زنقة 20 | الرباط

فجرت قضية حصول قائد بتمارة الذي ظهر في فيديو وهو يتعرض لصفع من قبل سيدة ، على شهادة عجز طبية أمدها 30 يوما جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي، وحتى في صفوف الأطر الصحية و القضائية.

و في أول جلسة لمحاكمة المتهمين بتعنيف قائد الملحقة الإدارية السابعة بتمارة، تم الكشف عن أن القائد تقدم بنسخة طبية أمدها 30 يوما، وهي المدة التي اعتبرها كثيرون لا توازي حجم الأذى الذي تعرض له رجل السلطة.

المحامية سعاد المولوع قالت أنه “في القضايا الجنحية والجنائية على قضاة الحكم ان يكلفوا أنفسهم عناء قراءة مضمون الشواهد الطبية ومقارنة الاصابات المضمنة بها مع ما صرح به الضحية بداية وليس الاكتفاء بقراءة مدة العجز المبين بالأرقام فقط”.

و أضافت المحامية المولوع أنه “اذا كان هناك تناقض بين نوع الاصابات المضمنة بها و تصريحات الضحية وجب ردها على اعتبار أن لا حجة مع تناقض، او على الاقل الأمر بإجراء خبرة”.

من جهتها اعتبرت المحامية سهام الگمراوي، أن الشواهد الطبية تؤثر على ميزان العدالة ، وكتبت في منشور لها تقول : “بحكم عملي ، أعاين يوميا كيف أصبحت الشواهد الطبية عنصرا حاسما في تكييف المتابعات الجنحية ، بل أحيانا وسيلة لتوجيه مسار القضايا وفق مصلحة أحد الأطراف”.

و ذكرت أنه “من المألوف أن يدلي الطرف المدني بشهادة طبية تفوق مدة العجز الكلي المؤقت فيها 21 يومًا ، حتى لو كان الضرر طفيفا ، بل وقد يعود المصاب إلى عمله في اليوم نفسه بينما تحتفظ المحكمة أمامها بوثيقة رسمية تؤكد أنه في حالة عجز طويل الأمد”.

المفارقة بحسب المحامية الكمراوي، أن هذه الشواهد غالبا ما تستند إلى الأضرار المادية اللاحقة بالضحية كالجروح والكدمات ، دون اعتبار الضرر المعنوي كتبرير لهذا الامتداد غير المنطقي للمدة الممنوحة.

وشددت على أن العدالة ” تقتضي الموازنة بين حماية الضحايا وضمان حقوق المتهمين ، لكن هذه المعادلة تصبح مختلة حين تُمنح الشواهد الطبية بسهولة ودون تدقيق ، فتتحول من وسيلة إثبات إلى أداة تحكم في مصير النزاعات ، مما يستدعي وقفة حقيقية لإصلاح هذا الخلل في ظل غياب آليات مراقبة صارمة في إعداد الشواهد الطبية ، وغياب المحاسبة على إصدارها بعشوائية . والله يهدي للي رجع الشواهد الطبية أداة للإسترزاق أو الانتقام على حسب ظلم إنسان بريء فغياب تام للضمير المهني والأخلاقي”.

الاستاذ الجامعي و مقدم بودكاست عمر الشرقاوي ، قال أن ” الشواهد الطبية التي تفرق يسارا ويمينا دون ضوابط أصبحت تتطلب الكثير من الصرامة القضائية”.

و تسائل الشرقاوي في منشور له على فايسبوك : “كيف لصفعة ستعاقب بالقانون الجنائي أن تتحول إلى مايشبه جناية لأن صاحبها حصل على مدة عجز 30 يوما.”، مؤكدا أنه ” لا يمكن أن يتحول تطبيق القانون إلى محاولة للانتقام والحقيقة أنه اذا ثبت أن الشهادة الطبية تجاوزت عجز 30 يوما فينبغي للنيابة العامة أن تفتح تحقيقا موازيا أو يقوم القضاء بخبرة مضادة فيما يخص تلاؤم الشهادة مع حجم الضرر”.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الشواهد الطبیة

إقرأ أيضاً:

حسام موافي: قطيعة الوالدين تؤثر على الإنسان دينيا ونفسيا

أكد الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، أن قطيعة الوالدين من أخطر الأمور التي تؤثر على الإنسان من الناحيتين الدينية والنفسية، مشددًا على ضرورة استغلال عيد الفطر المبارك لتعزيز صلة الرحم ولمّ الشمل.

حسام موافي: سيرة النبي محمد مصدر إلهام وفخر للمسلمين.. فيديوحسام موافي: لا يمكن لمريض السكر الصيام في حالة تناول الأنسولين

وأوضح موافي، خلال تقديمه برنامجه «رب زدني علمًا» على قناة «صدى البلد»، أن بعض الأشخاص قد يبتعدون عن والديهم لأسباب مختلفة، إلا أن الإسلام شدد على مكانة الوالدين وضرورة برهما. 

وأضاف قائلًا: "كيف سيقابل الإنسان ربه وهو مقاطع لأمه أو أبيه؟"، مؤكدًا أن العيد فرصة ثمينة لإصلاح العلاقات ومد جسور التسامح بين الأبناء والآباء.

مقالات مشابهة

  • خامنئي: أميركا ستتلقى صفعة إذا تصرفت بناء على تهديدات ترامب
  • إسرائيل تقترح هدنة لـ50 يوما مقابل إطلاق نصف الأسرى
  • حسام موافي: قطيعة الوالدين تؤثر على الإنسان دينيا ونفسيا
  • حسام حسن: أنا أهلاوي وأتمنى تدريب النادي يوما ما
  • دعوات دولية لإنشاء آلية متابعة لانتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا
  • محافظة الزبير وإقليم البصرة.. المرجعية تتدخل وسط مخاوف من تفجر الأوضاع
  • باحث اقتصادي: تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات صعب لكنه ممكن عبر إصلاحات جذرية
  • مشاهد رمضانية في ميزان النقد!
  • أسباب الأرق وطرق الوقاية منه