تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يظل القرآن الكريم ينبوعًا لا ينضب من الحكمة والمعرفة، تتجدد دلالاته مع كل عصر، وتتمعن فيه الأفهام بمستوياتها المتباينة، وبينما اكتفى البعض بفهم ظاهره واستنباط أحكامه التشريعية، مضى آخرون فى رحلة أعمق، يبحثون عن المعانى الباطنية والإشارات الروحية الكامنة بين حروفه، وهنا بزغ التفسير الصوفي، الذى لم يكن مجرد محاولة لفهم النص، بل سعيًا للاتحاد الروحي بين القارئ والمقدس، ولقد ظهر هذا المنهج مع أوائل المتصوفة الذين رأوا فى القرآن نهجًا للتزكية الروحية والترقّى الإيماني، وقد أثار هذا النهج جدلًا واسعًا بين التأييد والتحفّظ، فهذا لا يعنى إنكار أثره العميق فى إثراء الفكر الإسلامي؛ لذلك نحاول فى هذه المقالة، أن نستعرض أشهر مفسرى القرآن من المتصوفة، ونغوص فى أعماق مناهجهم، ونحلل بموضوعية خصائص هذا اللون الفريد من التفسير.

فى غمرة التفاعل الفكرى والثقافى الذى شهده القرن الثالث الهجري، وتلاقى المدارس الكلامية والفلسفية، بزغ التفسير الصوفى وجهةً روحيةً فريدةً، ولم يكن هذا المنهج مجرد تفسير للنص القرآني، بل كان تعبيرًا عن تجربةٍ روحيةٍ عميقةٍ، تسعى إلى كشف المعاني الباطنية التى تتجاوز حدود الظاهر، فلقد بدأ المتصوفة رحلتهم مع القرآن الكريم بتأويل آياته بما يعكس أحوالهم الروحية ومقاماتهم السلوكية، مؤكدين على أن القرآن الكريم ليس مجرد كلمات تُتلى، بل هو خطابٌ مباشرٌ للقلوب قبل العقول، ولقد رأوا فى القرآن الكريم نورًا يهدى إلى الحقائق الروحية، ومرآةً تعكس أسرارَ الوجود.

مع مرور الوقت، تطور المنهج الصوفى وتنوعت مدارسه، مما أثرى التراث التفسيري الإسلامي، فقد ظهرت مدارس صوفية مختلفة، لكل منها رؤيتها الخاصة ومنهجها المتميز فى فهم كلام الله، وقد ساهم هذا التنوع فى إضفاء عمقٍ وثراءٍ على التفسير الصوفي، وجعله من أهم روافد الفكر الإسلامي، وفى خضم هذا التوجه المتزايد نحو الروحانية والمعانى الباطنية، تبرز الحاجة الماسة إلى دراسة التفسير الصوفي للقرآن الكريم كسبيل لفهم أبعاده الروحية العميقة، فالتفسير الصوفى لا يقتصر على ظاهر النص، بل يتجاوزه إلى استكشاف أسرار الروح وإشراقات القلب، مما يساهم فى تحقيق توازن دقيق بين الباطن والظاهر، والحفاظ على الأسس الظاهرة للنص مع استكشاف آفاقه الروحية.

وتعد هذه المقالة دعوة للتأمل العميق فى معانى القرآن الكريم، وفهم التجربة الصوفية بروح منفتحة ومتزنة، تسعى إلى استكشاف هذا البعد الروحى للقرآن الكريم، الذى يضيء لنا دروب المعرفة الإلهية، ويقودنا إلى فهم أعمق لأنفسنا وعلاقتنا بخالقنا، ولقد شهد الفكر الإسلامى ظهورَ نخبة من المفسرين المتصوفة، الذين تركوا إرثًا عظيمًا فى مجال التأويل الباطنى للقرآن الكريم، ويُعد سهل التسترى (توفى عام ٢٨٣هـ) من أوائل الذين اعتمدوا الرمزية الروحية فى تفسير القرآن، مما فتح الباب أمام فهم أعمق للنصوص المقدسة، أما الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى (توفى عام ٦٣٨هـ)، فقد مزج بين الفلسفة الصوفية والتأويل القرآني، ليقدم رؤيةً شموليةً فريدةً تجمع بين ظاهر النص وباطنه، وتسعى إلى كشف الأبعاد الخفية للكلمات الإلهية، لم يقتصر دور هؤلاء الأعلام على تفسير القرآن الكريم، بل تعداه إلى قيادة رحلة روحية عميقة نحو فهم أعمق وأشمل للوجود، تجمع بين العقل والقلب، وبين الظاهر والباطن، لذلك سوف نستعرض بعض النماذج لمفسري الصوفية.

