كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الوسائل التي يتبعها الإسرائيليون المتدينون المتشددون (الحريديم) للتهرب من استدعاء الجيش الإسرائيلي لهم للخدمة الإلزامية.

ونشر الصحفي شيلو فرايد الذي يعمل مراسلا للمجتمعات الأرثوذكسية المتشددة والدينية في الصحيفة، تسجيلات صوتية حصل عليها من خط ساخن أنشؤوه لهذا الغرض تتضمن نصائح لأساليب ملتوية يتلقاها الحريديم لكيفية التهرب من استدعاءات الخدمة العسكرية.

ونقل المراسل عن إحصائيات الجيش الإسرائيلي، أنه من بين أول 10 آلاف أمر تجنيد تم إرسالها حتى الآن، تم تجنيد 177 فقط، بينما هناك أكثر من 300 آخرين في المراحل الأولية من العملية.

وتم حتى الآن إرسال 1066 أمر اعتقال لرفض التجنيد في صفوف الحريديم، بالإضافة إلى 2232 أمر من النوع 12، الذي يتحول خلال شهر إلى أمر اعتقال، في حال عدم استجابة المجند.

نصائح تفصيلية للتهرب

يقول المراسل إنه في إطار عمل المنظمات الأرثوذكسية المتشددة على تشديد مواقفها من قانون التجنيد الجديد الذي سيتم إقراره في الكنيست الإسرائيلي، فقد أنشأ "فصيل القدس"، مجموعة من التيار الليتواني الذي يشكل جزءا أساسيا من اليهود الأرثوذكس المتشددين، مركز اتصال يعمل على مساعدة طلاب المدارس الدينية الذين يتلقون أوامر للتجنيد بالتهرب منها، والحيلولة دون المخاطرة باعتقالهم.

إعلان

ويضيف أن "الخط الساخن يخاطب بشكل استباقي الشباب الحريديم الذين تلقوا أوامر أو يفكرون في التجنيد ليقنعهم بعدم القيام بذلك، وذلك من خلال توزيع منشورات وإعلانات وبطاقات تحتوي على معلومات ضد الخدمة في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تزويدهم بأرقام لمراكز المساعدة لمن يتلقون الأوامر".

وينقل المراسل عن إحدى المكالمات التي حصل على تسجيلاتها، أنه سمع طالبا في المدرسة الدينية يبلغ من العمر 19 عاما اتصل بمركز المساعدة قائلا: "تلقيت أمر تجنيد ومذكرة اعتقال. ما الذي يمكن عمله؟".

ويجيبه مركز الاتصال: "من حيث المبدأ، الوضع اليوم هو أنه لا يوجد قانون ملزم للتجنيد، وتعليمات جميع الحاخامات هي عدم التعاون بأي شكل من الأشكال، وعدم التحدث معهم عبر الهاتف، وعدم الرد على هواتفهم بأي شكل من الأشكال".

كما ينقل عن طالب آخر أن الجيش يتصل به وبوالديه كل يوم. ويرد عليه مركز الاتصال: "كل هذه المكالمات الهاتفية وكل هذه الأشياء وكل هذه الرسائل هي للتخويف والتوتر، وتجعلك تأتي في النهاية وتتجند. لهذا السبب فإن تعليمات الحاخامات هي عدم الرد على أي هاتف، وعدم التعامل معهم وعدم التحدث معهم".

ويستكمل مركز الاتصال بالقول "إنهم يخترعون جميع أنواع الاختراعات وجميع أنواع الترهيب، كل أنواع الأشياء. لذلك، لا ترد على الهواتف. في حالة إجابتك، لا تواصل المحادثة، فقط أغلق المكالمة".

وفي حالة أخرى، يقول مركز الاتصال: "الحل هو إذا وقف الجميع معا وأطلقوا صوتا عليهم ولم يتعاونوا، فإن الجيش في مرحلة ما سوف يستسلم. إنها مجرد حرب استنزاف، والرابح هو من سيكون قادرا على الصمود فيها".

وفي مكالمة أخرى، طالب شاب آخر تقديم النصيحة له لأنه حينما أراد السفر إلى الخارج اتضح له أنه صدرت بحقه مذكرة توقيف وسينقل إلى سجن عسكري، ولذلك فإنه يريد الحصول على إعفاء، ليأتيه الرد من المركز بأن المنظمة لا تتعامل مع الإعفاءات، بل الاستشارة للتخلص من التجنيد.

إعلان

ونصح مركز الاتصال الشاب، بالقول: "عليك أن تعرف ما الذي يجب الانتباه إليه، وليس الذهاب إلى أماكن يمكن أن تتورط فيها، مثل مطار بن غوريون، وفي حالة مجيئهم إلى منزلك لا تفتح لهم الباب".

ويكمل المركز مشورته بالقول "بموجب القانون، لا يسمح لهم بكسر الباب، لذلك لا تفتح الباب وانتهى الأمر، ويمكنك الاستمرار في العيش كالمعتاد. أما في الحالات الطارئة، فإن لدينا نشطاء يمكنهم المساعدة والمساعدة، بالإضافة إلى المحامين".

نصائح منظمة

ويؤكد المراسل أن مراكز الاتصال التابعة لفصيل القدس لا تتلقى فقط مكالمات من متلقي الطلبات، بل وتباشر هي بتقديم النصائح للشباب الذين يتلقون الأوامر ويقنعونهم بالامتناع عن التجنيد.

ويشير إلى إحدى المحادثات، حيث اتصل مركز الاتصال بأحد الشبان وقال له: "كل الرجال الذين تلقوا الطلبات، نساعدهم وندعمهم، على مدار 24 ساعة في اليوم. نريد مساعدتهم قدر الإمكان. أنا الآن جهة الاتصال الشخصية الخاصة بك، يمكنك كتابة اسمي في الرقم الموجود في دفتر الهاتف الخاص بك. إذا تعرضت لضغوط أو تريد فقط مشورة قانونية، أو أي مساعدة أو دعم، فسيسعدنا الوقوف إلى جانبك في جميع الأوقات".

