لجريدة عمان:
2025-03-29@18:35:45 GMT

صحة الكلى والصوم

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

صحة الكلى والصوم

يُعتبر الصيام تجربة روحية وصحية، لكن تأثيره على صحة الكلى قد يثير بعض التساؤلات، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات كلوية مثل تكوّن الحصوات أو ضعف الوظائف الكلوية؛ للحفاظ على صحة الكلى خلال الصيام، من الضروري تحقيق توازن مثالي بين الترطيب السليم، والتغذية المتوازنة، والاعتدال فـي العادات الغذائية.

فـي هذا المقال، سنستعرض مجموعة من النصائح العملية التي تساعد على حماية وظائف الكلى أثناء الصيام.

تؤدي الكلى دورًا أساسيًا فـي تصفـية الدم من السموم، وتنظيم توازن السوائل فـي الجسم، والحفاظ على ضغط الدم. كما تسهم فـي إنتاج الهرمونات التي تدعم صحة العظام وتساعد فـي تكوين خلايا الدم الحمراء. وأي خلل فـي وظائفها قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل الفشل الكلوي أو تراكم السموم. وخلال الصيام، يمتنع الجسم عن تناول الماء والغذاء لساعات طويلة، مما قد يؤدي إلى انخفاض مؤقت فـي تدفق الدم إلى الكلى وزيادة تركيز البول، مما قد يرفع خطر تكوّن الحصوات الكلوية لدى البعض، خاصة من لديهم تاريخ مرضي فـي هذا الجانب. ومع ذلك، عند اتباع الصيام بطريقة صحيحة، قد يحقق فوائد صحية مثل تقليل الالتهابات وتحسين حساسية الأنسولين، مما ينعكس إيجابيًا على صحة الكلى.

للحفاظ على صحة الكلى أثناء الصيام، من الضروري الحرص على الترطيب الكافـي بين الإفطار والسحور، حيث يُعد الجفاف أحد أكبر التحديات، خاصة فـي الطقس الحار أو عند بذل مجهود بدني كبير، مما قد يؤدي إلى تراكم السموم وزيادة العبء على الكلى. لذا، يُنصح بشرب ما لا يقل عن 8-10 أكواب من الماء يوميًا، إلى جانب تناول المشروبات الصحية مثل العصائر الطبيعية والشوربات، مع تجنب المشروبات الغازية والعصائر الغنية بالسكر. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تجنب الإفراط فـي تناول البروتينات، إذ يؤدي ذلك إلى زيادة إنتاج الفضلات النيتروجينية التي تتطلب مجهودًا إضافـيًا من الكلى للتخلص منها، لذا من الأفضل تناول مصادر بروتين معتدلة مثل اللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، والبيض، والبقوليات. كما يُوصى بالحد من استهلاك الملح، نظرًا لدوره فـي رفع ضغط الدم وإجهاد الكلى للحفاظ على توازن السوائل، لذا يُفضل تجنب الأطعمة المالحة مثل المخللات والوجبات السريعة، واستبدال الملح بالأعشاب والتوابل الطبيعية لتحسين نكهة الطعام.

لضمان صحة الكلى أثناء الصيام، من الضروري أيضا اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفـيتامينات، والمعادن، والألياف، حيث يُنصح بالتركيز على تناول الخضراوات والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة لدورها فـي تحسين وظائف الكلى وتقليل خطر الأمراض المزمنة. كما يجب الحد من استهلاك السكريات، إذ يمكن أن يؤدي الإفراط فـيها إلى زيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر فـي الدم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الكلى، لذا يُفضل تجنب الحلويات والمشروبات السكرية واستبدالها بالفواكه الطازجة كخيار صحي. بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بممارسة نشاط بدني معتدل بعد الإفطار مثل المشي، مع تجنب التمارين الشاقة خلال ساعات الصيام لتفادي الجفاف. ومن المهم أيضًا مراقبة الأدوية والمكملات الغذائية، حيث يمكن لبعضها التأثير على وظائف الكلى، مثل الإفراط فـي تناول المسكنات كالإيبوبروفـين، لذا يُنصح باستشارة الطبيب قبل الصيام لضبط الجرعات وتحديد توقيت تناولها. وأخيرًا، إذا كنت تعاني من مشكلات كلوية أو لديك عوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، فمن الضروري إجراء فحوصات دورية لمراقبة وظائف الكلى، وزيارة الطبيب قبل شهر رمضان للتأكد من أن الصيام آمن لك والحصول على إرشادات صحية تناسب حالتك.