تفاسير تسلط الضوء على الأبعاد الخفية للآيات وتفتح آفاقًا جديدةً للفهم الروحى للقرآن الكريمسهل التستري.. رائد التأويلات الرمزية

يُعتبر سهل التستري أحدَ أعمدةِ التفسير الصوفي، الذين أضاءوا دروبَ الفهم الروحى للقرآن الكريم، فلم يكتفَ التستري بالمعانى الظاهرة للآيات، بل غاص فى أعماقها ليكشف عن كنوزِ الحكمة والمعرفة، حيث قدم لنا فى "تفسير التستري" لقوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (الشعراء: ٨٠)، رؤية ًفريدةً للمرض والشفاء. فالمرض، فى نظره، ليس مجرد علة جسدية، بل هو انحراف عن المسار الصحيح للروح، وابتعاد عن الإخلاص لله. أما الشفاء، فهو لا يقتصر على زوال الأعراض الجسدية، بل يتحقق بعودة العبد إلى ربه وتوحيده الخالص، وذهب التستري إلى أبعد من ذلك فى تأويله لأفعال العبد، فرأى أن "الإماتة" تعنى الغفلة عن الله، وأن "الإحياء" هو الذكر المستمر له. وهكذا، يحول التستري الأفعالَ الجسديةَ إلى رموزٍ روحيةٍ عميقة، تكشف عن العلاقة الوثيقة بين العبد وربه، ونلاحظ فى تفسير التستري بعدًا روحيًا يتجاوز الفهم الظاهري للقرآن، وينبض بتجربة صوفية عميقة. إنه يسلط الضوء على الأبعاد الخفية للآيات، ويفتح آفاقًا جديدةً للفهم الروحى للقرآن الكريم.

الرسالة القشيريةعبد الكريم القشيري.. الصدق جوهر الإيمان ومنبع الكمال

يُعتبر تفسير القشيري(ت. ٤٦٥هـ) تحفةً فنيةً فى عالم التفسير الإشاري الصوفي، الذى جمع بين عمقِ الروحانية ودقةِ اللغة، حيث إنه لا يكتفي بالمعاني الظاهرة للآيات، بل تجاوزها إلى استكشاف الأبعاد الخفية والإشارات الروحية التى تكمن وراء الكلمات، فى تفسيره لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: ١١٩) فى كتابه "لطائف الإشارات"، قدَّم القشيرى تعريفًا فريدًا للصدق. فالصدق، فى نظره، ليس مجردَ قولٍ باللسان، بل هو صدقٌ مع الله فى النية والعمل، وتطابقٌ بين الظاهر والباطن، وانسجامٌ بين القول والفعل، ويعتبر القشيرى الصدقَ أساسَ الطريق الروحى للسالكين. فالصادق هو الذى يسعى إلى تحقيق الإخلاص فى عبادته، ويجاهد نفسه للوصول إلى مقام القرب من الله. إنه الذى يلتزم بأوامر الله، ويجتنب نواهيه، ويحرص على أن يكون ظاهره كباطنه، يُظهر هذا التأويلُ للقشيرى فهمًا عميقًا للأبعاد الأخلاقية والروحية للإيمان؛ فالإيمان، فى نظره، ليس مجردَ اعتقادٍ بالقلب، بل هو عملٌ بالجوارح، والتزامٌ بالأخلاق الفاضلة، والصدق هو جوهر هذا الالتزام، وهو أساسُ كلِّ عملٍ صالح. وهكذا، يقدم لنا القشيرى تفسيرًا فريدًا للآية الكريمة، يجمع بين المعنى اللغوى والإشارة الروحية، ويبرز أهمية الصدق فى حياة المؤمن.

