18 مارس، 2025
بغداد/المسلة: إنتصار الماهود
العقل الجمعي وإدارة القطيع
(هل أنت من القطيع ؟!)
تعرف سياسة العقل الجمعي في المجتمعات العربية بأنها تبنّي الأفراد للأفكار والمواقف الجماعية دون تفكير نقدي أو تحليل فردي عميق، وهو يؤدي لتعزيز الامتثال والتماهي مع الآراء السائدة بدلاً من تبنّي وجهات نظر مستقلة.
تتحدد ملامح سياسة العقل الجمعي في المجتمعات العربية بما يلي:
1. التقليد والتبعية الفكرية: يميل الأفراد إلى تبني الآراء الشائعة خوفًا من العزلة أو الرفض الاجتماعي.
2. سلطة الجماعة على الفرد: يُنظر إلى الخروج عن المألوف كتهديد للهوية الجماعية، مما يدفع الأفراد للالتزام بالمعتقدات السائدة حتى لو كانت غير منطقية.
3. دور المؤسسات الاجتماعية: تلعب العائلة، المدرسة، والدين دورًا في تكريس الأفكار الجماعية وتعزيز قيم الطاعة والامتثال.
4. الخوف من النقد والاختلاف: يُواجه النقد أو الرأي المختلف بنوع من الإقصاء أو التهميش، مما يقلل من فرص التجديد الفكري.
5. التأثير الإعلامي والدعائي: تقوم وسائل الإعلام بتوجيه الرأي العام، مما يعزز انتشار الأفكار المسيطرة ويقلل من التنوع الفكري.
ابرز النتائج المترتبة على هذه السياسة هي
ضعف التفكير النقدي والإبداعي
تعزيز ثقافة القطيع والخضوع للسلطة
إعاقة التغيير الاجتماعي والإصلاحات السياسية
انتشار الشائعات والمعلومات غير الدقيقة دون تمحيص
أما كيف يمكن مواجهة سياسة العقل الجمعي فهي تكون :
تعزيز التفكير النقدي في المؤسسات التعليمية.
تشجيع حرية التعبير وقبول التعددية الفكرية.
دعم الإعلام المستقل الذي يعزز النقاش المفتوح والتحليل الموضوعي.
تعزيز ثقافة الاستفسار والتشكيك بدلًا من القبول الأعمى للمعلومات.
***هناك عدة نظريات تشرح مفهوم العقل الجمعي وكيف يؤثر على اتخاذ القرارات، خاصة في المجتمعات العربية التي تتسم بالتماسك الاجتماعي والامتثال الثقافي. إليك أبرز النظريات:
1. نظرية “سيكولوجية الجماهير”
لغوستاف لوبون، عالم الاجتماع الفرنسي، يرى أن الأفراد عندما يكونوا في جماعة، يفقدوا قدرتهم على التفكير العقلاني ويندمجون في سلوك القطيع. تصبح الجماهير عاطفية، مندفعة، وسهلة التأثر بالشعارات والقادة الكاريزميين.
أما التأثير على المجتمعات العربية:
فسهولة التأثير على الرأي العام من خلال الخطاب العاطفي والدعاية الإعلامية.
أما انتشار الشائعات والتضليل بسرعة فهو بسبب غياب التفكير النقدي الفردي.
كذلك الميل إلى اتخاذ قرارات جماعية متسرعة ربما لا تكون عقلانية
2. نظرية التوافق الجماعي لإرفين جانيس الذي طورها لشرح كيف أن المجموعات المتماسكة تميل إلى إسكات الأصوات المعارضة واتخاذ قرارات غير عقلانية بسبب الضغط للامتثال.
أما التأثير على المجتمعات العربية:
ففي السياسة، تميل النخب الحاكمة إلى اتخاذ قرارات بناءً على رأي موحّد دون النظر إلى البدائل.
أما في الأسرة والمجتمع، يُعتبر الاختلاف في الرأي خروجًا عن القيم السائدة، مما يقيد الإبداع والتجديد.
