لجريدة عمان:
2025-04-07@11:30:08 GMT

مسقط.. توازن معماري يجمع بين الأصالة والحداثة

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

مسقط.. توازن معماري يجمع بين الأصالة والحداثة

جسّدت مسقط بموقعها الجغرافي الفريد على بحر عُمان، نقطة التقاء تاريخية للعديد من الحضارات والثقافات، وكانت ولا تزال واحدة من أبرز وأقدم المدن العربية التي تمتاز بتوازنها العمراني، الذي أسهم في الحفاظ على طبيعتها وجمالها الطبيعي في مشهد لافت يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ومن خلال سياستها العمرانية المدروسة وتشريعاتها المحكمة، نجحت مسقط في تحقيق عمق هندسي متوازن، حافظ على توازن مظهر تمدد بنيتها المعمارية أفقيًا ورأسيًا، لتصبح امتدادًا جغرافيًا طبيعيًا مستدامًا.

وفي هذا الاستطلاع، نتعمق في هندسة مسقط المعمارية وسر تناغمها بين الحداثة والتراث الثقافي.

رؤية متكاملة

قالت شريفة بنت سعود الرحبية، مهندسة تخطيط بقسم إعداد المخططات التفصيلية بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني: تمثل مسقط نموذجًا فريدًا لمدينة تجمع بين الإرث التاريخي العريق والرؤية الطموحة للمستقبل، ولقد استطاعت تحقيق التوازن بين التطور العمراني والحفاظ على الطابع التراثي، ومع تسارع وتيرة التطور العمراني، برزت الحاجة إلى تحقيق توازن دقيق بين تحديث البنية الأساسية والحفاظ على الهوية الثقافية، وفي هذا الإطار، تؤدي وزارة الإسكان والتخطيط العمراني دورًا رئيسيًا في صياغة سياسات تنموية مستدامة تضمن تناغم التطور مع الخصوصية التراثية لمسقط.

مطرح.. أنموذج للتوازن العمراني

وأوضحت الرحبية أن منطقة مطرح تُعد إحدى أقدم وأهم المناطق في مسقط، حيث تتميز بتاريخها الغني وموقعها الحيوي المطل على الميناء، واستجابة لضرورات التطوير، أطلقت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مشروع التجديد الحضري بمطرح، الذي يهدف إلى إحياء المنطقة وتعزيز جاذبيتها مع الحفاظ على طابعها المعماري المتميز، ويرتكز المشروع على نهج شامل يجمع بين إعادة تأهيل المباني التراثية وتطوير المرافق العامة، بما يضمن تحسين جودة الحياة للسكان وتعزيز الجاذبية السياحية والاستثمارية.

وأضافت: يتم ذلك من خلال ترميم وإعادة تأهيل المباني التاريخية للحفاظ على هويتها المعمارية وضمان استدامتها للأجيال القادمة، ودمج التصاميم الحديثة مع الطابع التراثي بما يعزز التناغم البصري بين الماضي والحاضر، وتحسين البنية الأساسية والمرافق العامة لتوفير بيئة حضرية متطورة دون المساس بالقيم التاريخية للمنطقة.

وأكدت الرحبية أن مشروع تجديد مطرح يُجسد التزام سلطنة عُمان بالحفاظ على هويتها الثقافية، مع المضي قدمًا في مسيرة التحديث والتطوير، وقالت: من خلال هذا النهج المتوازن، تعزز مسقط مكانتها كمدينة تحتضن ماضيها العريق وتستشرف مستقبلًا واعدًا، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في التخطيط العمراني المستدام.

هوية ثقافية فريدة

من جانبه، قال المهندس وضاح بن غالب بن سالم الراشدي، معماري ومخطط حضري: لقد شكلت السياسات والمعايير التخطيطية العمرانية التي انتهجتها مسقط أساس التوازن العمراني، مما خلق توازنًا عميقًا بين المباني الحديثة والطابع التراثي، وكان لهذا التوازن أثر واضح في التجانس بين النسيج العمراني التقليدي ومتطلبات واحتياجات التطور العمراني الحديث؛ فالعمران الحديث لم يأتِ لينقض التراث القديم، بل جاء متجانسًا معه بطابع عماني فريد وتمازج معه ليولد نسيجًا معماريًا بهوية ثقافية راسخة.

