يشكل الموروث الثقافي كنزا لذاكرة الأوطان وهويتها وسجلا تاريخيا قيما يقدم نظرة ثاقبة للمجتمعات والثقافات وإرثا فكريا وإبداعيا تتوارثه الأجيال لابد من الحفاظ عليه حتى تتمكن الأجيال القادمة من التعلم من ثراء التاريخ البشري.


ويبرز دور تقنيات الذكاء الاصطناعي وخاصة الرؤية الحاسوبية كأدوات قوية تحاول الحفاظ على هذه الكنوز الثقافية والتاريخية، حيث أنه من خلال أساليب مثل الكشف عن الأشياء، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد وتوثيق سمات القطع الأثرية الثقافية بدقة ملحوظة؛ ما يساعد في حمايتها ودراستها.


ولم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية حديثة؛ بل هو شريك يمكنه إحداث تحول جذري في كيفية توثيق، وتحليل، وإدارة المواقع التراثية من خلال توظيف تقنيات مثل التعلم العميق، ومعالجة البيانات الضخمة ، كما يمكن أن يوفر حلولا تتجاوز القدرات التقليدية في مجال الحفظ، فهو يلعب دورا فريدا في تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث وضمان استدامته .


وعلاوة على دوره في حفظ الفنون والتراث الثقافي، يتوافق الذكاء الاصطناعي مع الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي وضعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2015 وهو جعل " المدن شاملة، وآمنة، ومرنة، ومستدامة".


وأجمع خبراء ومتخصصون، في أحاديث منفصلة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، على أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا فاعلا في حفظ التراث وتقديمه للناس بصورة ممنهجة ومنظمة، وأن هناك مستوى آخر من استخدامات الذكاء الاصطناعي، يشمل كيفية جعل هذا التراث فاعلاً في الحياة اليومية وترسيخ قيمته للتعليم والتدريب.


واعتبر المتخصصون أن الذكاء الاصطناعي يساعد في استعادة وحماية الأعمال الفنية القديمة من خلال تقنيات متطورة مثل التعلم العميق والرؤية الحاسوبية، ومن أبرز التطبيقات في هذا المجال، الترميم الرقمي للأعمال الفنية وإعادة بناء اللوحات والجداريات القديمة.


ويقول أستاذ تقنية المعلومات بقسم المكتبات والمعلومات في كلية الآداب بجامعة القاهرة الدكتور مؤمن النشرتي، إن العالم يشهد تطورا هائلًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت هذه التقنية تلعب دورًا محوريًا في عديد من المجالات، بما في ذلك حفظ الفنون والتراث الثقافي ومع تزايد المخاطر التي تهدد التراث الثقافي، مثل التغيرات المناخية، والحروب، والإهمال، والتقادم الزمني، بات الذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة للحفاظ على هذه الكنوز وإحيائها للأجيال القادمة.


وأضاف النشرتي أن الذكاء الاصطناعي يساعد في استعادة وحماية الأعمال الفنية القديمة من خلال تقنيات متطورة مثل التعلم العميق والرؤية الحاسوبية، ومن أبرز التطبيقات في هذا المجال، الترميم الرقمي للأعمال الفنية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة بناء اللوحات والجداريات القديمة التي تضررت عبر الزمن، فعلى سبيل المثال، استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في استعادة ألوان بعض لوحات عصر النهضة وتحليل الطبقات الخفية في أعمال فنية شهيرة.


وأشار إلى أنه من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن التعرف على الأعمال الفنية المزورة، قائلا يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل تفاصيل اللوحات والمنحوتات لمقارنة أساليب الفنانين الأصليين؛ ما يساعد في كشف التزييف وحماية سوق الفن من التلاعب، فضلا عن إمكانية الأرشفة الرقمية للتراث الفني، حيث تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على إنشاء أرشيفات رقمية للفنون؛ ما يسمح بالحفاظ عليها في شكل رقمي يتيح للباحثين والجمهور الوصول إليها بسهولة عبر الإنترنت.


ولفت إلى أن دور الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الفنون فحسب، بل يمتد إلى حماية التراث الثقافي بمختلف أشكاله، من مواقع أثرية إلى لغات مهددة بالاندثار ومن أبرز التطبيقات في هذا المجال، إعادة بناء المواقع الأثرية، حيث تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي، في إعادة بناء المواقع الأثرية التي تعرضت للدمار، مثل تدمر في سوريا أو نوتردام في فرنسا.