بالنسبة للشركات والمؤسسات، يُفضل الأفراد عدم معارضة القادة خوفًا من العواقب، مما يؤدي إلى قرارات ضعيفة أو غير فعالة.
3. نظرية النفوذ الاجتماعي لسولومون آش يُظهر بحثه أن الأفراد يميلون للتوافق مع رأي الجماعة حتى لو كانوا يعتقدون أنه خاطئ، وذلك بسبب الضغط الاجتماعي أو الرغبة في القبول.
أما التأثير على المجتمعات العربية:
فهو يعزز ثقافة التبعية بدلًا من الاستقلال الفكري.
وهو يجعل الأفراد يترددون في مواجهة التقاليد والعادات القديمة حتى لو كانت غير منطقية.
كما أنه يؤثر على سلوك الناخبين، حيث يتبع البعض رأي العائلة أو القبيلة دون أي تحليل نقدي.
4. نظرية التأطير الإعلامي لإرفينغ غوفمان فهو يعتبر وسائل الإعلام تؤثر على كيفية فهم الجمهور للقضايا من خلال اختيار الزاوية والطريقة التي تُعرض بها المعلومات.
بالنسبة للتأثير على المجتمعات العربية:
الإعلام مثلا يوجّه العقل الجمعي نحو دعم أو رفض قضايا معينة.
كما يتم استخدام الرموز الثقافية والدينية لإضفاء الشرعية على سياسات أو قرارات.
وايضا تُستخدم الحملات الإعلامية لصنع رأي عام متماسك يدعم توجهات معينة دون نقد
** كيف تؤثر هذه النظريات على اتخاذ القرار في المجتمعات العربية يمكن تلخيصها بما يأتي :
1. غياب التفكير النقدي: يميل الأفراد إلى اتباع القادة أو الشخصيات المؤثرة بدلًا من تحليل المعلومات بأنفسهم.
2. القرارات العاطفية: تؤثر العواطف والديناميكيات الجماعية على الحكم، مما قد يؤدي إلى قرارات غير مدروسة.
3. التأثير الإعلامي: تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في توجيه الرأي العام وتضخيم بعض القضايا على حساب أخرى.
4. الخوف من العزلة: كثير من الأفراد يفضلون الامتثال بدلاً من المجازفة بالاختلاف، مما يعزز استمرارية العقل الجمعي.
كيف يمكن أن نقلل من تأثير العقل الجمعي؟
**تعزيز التعليم النقدي في المدارس والجامعات.
**تشجيع حرية التعبير واحترام التعددية الفكرية.
**دعم إعلام مستقل يعرض مختلف الآراء.
**نشر ثقافة التحليل العلمي واتخاذ القرارات بناءً على الأدلة.
هذه النظريات توضح كيف يتشكل العقل الجمعي وكيف يمكن أن يؤثر على قرارات الأفراد والمجتمعات، خاصة في البيئات التي تركز على التوافق الاجتماعي والالتزام بالقيم الجماعية.
كيف فسرت هذه النظريات الوضع في العراق وسوريا الدولتان اللتان تعرضتا لدخول داعش وكان نتيجة تفاعل معقد بين العوامل السياسية، الاجتماعية، والطائفية، لكن يمكن تفسير نجاح التنظيم في استقطاب الأفراد والتأثير على الجماهير من خلال بعض النظريات التي تفسر العقل الجمعي
1. “سيكولوجية الجماهير” – غوستاف لوبون
كيف طبقتها داعش؟
**التلاعب بالمشاعر الجماعية: استخدمت داعش الخطاب الديني المتطرف لإثارة مشاعر الغضب، الظلم، والرغبة في الانتقام لدى بعض الفئات المهمشة في العراق وسوريا.
**الإيحاء النفسي والجماعي: عندما يرى الأفراد أن الجماعة بأكملها تتبنى أيديولوجيا معينة، يصبح من الأسهل عليهم الانضمام، حتى دون اقتناع شخصي.