وفي نفس المكالمة، قال الشاب إنه "ألقى أمر الاستدعاء في سلة المهملات"، فأجاب المشغل: "أحسنت"، فقال الشاب: "اتصلوا بنا إلى المنزل مرتين وقالوا إنه إذا لم أحضر فسوف يصدرون مذكرة اعتقال بحقي. ولكن والدي قالا إنني مصاب بالتوحد"، ليقدم له المركز نصيحة إضافية: "إذا اتصلوا بوالديك، وقالوا إنك هارب، فيمكنهم القول إنهم لا يعرفون أين أنت، أما إذا التقطت السماعة بنفسك فيمكنك غلقها بسرعة في وجوههم، حتى لا يكون هناك دليل على أنهم تحدثوا إليك وأبلغوك بأنك هارب".

ويعلق المراسل على ذلك بالقول "من الواضح أنهم غير مهتمين بالتجنيد، ووفقا لتعليمات الحاخامات ليسوا مستعدين لدخول هذا المكان حتى لا يتأذوا روحيا. لذلك فهو يتعاملون مع الأوامر بأي شكل من الأشكال، وهذه هي نهاية القصة".

إعلان

ويختم تقريره بالحديث عن حالة إطلاق سراح أحد المتهربين الحريديم من السجن العسكري بعد قضاء عقوبته بالتهرب من التجنيد الإجباري، حيث من المتوقع أن يصل أعضاء الفرع لاصطحابه من السجن إلى المنزل بسيارة فاخرة، بل إنهم يدرسون إمكانية مرافقته بمروحية!

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الجیش الإسرائیلی مرکز الاتصال

إقرأ أيضاً:

اغتيال قيادي سابق بالجيش السوري الحر في محافظة درعا (شاهد)

قُتل القيادي السابق في "الجيش السوري الحر"، محمد خالد الخطيب، والمعروف بلقب "محمد المختار"، إثر تعرّضه لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين أمام منزله في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، صباح الثلاثاء.

وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام سورية، فإن الخطيب شغل موقعاً قيادياً في "الجيش الحر"، ثم انضم بعد عام 2018 إلى اللجنة المركزية المسؤولة عن إدارة شؤون الريف الغربي لمحافظة درعا.

اغتيال محمد الخطيب أمام منزله في بلدة اليادودة وهو من قادة الجيش الحر بريف درعا الغربي سابقاً

يعود شبح الاغتيالات لدرعا حيث تم توثيق أكثر من سبع عمليات اغتيال منذ بداية هذا الشهر في تصاعد كبير لهذه العمليات مؤخراً في عدة مناطق بدرعا

شارك محمد بتدمير أكثر من 16 دبابة خلال… pic.twitter.com/hHyxvmcvnf — Omar Alhariri (@omar_alharir) April 8, 2025

ويأتي هذا الاغتيال في سياق حالة من التوتر الأمني المستمر في درعا.


 
ومنذ سقوط النظام السوري السابق في كانون الأول/ديسمبر 2024، أرسلت الحكومة السورية الجديدة تعزيزات عسكرية إلى درعا، وفرضت على المناطق الخاضعة لسيطرتها تسليم السلاح وتسوية أوضاع المطلوبين، في محاولة للحد من الانفلات الأمني.

ويُعد "المختار" أول قيادي من أعضاء اللجنة المركزية يُغتال بعد سقوط النظام، فيما سبقه عدد من عمليات الاغتيال التي استهدفت معارضين سابقين، أبرزهم الدبلوماسي المنشق نور الدين اللباد وشقيقه عماد، اللذان قُتلا برصاص مجهولين في منزلهما بمدينة الصنمين، ما دفع السلطات إلى فرض حظر تجوال مؤقت وإغلاق المدارس.

وشهدت المدينة نفسها توترات أمنية على خلفية ملاحقة قوات الأمن لمجموعات مسلحة تابعة للنظام المخلوع.

وكانت فصائل المعارضة السورية قد تمكنت في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 من السيطرة على العاصمة دمشق، مُنهيين أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث، و53 عاماً من سيطرة عائلة الأسد. 

وفي 29 كانون الثاني/يناير الماضي أعلنت الإدارة الانتقالية الجديدة تعيين فاروق الشرع رئيساً للبلاد لفترة انتقالية تمتد لخمس سنوات.

مقالات مشابهة

  • الجيش يفتح باب التجنيد / تفاصيل وروابط
  • محمد وازن يكشف عن تمرد داخل الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة
  • قناة اسرائيلية تكشف المدة التي سيبقى فيها الجيش الاسرائيلي بجنين وطولكرم
  • الجيش الإسرائيلي يتهم حزب الله بترميم موقع عسكري تحت الأرض
  • الجيش الإسرائيلي يهدد بطرد 970 طياراُ موقعين على رسالة لمعارضة حرب غزة
  • ما أهمية معسكر طيبة الذي استعاده الجيش السوداني من الدعم السريع؟
  • مفخّخ من العدو الإسرائيلي.. هذا ما أزاله الجيش من اللبونة (صور)
  • اغتيال قيادي سابق بالجيش السوري الحر في محافظة درعا (شاهد)
  • "أيديكم ملطخة بالدماء".. مايكروسوفت تفصل موظفتين بعد احتجاجهما على دعم الجيش الإسرائيلي
  • وفاة المهندس بشير خالد الذي تعرض للضرب اثناء التوقيف في مركز للشرطة