ونوه بدور الذكاء الاصطناعي في تحليل الوثائق والمخطوطات القديمة، قائلا بفضل التعلم الآلي، يمكن تحليل وترجمة المخطوطات القديمة التي يصعب قراءتها بسبب التلف أو اللغة القديمة المستخدمة فيها، مما يسهم في استكشاف المزيد من التاريخ الإنساني، كما يعمل الذكاء الاصطناعي على تسجيل وتحليل اللغات المهددة بالإندثار، حيث تستخدم تقنيات مثل معالجة اللغات الطبيعية للحفاظ على التراث اللغوي والثقافي من خلال ترجمته وتحليله.


ومن جانبه، قال الدكتور محمد أحمد عبداللطيف أستاذ الآثار وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا فاعلاً في حفظ التراث وتقديمه للناس بصورة ممنهجة ومنظمة، وأن هناك مستوى آخر من استخدامات الذكاء الاصطناعي، يشمل كيفية جعل هذا التراث فاعلاً في حياتنا، بحيث لا نكتفي بجمع التراث وتنظيمه فحسب؛ بل أن ننتقل إلى مستوى أعمق ونجعل هذا التراث فاعلاً في حياتنا اليومية وترسيخ قيمته للتعليم والتدريب.


وأضاف أن التراث الثقافي يلعب دورا أساسيا في تشكيل هويتنا وفهم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ومع ذلك فهو هش وعرضه للتدمير مع مرور الوقت ونشوب الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية والمتغيرات المناخية، ولكن الذكاء الاصطناعي أداه قيمة في الحفاظ على تراثنا الثقافي المتنوع وتعزيزه، حيث أتاحت التطبيقات الجديدة للذكاء الاصطناعي فرصا لإنتاج أدوات مبتكرة لتوثيق وإدارة التراث الثقافي، والتوثيق الرقمي للقطع الأثرية والمواقع التاريخية باستخدام تقنية النمذجة والمسح الضوئي ثلاثي الأبعاد المدعومة بالذكاء الاصطناعي.


وأشار إلى أن علماء الآثار تمكنوا عن طريق الذكاء الاصطناعي من إنشاء نسخ رقمية مفصلة ودقيقة من القطع الأثرية والآثار ومن إعادة بناء قطعة فنية أو إكمال مقطوعة موسيقية غير مكتملة لموسيقى عظيمة، أو تحديد مؤلف لنص قديم، أو تقديم تفاصيل معمارية لإعادة بناء.


وأوضح أن هذا لا يساعد في الحفاظ على القطع الأصلية فحسب، بل يسمح أيضا للباحثين والجمهور لاستكشافها والتفاعل معها بطرق جديدة، فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي استخدام برامج الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى جعل الوثائق التاريخية والنقوش والنصوص الأخرى في متناول الأشخاص الذي يتحدثون لغات مختلفة.


وأضاف إنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوات التي يمكن أن تساعد الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية في تجربة المواقع الفنية والثقافية من خلال الصوت واللمس، ويساعد الذكاء الاصطناعي أيضا من خلال استخدام التقنيات المتقدمة في الوصول والشمول للمتاحف، فضلا عن كسر الحواجز التي تمنع الأفراد ذوي القدرات الخاصة من الاستمتاع الكامل بمعروضات المتاحف.


وذكر أن حماية التراث الثقافي أمر مهم للغاية للحفاظ على التراث التاريخي للمجتمعات ولاستمرار التنوع الثقافي، مشيرا إلى أن ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي فتح آفاقا جديدة لطرق الحماية المبتكرة والفعالة في هذا المجال مع وجود العديد من تطبيقات الذكاء في الحفاظ على التراث الثقافي، مع التركيز على أثره في الرقمنة والتوثيق والتحليل والترميم والحفظ من الآثار الثقافية والمواقع التاريخية .


