صحيفة الاتحاد:
2025-03-07@01:14:58 GMT

القهوة.. قيم متوارثة

تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
يشمل التراث غير المادي، حسب تعريف «اليونسكو» تقاليد أو أشكال التعبير الحية الموروثة من الأسلاف والتي يتناقلها الأحفاد، مثل التقاليد الشفهية، وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، أو المعارف والمهارات المرتبطة بإنتاج الصناعات الحرفية التقليدية.



كرم وحفاوة
لا تكمن أهمية التراث الثقافي غير المادي في مظهره الثقافي بحد ذاته، وإنما في المعارف والمهارات الغنية التي تنقل عبره من جيل إلى آخر، والقيمة الاجتماعية والاقتصادية التي ينطوي عليها هذا النقل للمعارف، وتعتبر القهوة العربية من أهم المفردات المرتبطة بالثقافة الإماراتية التي تعكس جانباً من قيم المجتمع، فهي ترمز للكرم والحفاوة، وتمثل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية الإماراتية، ووسيلة للتواصل بين الأجيال، هي حاضرة في المناسبات الخاصة مثل الأعياد، الأعراس، والمجالس العامة، لتسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والتقارب بين الأفراد.

أخبار ذات صلة «السدو».. أمانة «الحداء».. إيقاع الصحراء ووسيلة للتواصل مع الإبل رمضانيات تابع التغطية كاملة

تواصل وترابط
عن أهمية القهوة وارتباطها بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة ورمزيتها في الثقافة الإماراتية، قال راشد الحمادي، باحث في التاريخ والتراث، إن القهوة جزء أصيل من التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهي رمز الكرم والضيافة والتقاليد العريقة التي ترسَّخت في المجتمع الإماراتي منذ القدم، كما أنها تعزز من قيم التواصل والترابط بين الناس، موضحاً أن تاريخ القهوة العربية في الإمارات يرتبط بتقاليد الضيافة العربية الأصيلة التي تعتمد على تقديم القهوة للضيوف كعلامة على الكرم والترحيب، أما تقليد إعداد القهوة فيعود إلى مئات السنين، حيث انتشر في أنحاء الجزيرة العربية، حتى أصبحت القهوة جزءاً رئيساً من حياة المجتمع.

دور محوري 
يرى الحمادي، أن القهوة تلعب دوراً محورياً في استقبال الضيوف، والمناسبات الاجتماعية خاصة حفلات الخِطبَة والزفاف واستقبال المولود والتجمعات القبلية، كما أنها تحضر في مجالس الشيوخ وكبار الشخصيات، ورغم التغيرات السريعة في المجتمع الإماراتي، تستمر القهوة كجزء أساسي من الهوية الوطنية، كما أن صناعة القهوة وإعدادها من العادات التي يتمسك بها العربي ويفتخر بها.

حضور دائم
وأورد الحمادي، أن أهل الإمارات يفضلون تناول القهوة يومياً، وأن إعدادها فن يجب تعلمه، باعتبارها من أساسيات مجالس الرجال في حلهم وترحالهم، فعندما كان الأجداد يفتقدون البن في فترات الأزمات في الماضي، كانوا يستعيضون عنها ببدائل أخرى، مثل نوى التمر ونباتات الصحراء، لذلك فهي لم تغب عن مجالسهم ولا عن الذاكرة الشعبية في قصصهم وحكاياتهم ولا تراثهم الثقافي، مشدداً على أهمية نقل معرفة أساسيات إعدادها وأدواتها لهذا لجيل، للسير على خطى آبائهم وأجدادهم، لافتاً إلى أن البدو في الماضي كانوا يمزجون القهوة مع الهيل والزعفران ويتم تحضيرها على موقد تقليدي الصنع مثبت في الأرض ثم يتم تقديمها في فناجين صغيرة، ومع الوقت بدأ العرب باستخدام «الكوار»، وهو حفرة من الطين مع موقد مصنوع من الحصى والحجارة، أما في البيوت أو الخيام فيتم وضع الكوار في ركن من أركان المجلس، بجانب صندوق حطب ومقعد للشخص الذي يقوم بإعداد القهوة.

تقاليد راسخة
أضاف الحمادي: «للقهوة تقاليد راسخة وتجليات واضحة وحضور مميز في تراث الإمارات، يتجلى في المناسبات وحل المشكلات وروتين الحياة اليومية، وقد بلغ من احترام البدو والعرب في السابق للقهوة أنه إذا كان لأحدهم طلب عند شيخ العشيرة أو المضيف كان يضع فنجانه وهو مليء بالقهوة على الأرض ولا يشربه، فيلاحظ المضيف ذلك، فيبادره بالسؤال حول حاجته فإذا قضاها له أمره بشرب قهوته اعتزازاً بنفسه، وإذا امتنع الضيف عن شرب قهوته وتجاهله المضيف ولم يسأله ما طلبه، فإن ذلك يُعد عيباً كبيراً في حقه، كما أن الضيف الذي لا تقدم له القهوة يشعر بالإهانة وعدم التقدير والاحترام».

