صدى البلد:
2025-05-02@22:43:29 GMT

أحمد نجم يكتب: العادات السيئة عند الأطفال

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

تعتبر المرحلة الأولي في حياة الأطفال من أهم المراحل التي تحتاج لرعاية أسرية وتخطيط دقيق لكيفية تنمية سلوكياتهم بطريقة تربوية صحيحة تناسب المرحلة العمرية والعقلية للحفاظ عليهم من التعود علي ممارسة سلوكيات خاطئه تضر بمستقبلهم .

العادات السيئة هي سلوك سلبي يمارسه الطفل أغلب الأوقات ، و أيضا سلوك نفسي وراثي أو مكتسب يحدث بدون تفكير  بشكل مباشر، و أهم ملامحه هو الشجار الدائم و الصوت العالي بين الزوجين من المصادر المهمة لإكتساب الأطفال عادات سلوكية خاطئة ،كما أنها تسبب إنهيار  للإستقرار الأسري ، بينما تأتي حالات الطلاق بين الزوجين أو ترمل أحدهما ، من أهم عوامل ممارسة بعض الأطفال السلوكيات الخاطئة ،لإنعدام القدوة الحسنة أو الإنشغال بأمور حياتية أخري .

تبدو العادات السيئة لدي الأطفال في أكثر من صورة منها الصراخ ، أو محاولة تكسير بعض الأشياء ،أو قضم الأظافر و الامتناع عن إستكمال وجبة الطعام أو إستخدام بعض الألفاظ الغير لائقة و السهر أو العنف مع الأخرين ، وقد تصل الأمور للاعتياد علي الغياب من المدرسة ، و إعطاء مبرر كاذب للغياب وبذلك يعتاد علي الكذب ، و إرتكاب مخالفات أخرى.

و من أخطر تلك العادات شعور الطفل بالحاجة المادية لإشباع رغباته في الشراء و مجاراة زملائه في الإنفاق و نتيجة منع الأسرة المصروف عنه أو قلته ، يلجأ الطفل للسرقة وتتحول السرقة من حاجة إلي عادة ، فيقوم بسرقة بعض الأشياء من المنزل و بيعها أو سرقة نقود ، وتتطور لجرأة في السرقة من الآخرين ، فيجد متعة لإثبات قدرته علي الإفلات من الضبط وتأكيدا لذكائه وانتصاره ، وإحساسه بشعور داخلي أنه الأقوي لتنفيذ شئ ازعج الأخرين .

 ومن أهم مساوئ تلك العادة هي الاستمرارية ونمو الشخصية الإجرامية التي تهدد إستقرار الأسرة و المجتمع .

السرقة عند الطفل سلوك مرضي يسعي من خلاله لإشباع حاجه في نفسه ، فيجب الإهتمام بحلها بإعتبارها مشكلة خطيرة وعلاجه بطريقة صحيحة ، فالكبير يعرف ماهية السرقة لكن الطفل يفسرها بأنها محاولة لإمتلاك شيء لا يستطيع إمتلاكه ، لذا يجب تصويب هذا المفهوم لديه ولا نتهمه بأنه حرامي ، بل نغرس فيه ضرورة الحفاظ علي ما يملكه الٱخرون ، و بث صفة الأمانة في نفسه .

و يجب علي الوالدين عدم حرمان الطفل بقدر الإمكان مما يطلبه خاصة النقود وعدم القسوة عليه إذا فقد بعض أدواته المدرسية ، لأنه سيحاول تعويضها من الآخرين بأي وسيلة ، لكي يتلاشي عقاب والديه ،وتشجيعه بقول الصدق ، وتقديم الهدايا له إذا عثر علي شيء لا يخصه ، لإعلاء قيمة الأمانة لديه مع ضرورة إبراز حكايات لطيفة عن صفات الأمين ليتحلي منذ صغره بالصفات الفاضلة.

أيضا الكسل من العادات السيئة لدي البعض حتي أصبحت سلوكا يعتاده الطفل حتي ينمو ، و يمكن توعية وجذب انتباهه بضرورة ممارسة الرياضة والمشاركة في أعمال المنزل الخفيفة التي تناسب عمره وتحفيزه وتشجيعه عند إنجاز ٱي مهام .و ممارسته للرياضة. كما تعتبر المماطلة في تنفيذ النصائح من العادات السيئة لذا يجب قيام الوالدين بمخاطبة الطفل بحنان ومودة وتشجيعه علي عمل المطلوب بإسلوب لطيف .

من العادات السيئة أيضا السهر وقلة النوم ،و هما عدوان لبناء الجسم السليم فلابد من عدم  التشدد في النصائح  و الأمر بالنوم ، بل يجب نصحه بكلمات لطيفة وتشجيعه علي النوم مبكرأ من خلال القدوة والإستعانة بأمثلة للأضرار الطبية التي تصيب الإنسان نتيجة كثرة السهر خاصة علي العين ، وقص حكايات تتعلق بضرورة أخذ الجسم لقسط الراحة الكافي.