ونوه بان الذكاء الاصطناعي يساهم أيضا في حماية مواقع التراث الثقافي من خلال معالجة الآثار المادية من خلال المراقبة البيئية والتنبؤ بالتغيرات المناخية من خلال أجهزة الاستشعار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتحليلات بيانات المخاطر المحتملة مثل التغيرات المناخية في درجات الحرارة وتقلبات الرطوبة وتلوث الهواء، ما يتيح الاستجابة في الوقت المناسب للحد من التأثيرات البيئية بفضل الذكاء الاصطناعي، كما أنه يمكن اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل أن تؤدي المخاطر الحالية أو المحتملة إلى الأضرار بالتراث الثقافي.


ووأوضح أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في علم الآثار بعدة طرق إحداها استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحليل وتفسير البيانات الأثرية فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الجوية وتحديد المواقع الأثرية المحتملة أو لتحليل القطع الأثرية وتحديد عمرها ووظيفتها ومصدرها، وهناك طريقة أخرى يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي في علم الآثار وهي استخدام المحاكاة الحاسوبية والواقع الافتراضي لإعادة إنشاء البيئات القديمة والممارسات الثقافية وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل وتفسير الكم الهائل من البيانات الناتجة عن البحوث الأثرية، مما يساعد علماء الآثار على تحديد الأنماط والروابط التي قد يكون من الصعب تمييزها من خلال الطرق التقليدية. بشكل عام، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إحداث ثورة في مجال علم الآثار من خلال توفير أدوات وطرق جديدة لتحليل البيانات وتفسيرها وعرضها.


بدورها، قالت الدكتورة هالة هاشم غنيم ‏أستاذ مساعد تاريخ الفن وحفظ التراث و‏زميل "ماريا لريشة" لعلوم الصورة والسياسة الثقافية بمركز دراسات تاريخ الفن وعلوم الموسيقى بجامعة دريسدن التقنية بجمهورية ألمانيا الاتحادية، إن وسائل استخدام الذكاء الاصطناعي تعددت للمساعدة في الحفاظ على التراث الثقافي وترميمه واستعادته، وأحد التطبيقات المهمة هو رقمنة القطع الأثرية والوثائق التاريخية من خلال تقنيات التصوير المتقدمة وخوارزميات التعلم الآلي .


وأضافت أن الذكاء الاصطناعي يستطيع التقاط وتحليل صور عالية الدقة للمخطوطات واللوحات والمنحوتات القديمة وأن هذه العملية لا تساعد في إنشاء أرشيفات رقمية فحسب بل تساعد أيضا في تحديد التفاصيل المخفية وفك رموز النصوص الباهة، وهذا يوفر الوقت والموارد مع ضمان تنفيذ عملية الترميم بأقصى قدر من الدقة.


وأوضحت أنه بواسطة الحفاظ على التراث الثقافي بشكل رقمي يضمن المسح ثلاثي الأبعاد الحافظ على مواقع التراث الثقافي حتى في حالة تدهورها بمرور الوقت، كما يسمح المسح ثلاثي الأبعاد بخلق تجارب افتراضية تفاعلية، ما يتيح للناس الاستكشاف في أي مكان في العالم، كما تتيح أدوات الترجمة الذكية فهم التقاليد الثقافية والحافظ عليها والترجمة بين اللغات القديمة والحديثة بالإضافة إلى تحليل المخطوطات القديمة عن طريق تحديد الأنماط والاتجاهات في انص ما يساعد في فهم أفضل للأحداث والتطورات التاريخية، ما يساعد في إنشاء أرشيف رقمي للتراث ويتيح سهولة الوصول إليها.


وأشارت إلى أنه يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال استخدام تقنيات التعرف الضوئي والحاسوبي للتعرف على الآثار والتمييز بينها وبين الأشياء الأخرى، كما أنه يمكن استخدام تقنيات التصوير الثلاثي الأبعاد لإنشاء نماذج دقيقة للآثار والمواقع الأثرية، مما يساعد على فهم تفاصيلها بشكل أفضل، واستخدام التحليل الإحصائي لتحليل البيانات الأثرية وتحديد العلاقات بين العناصر المختلفة، وهذا يمكن أن يساعد على فهم الحضارات القديمة وطرق حياتها، كما يمكن استخدام الترجمة الآلية في ترجمة النصوص الأثرية من لغات مختلفة، مما يساعد على فهم الآثار بشكل أفضل، فضلا عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل النقوش الأثرية وفك شفراتها، وهذا يساعد على فهم التاريخ والحضارات القديمة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بمواقع الآثار والكشف عنها، مما يساعد على توجيه البحث الأثري بشكل أفضل.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الموروث الثقافي تقنيات الذكاء الاصطناعي الرؤية الحاسوبية یمکن استخدام الذکاء الاصطناعی استخدام الذکاء الاصطناعی فی تقنیات الذکاء الاصطناعی أن الذکاء الاصطناعی الحفاظ على التراث المواقع الأثریة استخدام تقنیات التراث الثقافی القطع الأثریة فی الحفاظ على یساعد على فهم فی هذا المجال ما یساعد فی إعادة بناء مما یساعد أنه یمکن یلعب دور من خلال یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

