والتأثير فيهم.

قوافل توعية 

بالنسبة للقوافل التي ينفذها المجمع، ماذا عن كيفية اختيار الأماكن التي تحتاج إلى تلك القوافل وأيضًا أهم الموضوعات التي تتناولها؟

يطلق المجمع القوافل التوعوية إلى العديد من محافظات ومدن الجمهورية من أجل تكثيف العمل الدعوي، وخاصة المناطق النائية والحدودية، ضمن فعاليات البرامج التوعوية التي ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين في جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية؛ تلبية لحاجة المجتمع إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، وبث الأمل في نفوس الشباب ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، وبناء الذات، والبعد عن عوامل اليأس والإحباط، والعودة إلى القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة في مختلف المجالات العلمية والعملية.

كما تشهد تلك القوافل تفاعلًا كبيرًا من جانب الجماهير في مختلف الأماكن، حيث تنتشر القوافل في المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات والمصالح الحكومية والنوادي ومراكز الشباب والمقاهي الثقافية، للوصول إلى الجمهور في مختلف أماكن تواجده.
وهناك بعض القوافل التي يطلقها المجمع لمعالجة قضية معينة أو مشكلة مجتمعية تم رصدها مثل مشكلات الثأر أو قضايا الإلحاد أو غيرها.

وفي رأيك ماذا عن أهم القضايا التي يجب أن يركز عليها الخطاب الديني في الوقت الراهن؟

دعونا نتفق أن الخطاب الديني المستنير لابد أن يراعي واقع المجتمع وحالته العامة، ولذا يجب التركيز على كل القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر وأهمها حاليا القضايا الفكرية التي تشغل بال الكثير وخاصة الشباب مثل: التطرف – الإلحاد – الشذوذ – الصهيونية وغيرها، وكذا القضايا المجتمعية التي تؤثر على الجميع مثل قضايا الأسرة والقضايا والأحوال الشخصية.

ولذا يعمل المجمع من خلال عدة محاور على حل هذه القضايا المجتمعية من مختلف الاتجاهات، والخروج برؤى ونتائج تسهم في بيان الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدا عن الطريق الأمثل لهم والذي يحقق آمالهم ويلبي احتياجاتهم.

التراث الإسلامي 

ما هو دور المجمع فيما يتعلق بتنقيح كتب التراث؟ 

تراثنا مليء بالكنوز التي قلما تجدها في أي أمة خاصة التراث الإنساني، بالإضافة  لاهتمامنا به وحفظه على مدار العصور والأزمنة، وبالتالي لا يمكن التخلي عنه ولكن يوجد ضوابط عامة وأسس وقواعد للتعامل معه وهذه مهمة المتخصصين، لذا نعمل على تحقيق كتب التراث وكذلك رقمنة المخطوطات وترميمها لسهولة اطلاع الباحثين.

ونأخذ من كتب التراث ما يناسب ويلائم واقعنا المعاصر وبالأخص تلك الشبهات والأفكار المغلوطة التي يظنها البعض حديثة فما هي إلا قديمة والعلماء قديمًا فندوها تفنيدًا فما من شاردة ولا واردة إلا تحدثوا عنها بل إنهم كانوا يفترضون وجود شبهات ويعملون على الرد عليها، وكل ذلك لأن مسألة اتهامه مسألة خطيرة وبعيدة عن الواقع، والفيصل فيها ينبغي أن يكون للمتخصصين.

دور مبعوثي الأزهر 

يمثل مبعوثي الأزهر الشريف قوة ناعمة لمصر والأزهر الشريف في دول العالم الخارجي؛ فما الخطوات التي يتخذها المجمع لاختيار وتأهيل هؤلاء المبعوثين لأداء دورهم في الخارج؟ وما الرسالة التي يحملها هؤلاء المبعوثين؟

يعمل المجمع على اختيار العناصر الأكفأ لتمثيل مصر والأزهر في دول العالم المختلفة، ولذا تقوم مرحلة الاختيار الأولية على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات فقط فهذه النماذج المبتعثة التي تمثل مصر والأزهر في دول العالم ولذلك فلابد أن يكونوا نموذجا متميزا، بداية من الاختبارات التحريرية ثم الشفوية ثم المقابلات الشخصية والتي تستهدف اختيار أفضل مدرسي ووعاظ الأزهر من حيث التخصص العلمي والسمات الشخصية.فإذا انتقلنا إلى ما بعد مرحلة الاختيار فإن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب وإنما يتم تكثيف الدورات التأهيلية لهم قبل سفرهم حتى يكونوا على إلمام كاف برؤية ورسالة الأزهر، فضلا عن تدريبهم على كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمي واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يقوم التواصل المعرفي والحضاري مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

أما بالنسبة للدور الذي يقوم به مبعوثو الأزهر فيتمثل في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين في صورته الحقيقة السمحة التي تدعوا إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير في تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يقوم بالتواصل المعرفي والحضاري مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

برنامج رمضان 

حدثنا عن برنامج المجمع في شهر رمضان المبارك هل تم تنفيذ كل ما جاء في الخطة الدعوية التي تم الإعلان عنها سابقًا؟

شهر رمضان له أهمية دعوية كبيرة لذا نحرص على تحقيق أكبر استفادة منه؛ حيث انقسمت الخطة الدعوية لمجمع البحوث الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك إلى شقين: الشق الأول وهو الخطة الميدانية وتضم: عدة برامج دعوية ميدانية عن طريق القوافل الدعوية والملتقيات الثقافية والندوات والأمسيات الدينية، والشق الثاني تضمن التوعية الإلكترونية عن طريق القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

حيث تم تنفيذ تلك البرامج على أكمل وجه من خلال وعاظ وواعظات الأزهر الشريف وعلماء الأزهر الشريف.