البعض يعتبر العادات الخطأ روتين يومي للطفل ، لكن هناك فرق بين العادة التي تعتبر سلوكا فرديا يقوم به الطفل ، بينما يعتبر الروتين مجموعة  أنشطة يتم تنفيذها بشكل منتظم .

أيضا يعتبر الكذب من العادات السيئة التي يمارسها بعض الأطفال ، وأحيانا يكون محاولة إلي لفت الإنتباه له و لإثبات ذاته أمام الآخرين، إذا كان يتباهي بشئ لم يحدث منه و أحيانا يكذب للهروب من المواجهة أو الخوف من العقاب ، وتجنب الوقوع في المشاكل ، لذا علي الوالدين تنمية مفهوم قول الصدق منذ الصغر و تشجيعه عند قول الحقيقة ، ودائما نشعره بأن قول الحقيقة أخف ضررا من الكذب .

ولا نعاقبه مثلا علي التأخير أو فقدان الأشياء، لأنه سيكذب للإفلات من العقاب . نتعامل مع تلك المواقف بالتوجيه و الإرشاد و تدريبه علي أهمية الحفاظ علي حاجاته. و يتم نصحه دوما بقول الحقيقة لان الكذاب جبان ، ولا يحبه أحدا  ، ومن المهم أن نستمع له لنفهم سبب تصرفاته ونشجعه علي قول الحقيقة حتي لو أخطأ

بعض الأطفال يمارسون عادة الغش و الخداع سواء في الألعاب أو  الامتحانات المدرسية ، خوفا من العقاب لكن لابد من نصح الطفل وتوجيهه بضرورة التعويض و الأهتمام بالقادم ، و أن الفشل في بعض الأحيان أو الرسوب ، ليس نهاية ، لكنه بداية للتعلم من الأخطاء وليس من نجح بأفضل منه.

بعض الأطفال لديهم عدم إحترام للكبير ، فلابد من توعيتهم بالخطأ وضرورة إحترام الأكبر  منه و يمكن التحدث بجمل جميلة عن طفل يسمع الكلام ويحترم الآخرين مما يجعله يشتاق لسماع تلك الكلمات عن وصف نفسه .

ويعتبر الغضب و العنف  من السلوكيات  المزعجة للأسرة إذا ظهرت عند الطفل لذلك لا يجب مواجهتها بالشدة والصراخ في وجهه ، ضع نفسك مكان الطبيب الذي يعالج حالة مريض ، إبحث عن الأسباب و هل هي فعل أم رد فعل . قد يكون الطفل مقلدا لنموذج في حياته أو لديه إضطرابات في السلوك ، هنا يجب توعيته جيدا ، بأهمية التعامل مع الأخرين بمودة كي لا يكرهه أحد ، كذلك لا يجب الإستجابة إذا غضب علي تناول شئ يراه الوالدان صحيحا .

من المهم أن تكون هناك صداقة بين الطفل ووالديه لتعمل علي تعديل السلوك السلبي  لإيجابي بطريقة مقبولة ، وأن يكونا قدوة له و دفعه لممارسة الرياضة لتفريغ طاقته و الحفاظ علي أهمية التوازن بين العقاب والثواب .

من العادات السيئة الشائعة قضم الأظافر ، هنا يجب الحرص في التوجيه والبحث عن إمكانية وجود أحد أفراد الأسرة يقلده الطفل ، و إظهار التصرف الخطأ و من الممكن شغل يد الطفل برسم أو تلوين أو القيام بممارسة أي نشاط مناسب لعمره لكي نبعد يده عن فمه ، مع بيان الأضرار الطبية بكلام يناسب سنة ولا يجب صنع معركة معه للكف عن تلك العادة ، بل يجب صنع محاور نقاش تحمل المودة و الأسلوب المرح.

في التعامل مع طفلك ابتعد عن العصبية والقسوة و الضغط عليه بإلزامه بتنفيذ الأوامر . من الضروري في علاج السلوكيات السيئة لدي الأطفال هو أن يلتزم الوالدان بالهدوء و العقلانية  في النقاش و النصح بطريقة تناسب عمره ، فذلك دواء لكل سلوكيات الأطفال السيئة .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العادات السيئة ممارسة الرياضة قلة النوم المزيد من العادات السیئة بعض الأطفال قول الحقیقة

إقرأ أيضاً:

5 علامات تحذيرية.. الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة يغيّر سلوك الأطفال

في ظل تزايد اعتماد الأطفال على الهواتف الذكية في حياتهم اليومية، حذر خبراء الصحة النفسية من تأثير الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة على نمو الأطفال وسلوكهم. 