لماذا يحتفل العالم بيوم لحماية الملكية الفكرية؟.. خبراء: حماية الإبداع استثمار استراتيجي للمستقبل.. وخطوة لبناء اقتصادات المعرفة الحديثة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق  كل انواع الابداع 

يعد اليوم العالمي للملكية الفكرية، الذي نحتفل به في مثل هذا اليوم 26 أبريل من المناسبة السنوية التي أعلنتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) في عام 2000 بهدف إذكاء الوعي بأهمية الملكية الفكرية ودورها في تشجيع الابتكار والإبداع، يمثل هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على مساهمات المبدعين والمبتكرين في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية حول العالم.

حماية إبداعات العقل وكل إنتاج فكرى

وعن هذا اليوم، يقول أستاذ القانون المدنى بكلية الحقوق جامعة القاهرة دكتور محمد شكرى سرور لـ"البوابة نيوز" : تشير الملكية الفكرية إلى حماية إبداعات العقل وكل انتاج فكرى سواء كان ينتمي إلى المصنفات الفنية أو الاختراعات أو برامج الكمبيوتر أو العلامات التجارية وغيرها من العلامات في المجال التجاري.

الحق الفكري مال قابل للتعامل

ويتابع: الحق الفكري مال قابل للتعامل والتنازل والحجز والإرث ولكن وفق شروط حددتها التشريعات والاتفاقيات الدولية فالحقوق الفكرية هي أموال درج عرف الناس على التعامل بها استئثاراً واستعمالًا واستثمارًا، ووصفها بالملكية الفكرية، وهذا الوصف هو تعبير مجازي يشير إلى الاختصاص والاستئثار، ومن باب إطلاق اللفظ العام على الخاص، كما لو قلنا ملكية حق شخصي مع أن الملكية هي حق عيني، أو ملكية حق استعمال المؤلف .

الملكية حق عينىتشمل مجموعة واسعة من الحقوق القانونية


وأضاف: لا تقتصر الملكية الفكرية على حماية الأفكار والإبداعات فحسب، بل تمتد لتشمل مجموعة واسعة من الحقوق القانونية التي تمنح المبدعين والمبتكرين السيطرة على استخدام مصنفاتهم واختراعاتهم، و تشمل هذه الحقوق براءات الاختراع التي تحمي الاختراعات التقنية، وحقوق المؤلف التي تحمي الأعمال الأدبية والفنية، والعلامات التجارية التي تميز المنتجات والخدمات، والتصاميم الصناعية التي تحمي المظهر الجمالي للمنتجات، والمؤشرات الجغرافية التي تحدد المنشأ الجغرافي للمنتجات ذات الخصائص المرتبطة بهذا المنشأ .


أهمية اليوم العالمي للملكية الفكرية


وأوضح:  تكمن أهمية اليوم العالمي للملكية الفكرية في تعزيز ثقافة احترام حقوق الملكية الفكرية وتشجيع الأفراد والشركات على الاستفادة من نظام الملكية الفكرية لحماية إبداعاتهم وتسويقها، كما يهدف إلى توعية الجمهور بدور الملكية الفكرية في دفع عجلة الابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل . 