**خلق هوية موحدة: داعش عززت فكرة “نحن ضدهم”، حيث صورت نفسها كحامية للإسلام ضد “الطغاة”، مما جذب آلاف المقاتلين الذين شعروا بالحاجة إلى الانتماء لجماعة قوية.
***الأثر على العراق وسوريا:
ساعدت هذه العوامل في تجنيد آلاف الشباب عبر العالم، مما أدى إلى تضخم التنظيم بسرعة.
جعلت المجتمعات التي سقطت تحت سيطرتها تخضع لقواعدها خوفًا من العواقب أو بسبب التأثر بالدعاية.
2. “التوافق الجماعي إرفين جانيس
كيف استغلته داعش؟
**إلغاء التفكير النقدي داخل الجماعة: في ظل سيطرة داعش، أي شخص يعترض على قرارات الجماعة كان يُعتبر مرتدًا أو خائنًا، مما دفع الناس إلى التزام الصمت والخضوع.
**اتخاذ قرارات متطرفة دون نقاش: بسبب سيادة الفكر الجمعي، لم يكن هناك مجال للنقاش حول شرعية أو عقلانية الفظائع التي ارتكبها التنظيم، مثل الإعدامات الجماعية والعبودية.
***الأثر على العراق وسوريا:
**خلق بيئة من الخوف والطاعة العمياء، مما أدى إلى قبول الناس لأوامر داعش حتى لو كانت ضد مصلحتهم.
**منع المعارضة الداخلية للتنظيم، مما عزز استمراريته حتى مع وجود مقاومة خارجية.
3. “النفوذ الاجتماعي” سولومون آش
**كيف استغلته داعش؟
** خلق ضغط اجتماعي هائل للانضمام: الأفراد الذين عاشوا في مناطق سيطرة داعش واجهوا ضغوطًا قوية للامتثال، فحتى لو لم يكونوا مقتنعين، كانوا يخشون العزلة أو العقاب.
**استغلال الجماعات القبلية والطائفية: التنظيم استفاد من بعض الفئات المستاءة (مثل بعض القبائل السنية في العراق التي شعرت بالتهميش من الحكومة الشيعية) وجعلهم يرون الانضمام إليه كخيار منطقي.
***الأثر على العراق وسوريا:
**ساعد التنظيم في كسب تأييد بعض الفئات في البداية، خاصة في العراق، حيث رأى بعض السنة داعش كبديل للحكومة التي اعتبروها منحازة.
أدى ذلك إلى توسع سريع لداعش في 2014، حيث استولت بسهولة على الموصل ومناطق أخرى.
4. “التأطير الإعلامي” إرفينغ غوفمان
**كيف استغلته داعش؟
**إدارة وسائل الإعلام بشكل احترافي: داعش لم تعتمد فقط على القوة العسكرية، بل ركزت على الدعاية المكثفة عبر وسائل الإعلام، مما جعلها تبدو أقوى مما هي عليه.
** تصوير نفسها كدولة حقيقية: عبر إنتاج مقاطع فيديو احترافية وإعلانات عن “الخدمات الحكومية” في مناطق سيطرتها، خلقت داعش إطارًا إعلاميًا يوهم بالاستقرار والشرعية.
**تجنيد عبر الإنترنت: استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لاستقطاب المقاتلين من مختلف أنحاء العالم عبر تقديم سردية ملهمة عن “الخلافة الإسلامية”.
***الأثر على العراق وسوريا:
** شجعت آلاف المقاتلين الأجانب على السفر إلى سوريا والعراق، مما ساعد في استمرار التنظيم لفترة طويلة.
** خلقت مناخًا من الرعب والهيمنة النفسية، حيث كان الخوف من همجية داعش يمنع المجتمعات من المقاومة الفعالة.
***اذا السؤال المطروح كيف أدى العقل الجمعي إلى كارثة؟
لقد ساعدت هذه الآليات على إقناع الأفراد بالانضمام لداعش أو على الأقل عدم مقاومتها، مما مهد الطريق لسقوط مناطق واسعة تحت سيطرتها.