أهمية ثقافية وتراثية
نظراً للأهمية الثقافية والتراثية التي تحظى بها القهوة العربية، قامت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وقطر، بإدراج القهوة العربية عام 2015 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة «اليونسكو».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القهوة القهوة العربية التراث غير المادي التراث الإماراتي التراث اليونسكو الثقافة الإماراتية القهوة العربیة کما أن

إقرأ أيضاً:

مجلس راشد بن حميد يفتتح أولى جلساته الرمضانية «شهر المجتمع في عام المجتمع»

عجمان: «الخليج»

افتتح مجلس راشد بن حميد أولى جلساته الرمضانية بجلسة بعنوان «شهر المجتمع في عام المجتمع»، برعاية وحضور الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، وبمشاركة الدكتور عمر حبتور الدرعي مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، والدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، وأحمد راشد سعيد النيادي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة.
وأعلن الشيخ راشد بن حميد النعيمي في مستهل الجلسة، عن انطلاق المجلس الرمضاني لعام 2025، والذي يعد منبراً للحوار الهادف والتواصل المثمر مع أصحاب الفكر وأهل العلم والمعرفة خاصة في شهر رمضان، والذي تتجدد فيه مواسم الخير ومنابر العلم وملتقيات تبادل الفكر والرأي، كما رحب بضيوف الشرف والحضور الذين حرصوا على المشاركة في المجلس العامر والذي يجمع الخبراء والمختصين.
وأكد الشيخ راشد بن حميد أن الجلسة الرمضانية ألقت الضوء على عدد من القيم المجتمعية الأصيلة لمجتمع دولة الإمارات، والتي جاءت متزامنة مع عام المجتمع ويمثل شهر رمضان الفضيل فرصة مهمة لتعزيز تلك القيم الأصيلة في نفوس الأجيال الناشئة.
وأدار الإعلامي خالد المرزوقي، الأمسية الدينية التي شهدت حضوراً كبيراً، وتفاعلاً من ضيوف المجلس.
من جهته، أشاد الدكتور عمر حبتور الدرعي بمجلس الشيح راشد بن حميد، الذي يجمع بين الفكر والإيمانيات في الشهر الفضيل، وجاء متزامناً مع إعلان صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص هذا العام عاماً للمجتمع، تلك المبادرة التي تجمع جهود جميع مؤسسات الدولة لإثراء هذا العام بالطرح الإيماني والمجتمعي لتحفيز أفراد المجتمع نحو الرقي قدماً بالقيم الإنسانية التي تربي عليها مجتمع دولة الإمارات.
وأضاف، أن المجالس في دولة الإمارات العربية المتحدة عامرة بذكر الله وتدعو إلى مبادئ التصافي والتحابي كقيم مجتمعية أصيلة داخل مجتمع دولة الإمارات.
من جانبه، تحدث فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، عن تسمية دولة الإمارات لعام 2025 بـ «عام المجتمع» وهو ما يتزامن مع ما أولته الشريعة الإسلامية من عناية للعلاقة الإيجابية التي تربط بين العبد وربه وبين الفرد والمجتمع، مؤكداً أن الصوم شُرع لهذا المفهوم الاجتماعي كما أن تلك الفريضة تكشف عن عدد من الحقوق الواجبة بين أفراد المجتمع.
وبيّن عياد، أن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية أكدت أن فريضة الصوم هي عبادة لها دلالات تؤكد قيم الأخوة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن اختيار عام المجتمع يستهدف بالأساس الرأفة بالآخرين والعمل على المسؤولية المجتمعية المشتركة.
وتخلل المجلس فتح باب الحوار والنقاش الفعال بين الحضور، ويهدف المجلس إلى فتح آفاق المناقشة الإيجابية والحوار الفعال مع نخبة من المختصين والخبراء والعلماء والمفكرين والمبدعين في مختلف التخصصات.

مقالات مشابهة

  • "سنوات الإمارات".. و"عام المجتمع"
  • مجلس راشد بن حميد يفتتح أولى جلساته الرمضانية «شهر المجتمع في عام المجتمع»
  • 1700 مشارك في «ألعاب برجيل» بالحديريات
  • نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات في القمة العربية غير العادية التي افتتح أعمالها الرئيس المصري
  • حماس: نرحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية
  • مجلس المهيدب بالخبر.. ملتقى رمضاني يعكس عمق الروابط الاجتماعية
  • نيابة عن رئيس الدولة .. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات في القمة العربية غير العادية التي افتتح أعمالها الرئيس المصري
  • الديمقراطية العربية التي يجب أن نبني
  • الإمارات.. "الأوقاف" تدعو للإسهام في وقف الأب