في كل سنة وقبل حلول بعض المناسبات العامة تنتشر لدى بعض الناس طلبات جمع الأموال وما تسمى في اللهجة العامية ( القطات) من أجل المعايدات أو الاجتماعات أو إقامة الحفلات الاجتماعية أو خلاف ذلك ، ومن وجهة نظري أن هذه الاجتماعات عندما تكون مقدمة على الأمور الأساسية لدى الناس مثل دعم الفقراء والمحتاجين من الأقارب أو غيرهم فأنها تكون ذات سلبية لأنه تُغفل أمور الناس المهمة وتذهب لجمع الأموال من أجل اجتماع لمدة ساعات معدودة وتضيع فيها أموال كثيرة وإسراف في إعداد الولائم، ولربما تتجاوز في ذلك بحديث فيه قيل وقال وكثر السؤال والنميمة والغيبة وينقلب من اجتماع فيه صلة رحم إلى اجتماع يكثر فيه الإساءة للناس ومخالفة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف .
كما أن بعض هذه الاجتماعات ربما تذهب لجمع أموال ضخمة ولا يعلم ما هو مصيرها في نهاية الأمر، وذلك بحجة إقامة هذا الاجتماع واستعطاف الناس بعبارات صلة الرحم والقربى والتآلف والتعارف، وعندما ندقق في بعض هذه الاجتماعات نجدها مخالفة للطريقة النظامية لجمع الأموال فقد نصت المادة السابعة عشر من نظام جمع التبرعات على التالي:
“يعاقب الشخص ذو الصفة الطبيعية الذي يجمع التبرعات بغرامة لا تزيد على (خمسمائة ألف) ريال، أو بالسجن مدة لا تزيد على سنتين، أو بهما معاً، مع إبعاده من المملكة إن كان غير سعودي بعد انتهاء محكوميته، وعدم السماح له بدخول المملكة إلا بما تقضي به أنظمة الحج والعمرة”
بالإضافة إلى التعليمات الصادرة من الجهات المعنية بعدم جمع الأموال إلا بعد الحصول على الموافقة الرسمية من جهة المختصة حسب النظام.
وعليه نرى أن الشكل الصحيح لجمع الأموال في مثل هذه الاجتماعات هو اتباع الطريقة التسلسلية التالية :
أولاً – الحصول على الموافقة الرسمية من الجهات المختصة قبل جمع الأموال مع ضرورة توضيح طريقة تدفق الأموال وأوجه صرفها وما تبقى منها بشكل واضح ويتميز بالشفافية.
ثانياً – مراعاة الحالة المادية لجميع الأفراد المشاركين في الاجتماع وعدم إرهاق الناس مادياً، ولا تُطلب الأموال إلا بعد أن يتم التأكد من أنها سوف تعود بالفائدة ولمصلحة الجميع.
ثالثاً- أن تكون هذه الاجتماعات ذو مغزى مفيد لأفرادها مثل دعم الفقراء والمحتاجين أو دعم زواج الشباب وغير ذلك مما يعود بالنفع على الجميع.
رابعاً- أن تخلو هذه الاجتماعات من الولائم الكبيرة التي تنحو منحى الإسراف في الطعام والبذخ في ذلك.
خامساً- أن تكون هذه الاجتماعات بتنظيم متقن مع الابتعاد عن نشر وقائع الاجتماع في وسائل التواصل الاجتماعي الذي ربما يكثر فيه المهاترات والفخر الذي ليس في محله والنعرات القبيلية أو المناطقية.
لذلك فأنه من أجل العقل والمنطق ومن أجل الالتزام بالأنظمة والتعليمات نرى العزوف عن الاجتماعات التي لا تكون بطريقة نظامية وتكون فيها الصورة غير واضحة ولا تهدف لمصلحة أفرادها والبعد عن مثل هذه الاجتماعات التي تخالف النظام وتخالف توجيهات ولي الأمر وذلك من المنطلق السامي للآية الكريمة (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ).
غازي عماش
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: هذه الاجتماعات جمع الأموال من أجل
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإيراني: شكل المفاوضات مع واشنطن يرتبط بمسائل متعددة لذلك اخترنا أن تكون غير مباشرة
الثلاثاء, 8 أبريل 2025 1:43 م
بغداد/المركز الخبري الوطني
قال وزير الخارجية الإيراني إن طبيعة المفاوضات مع واشنطن مرتبطة بعدة عوامل معقدة، ولذلك فضّلت طهران أن تكون المباحثات غير مباشرة.