لجريدة عمان:
2025-03-04@21:45:36 GMT

مسقط.. توازن معماري يجمع بين الأصالة والحداثة

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

مسقط.. توازن معماري يجمع بين الأصالة والحداثة

جسّدت مسقط بموقعها الجغرافي الفريد على بحر عُمان، نقطة التقاء تاريخية للعديد من الحضارات والثقافات، وكانت ولا تزال واحدة من أبرز وأقدم المدن العربية التي تمتاز بتوازنها العمراني، الذي أسهم في الحفاظ على طبيعتها وجمالها الطبيعي في مشهد لافت يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ومن خلال سياستها العمرانية المدروسة وتشريعاتها المحكمة، نجحت مسقط في تحقيق عمق هندسي متوازن، حافظ على توازن مظهر تمدد بنيتها المعمارية أفقيًا ورأسيًا، لتصبح امتدادًا جغرافيًا طبيعيًا مستدامًا.

وفي هذا الاستطلاع، نتعمق في هندسة مسقط المعمارية وسر تناغمها بين الحداثة والتراث الثقافي.

رؤية متكاملة

قالت شريفة بنت سعود الرحبية، مهندسة تخطيط بقسم إعداد المخططات التفصيلية بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني: تمثل مسقط نموذجًا فريدًا لمدينة تجمع بين الإرث التاريخي العريق والرؤية الطموحة للمستقبل، ولقد استطاعت تحقيق التوازن بين التطور العمراني والحفاظ على الطابع التراثي، ومع تسارع وتيرة التطور العمراني، برزت الحاجة إلى تحقيق توازن دقيق بين تحديث البنية الأساسية والحفاظ على الهوية الثقافية، وفي هذا الإطار، تؤدي وزارة الإسكان والتخطيط العمراني دورًا رئيسيًا في صياغة سياسات تنموية مستدامة تضمن تناغم التطور مع الخصوصية التراثية لمسقط.

مطرح.. أنموذج للتوازن العمراني

وأوضحت الرحبية أن منطقة مطرح تُعد إحدى أقدم وأهم المناطق في مسقط، حيث تتميز بتاريخها الغني وموقعها الحيوي المطل على الميناء، واستجابة لضرورات التطوير، أطلقت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مشروع التجديد الحضري بمطرح، الذي يهدف إلى إحياء المنطقة وتعزيز جاذبيتها مع الحفاظ على طابعها المعماري المتميز، ويرتكز المشروع على نهج شامل يجمع بين إعادة تأهيل المباني التراثية وتطوير المرافق العامة، بما يضمن تحسين جودة الحياة للسكان وتعزيز الجاذبية السياحية والاستثمارية.

وأضافت: يتم ذلك من خلال ترميم وإعادة تأهيل المباني التاريخية للحفاظ على هويتها المعمارية وضمان استدامتها للأجيال القادمة، ودمج التصاميم الحديثة مع الطابع التراثي بما يعزز التناغم البصري بين الماضي والحاضر، وتحسين البنية الأساسية والمرافق العامة لتوفير بيئة حضرية متطورة دون المساس بالقيم التاريخية للمنطقة.

وأكدت الرحبية أن مشروع تجديد مطرح يُجسد التزام سلطنة عُمان بالحفاظ على هويتها الثقافية، مع المضي قدمًا في مسيرة التحديث والتطوير، وقالت: من خلال هذا النهج المتوازن، تعزز مسقط مكانتها كمدينة تحتضن ماضيها العريق وتستشرف مستقبلًا واعدًا، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في التخطيط العمراني المستدام.

هوية ثقافية فريدة

من جانبه، قال المهندس وضاح بن غالب بن سالم الراشدي، معماري ومخطط حضري: لقد شكلت السياسات والمعايير التخطيطية العمرانية التي انتهجتها مسقط أساس التوازن العمراني، مما خلق توازنًا عميقًا بين المباني الحديثة والطابع التراثي، وكان لهذا التوازن أثر واضح في التجانس بين النسيج العمراني التقليدي ومتطلبات واحتياجات التطور العمراني الحديث؛ فالعمران الحديث لم يأتِ لينقض التراث القديم، بل جاء متجانسًا معه بطابع عماني فريد وتمازج معه ليولد نسيجًا معماريًا بهوية ثقافية راسخة.

وأشار الراشدي إلى أن ولاية مطرح تتميز بنسيج عمراني كثيف حافظ على الهوية المعمارية القديمة برسوخ وثبات، وقال: منذ انطلاق النهضة الحديثة، ساد التناغم بين العمران القديم والحديث بما يلبي احتياجات المجتمع، ولقد راعى الانسجام العمراني الازدهار الاقتصادي والنمو المجتمعي واحتياجات المستقبل، وارتبط معمار مسقط الحديث بالنسيج المعماري الثقافي والتاريخي الذي راعى خصوصية المكان وحافظ على أنماط الحياة التي يعيشها أهل البلد.

وقالت بِهان بنت حمد بن سالم الراسبية، مصممة معمارية ومخططة حضرية: في قلب الخليج العربي، تقف العاصمة العُمانية مسقط شامخة بين ماضٍ أصيل ومستقبلٍ طموح، لقد نجحت في الحفاظ على روحها القديمة وطابعها التراثي، وتمكنت من تحقيق التوازن المثالي بينها وبين تطورها العمراني الحديث بفضل رؤية مدروسة تأخذ بعين الاعتبار تاريخها العميق واحتياجاتها المستقبلية.

