صحيفة الاتحاد:
2025-04-07@03:27:40 GMT

القهوة.. قيم متوارثة

تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
يشمل التراث غير المادي، حسب تعريف «اليونسكو» تقاليد أو أشكال التعبير الحية الموروثة من الأسلاف والتي يتناقلها الأحفاد، مثل التقاليد الشفهية، وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، أو المعارف والمهارات المرتبطة بإنتاج الصناعات الحرفية التقليدية.



كرم وحفاوة
لا تكمن أهمية التراث الثقافي غير المادي في مظهره الثقافي بحد ذاته، وإنما في المعارف والمهارات الغنية التي تنقل عبره من جيل إلى آخر، والقيمة الاجتماعية والاقتصادية التي ينطوي عليها هذا النقل للمعارف، وتعتبر القهوة العربية من أهم المفردات المرتبطة بالثقافة الإماراتية التي تعكس جانباً من قيم المجتمع، فهي ترمز للكرم والحفاوة، وتمثل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية الإماراتية، ووسيلة للتواصل بين الأجيال، هي حاضرة في المناسبات الخاصة مثل الأعياد، الأعراس، والمجالس العامة، لتسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والتقارب بين الأفراد.

أخبار ذات صلة «السدو».. أمانة «الحداء».. إيقاع الصحراء ووسيلة للتواصل مع الإبل رمضانيات تابع التغطية كاملة

تواصل وترابط
عن أهمية القهوة وارتباطها بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة ورمزيتها في الثقافة الإماراتية، قال راشد الحمادي، باحث في التاريخ والتراث، إن القهوة جزء أصيل من التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهي رمز الكرم والضيافة والتقاليد العريقة التي ترسَّخت في المجتمع الإماراتي منذ القدم، كما أنها تعزز من قيم التواصل والترابط بين الناس، موضحاً أن تاريخ القهوة العربية في الإمارات يرتبط بتقاليد الضيافة العربية الأصيلة التي تعتمد على تقديم القهوة للضيوف كعلامة على الكرم والترحيب، أما تقليد إعداد القهوة فيعود إلى مئات السنين، حيث انتشر في أنحاء الجزيرة العربية، حتى أصبحت القهوة جزءاً رئيساً من حياة المجتمع.

دور محوري 
يرى الحمادي، أن القهوة تلعب دوراً محورياً في استقبال الضيوف، والمناسبات الاجتماعية خاصة حفلات الخِطبَة والزفاف واستقبال المولود والتجمعات القبلية، كما أنها تحضر في مجالس الشيوخ وكبار الشخصيات، ورغم التغيرات السريعة في المجتمع الإماراتي، تستمر القهوة كجزء أساسي من الهوية الوطنية، كما أن صناعة القهوة وإعدادها من العادات التي يتمسك بها العربي ويفتخر بها.

حضور دائم
وأورد الحمادي، أن أهل الإمارات يفضلون تناول القهوة يومياً، وأن إعدادها فن يجب تعلمه، باعتبارها من أساسيات مجالس الرجال في حلهم وترحالهم، فعندما كان الأجداد يفتقدون البن في فترات الأزمات في الماضي، كانوا يستعيضون عنها ببدائل أخرى، مثل نوى التمر ونباتات الصحراء، لذلك فهي لم تغب عن مجالسهم ولا عن الذاكرة الشعبية في قصصهم وحكاياتهم ولا تراثهم الثقافي، مشدداً على أهمية نقل معرفة أساسيات إعدادها وأدواتها لهذا لجيل، للسير على خطى آبائهم وأجدادهم، لافتاً إلى أن البدو في الماضي كانوا يمزجون القهوة مع الهيل والزعفران ويتم تحضيرها على موقد تقليدي الصنع مثبت في الأرض ثم يتم تقديمها في فناجين صغيرة، ومع الوقت بدأ العرب باستخدام «الكوار»، وهو حفرة من الطين مع موقد مصنوع من الحصى والحجارة، أما في البيوت أو الخيام فيتم وضع الكوار في ركن من أركان المجلس، بجانب صندوق حطب ومقعد للشخص الذي يقوم بإعداد القهوة.

تقاليد راسخة
أضاف الحمادي: «للقهوة تقاليد راسخة وتجليات واضحة وحضور مميز في تراث الإمارات، يتجلى في المناسبات وحل المشكلات وروتين الحياة اليومية، وقد بلغ من احترام البدو والعرب في السابق للقهوة أنه إذا كان لأحدهم طلب عند شيخ العشيرة أو المضيف كان يضع فنجانه وهو مليء بالقهوة على الأرض ولا يشربه، فيلاحظ المضيف ذلك، فيبادره بالسؤال حول حاجته فإذا قضاها له أمره بشرب قهوته اعتزازاً بنفسه، وإذا امتنع الضيف عن شرب قهوته وتجاهله المضيف ولم يسأله ما طلبه، فإن ذلك يُعد عيباً كبيراً في حقه، كما أن الضيف الذي لا تقدم له القهوة يشعر بالإهانة وعدم التقدير والاحترام».