سيرة ومسيرة

ولد الدكتور محمود عبد الدايم في قرية الدير شرق التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر عام 1975

حصل على ليسانس الدَّعوة الإسلاميَّة من جامعة الأزهر عام 1997

حصل على  درجة الامتياز في رسالة الماجستير عام 2003

حصل على درجة الدكتوراة بدرجة مرتبة الشرف عام 2005

أستاذًا بقِسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة في جامعة الأزهر

رئيسًا للقسم حتى تكليفه بمنصب وكيل الكلية

مقررًا في لجنة ترقية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل بالسعودية

عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر

تولى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في 23سبتمبر 2024

أبرز مؤلفاته

مباحث في العقيدة الإسلامية والمذاهب المعاصرة

قضايا ثقافيَّة معاصرة

أيها الملحدون ما لكم لا ترجون لله وقارًا

إتحاف الأنام بسيرة الزهاد في صدر الإسلام

السلوة في شرائط الخلوة

الإيمان بالغيب عقيدة ومنهج حياة

الشيخ صالح الجعفري حياته وجهوده

البحوث التي شارك بها

المؤتمرات العلمية

- تولى رئاسة مؤتمر دور المؤسَّسات الدِّينية في ترسيخ مفهوم التسامح وحوار الحضارات في مدريد بإسبانيا.

- رئيس مؤتمر نحو شراكة أزهريَّة في صناعة وعي فكري آمن.. رؤية واقعيَّة استشرافية بكليَّة الدَّعوة الإسلاميَّة بالقاهرة.

أمين عام مؤتمر دور العلوم الشرعيَّة في خدمة الدَّعوة الإسلامية بكلية الدَّعوة الإسلاميَّة بالقاهرة.

أمين عام مؤتمر الدعوة الإسلاميَّة والسَّلام العالمي بكلية الدَّعوة الإسلاميَّة بالقاهرة.

رئيس ملتقى الدِّراسات العُليا على مدار خمس سنوات.

المجمع فى سطور

مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة الثانية من هيئات الأزهر، يرأسه الإمام الأكبر، ويباشره الأمين العام، التي أنشئت بموجب القانون رقم «103» لسنة 1961م وتعديلاته بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، وهو بنص القانون الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وحددت المادة «15» وظيفته ومهمته والتى تتمثل فى  بحث ودراسة كل ما يتصل بالبحوث والدراسات، والعمل على تجديد الثقافة الإسلامية.كما شملت مهمته، تتبع كل ما ينشر عن الإسلام والتراث الإسلامى من بحوث ودراسات فى الداخل والخارج والانتفاع بما فيها من رأى صحيح أو مواجهتها بالتصحيح والرد، وبحث ودراسة كل ما يستجد من مشكلات مذهبية، بالإضافة إلى معاونة جامعة الأزهر في الدراسات الإسلامية العليا لدرجتى التخصص والعالمية والإشراف عليها والمشاركة في امتحاناتها ورسم السياسة العامة.

وينبثق عن المجمع عدد من اللجان الأساسية، هى: لجنة بحوث القرآن الكريم، وبحوث السنة، والبحوث الفقهية، والعقيدة والفلسفة، والتعريف بالإسلام، وإحياء التراث الإسلامى، والتربية والتعليم، والتعاون بين المجمع وجامعة الأزهر، والقدس والجهاد والأقليات الإسلامية،  والمتابعة، والمقررون، وجوار الأديان، والإعجاز العلمى في القرآن والسنة.

632

مقالات مشابهة

  • مجموعة تدوير.. ربط القيم الإنسانية والروحانية لشهر رمضان بالاستدامة
  • أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع
  • مجموعة تدوير: الاستدامة جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية
  • مركز شرطة النعيمية يوزع وجبات إفطار بعجمان
  • إمبابة اتقلبت.. المعجبون حاصروا أحمد العوضي والأمن تدخل
  • شرطة رأس الخيمة تضبط 51 متسولاً بينهم 17 امرأة
  • إصابة 6 أشخاص بإطلاق نار داخل ملهى ليلي في أمريكا
  • إفطار جماعي لفريق "الصحراء الغربية" بعبري
  • الزكاة.. أبعاد دينية وإنسانية تحقق التكافل في المجتمع العماني
  • شرطة الشارقة تضبط متسولاً بحوزته 14 ألف درهم