قد تبدو عادة العمل من السرير مريحة، لكنها في الواقع قد تتسبب بضرر طويل الأمد لجسمك وصحتك العامة، وإذا كنت تعاني من آلام الظهر، أو تصلب الرقبة، أو توتر الكتفين بشكل متكرر، فقد تكون وضعية العمل المريحة هذه هي السبب.
ومع أن العمل في المنزل الذي يتجه فيه أغلبنا للسرير، يبدو فكرة عظيمة، إلا أن سلبياته لا تستحق هذه الراحة المؤقتة، فبدون دعم مناسب للفقرات والرقبة، قد يؤدي الجلوس لفترات طويلة في أوضاع غير صحيحة إلى آلام مزمنة وإرهاق وانخفاض كفاءة العمل، وفق "إنترستينغ إنجينيرنغ".
وعرض الموقع أخيراً واحداً من الحلول، وهو يتمثل في كرسي المكتبHBADA E3 والمصمم لساعات طويلة من الجلوس، وبخبرة 16 عاماً في مجال بيئة العمل المريحة، حصل HBADA E3 على شهادة IGR الألمانية لبيئة العمل، وحصل على جوائز مرموقة، بما في ذلك جائزة التصميم الفرنسية وجائزة لندن للتصميم.
لماذا يضر العمل من السرير بالعمود الفقري؟
صُممت الأسِرّة والأرائك في المقام الأول للاسترخاء، وليس لتقويم العمود الفقري، وعند العمل من السرير، يميل العمود الفقري إلى فقدان انحناءه الطبيعي على شكل حرف S وفي هذه الحالة، تضطر عضلاتك إلى تعويض ذلك، مما يؤدي إلى تقوس الكتفين، والتواء الرقبة للأمام، وآلام أسفل الظهر نتيجةً لنقص دعم أسفل الظهر.
وعلى عكس السرير أو الأريكة، التي تُجبر جسمك على اتخاذ وضعيات غير طبيعية، يُحافظ كرسي HBADA E3 على وضعية ظهرك ورقبتك وكتفيك الصحيحة، مما يُقلل من التعب والانزعاج طويل الأمد.
يتعلق الأمر باتخاذ وضعية جلوس صحيحة أثناء العمل من راحة منزلك، لذا صُمم كرسي HBADA E3 ليس فقط ليكون كرسياً، بل نظاما متكاملاً لتصحيح وضعية الجسم، و بفضل نظام الدعم على شكل حرف T، الذي صممته HBADA في الأصل، يُعالج هذا الكرسي الانزعاج الناتج عن ثلاثة أنواع من الإجهاد الناتج عن الجلوس لفترات طويلة من خلال توفير الدعم للرقبة والخصر والكتفين، مما يضمن أقصى درجات الراحة والكفاءة في تصميمه.
ويوفر الكرسي دعماُ قطنياً ثلاثي المناطق، حيث يُخفف آلام أسفل الظهر من خلال توفير دعم مُركز، ومساند ذراع ميكانيكية سداسية الأبعاد، تمنع إجهاد المعصم والكتف من خلال تعديل وضعية العمل. وبالإضافة إلى هذايوفر مسند رأس رباعي الأبعاد، بدعم قوي يُخفف آلام الرقبة الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة، بالإضافة إلى هيكل مُستشعر للجاذبية تلقائياً ،يُكيف مقاومة الاستلقاء بناءً على وزن الجسم.
وإذا كنت ترغب في زيادة الراحة والإنتاجية إلى أقصى حد، فإن إجراء بعض التعديلات الهندسية الأساسية في مساحة عملك يُمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً، و أهم عامل في ضمان بيئة عمل صحية هو اختيار الكرسي المُناسب.
و يُوفر الكرسي المُريح المُصمم للجلوس لفترات طويلة، مثل HBADA E3 ، التوازن المثالي بين الدعم وقابلية التعديل والراحة.
ويتبع العديد من المهنيين، خاصةً الذين يعملون من المنزل، عادات جلوس ضارة تُسبب عدم الراحة ومشاكل صحية طويلة الأمد، ومن بين هذه الأخطاء العمل من سرير أو أريكة بدون دعم أسفل الظهر. وبالمثل، فإن استخدام كرسي ثابت بدون ميزات قابلة للتعديل قد يُسبب نقاط ضغط، مما يُقلل الدورة الدموية ويزيد من التعب.
ويتكيف الكرسي المريح ذو التصميم الجيد مثل HBADA E3 مع حركاتك بشكل ديناميكي، مما يسمح بدعم مستمر للعمود الفقري ويمنع هذه المشاكل، وبالإضافة إلى ترتيب الجلوس المناسب، يُعد دمج فترات راحة للحركة وتغيير الوضعية في الروتين أمراً ضرورياً، و يوصي الخبراء بأخذ فترات راحة قصيرة كل 30 دقيقة للتمدد وإعادة ضبط وضعية الجسم، مما يمنع التصلب والتعب.