لقد أدى التفكير الجمعي والضغط الاجتماعي إلى تحييد الأصوات المعتدلة، حيث أصبح الناس إما مع داعش أو ضدها دون مجال للحياد.
ولم يقتصر التأثير على سكان المناطق المحتلة، بل وصل إلى العالم، حيث سافر آلاف المقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا نتيجة التأطير الإعلامي والدعاية النفسية.
** اذا كيف تم تفكيك هذا العقل الجمعي؟
١ .مع مرور الوقت، أصبحت وحشية داعش واضحة حتى لأتباعها، مما أدى إلى انشقاقات داخلية.
٢. الإعلام المضاد بدأ يكشف أكاذيب التنظيم، مما قلل من قدرته على التجنيد.
٣. الهزائم العسكرية المتتالية كسرت هالة القوة التي بناها التنظيم، مما دفع السكان إلى التمرد والمساعدة في الإطاحة به.
في الختام
لقد اعتمد داعش على آليات العقل الجمعي لجذب المؤيدين والسيطرة على السكان، ولكن مع مرور الزمن، بدأ الناس يدركون الحقيقة خلف الدعاية، مما أدى في النهاية إلى انهيار التنظيم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: على المجتمعات العربیة فی المجتمعات العربیة التفکیر النقدی وسائل الإعلام العقل الجمعی اتخاذ قرارات التأثیر على فی العراق مما أدى حتى لو
إقرأ أيضاً:
من العقل الرعوي إلى المهدية المعاصرة: تأملات في فكر النور حمد والصادق المهدي
المشارب الفكرية والثقافية لكلاهما
أ) الصادق المهدي: المرجعية الدينية والإصلاح السياسي
الإمام الصادق المهدي ينتمي إلى تيار الإسلام السياسي الإصلاحي، لكنه يتميز بخصوصية تختلف عن الحركات الإسلامية التقليدية. فقد حاول تقديم رؤية حداثية للإسلام تتجاوز السلفية الحرفية، وتعتمد على الاجتهاد والتحديث. تأثر بفكر الحركات الإصلاحية الإسلامية الكبرى، مثل فكر الأفغاني ومحمد عبده، كما استلهم بعض أفكار الديمقراطية الغربية، محاولًا التوفيق بينها وبين الشورى الإسلامية.
كان الصادق المهدي سياسيًا محنكًا وفيلسوفًا دينيًا في آن واحد، وسعى إلى تطوير فكر المهدية السودانية عبر العديد من الكتابات، أبرزها كتابه "يسألونك عن المهدية"، الذي قدم فيه مراجعة عميقة لمفهوم المهدية، محاولًا تفكيك التصورات التقليدية عنها وربطها بالإصلاح السياسي والاجتماعي. كما كتب عن الديمقراطية، والتحديات الفكرية التي تواجه السودان، وكان من دعاة الحلول التوافقية بين التيارات السياسية المختلفة.
ب) النور حمد: النقد الثقافي وتحليل البنية المجتمعية
على الجانب الآخر، النور حمد هو مفكر ثقافي ينتمي إلى تيار النقد الاجتماعي، حيث يركز على تحليل البنية الثقافية للسودان وتأثيراتها على التخلف السياسي والاقتصادي. تأثر بالنظريات النقدية الحديثة، وأدخل مفاهيم مثل "العقل الرعوي"، وهي نظرية تشرح كيف تؤثر الثقافة الرعوية على السلوك الاجتماعي والسياسي للسودانيين.
يرى النور حمد أن أزمة السودان ليست مجرد مشكلة سياسية، بل هي مشكلة ثقافية في جوهرها، تحتاج إلى تغيير جذري في العقلية السائدة قبل أي إصلاح سياسي حقيقي. ومن هنا تأتي رؤيته الإصلاحية التي تعتمد على تفكيك البنى التقليدية وتقديم نموذج جديد للحداثة السودانية.