منصة حيوية

من جانبها قالت أستاذة القانون المدنى بحقوق القاهرة الدكتورة هبة الله رسلان لـ"البوابة نيوز" : أن "اليوم العالمي للملكية الفكرية يمثل منصة حيوية للتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه الملكية الفكرية في بناء اقتصادات المعرفة الحديثة، فهو يوم لتذكير الحكومات والقطاع الخاص والأفراد بأن حماية الإبداع ليست مجرد حق للمبدع، بل هي استثمار استراتيجي للمستقبل وذلك من خلال توفير بيئة قانونية واضحة وفعالة لحماية الملكية الفكرية يمكننا تشجيع المزيد من الاستثمار في البحث والتطوير.

تحفيز الشركات الناشئة


وأضافت: تفعيل القانون يعمل على تحفيز الشركات الناشئة على النمو والتوسع، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، كما أن هذا اليوم يمثل فرصة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الملكية الفكرية وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات." وتضيف الدكتورة ليلى: "أعتقد أن التركيز في السنوات القادمة يجب أن ينصب على تبسيط إجراءات تسجيل حقوق الملكية الفكرية وتوفير آليات فعالة لإنفاذ هذه الحقوق، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الرقمية وسهولة نسخ وتوزيع المصنفات المحمية .

ميزة تنافسية قوية في السوق

وفى ذات السياق قال خبير استشارات الملكية الفكرية الدكتور أحمد سليم لـ"البوابة نيوز" حول الجانب العملي والتطبيقي للملكية الفكرية، قائلاً: "اليوم العالمي للملكية الفكرية فرصة عظيمة لتوعية الشركات، وخاصة الصغيرة والمتوسطة، بأهمية دمج استراتيجيات الملكية الفكرية في خطط أعمالها، فالعديد من الشركات لا تدرك القيمة الكامنة في علاماتها التجارية أو تصاميمها أو حتى أسرارها التجارية و يمكن لحماية هذه الأصول الفكرية أن تمنحها ميزة تنافسية قوية في السوق وتزيد من قيمتها السوقية، هذا اليوم هو دعوة للشركات لتقييم أصولها الفكرية وتطوير استراتيجيات لحمايتها واستغلالها تجارياً بشكل فعال .

يساهم في تحقيق التنمية المستدامة

ويضيف الدكتور أحمد: من الضروري أيضاً التركيز على بناء قدرات الكوادر المتخصصة في مجال الملكية الفكرية وتقديم الدعم والاستشارة للمبدعين والمبتكرين لمساعدتهم على فهم حقوقهم وكيفية حمايتها، يجب أن يكون هناك تواصل فعال بين الأكاديميين والممارسين وصناع القرار لضمان أن نظام الملكية الفكرية يلبي احتياجات جميع الأطراف المعنية ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة .

يدعم الإبداع والابتكار

ويختتم: يظل اليوم العالمي للملكية الفكرية مناسبة هامة لتجديد الالتزام بتعزيز نظام ملكية فكرية عالمي متوازن وفعال يدعم الإبداع والابتكار ويساهم في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً للجميع إن الاستثمار في الملكية الفكرية هو استثمار في المستقبل، وتمكين المبدعين والمبتكرين هو تمكين للمجتمعات بأسرها.

مقالات مشابهة

  • تحديات العمل القضائي في ظل الذكاء الاصطناعي..مؤتمر بـ قضايا الدولة
  • "عُمان داتا بارك" تقود تعاونًا استراتيجيًا في الذكاء الاصطناعي لتعزيز المستقبل الرقمي
  • لماذا يحتفل العالم بيوم لحماية الملكية الفكرية؟.. خبراء: حماية الإبداع استثمار استراتيجي للمستقبل.. وخطوة لبناء اقتصادات المعرفة الحديثة
  • نصائح منزلية فعالة لمواجهة جفاف العين دون قطرات طبية
  • بحضور نهيان بن مبارك.. “بولينوم” و “أبوظبي للإدارة” تطلقان أكاديمية الذكاء الاصطناعي
  • محمد جبران: الذكاء الاصطناعي دخل سوق العمل .. وبعض الوظائف ستندثر
  • مؤتمر بإسطنبول يصدر توصيات حول الذكاء الاصطناعي
  • اتفاقية لجمعية الصحفيين توفر الذكاء الاصطناعي بلغة الإشارة
  • خبراء يناقشون سؤال: الكتابة في عصر الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟
  • هيئة الكتاب تحتفل بأعياد الربيع في مركز الشروق الثقافي بفعاليات مبهجة تجمع بين الفن والتعليم