الملك فاروق والعلاقات الخارجية.. كيف تعامل مع القوى العالمية؟
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
يصادف اليوم ذكرى وفاة الملك فاروق الأول (1936-1952) ملك مصر، كانت فترة حكمه فترة حرجة من تاريخ العالم، حيث شهدت فترة حكمه الحرب العالمية الثانية، وبداية الحرب الباردة.
تميزت علاقاته الدولية بالاضطراب والتقلب، حيث حاول الموازنة بين القوى العظمى، لكنه في النهاية وقع في دائرة النفوذ البريطاني حتى الإطاحة به في ثورة يوليو 1952.
كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني منذ 1882، ورغم استقلالها الشكلي في 1936، إلا أن بريطانيا احتفظت بنفوذ قوي داخل البلاد.
عندما تولى فاروق الحكم، حاول أن يبعد بنفسه عن الهيمنة البريطانية، لكنه لم يكن قادرًا على مواجهتهم بشكل مباشر.
خلال الحرب العالمية الثانية، سعى فاروق إلى تبني موقف الحياد، وهو ما أغضب البريطانيين الذين كانوا يريدون دعمًا مصريًا واضحًا ضد دول المحور.
في 1942، أجبرت بريطانيا الملك فاروق على تعيين مصطفى النحاس باشا رئيسًا للوزراء، فيما عرف بـ “حادثة 4 فبراير”، حيث حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين وأجبرت الملك على الامتثال.
أدى ذلك إلى فقدان فاروق جزءًا كبيرًا من شعبيته، حيث اعتبر ملكًا ضعيفًا خضع للإملاءات الأجنبية.
العلاقات مع ألمانيا وإيطاليا:رغم التزام مصر الرسمي بالحلفاء في الحرب العالمية الثانية، أبدى فاروق تعاطفًا مع ألمانيا وإيطاليا، على أمل التخلص من النفوذ البريطاني.
تشير بعض الوثائق إلى أن فاروق كان على اتصال بالسفارة الألمانية، وكان يأمل في انتصار الألمان لطرد البريطانيين من مصر.
علاقته بالولايات المتحدة:مع نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الولايات المتحدة تبرز كقوة عالمية، وحاول فاروق تعزيز علاقاته بها لموازنة النفوذ البريطاني.
في أواخر الأربعينيات، قدمت مصر طلبًا للحصول على أسلحة أمريكية، لكن واشنطن لم تكن راغبة في تحدي النفوذ البريطاني في المنطقة.
بعد اندلاع حرب فلسطين 1948، وجهت الولايات المتحدة انتقادات لأداء الجيش المصري، وهو ما زاد من توتر العلاقات بين الطرفين.
فاروق والعالم العربيسعى فاروق إلى لعب دور قيادي في العالم العربي، خاصة بعد تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، لكنه فشل في توحيد العرب خلال حرب فلسطين.
واجه انتقادات بسبب سوء إدارة الحرب، حيث اتهمت حكومته بعدم توفير الأسلحة الكافية للجيش المصري، مما أدى إلى الهزيمة أمام إسرائيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الملك فاروق الحرب العالمية الثانية الحرب الباردة القوى العظمى النفوذ البريطاني ثورة يوليو 1952 المزيد الحرب العالمیة الثانیة النفوذ البریطانی
إقرأ أيضاً:
فاروق في المنفى.. حياة الملك بعد الثورة
في ليلة 26 يوليو 1952، غادر الملك فاروق الأول مصر على متن اليخت الملكي “المحروسة”، متجهًا إلى منفاه في إيطاليا، بعد أن أجبرته ثورة 23 يوليو على التنازل عن العرش لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني.
وبينما طوى التاريخ صفحة حكمه، بدأت مرحلة جديدة من حياته، لم تكن خالية من الأضواء، لكنها كانت أكثر هدوءًا من سنوات الحكم التي عاشها.
الوصول إلى المنفى: البداية في إيطالياعند وصوله إلى إيطاليا، استقر فاروق في فندق “إكسلسيور” الفخم في روما لفترة قصيرة، قبل أن ينتقل إلى فيلا خاصة في منطقة “غروتافيراتا”، إحدى ضواحي العاصمة الإيطالية.
وبالرغم من محاولته التكيف مع حياة المنفى، فإن فقدانه للعرش لم يكن بالأمر السهل، خاصة بعد أن خسر نفوذه وأسلوب حياته الملكي الفاخر الذي اعتاد عليه.
حياة مترفة رغم العزل السياسيعلى الرغم من سقوطه السياسي، لم يتخل الملك السابق عن أسلوب حياته الفاخر، فقد كان يقضي أوقاته بين المطاعم الراقية، وشراء التحف والمجوهرات.
العلاقات الشخصية والزواج الثانيفي عام 1954، تزوج فاروق من “إيرما سنت جين”، وهي فتاة إيطالية بسيطة عملت كخياطة، والتي اطلق عليها لاحقًا اسم “ناريمان الثانية” تشبيهًا بزوجته السابقة الملكة ناريمان، لكن هذا الزواج لم يدم طويلًا، حيث انفصلا بعد فترة قصيرة.
المتابعة المستمرة لأخبار مصرظل فاروق مهتمًا بما يحدث في مصر، وكان يتابع أخبارها عبر الصحف والمراسلات، وتشير بعض المصادر إلى أنه كان يأمل في العودة يومًا ما، خاصة بعد توتر العلاقات بين قادة الثورة في الخمسينيات، لكنه لم يتخذ أي خطوة علنية في هذا الاتجاه.
الوفاة الغامضةفي 18 مارس 1965، توفي الملك فاروق في مطعم “إيل دي فرانس” في روما، بعد تناوله وجبة عشاء فاخرة، وبينما أشارت التقارير الرسمية إلى أنه توفي إثر أزمة قلبية، يعتقد البعض أنه تم اغتياله بتسميم طعامه، خاصة أن علاقاته مع بعض القوى السياسية لم تكن مستقرة.
نقل الجثمان ودفنه في مصربعد وفاته، طلبت أسرته دفنه في إيطاليا، لكن بعد تدخل من الملك فيصل ملك السعودية، سمحت السلطات المصرية بدفنه في مصر، ونقل جثمانه إلى القاهرة، ودفن في مسجد الرفاعي، بجوار أسرته.