تأثير الصادق المهدي والنور حمد في الواقع السوداني
أ) تأثير الصادق المهدي-
كان لاعبًا أساسيًا في المشهد السياسي السوداني لعقود.
أسس لفكر سياسي يجمع بين الإسلام والديمقراطية.
قدم مراجعات فكرية مهمة حول المهدية والمشاركة السياسية.
بعد وفاته، تراجع تأثير حزبه بسبب الانقسامات.
ب) تأثير النور حمد-
تأثيره أكثر وضوحًا في الأوساط الأكاديمية والثقافية.
نظرياته حول "العقل الرعوي" أصبحت أدوات تحليلية لفهم الأزمات السودانية.
يلقى قبولًا متزايدًا بين الشباب والمثقفين الباحثين عن تفسيرات أعمق للمشكلات الوطنية.
هل يمكن الجمع بين رؤيتيهما؟
أ) من النور حمد: الإصلاح الثقافي والاجتماعي
يرى أن المشكلة الأساسية تكمن في العقلية الرعوية التقليدية.
يدعو إلى ثورة ثقافية تسبق أي إصلاح سياسي.
ب) من الصادق المهدي: الإصلاح السياسي والتوافقي
يؤمن بالإصلاح التدريجي عبر الحوار السياسي.
يدعو إلى دمج الإسلام بالديمقراطية في إطار حداثي.
ج) الجمع بين الرؤيتين-
الإصلاح الثقافي + الإصلاح السياسي: بدون تغيير الثقافة، يفشل الإصلاح السياسي، وبدون إصلاح سياسي، يظل التغيير الثقافي حبيس النخبة.
التغيير الجذري + الإصلاح التدريجي: يمكن تبني نهج يجمع بين التغيير الثقافي العميق والإصلاح السياسي الواقعي.
المثقفون + السياسيون: يمكن للمثقفين أن يلعبوا دور الجسر بين الإصلاح الثقافي والسياسي.
أيهما أكثر تأثيرًا اليوم؟
في ظل الأزمة السودانية الحالية، يبدو أن أفكار النور حمد حول تحليل الثقافة والمجتمع تلقى رواجًا أكبر بين الشباب والمثقفين، في حين أن إرث الصادق المهدي السياسي لا يزال حاضرًا، لكنه يواجه تحديات بسبب غياب قيادة واضحة لحزب الأمة.
ما أري هو السودان بحاجة إلى مشروع وطني يجمع بين الإصلاح الثقافي الذي دعا إليه النور حمد والإصلاح السياسي الذي سعى إليه الصادق المهدي. فالتغيير الثقافي العميق والإصلاح السياسي التوافقي هما وجهان لعملة واحدة في بناء سودان جديد.
* وفي النهاية اقول تمت المقارنة بين رؤيتي النور حمد والصادق المهدي في سياق الأزمة السودانية الحالية، حيث تناولنا تأثيرهما، إمكانية الجمع بين رؤيتيهما، وأثر كل منهما في الواقع السوداني. لقد تم التركيز على الإصلاح الثقافي والاجتماعي الذي دعا إليه النور حمد، والإصلاح السياسي الذي كان محور فكر الصادق المهدي.
مع ذلك، إن شبّهت هذه المقارنة قصورًا، فهي جاءت دون دراسة أكاديمية متعمقة لتراث الإمام الصادق المهدي. أعتذر لحراس فكر الإمام والمهدية المعاصرة كما يعتقد بعض الأصدقاء. في الواقع، كان هذا الطرح جزءًا من محاضرة تتناول كتابات النور حمد، وكل ما ورد هنا كان عفو الخاطر ومجموعة ملاحظات لم تكن ضمن دراسة ممنهجة.
zuhair.osman@aol.com