الأنهار الجوية مسؤولة عن قسوة الطقس في القطب الجنوبي
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
أبوظبي: ميثا الأنسي
كشف فريق بحثي من «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا» في أبوظبي عن دراسة جديدة بالاعتماد على الأقمار الصناعية، أن الأنهار الجوية تتسبب على الرغم من ندرة حدوثها، حيث تحدث بمعدل ثلاثة أيام في السنة في أي مكان معين، بنسبة كبيرة من الأحوال المناخية القاسية في القارة القطبية الجنوبية، فقد كانت مسؤولة عن 50 إلى 70% من حالات التساقط الغزير للثلوج في شرق القارة القطبية الجنوبية منذ عام 1980، ما أسهم في تعزيز الغطاء الجليدي مؤقتاً، ومع ذلك، لا يُعدّ تأثيرها إيجابيّاً دائماً، ذلك أنّه يمكن أن يرفع الهواء الدافئ المحمّل بالرطوبة الذي يؤدي إلى تساقط الثلج، درجات الحرارة فوق درجة التجمد، ما يؤدي إلى ذوبان سطح الأجراف الجليدية.
أوضح الفريق البحثي أنه في حين تُعرف القارة القطبية الجنوبية بأنها أبرد صحراء في العالم، فإن لها نصيباً كبيراً من الرطوبة من مصدر غير متوقع، وهو الأنهار الجوية، حيث تُعدّ «أنهار السماء» تيّارات هوائية طويلة وضيقة تحمل كميات هائلة من الرطوبة من المناطق الأدفأ إلى القطبين، ويمكن أن ينتج عنها تساقط ثلوج كثيفة تسهم في تعزيز كتلة الغطاء الجليدي، لكنها قد تؤدي، كذلك، إلى ذوبان مدمر وزعزعة استقرار الأنهار الجليدية والأجراف الجليدية.
وبيّنوا أن الأنهار الجوية جزء مهمّ من دورة المياه العالمية، حيث تمتد هذه التيّارات غير المرئية من البخار بطول يزيد على 2000 كيلومتر وتنقل الرطوبة عبر القارات والمحيطات، فتنتج عن التفاعل بين الهواء الدافئ الرطب والجو البارد والجاف للقارة، أحداث مناخية متطرّفة عندما يصل إلى القارة القطبية الجنوبية.
وأضافوا بأن الأنهار الجوية في الماضي، كان لها دور أساسي في بعض أقوى انهيارات الأجراف الجليدية في القطب الجنوبي، حيث تعرض الجرفان الجليديان «لارسن إيه» و«لارسن بي» اللذان تفكّكا عامي 1995 و2002، على التوالي، لأنهار جوية أدّت إلى نشأة هواء دافئ ورطوبة، ما أدى إلى ذوبانٍ واسع النطاق، ولم تكن هذه الانهيارات حوادث منعزلة، فقد بات العلماء يعلمون الآن أن الذوبان الناجم عن الأنهار الجوية كان عاملاً حاسماً في عدم استقرار الجرف الجليدي.
وأكدوا أن شهر مارس عام 2022 أحد أبرز الأمثلة التي وقعت أخيراً، عندما أسهم نهرٌ جويٌّ قوي في رفع درجات الحرارة في شرق القارة القطبية الجنوبية بـ 30 إلى 40 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي، في ما سُمّي بأهم موجة حر سُجِّلت على الإطلاق في القارة، حيث وصلت درجات الحرارة في محطة كونكورديا بالقرب من القطب الجنوبي، إلى مستوى غير مسبوق بلغ 94 درجة مئوية، وهو ما كان أعلى بكثير من درجة الحرارة المعتادة التي لم تكن تتجاوز 50- درجة مئوية خلال ذلك الوقت من العام، ولم يؤدّ هذا الحدث إلى ذوبان السطح على نطاق واسع فحسب، وإنّما أسهم في الانهيار النهائي لجرف كونجر الجليدي، وهو كتلة بحجم مدينة نيويورك.