أهمية ثقافية وتراثية
نظراً للأهمية الثقافية والتراثية التي تحظى بها القهوة العربية، قامت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وقطر، بإدراج القهوة العربية عام 2015 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة «اليونسكو».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القهوة القهوة العربية التراث غير المادي التراث الإماراتي التراث اليونسكو الثقافة الإماراتية القهوة العربیة کما أن

إقرأ أيضاً:

الإمارات جعلت السلام جزءاً أصيلاً من المجتمع

أبوظبي: «الخليج»
أكدت جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان أن دولة الإمارات جعلت السلام والتسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية جزءاً أصيلاً من المجتمع، ملتزمةً بمشاركة هذه القيم والمبادئ مع العالم أجمع.
وذكرت الجمعية، بمناسبة اليوم الدولي للضمير الذي يوافق 5 إبريل من كل عام، أن دولة الإمارات تقدّمت 31 مركزاً على مؤشر السلام العالمي لعام 2024 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في سيدني، وذلك من خلال إطلاق المبادرات والجوائز العالمية التي تحتفي بتعزيز التسامح والسلام، منها إنشاء وزارة التسامح والتعايش، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، وجائزة الإمارات العالمية لشعراء السلام، وجائزة زايد للأخوة الإنسانية، وجائزة محمد بن راشد للتسامح.
وأكدت أن دولة الإمارات عززت موقعها القائم على تعزيز الاستقرار والسلام، وقدرتها على لعب دور محوري في القضايا الإقليمية والدولية، ومشاركتها في المبادرات التنموية العالمية، حيث حصدت المرتبة العاشرة في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، كما جاء ترتيبها ضمن أهم عشر دول عالمياً في عدد من المجالات، حيث نالت المركز الرابع عالمياً في الكرم والعطاء، والمركز الثامن في المؤشر العام للتأثير الدولي، والتاسع في كل من العلاقات الدولية، والتأثير في الدوائر الدبلوماسية.
وأشارت الجمعية إلى أن الإمارات تصدرت كذلك العديد من مؤشرات التنافسية العالمية لعام 2024، عبر تعزيز البنية المؤسسية التي تحمي حقوق الإنسان، حيث حصلت على المركز الأول إقليمياً وال37 عالمياً في مؤشر سيادة القانون، وحققت المركز الأول إقليمياً والسابع عالمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين، واحتلت المركز الأول إقليمياً والسادس عالمياً في مؤشر جودة التعليم، مشيرة إلى إطلاق الإمارات خلال عام 2024، مبادرة «إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم، لدعم الأعمال الإنسانية عالمياً.
ونوهت إلى إعلان «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية» عن تقديم 100 مليون دولار لدعم التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، حيث بلغ إجمالي المساعدات الخارجية منذ تأسيس الاتحاد عام 1971 حتى منتصف 2024 نحو 360 مليار درهم، ما كان له بالغ الأثر في الحد من الفقر وتعزيز ثقافة السلام فضلاً عن الاستثمارات الإماراتية الداعمة للدول التي تعاني اقتصادياً نتيجة النزاعات، والتي قدّرها صندوق النقد الدولي لعام 2025 بنحو 50 مليار دولار.
وأشارت كذلك إلى إطلاق الدفعة الرابعة من مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن في يونيو 2024، والتي تركّز على تمكين المرأة، وإنشاء شبكات تواصل بين النساء المعنيات بالعمل في المجال العسكري وحفظ السلام، وزيادة تمثيل المرأة في قوات حفظ السلام، كما دعمت الدولة كافة الجهود الهادفة إلى دفع مبادرات السلام الخاصة بالسودان، وتجنّب حدوث المجاعة الوشيكة، وقدّمت دعماً إغاثياً بقيمة 600.4 مليون دولار منذ بدء أزمتها الإنسانية.
وأثنت الجمعية على جهود الوساطة التي قامت بها الإمارات بين جمهوريتي روسيا وأوكرانيا، وأثمرت إتمام 13 عملية لتبادل أسرى الحرب لدى الطرفين، بإجمالي 3233 أسيراً منذ بداية الأزمة عام 2024، مشيدةً بنجاح الجهود الإماراتية في تبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية في ديسمبر 2022.
ولفتت جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان إلى الالتزام الثابت للإمارات في تعزيز مشروع السلام، حيث قدمت في مايو 2024، مشروع قرار بأهلية دولة فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة خلال جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة، وقد حصل على تصويت الجمعية العامة بأغلبية لصالح قبول القرار، في خطوة تاريخية على طريق السلام.

مقالات مشابهة

  • الحمادي يهدي الإمارات ذهبية الطيران الشراعي في الألعاب الخليجية الشاطئية
  • الحمادي يهدي الإمارات ذهبية «الطيران الشراعي» في عُمان
  • الابتكار الثقافي.. تصميم المستقبل بمقاييس إماراتية
  • «أبوظبي للغة العربية» يطلق مؤشراً جديداً لقياس «قوّة ارتباط المجتمع باللغة العربية»
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • منظمة النهضة العربية: المجتمع الدولي عاجز على اتخاذ موقف حاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة
  • أبوظبي للغة العربية يطلق مؤشر قوة ارتباط المجتمع باالعربية
  • الإمارات جعلت السلام جزءاً أصيلاً من المجتمع
  • خبير: الدول العربية تدين الاحتلال الإسرائيلي دون خطوات فعلية على الأرض
  • أحمد يعقوب: الحزمة الاجتماعية الحالية من أضخم الحزم التي أقرتها الدولة لدعم المواطنين