وأشار الراشدي إلى أن ولاية مطرح تتميز بنسيج عمراني كثيف حافظ على الهوية المعمارية القديمة برسوخ وثبات، وقال: منذ انطلاق النهضة الحديثة، ساد التناغم بين العمران القديم والحديث بما يلبي احتياجات المجتمع، ولقد راعى الانسجام العمراني الازدهار الاقتصادي والنمو المجتمعي واحتياجات المستقبل، وارتبط معمار مسقط الحديث بالنسيج المعماري الثقافي والتاريخي الذي راعى خصوصية المكان وحافظ على أنماط الحياة التي يعيشها أهل البلد.

وقالت بِهان بنت حمد بن سالم الراسبية، مصممة معمارية ومخططة حضرية: في قلب الخليج العربي، تقف العاصمة العُمانية مسقط شامخة بين ماضٍ أصيل ومستقبلٍ طموح، لقد نجحت في الحفاظ على روحها القديمة وطابعها التراثي، وتمكنت من تحقيق التوازن المثالي بينها وبين تطورها العمراني الحديث بفضل رؤية مدروسة تأخذ بعين الاعتبار تاريخها العميق واحتياجاتها المستقبلية.

وأضافت: لم يكن الحفاظ على هوية مسقط العمرانية مجرد صدفة، بل جاء نتيجة قرارات واعية وتشريعات مدروسة هدفت إلى صون طابعها المميز، فقد وُضعت قوانين تخطيطية تُحدد ارتفاعات المباني، وتُلزم باستخدام ألوان وخامات تتناغم مع البيئة المحلية، مما يحافظ على التناسق البصري بين العمارة الحديثة والتقليدية.

وأشارت الراسبية إلى أن المشاريع المعمارية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة تُعد من الركائز الأساسية في مسعى تطوير المدينة، وقالت: من خلال إنشاء قرى تراثية وأسواق تقليدية مطورة، يمكن إظهار الجمال التاريخي للمدينة مع تعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية، وهذا النوع من المشاريع لا يعزز السياحة فحسب، بل يعيد إحياء الثقافة العمانية، مما يسهم في جذب الاستثمارات.

مشاريع مبتكرة

واختتمت الراسبية حديثها قائلة: مع تقدم مسقط نحو مرحلة جديدة من التطور العمراني، تبرز أهمية الشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص لضمان تنفيذ مشاريع مبتكرة تحقق توازنًا بين الحفاظ على التقاليد وتحقيق التقدم المعماري، ومع الالتزام بالهوية التراثية والتخطيط المستدام، ستظل مسقط نموذجًا حيًا على كيفية دمج الحداثة مع الأصالة، مما يجعلها وجهة متميزة على خارطة السياحة العالمية.

رؤية شبابية للمستقبل

من جهته، قال عبدالله بن إبراهيم بن عيسى الراشدي، طالب عمارة وتخطيط حضري بالجامعة الألمانية في سلطنة عُمان: إن النمط المعماري الحديث في مسقط لم يتغرب كثيرًا، بل استمد قوته من العمارة العمانية الأصيلة، واستوحت النهضة العمرانية الحديثة معمارها من التراث والثقافة العمانية السائدة، وهذا الأمر شكّل حالة من التوازن بين التطور العمراني الحديث والحفاظ على الطابع التراثي والهوية المعمارية العمانية في البناء.

وأضاف: ابتعدت مسقط عن ناطحات السحاب التي غالبًا ما تظهر في عواصم الدول، فبقيت محافظة على طابعها بسنّ سياسات تحدد ارتفاع المباني بما يتوافق مع سياسة خصوصية البيئة والإنسان، وحققت السياسة العمرانية لمسقط الكثير من التوازن واستمدت بعض عناصرها من مرحلة الانفتاح المعماري وأهمية مواكبة التطور السياحي والاستثماري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التطور العمرانی الحفاظ على توازن ا من خلال

إقرأ أيضاً:

أكبر أزمة أيتام في التاريخ الحديث.. أرقام صادمة لضحايا العدوان على غزة من الأطفال

فلسطين– سلط الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الضوء على الأرقام الصادمة لضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، وخاصة من الأطفال، كاشفا عن وجود أكثر من 39 ألف طفل يتيم، واستشهاد قرابة 17 ألف طفل، من بينهم رُضّع.

وفي هذا السياق، استعرضت رئيسة الجهاز، علا عوض، يوم الخميس، سلسلة من الانتهاكات التي تعرض لها أطفال فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال عام 2024، مشيرة إلى أعداد الشهداء والأيتام والمعتقلين، في ظل تصاعد الجرائم والانتهاكات بحق الطفولة الفلسطينية.