غلاف كتاب منطق الطيرفريد الدين العطار.. شاعر الروحانية

يُعتبر فريد الدين العطار(ت. ٦١٨هـ) ذلك الشاعر المتصوف الذى عاش فى القرن الثانى عشر الميلادي، علامة بارزة فى سماء الأدب الفارسى والتصوف الإسلامي، وقد ترك إرثًا عظيمًا من الأعمال الأدبية التى تنبض بالروحانية والعشق الإلهي. وفى تفسيره لآيات القرآن الكريم، اعتمد العطار على الرمزية الصوفية العميقة، التى تكشف عن الأبعاد الروحية للنصوص، ففى كتابة "منطق الطير"، قدَّم العطار رؤيةً فريدةً فى تفسيره لقوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} (الذاريات: ٥٠)، فهو لا يرى فى هذا الفرار هروبًا جسديًا من مكان إلى مكان، بل هو هروب من الأنا والشهوات، ومن كل ما يشغل القلب عن الله. إنه فرارٌ من عالم الدنيا الفانية إلى الحضرة الإلهية، حيث السكينة والطمأنينة، ويرى العطار أن هذا الفرار يتطلب تزكية النفس وتطهيرها من الأخلاق الرذيلة، وتحرير الروح من العوائق الدنيوية التى تمنعها من الوصول إلى مقام القرب من الله. إنه سلوك روحى يقوم على مجاهدة النفس، وكبح جماح الشهوات، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، ويعكس هذا التأويل فلسفة العطار الصوفية، التى تقوم على السلوك الروحي والتحرر من الأهواء. فالصوفي، فى نظره، هو الذى يسعى إلى تطهير قلبه وتزكية روحه، حتى يصبح مرآةً صافية تعكس نور الله. وهو الذى يفر من كل ما يشغله عن الله، ويلجأ إليه وحده، ليجد فيه السعادة الأبدية.

طرح ابن عربى تفسيرًا عميقًا يكشف عن تجلى الحق فى كل مكانابن عربي.. شيخ العرفان الروحي

يُعتبر محيى الدين بن عربي(ت. ٦٣٨هـ) الملقب بالشيخ الأكبر، قمة شامخة فى الفكر الصوفى الفلسفي؛ فقد ترك بصمةً لا تمحى فى عالم الروحانية والمعرفة الإلهية. وقد اعتمد ابن عربى على العرفان الروحى ليقدم لنا رؤيةً فريدةً للوجود والإله. ففى تأويله لقوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (البقرة: ١١٥)، طرح ابن عربى تفسيرًا عميقًا يكشف عن تجلى الحق فى كل مكان. فهو يؤكد أن الله تعالى ليس محدودًا بجهةٍ أو مكان، بل هو موجود فى كل مكان، لأن الوجود كله هو تجلٍ من تجليات الإله الواحد. ويرى ابن عربى أن الآية الكريمة لا تشير فقط إلى وجود الله فى كل مكان، بل تشير إلى أن الإنسان يمكنه أن يرى وجه الله فى كل شيء، إذا صفا قلبه وتطهرت روحه. فوجه الله، فى نظر ابن عربي، هو مظهر جماله وجلاله، وهو يتجلى فى كل شيء، ولكن الإنسان يحتاج إلى بصيرةٍ نافذةٍ لكى يرى هذا التجلي، ويعكس هذا التأويل رؤية ابن عربى العميقة لوحدة الوجود، حيث يتجلى الإله فى كل شيء دون حلول أو اتحاد. فالله تعالى ليس جزءًا من الكون، ولا يحده الكون، بل هو خالق الكون ومبدعه، وهو الذى يحيط به علمًا وقدرةً، وقد أثارت آراء ابن عربى جدلًا واسعًا فى الأوساط الدينية والفكرية، ولكنها فى الوقت نفسه ألهمت الكثيرين من المتصوفة والعارفين، الذين وجدوا فيها تعبيرًا عن تجربتهم الروحية العميقة.

التبريزي: الإنسان هو مرآة تجلى الحق، فإذا صفا القلب انعكس فيه نور الحقشمس الدين التبريزي.. نفخة الروح الإلهية تكشف سرّ الإنسان

يُعتبر شمس الدين التبريزى (ت. ٦٤٥هـ) المُعلم الروحي لجلال الدين الرومي، نقطة فارقة فى عالم التصوف، فلقد تميزت تأويلاته للقرآن الكريم بالعمق الروحى والتأملات الفلسفية، فى تفسيره لقوله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} (ص: ٧٢)، رأى التبريزى أن هذه النفخة الإلهية هى سرّ الألوهية فيه، وهى التى تمنحه القدرة على الشهود والمعرفة الإلهية، ويرى التبريزى أن هذه النفخة هى التى تميز الإنسان عن سائر المخلوقات، وهى التى تجعله خليفة الله فى الأرض، والمُعدّ لاستقبال الأنوار الإلهية. فالإنسان، بهذه النفخة، يحمل فى داخله سرّ الألوهية، وهو قادر على أن يصل إلى مقام القرب من الله، إذا سعى لذلك وجاهد نفسه، ويعكس هذا الفهم رؤية التبريزى لمقام الإنسان، حيث يعتبره كائنًا عظيمًا، خُلقَ لغايةٍ سامية، وهى معرفة الله وعبادته، فالإنسان ليس مجرد جسد مادي، بل هو روحٌ نفخت فيه من روح الله، وهو قادر على أن يرتقى بنفسه حتى يصل إلى أعلى مراتب الكمال، وقد عبر التبريزي عن هذه المعانى فى أقواله وأشعاره، التى تفيض بالروحانية والعشق الإلهي، وإحدى مقولاته "الإنسان هو مرآة تجلى الحق، فإذا صفا القلب انعكس فيه نور الحق"، وهكذا، يقدم لنا التبريزى تفسيرًا عميقًا للآية الكريمة، يكشف عن سرّ الألوهية فى الإنسان، ويذكرنا بأهمية تطهير القلب وتزكية النفس للوصول إلى مقام القرب الإلهي.