من المهم الاستماع إلى جسمك أثناء الصيام، فالشعور بالتعب الشديد، والدوخة، أو آلام فـي منطقة الكلى قد يشير إلى أن جسمك يواجه صعوبة فـي التأقلم مع الصيام. فـي حال ظهور أي من هذه الأعراض، لا تتردد فـي استشارة الطبيب، فقد يكون من الضروري تعديل نظامك الغذائي أو حتى التوقف عن الصيام إذا كان يشكل خطرًا على صحتك. وبشكل عام، يمكن أن يكون الصيام مفـيدًا للصحة إذا تم بطريقة صحيحة، ولكن بالنسبة لمن يعانون من مشكلات فـي الكلى، فمن الضروري اتخاذ احتياطات إضافـية. من خلال اتباع الإرشادات المذكورة، يمكنك الحفاظ على صحة كليتيك والاستفادة من الفوائد الروحية والجسدية للصيام. ومع ذلك، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل اتخاذ أي قرارات صحية، خاصةً إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة، لضمان أن الصيام آمن لحالتك الصحية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على صحة الکلى أثناء الصیام وظائف الکلى من الضروری

إقرأ أيضاً:

كيف يتعامل مرضى الأمراض المزمنة مع التحديات الغذائية خلال العيد؟

تشكل فترة العيد تحديًا غذائيًا لمرضى الأمراض المزمنة، إذ تزداد المغريات من الأطعمة التقليدية والحلويات الغنية بالسكر والدهون، مما قد يؤدي إلى اضطرابات صحية تستدعي الحذر في الاختيارات الغذائية.

وحول كيفية إدارة التغذية خلال هذه الفترة، حاورت "عُمان" الدكتورة أميرة بنت ناصر الخروصية، استشارية طب السمنة بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء، للحديث عن التحديات الغذائية التي يواجهها المرضى خلال العيد، وأفضل الطرق للحفاظ على صحتهم دون الشعور بالحرمان.

وأشارت الدكتورة أميرة الخروصية إلى أنه بإمكان الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة الاستمتاع بتناول طعام العيد في أجواء عائلية دون الشعور بالحرمان، مع ضرورة ضبط العادات الغذائية من خلال التخطيط المسبق للوجبات، والتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، واختيار كميات معتدلة، وتجنب الإفراط في الاستهلاك، موضحة أن الأطعمة التقليدية العمانية، مثل الحلوى الغنية بالسكر والدهون، إلى جانب اللحوم الدسمة، قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة ضغط الدم، خاصة في حالة عدم انتظام مرض السكري، مما قد يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم، ويتسبب في الجفاف وكثرة العطش والتبول، وقد يؤدي عدم الانتظام في العلاج إلى مضاعفات تستدعي زيارة الطبيب.

الأخطاء الشائعة

وتحدثت الخروصية عن الأخطاء الشائعة خلال العيد مثل الإفراط في تناول السكريات والأطعمة الدهنية، وقلة الحركة، وعدم شرب الماء بكميات كافية، وقلة النوم، وعدم الالتزام بتناول الأدوية بحسب تعليمات الطبيب، مؤكدة أنه يمكن تجنب هذه الأخطاء عبر التحكم في الحصص الغذائية، وتنويع الأطعمة الصحية، وشرب كمية كافية من الماء، وممارسة نشاط بدني خفيف بعد الأكل، والالتزام بتناول الأدوية، خاصة لمرضى السكري الذين يعتمدون على الإنسولين، مضيفة إن الجهاز الهضمي يكون أقل قدرة على التعامل مع الأطعمة الدسمة بعد فترة الصيام، مما قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية وارتفاع مفاجئ في سكر الدم أو ضغط الدم، لذا يُفضل البدء بوجبات خفيفة ومتوازنة، ثم زيادة الكمية تدريجيًا.