تتيح ميزة إمالة الكرسي HBADA E3 بزاوية 140 درجة استرخاء للعمود الفقري دون انحناء، كما توفر وضعية استرخاء مريحة مع الحفاظ على محاذاة مريحة، كما يساعد التمدد بانتظام على تحسين الدورة الدموية وتقليل تراكم التوتر، مما يضمن راحة الجسم ودعمه طوال يوم العمل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية صحة لفترات طویلة أسفل الظهر العمل من
إقرأ أيضاً:
المسألة اليهودية بين الحلين: النازي والصهيوني
ضاقت أوروبا ذرعاً بالوجود اليهودي خلال القرون الثلاثة الأخيرة، ضاقت إلى الحد الذي بات ينظر إلى هذا الوجود على أنه معضلة، معضلة حقيقية: دينية وسياسية واقتصادية وثقافية، معضلة تحتاج إلى حل، وكما تنوعت أوجه هذه المشكلة، تعددت الحلول، وخاض في المشكلة وفي الحل فلاسفة ومفكرون، سياسيون واقتصاديون، صحافيون وكتاب، وظهرت عناوين ونحتت مصطلحات من مثل: "المسألة اليهودية أو المشكلة اليهودية" و"معاداة السامية" و"الحل النهائي للمسألة اليهودية" و"الغيتو اليهودي" أو "الحي اليهودي" وصولاً إلى "معسكرات الاعتقالـ" و"الهولوكوست" و"الحل النازي" ثم فكرة "الوطن القومي لليهود "، و"الحل الصهيوني".
وخاض الكثير في طرق حل هذه المشكلة التي بدا أنها مشكلة أوروبية خالصة، إذ لم يكن الوجود اليهودي يعد مشكلة في البلدان العربية والإسلامية، ولا في الأندلس التي عانى اليهود بعد سقوطها من ويلات محاكم التفتيش الإسبانية، كما عانى المسلمون، وكانت الحلول متفاوتة ما بين التخلص من اليهود، بنفيهم داخلياً بالفصل العنصري بينهم وعامة المجتمع المسيحي، وعزلهم في "الحي اليهودي" الذي تحول إلى "غيتو" منعزل تماماً عن بقية المجتمع ثقافياً واجتماعياً وقانونياً وأمنيا، وتجسد حل آخر في النفي خارج الحدود، بنزع الجنسية عنهم، ورفض أوروبيتهم، واعتبارهم أجانب غرباء ووافدين على القارة، ومصدر شر وكيد ودسائس ومؤامرة، كما عكست ذلك أعمال كثير من الأدباء والكتاب والشعراء والفنانين، إلى أن ابتكرت "الصهيونية بشقيها المسيحي واليهودي" فكرة "الوطن القومي لليهود" وفي إطار هذا الحل طرحت العديد من الخيارات في أمريكا اللاتينية وأفريقيا والبلاد العربية، لإقامة هذا الوطن الذي كانت فكرته نابعة من الرغبة في التخلص من "المشكلة اليهودية" أكثر من كونها رغبة في إنصاف اليهود وتحقيق مصالحهم.
وقد ظل "الحل الصهيوني" يتكامل تدريجياً، في انتظار اللحظة التاريخية الحاسمة التي يعلن فيها عن ميلاد "الوطن القومي اليهودي" وتمثلت تلك اللحظة في سنوات "الهولوكوست" أو "الشواء" أو "المحرقة" التي كانت الحل النازي الذي وظفه "الحل الصهيوني" للمشكلة الفلسطينية، في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
كان الفيلسوف اللاهوتي الألماني برونو باور يرى أن اليهود مسؤولون عما جرى لهم من معاملة من طرف المجتمعات التي عاشوا فيها، وفي كتابه "المسألة اليهودية" رأى أن تحقيق اليهود لذاتهم السياسية يتطلب تخليهم عن الدين، وفي ذلك إشارة إلى أن المشكلة اليهودية هي مشكلة دينية، والمشكلة الدينية تتمثل في المعتقد، وهو المعتقد الذي اختصر اليهودية/الدين في اليهودية الجين، حيث بولغ في تقديس العرق على حساب الديانة، حتى أن الانتساب للديانة أصبح محصوراً في أولئك الذين يمتلكون النسب، وحتى أصبح هؤلاء الذين يمتلكون النسب هم "شعب الله المختار" وكانت تلك إحدى أهم المعضلات التي وقفت حجر عثرة أمام اندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية وغيرها، حسب باور وغيره، حيث لم تكن منظومة "الغيتو" أو "الحي اليهودي" ناتجة عن أن المجتمعات التي عاش فيها اليهود مارست نوعاً من "العزل" عليهم وحسب، ولكن المعتقدات اليهودية أسهمت كذلك في عزل معتنقيها إلى حد كبير، إذ يسهم الشعور بالتميز في عزل "المتميزين" عن بقية شرائح المجتمع، حتى أنهم "جعلوا أعشاشهم في مسام المجتمع البرجوازي وفراغاته" منعزلين عن عموم الناس، حسب تعبير باور.