ويُتوقع أن تصبح الأنهار الجوية أكثر كثافة وتحمل كميات أكبر من الرطوبة، بسبب زيادة التبخر من ارتفاع درجة حرارة المحيطات، بالتزامن مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، وقد يكون لهذا تأثيرات معقدة على القارة القطبية الجنوبية من جهة أخرى، يمكن أن تؤدي قوة الأنهار الجوية إلى تساقط كمية أكبر من الثلوج، ما يؤدي إلى زيادة كتلة الغطاء الجليدي مؤقتاً، لكنها قد تؤدي، كذلك، إلى ذوبان أكثر تواتراً وانتشاراً، لا سيّما على طول حواف القارة التي تعمل فيها الأجراف الجليدية حواجز تعيق تحرّك الأنهار الجليدية.
وأشاروا إلى أن زيادة الذوبان الناتج عن الأنهار الجوية تثير القلق، بسبب احتمالية تسبّبها في انهيار المزيد من الأجراف الجليدية في القطب الجنوبي، حيث يمكن أن تتدفق الأنهار الجليدية التي تقع وراء الجرف الجليدي بحرية أكبر في المحيط بمجرد اختفائه، وهو ما يسهم مباشرةً في ارتفاع مستوى سطح البحر. وعلى الرغم من الضبابية التي تخيّم على التوازن الدقيق بين تساقط الثلوج والذوبان، يتفق العلماء على أن الأنهار في الغلاف الجوي سيكون لها دور يزداد أهمية في تحديد مستقبل الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية.
وأوضحوا بأن يُعد فهم الأنهار في الغلاف الجوي أكثر من مجرد ممارسة أكاديمية، فهو خطوة بالغة الأهمية لتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل، حيث تمتلك القارة القطبية الجنوبية ما يكفي من الجليد لرفع مستوى سطح البحر العالمي بنحو 60 متراً، ويمكن أن تؤدّي التغييرات الصغيرة في استقرارها، إلى عواقب وخيمة وبعيدة المدى على المجتمعات الساحلية في كل أنحاء العالم، ونأمل بتعزيز معرفتنا بهذه الأنظمة الجوية القوية، في تحسين توقّعات ارتفاع مستوى سطح البحر وتقديم إرشادات أفضل لصنّاع القرار الذين يستعدّون للعالم المتغيّر باستمرار.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أبوظبي القارة القطبیة الجنوبیة مستوى سطح البحر الغطاء الجلیدی القطب الجنوبی إلى ذوبان
إقرأ أيضاً:
محافظ بني سويف يُوجّه برفع درجة الاستعداد للتعامل مع عدم استقرار الطقس
وجه الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، مسؤولى الأجهزة التنفيذية والقطاعات وشركات المرافق برفع درجة الاستعداد واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع تداعيات عدم استقرار الأحوال الجوية.
يأتي في إطار توجيهات مجلس الوزراء وفي ضوء تحذير هيئة الأرصاد الجوية بشأن تعرض البلاد لمنخفض جوي خماسيني "غدا الأربعاء"، ومايصاحبه من نشاط رياح تصل سرعتهامن 40 إلى 60 كم/ساعة، تكون مثيرة للرمال والأتربة على أغلب الأنحاء وقد يصاحبها هبات تتراوح (80:70) كم /ساعة، مماقد يؤدي إلى تدهور الرؤية الأفقية إلى أقل من 1000م وقد تصل إلى حد العاصفة على مناطق من شمال الصعيد وجنوب وشرق القاهرة ومدن القناة وخليج السويس.
وكلف المحافظ رؤساء الوحدات المحلية بالمراكز والقرى بالتواصل الدائم مع مركز السيطرة الموحد وغرفة عمليات المحافظة، والتعامل العاجل مع أية تداعيات ناتجة عن تقلبات الطقس، والتنسيق مع كافة الأجهزة المعنية، خاصة شركات المرافق للتعامل العاجل والفوري مع أية تداعيات قد تحدث بأعمدة الكهرباء والطرق وأية تأثيرات على محطات المياه وغيرها من المرافق.