البدائل الغذائية

وفي ما يتعلق بالبدائل الغذائية، أكدت الدكتورة ضرورة تناول مرضى السكري لكميات صغيرة جدًا من الحلويات التقليدية، ويفضل اختيار الحلويات المعدة بمُحليات طبيعية أو منخفضة السكر، مع مراقبة نسبة السكر في الدم بعد تناولها، وتناولها بعد وجبة رئيسية تحتوي على البروتين لتقليل امتصاص السكر في الدم، وفحص مستوى السكر قبل الوجبة وبعدها بساعتين، خاصة لمن يستخدمون الإنسولين.

وأوضحت أنه يمكن لمرضى ارتفاع الضغط الاستمتاع بأطباق العيد التقليدية إذا اختاروا الأطعمة قليلة الملح والدهون، وتقليل الملح أثناء الطهي أو تجنب إضافته بعد الطهي، والاعتماد على البهارات الطبيعية بدلًا من المصنعة، إضافة إلى تقليل شرب القهوة والمشروبات المنبهة، والالتزام بأخذ الأدوية خلال فترة العيد.

كما لفتت إلى أهمية ضبط كميات الطعام خلال الولائم عبر تناول وجبة خفيفة مسبقًا لتقليل الشهية، واستخدام أطباق صغيرة، والبدء بالخضار والبروتينات لتجنب الإفراط في تناول الكربوهيدرات، ونصحت المرضى الذين يقومون بعدة زيارات أثناء العيد بالاكتفاء بشرب الماء والفواكه، وأخذ كميات قليلة من الطعام خلال كل زيارة.

تنظيم الوجبات

أما فيما يتعلق بتنظيم مواعيد وكميات الطعام، أوضحت الخروصية أن التوزيع الأمثل للوجبات يشمل ثلاث وجبات متوازنة مع وجبتين خفيفتين، مع التركيز على البروتينات والألياف للحفاظ على استقرار مستويات السكر والضغط، والبدء بوجبة إفطار خفيفة غنية بالبروتين والألياف، لتجنب الضغط على الجهاز الهضمي ومنع الارتفاعات الحادة في مستويات السكر والضغط.

وأشارت إلى أن الإفراط في تناول الكربوهيدرات والدهون بعد الصيام قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وعسر الهضم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مفاجئ في نسبة السكر، مما يزيد من مخاطر المضاعفات الصحية، وأكدت أن الحد الأقصى الموصى به لمرضى السكري هو 25-30 جرامًا من السكر يوميًا، ويفضل توزيعها على مدار اليوم وتجنب السكريات المكررة، كما يمكن لمرضى الكوليسترول المرتفع تقليل التأثير السلبي للأطعمة الدسمة عبر تناول الألياف، مثل الخضروات والشوفان، وتجنب الدهون المشبعة، وزيادة النشاط البدني، والالتزام بأخذ الأدوية.

وترى الخروصية أن مرضى القولون العصبي وارتجاع المريء يجب أن يتجنبوا الأطعمة الدسمة والحلويات الغنية بالدهون، وأن يعتمدوا على وجبات صغيرة ومتكررة، وتجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة، وتناول الطعام ببطء، مضيفة إن تناول الحلويات بعد وجبة غنية بالدهون يزيد من خطر ارتفاع السكر في الدم، حيث قد لا يعاني المريض من أعراض مباشرة، لكنه قد يصاب بالخمول والتعب بعد الوجبة بسبب ارتفاع السكر والدهون.