وأضافت: لم يكن الحفاظ على هوية مسقط العمرانية مجرد صدفة، بل جاء نتيجة قرارات واعية وتشريعات مدروسة هدفت إلى صون طابعها المميز، فقد وُضعت قوانين تخطيطية تُحدد ارتفاعات المباني، وتُلزم باستخدام ألوان وخامات تتناغم مع البيئة المحلية، مما يحافظ على التناسق البصري بين العمارة الحديثة والتقليدية.

وأشارت الراسبية إلى أن المشاريع المعمارية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة تُعد من الركائز الأساسية في مسعى تطوير المدينة، وقالت: من خلال إنشاء قرى تراثية وأسواق تقليدية مطورة، يمكن إظهار الجمال التاريخي للمدينة مع تعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية، وهذا النوع من المشاريع لا يعزز السياحة فحسب، بل يعيد إحياء الثقافة العمانية، مما يسهم في جذب الاستثمارات.

مشاريع مبتكرة

واختتمت الراسبية حديثها قائلة: مع تقدم مسقط نحو مرحلة جديدة من التطور العمراني، تبرز أهمية الشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص لضمان تنفيذ مشاريع مبتكرة تحقق توازنًا بين الحفاظ على التقاليد وتحقيق التقدم المعماري، ومع الالتزام بالهوية التراثية والتخطيط المستدام، ستظل مسقط نموذجًا حيًا على كيفية دمج الحداثة مع الأصالة، مما يجعلها وجهة متميزة على خارطة السياحة العالمية.

رؤية شبابية للمستقبل

من جهته، قال عبدالله بن إبراهيم بن عيسى الراشدي، طالب عمارة وتخطيط حضري بالجامعة الألمانية في سلطنة عُمان: إن النمط المعماري الحديث في مسقط لم يتغرب كثيرًا، بل استمد قوته من العمارة العمانية الأصيلة، واستوحت النهضة العمرانية الحديثة معمارها من التراث والثقافة العمانية السائدة، وهذا الأمر شكّل حالة من التوازن بين التطور العمراني الحديث والحفاظ على الطابع التراثي والهوية المعمارية العمانية في البناء.

وأضاف: ابتعدت مسقط عن ناطحات السحاب التي غالبًا ما تظهر في عواصم الدول، فبقيت محافظة على طابعها بسنّ سياسات تحدد ارتفاع المباني بما يتوافق مع سياسة خصوصية البيئة والإنسان، وحققت السياسة العمرانية لمسقط الكثير من التوازن واستمدت بعض عناصرها من مرحلة الانفتاح المعماري وأهمية مواكبة التطور السياحي والاستثماري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التطور العمرانی الحفاظ على توازن ا من خلال

إقرأ أيضاً:

سبب الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية.. أحمد هارون يوضح «فيديو»

كشف الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي والصحة النفسية، أن الضمير لا يعمل على منع الإنسان من ارتكاب الأخطاء، وإنما دوره الأساسي هو منع الشعور بالمتعة أثناء الخطأ.

خير الخطائين التوابون

وتابع أحمد هارون خلال تقديم برنامج «علمتني النفوس»، على قناة «صدى البلد» أن الإنسان ليس ملاكًا ولا نبيًا معصومًا، بل هو كائن بطبيعته يخطئ ويتوب، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون».

وأضاف الدكتور أحمد هارون، أن الإنسان يتكون من الجسد، النفس، والروح، كما أن شخصيته تتأثر بأفكاره، مشاعره، وسلوكياته، والتي تتشكل بدورها من العوامل الوراثية والبيئة المحيطة.

وأكد هارون أن أي خلل في هذا التوازن قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية مختلفة، موضحًا أن الأنانية المفرطة قد تؤدي إلى اضطرابات مثل اضطراب الشخصية النرجسية، حيث لا يرى الشخص إلا نفسه ولا يتقبل آراء الآخرين.

واختتم الدكتور أحمد هارون أن التوازن بين الأنا والضمير هو المفتاح للحفاظ على صحة نفسية سليمة، مؤكدًا أن الإنسان يجب أن يراقب نفسه ليحدد أي جزء من شخصيته يسيطر عليه بشكل غير صحي.

اقرأ أيضاًأنت مين؟.. أحمد هارون يكشف مكونات النفس وأسرار التغيير الحقيقي

وزيرة التضامن تشهد احتفالية مؤسسة «فاهم» للدعم النفسي

مقالات مشابهة

  • التحديات المهنية في رمضان.. كيف توازن بين العمل والعبادة؟
  • بيت البرج التراثي.. شاهد على عراقة التاريخ العماني وحكايات الأجداد
  • جولة مصورة في مدرج بصرى الأثري.. إرث معماري يجسد روعة الفن المعماري في مدينة درعا
  • من العدس إلى الطعمية.. أكلات الصوم الكبير بين الأصالة والتجديد
  • كيف توازن بين الماء والحلويات في رمضان؟
  • إعادة الأصالة العمرانية لسقف مسجد الرويبة بالقصيم
  • سبب الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية.. أحمد هارون يوضح «فيديو»
  • مصر والمغرب.. إعادة التوازن التجاري وحل الخلافات الاقتصادية
  • سبب الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية.. أحمد هارون يوضح