مخاطر استخدام الأطفال المفرط للهواتف الذكية

 ولم يعد استخدام الأطفال للهواتف الذكية بشكل مفرط مقتصرة على الترفيه فقط، بل بات الهاتف جزءًا أساسيًا في حياة الطفل اليومية، بداية من الدراسة وحتى تمضية الوقت، ووفقًا لما نشر في موقع The Health Site.

فوائد تناول البصل الأخضر.. وكيف يمكن استخدامه في الوجبات اليومية؟فاكهة تساعدك على اليقظة.. وتعد بديلا للقهوة

ويتسبب تفاقم إستخدام الأطفال للهواتف الذكية إلى انشغال الأهل ومنح الهواتف للأطفال كوسيلة لإلهائهم وتهدئتهم، ما يحوّل الاستخدام إلى عادة يومية ثم إلى إدمان يصعب التخلي عنه. 

وقد تؤدي هذه الممارسة إلى تأثيرات سلبية على العقل والاجتماعي للطفل، وفيما يلي أبرز 5 علامات تشير إلى وجود مشكلة في سلوك الطفل بسبب الاستخدام المفرط للهاتف، وتشمل ما يلي:

ـ الانفعال والعصبية المفرطة:
يُلاحظ على الأطفال المدمنين على الهواتف سلوكًا عصبيًا عند إبعادهم عن الجهاز، كما تزداد نوبات الغضب والبكاء بشكل ملحوظ. 

ويرتبط هذا التغير بالإثارة المستمرة التي يتعرض لها الدماغ خلال التفاعل مع المحتوى الرقمي.

مخاطر إستخدام الأطفال المفرط للهواتف الذكية

ـ تراجع التركيز وضعف الانتباه:
يؤدي الاعتماد على المحتوى السريع والمرئي إلى تشتت انتباه الطفل، وانخفاض رغبته في ممارسة الأنشطة التعليمية أو الإبداعية، مثل: القراءة أو اللعب الحركي، مما يؤثر سلبًا على نموه الذهني.

ـ العزلة وضعف المهارات الاجتماعية:
انغماس الطفل في الهاتف يعزله تدريجيًا عن محيطه الاجتماعي، سواء داخل الأسرة أو مع الأصدقاء، مما يؤثر على تطوره العاطفي ويضعف ثقته بنفسه وقدرته على التفاعل مع الآخرين.

مخاطر إستخدام الأطفال المفرط للهواتف الذكية

ـ اضطرابات النوم:
يؤدي التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات إلى اضطراب الساعة البيولوجية للطفل، ما ينعكس على جودة النوم ويؤدي إلى الشعور بالإجهاد والتوتر وصعوبة التركيز خلال النهار.

ـ السلوك العدواني أو غير الطبيعي:
تكرار التعرض لمحتوى غير لائق أو عنيف على الهاتف قد يدفع الأطفال إلى تقليد هذا السلوك، فيظهر عليهم طابع عدواني أو تمردي، كما يؤثر سلبًا على نموهم الأخلاقي والانضباطي.

مخاطر إستخدام الأطفال المفرط للهواتف الذكيةتحذير وتوصية لتجنب إستخدام الأطفال المفرط للهواتف المحمولة


ويحذر الخبراء من تجاهل هذه العلامات، ويوصون بوضع حدود واضحة لاستخدام الهواتف الذكية لدى الأطفال، وتشجيعهم على المشاركة في أنشطة بديلة تعزز تفاعلهم الاجتماعي وتدعم نموهم النفسي والمعرفي.

طباعة شارك الهواتف الذكية إستخدام الأطفال للهواتف الذكية الهاتف الطفل حياة الطفل اليومية انشغال الأهل الهواتف تأثيرات سلبية

مقالات مشابهة

  • مسلسل الأطفال كوكوميلون قد يسبب الإدمان والاضطرابات السلوكية
  • 5 علامات تحذيرية.. الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة يغيّر سلوك الأطفال
  • الطفولة والأمومة يقدم الدعم القانوني والنفسي للطفلة التي تعرضت للاعتداء الجنسي بالقليوبية
  • تشغيل الأطفال تحت سن الـ 15 خط أحمر في قانون الطفل
  • 10 عادات صباحية يمكن أن تساعد في جعل أطفالك أكثر ذكاءً
  • كيف يربّي الدنماركيون أطفالهم.. ليصبحوا الأسعد بالعالم؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
  • كيف تؤثر حوادث التحرش على الأطفال؟ طرق الوقاية والدعم ‏النفسي (خاص)‏
  • كُتّاب ورسّامون: الكتب المصوّرة تحفّز خيال الطفل
  • الأعلى للإعلام يضع ضوابط لتغطية قضايا الأطفال