وفيما يتعلق بالنشاط البدني، بيّنت الخروصية أن تحقيق التوازن بين الطعام والحركة يكون بالمشي بعد الوجبات، وممارسة تمارين خفيفة يوميًا، وشرب الماء بانتظام لتسهيل الهضم، مشيرة إلى أن المشي لمدة 20-30 دقيقة بعد تناول وجبات العيد الثقيلة يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، وأكدت أن قلة الحركة تزيد من فرص ارتفاع السكر والكوليسترول وضغط الدم أو عدم التحكم فيه، لذا من المهم تجنب الجلوس لفترات طويلة وممارسة النشاط البدني المنتظم.

وأشارت إلى أن تناول الطعام مساءً قد يكون له تأثير أكبر على مرضى السكري، لأن استجابة الأنسولين والعملية الأيضية تكون أقل كفاءة في المساء، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم في اليوم التالي.

وفيما يتعلق بالتوعية الغذائية والاستعداد المسبق، أكدت أن توعية الأسر تتم من خلال حملات توعوية، وتوفير وصفات صحية بديلة، وإدراج خيارات صحية ضمن الولائم العائلية التي تلائم مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وأضافت إن التخطيط المسبق يساعد المرضى في تحديد وجباتهم بناءً على احتياجاتهم الصحية، مع ضرورة مراعاة المرونة في تناول أطعمة العيد المختلفة، حتى لا يشعر المرضى بالحرمان أو العزلة أثناء المناسبات الاجتماعية.

وأوصت بضرورة متابعة المرضى مع أخصائيي التغذية قبل العيد، خاصة لمرضى السكري الذين يستخدمون الأنسولين بجرعات متعددة، لضبط النظام الغذائي وجرعات الأنسولين وتوفير بدائل مناسبة تساعدهم على الاستمتاع بالطعام دون مخاطر صحية.

وأشارت إلى أهمية تشجيع كبار السن على تناول أطعمة صحية عبر تحضير وجبات لذيذة ومغذية لهم، وإشراكهم في اختيار البدائل الصحية، مع عدم إشعارهم بالحرمان.

واختتمت الخروصية حديثها مؤكدة أن النصيحة الأهم هي الاعتدال، حيث يمكن الاستمتاع بالمأكولات خلال أيام العيد لكن بكميات معتدلة، مع تجنب الإفراط في السكريات والدهون، وزيادة النشاط البدني، والالتزام بأخذ الأدوية، والعودة إلى العادات الصحية ونمط الحياة الصحي بعد العيد.

كما أكدت أنه من الأفضل أن تقدم المطاعم والمخابز خيارات صحية للحلويات والمخبوزات، مثل استخدام بدائل طبيعية للسكر، وتقليل الدهون المشبعة، لتلبية احتياجات المرضى، مما يساعدهم على التمتع بمأكولات العيد دون التأثير على صحتهم.

مقالات مشابهة

  • لمرضى السكري.. 5 نصائح هامة يجب اتباعها في العيد
  • احذر من الإفراط في تناول كحك العيد.. وإليك أفضل المشروبات لتجنب الأضرار
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول العدس مرتين في الأسبوع؟
  • كيف يتعامل المصابون بالأمراض المزمنة مـع التحديـات الغذائية خلال العيـد؟
  • كيف يتعامل مرضى الأمراض المزمنة مع التحديات الغذائية خلال العيد؟
  • الخضيري يكشف عن الأعراض المصاحبة لهبوط السكر إلى أقل من 70 ملغ/ديسيلتر
  • احترس .. علامات غير متوقعة تكشف وجود مشكلة في الكلى
  • حسام موافي: لا يمكن لمريض السكر الصيام في حالة تناول الأنسولين
  • 6 عادات للحفاظ على الصحة خلال الصيام
  • معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ينظم ندوة علمية عن التغذية الصحية لمرضى الكلى