كما أصدر المحافظ تعليماته لمسؤولي الإعلانات ورؤساء المدن بالتنسيق مع أصحاب وشركات الدعاية في الشوارع والميادين للتعاون في تأمنيها ، بجانب تكليف مسؤولى قطاع الكهرباء بمراجعة الأعمدة والتأكد من عزلها، وعدم وصول أي مصدر كهربي لها حفاظاً علي أرواح المواطنين، والعمل على استمرار التيار وإيجاد حلول بديلة حالة قطع الخدمة وبصفة خاصة في المنشآت الحيوية.
وطالب المواطنين بالحرص والابتعاد عن أية مصادر وأماكن قد تشكل خطورة على أمنهم وسلامتهم، وتجنب الاقتراب من أعمدة الإنارة ولوحات الإعلانات والأسقف المعدنية وغيرها من الأشياء التي يمكن أن تتأثر سلبا بهبات الرياح.
وكلف المحافظ التنفيذيين بالأجهزة والجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة للتأكد من جاهزية المعدات ومراجعة المهمات والأدوات الخاصة بالإغاثة، مع رفع درجة الاستعداد في القطاع الصحي وتكليف إدارة المرور بإتخاذ التدابير اللازمة ونشر أكمنة ثابتة ومتحركة على الطرق السريعة والفرعية لمواجهة أية تداعيات،فضلاً عن مراجعة توزيع معدات الإنقاذ السريع وسيارات الحماية المدنية واستعداد فرق الطوارىء بكافة التخصصات لحين انتهاء موجة الطقس الخاصة بالتغير في الأحوال الجوية.
من جانبها ناشدت الهيئة العامة للأرصاد الجوية بوزارة الطيران المدني _المواطنين بأهمية القيادة بهدوء وحذر على الطرق أثناء الأتربة والرمال المثارة، والابتعاد قدر الإمكان عن أعمدة الإنارة واللوحات الإعلانية والأشجار ، ويفضل ارتداء الكمامات أثناء الخروج.
ونوهت بوجود فرص أمطار متوسطة وغزيرة ورعدية مصحوبة بحبات البرد "أحياناً" على مناطق من محافظة مطروح تمتد خفيفة وقد تكون متوسطة ورعديةأحيانا على مناطق من السواحل الشمالية والوجه البحري ،وقد تكون خفيفة ورعدية أحيانا على القاهرة الكبرى وشمال الصعيد ومدن القناة وسيناء.
تجدر الإشارة إلى تلقى وزارة البيئة تقريرا من منظومة الإنذار المبكر لتلوث الهواء التابعة للوزارة البيئة ، بجانب ما أصدرته الهيئة العامة للارصاد الجوية يفيد بأنه من المتوقع خلال "اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء " وجود رياح مثيرة للرمال والأتربة علي بعض المناطق من غرب القاهرة وشمال الصعيد علي أن تكون ذروتها غدا ، مما يؤثر سلبا علي جودة الهواء خلال تلك الفترة.
وأكدت الوزارة متابعتها مؤشرات جودة الهواء من خلال منظومة الرصد المستمر التابعة لها والمنتشرة في العديد من أنحاء الجمهورية.
وطالبت المواطنين كبار السن وأصحاب الأمراض الصدرية والتنفسية تجنب الأنشطة اليومية في الهواء الطلق خلال هذه الفترة لتجنب الآثار السلبية الناتجة عن تلك العوامل الطبيعة.
وأشارت إلى أن غرفة العمليات المركزية بالوزارة تتلقى على مدار الساعة أى شكاوى خاصة بالمواطنين متعلقة بأى مصدر من مصادر تلوث الهواء عبر تطبيق الواتس آب على رقم 01222693333