وفي حين يرجع باور عزلة اليهود إلى العوامل الدينية والثقافية، فإن كارل ماركس، في كتابه "نصوص حول المسألة اليهودية" يرجع ذلك إلى الرأسمالية التي رآها الأساس المادي لليهودية، وهو ما يعني أن العوامل الاقتصادية هي المؤثرة في هذه العزلة، وبما أن اليهود أصحاب مال فإن ذلك دفعهم لشيء من العزلة، كأي رأسمالي يريد أن يعيش بعيداً عن الآخرين، على طريقة ماركس في تغليب العوامل المادية على العوامل الروحية والثقافية في تفسير حركة التاريخ والمجتمع.
وأياً ما تكن أسباب العزلة فإنه مع العزل تخرج الانطباعات المغلوطة والتصورات المسبقة والصور النمطية التي غالباً ما تكون سلبية، ومع الصورة السلبية يحدث استهداف الأشخاص والمجتمعات، وأما إذا ابتليت الطوائف المنمطة بقيادات تعمل على تكريس هذه الصور عن مجتمعاتها فإن تلك القيادات تضع في يد من يريد استهداف تلك الشرائح أو الطوائف مبررات الاستهداف، وهذا ما حصل، عندما اتخذت النازية تصرفات "الرأسمالية اليهودية" مبرراً للجرائم البشعة التي نفذتها ضد اليهود، تماماً، كما يرتفع منسوب "معاداة السامية" حول العالم بسبب جرائم حكومة اليمين الإسرائيلي التي تربط بين الصهيونية واليهودية.
وإذ قيل ما قيل، فإن ما سبق قوله عن "المسألة اليهودية" أو "المشكلة اليهودية" أو "الحل النهائي للمشكلة اليهودية" كل ذلك كان شأناً أوروبياً، ولم يكن اليهود يوماً ما مشكلة في الوطن العربي والعالم الإسلامي، بل كانوا مشكلة أوروبية، حتى أن "معاداة السامية" هي عنوان أوروبي وغربي، لا عربي ولا إسلامي.
يتحدث المؤرخ اليهودي الإسرائيلي البريطاني من أصل عراقي عن "تاريخ طويل من التسامح الديني والتعايش بين مختلف الأقليات" في البلدان العربية، ويشير في أحد لقاءاته المتلفزة إلى أن "التعايش المسلم اليهودي في البلدان العربية لم يكن عبارة عن فكرة مجردة، ولكنه كان واقعاً ملموساً، بشكل يومي".
ويستذكر حياته في بغداد، ويقول إن "العراق لم يكن لديه مشكلة يهودية، بل هي أوروبا التي كان لديها مشكلة يهودية، وإن اليهود في أوروبا كانوا هم (الآخر) المطلوب منه الوقوف بعيداً" وهو الذي يشير إلى أن "معاداة السامية كانت مرضاً أوروبياً" وأنها "ولدت في أوروبا، في العصور الوسطى…وتم تصديرها من أوروبا إلى الشرق الأوسط".
وبما أن "المشكلة اليهودية" لم تكن مشكلة عربية إسلامية، رأى الباحثون عن حلول أن "الحل النهائي" لهذه المشكلة يجب أن يكون في المناطق التي لم تولد فيها تلك المشكلة، وذلك بعد أن تم الاتفاق على أن "الحل الصهيوني" في إقامة "وطن قومي" هو الحل الأنسب أوروبياً، حيث اتفق طرفا الصهيونية المسيحية واليهودية على ذلك الحل، وتم الاتفاق لاحقاً على أن يكون هذا الوطن في فلسطين.
لكن، ومع مرور السنوات يتكشف لليهود قبل غيرهم أن "الحل الصهيوني" ليس الحل الأنسب، ذلك أن دولة إسرائيل كانت وليدة الحركة الصهيونية، والصهيونية ليست حركة تحرر وطني، كما روج لها زعماؤها، ولكنها امتداد للاستعمار الغربي، وكما رحل المستعمرون عن تلك الأرض، فإن كثيراً من المفكرين يتحدثون بشكل مستمر عن أن الاحتلال سيسقط، وأن المشروع الصهيوني برمته سينهار، وقد أثبتت الحرب الأخيرة على غزة هشاشة هذا المشروع، كما يرى الحبيب شوباني في كتابه "المسألة اليهودية في عصر الطوفان" حيث أثبتت هذه الحرب أن هذا المشروع برمته هو مشروع استعماري غربي، وأنه لم يكن ليستمر لولا الدعم الغربي الكبير لهذا المشروع الذي نجح في التدثر بعباءة اليهودية، الأمر الذي جعل "المشكلة اليهودية" أكثر التباساً، وحلها أكثر تعقيدا.
القدس العربي