عدد الأطفال الأيتام في غزة بلغ 39 ألفا و384 طفلا فقدوا أحد والديهم أو كليهما منذ بدء العدوان الإسرائيلي (وكالة الأناضول)

وكشف التقرير عن أن عدد الأطفال الأيتام في غزة بلغ 39 ألفا و384 طفلا فقدوا أحد والديهم أو كليهما منذ بدء العدوان الإسرائيلي، من بينهم نحو 17 ألف طفل حرموا من كلا الوالدين، ليكون هذا الرقم "أكبر أزمة يُتم في التاريخ الحديث".

وتطرق البيان إلى أن عدد الشهداء من الأطفال في غزة وصل إلى 17 ألفا و954 طفلا، بينهم 274 رضيعا و876 طفلا دون عام واحد، كما فقد 17 طفلا حياتهم بسبب البرد في الخيام و52 طفلا بسبب المجاعة وسوء التغذية، وفي الضفة الغربية، استشهد 188 طفلا.

بعد حوالي 18 شهرًا من الحرب، يتعرض ما يقرب من مليون طفل في غزة للتهجير المتكرر والحرمان من حقهم في الحصول على الخدمات الأساسية.
يجب ألا يقف العالم متفرجًا ويسمح باستمرار قتل ومعاناة الأطفال في غزة. pic.twitter.com/jDPbBvCYdF

— منظمة اليونيسف (@UNICEFinArabic) April 3, 2025

إعلان

 

كما أشار التقرير إلى اعتقال نحو 1055 طفلا في الضفة الغربية، وعودة مرض شلل الأطفال إلى غزة جراء غياب اللقاحات. وحذر الإحصاء الفلسطيني من تعرض نحو 60 ألف طفل لخطر المجاعة وسوء التغذية الحاد في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية.

من جهتها، كشفت منظمة "يونيسيف" للطفولة في بيان الخميس عن أن نحو مليون طفل في غزة يتعرضون للتهجير المتكرر والحرمان من الحصول على الخدمات الأساسية بعد حوالي 18 شهرا من الحرب الإسرائيلية.

وأضافت المنظمة أن التقارير تشير إلى أن انهيار وقف إطلاق النار والعمليات البرية في غزة أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 322 طفلا وإصابة 609 أطفال آخرين، مع العلم أن معظمهم من المهجّرين ويقيمون في خيام مؤقتة أو بيوت مهدّمة.

قد وُضع الأطفال مجددًا في قلب دوامة الحرمان والعنف المميت.
على العالم ألا يقف مكتوف اليدين متفرّجًا إذ يُقتل الأطفال ويعانون دون انقطاع.https://t.co/onBIWqEuDg pic.twitter.com/Drm0jv6ecn

— منظمة اليونيسف (@UNICEFinArabic) April 1, 2025

وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد أعلن -في بيان نشره في الأول من أبريل/نيسان الجاري- عن استشهاد أكثر من 50 ألف شخص في غزة منذ بداية العدوان، من بينهم أكثر من 30 ألف طفل وامرأة، مع إبادة الاحتلال لنحو 7.200 أسرة بالكامل.

وتحيي منظمات حقوق الطفل الدولية في الخامس من أبريل/نيسان من كل سنة ذكرى "يوم الطفل الفلسطيني"، حيث تتزامن الفعالية هذا العام مع استمرار الحرب على قطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجي: زيارة ماكرون لمصر تعكس توازن القوى الأوروبية في ظل الأزمات
  • خبير: زيارة ماكرون لمصر تعكس توازن القوى الأوروبي في ظل الأزمات
  • مدير الموانئ: خطوات لتنفيذ مصفوفة تطوير الهيئة ومواكبة التطور العالمي فى مجال صناعة النقل البحري
  • "تعليم القاهرة" توصي بتفعيل إستراتيجيات التدريس الحديثة في مادة الرياضيات
  • المهرجانات.. لحن الأصالة والهوية
  • باتيلو يدعو الناخب الأمريكي للتحرك من أجل سياسة أكثر توازنًا في الشرق الأوسط
  • ارسم حلمك .. "محمد فضة" طفل استثنائي يجمع العالم العربي في لوحة فنية
  • رؤية المستقبل الحديث
  • مصطفى بكرى: أيها العالم الجبان أين الحديث عن حقوق الإنسان
  • أكبر أزمة أيتام في التاريخ الحديث.. أرقام صادمة لضحايا العدوان على غزة من الأطفال