يرى الرومى أن هذا الفيض الإلهى هو انعكاس لشمولية القدرة والمحبة الإلهيةجلال الدين الرومي.. شاعر العشق الإلهى

يُعتبر جلال الدين الرومى (ت. ٦٧٢هـ) ذلك الشاعر المتصوف الذى أضاء سماءَ الأدب الفارسى والروحانية الإسلامية، صرحا عظيما فى عالم العشق الصوفي، وقد تجلت روحانيته العميقة فى تفسيره لبعض الآيات القرآنية، حيث رأى فيها إشارات إلى الفيض الإلهى والمحبة الإلهية، وفى تفسيره لقوله تعالى: {كُن فَيَكُونُ} (البقرة: ١١٧)، قدَّم الرومى رؤيةً لهذه الآية الكريمة تفيد بأنه لا يرى فى "كن" مجرد أمر تكوينى يصدر من الله، بل يرى فيها تعبيرًا عن الفيض الإلهى الذى يتدفق على الكون، فيُخرج الموجودات من العدم إلى الوجود، ويرى الرومى أن هذا الفيض الإلهى هو انعكاس لشمولية القدرة والمحبة الإلهية، فالله تعالى، بقدرته التى لا يحدها حد، ومحبته التى وسعت كل شيء، هو الذى يخلق كل شيء، ويحيى كل شيء، ويرزق كل شيء، ويعكس هذا الفهم تصوره العميق للتجليات الإلهية فى الكون، فالكون، فى نظر الرومي، ليس مجرد مجموعة من الكائنات الجامدة، بل هو مظهر من مظاهر الجمال الإلهي، وهو مرآة تعكس أنوار الحق.

التفسير الصوفى أضاف بُعدًا روحانيًا عميقًا لفهم القرآن الكريمسمات التفسير الصوفي

ومن هذا العرض لبعض رموز المتصوفة نجد أن التفسير الصوفى للقرآن الكريم يتميز بخصائص فريدة تُميِّزه عن سائر المناهج التأويلية، وتُضفى عليه طابعًا خاصًا يستند إلى التجربة الروحية والمعرفة الباطنية، ويمكن إجمال أبرز هذه الخصائص فى الآتي:

التأويل الرمزي: يعتمد التفسير الصوفى على استخدام الرموز والإشارات الروحية لفهم المعانى الباطنية للآيات القرآنية، متجاوزًا بذلك حدود الألفاظ الظاهرة، فالكلمات والعبارات القرآنية لا تُفهم بمعناها الحرفى المباشر، بل هى رموز تشير إلى حقائق أعمق وأبعادٍ روحيةٍ لا يدركها إلا من صفت بصيرته وتذوق حلاوة التجربة الصوفية.

التجربة الصوفية: يرتكز هذا المنهج على الإلهام والكشف الروحى الذى يتحقق للمتصوف من خلال الزهد والتأمل ومجاهدة النفس. فالمفسر الصوفى لا يعتمد على العقل وحده فى فهم القرآن، بل يسعى إلى تطهير قلبه وتزكية روحه حتى يصبح مؤهلًا لتلقى المعارف الإلهية والكشوفات الربانية.

البعد الأخلاقى والروحي: يهدف التفسير الصوفى إلى تحقيق غاية أسمى من مجرد فهم معانى القرآن، ألا وهى تزكية النفس والارتقاء الروحي، فهو يسعى إلى تهذيب سلوك الفرد وتوجيهه نحو الأخلاق الفاضلة، ويحثه على السعى للوصول إلى مقام القرب الإلهي.

الشمولية: يسعى التفسير الصوفى إلى تقديم رؤية شاملة للقرآن الكريم، لا تقتصر على المعانى الظاهرة للألفاظ، بل تتجاوزها إلى استكشاف الأبعاد الباطنية والإشارات الروحية التى تكمن وراءها، فهو يرى فى القرآن الكريم كتابًا مفتوحًا على جميع مستويات الفهم، وكل قارئ ينهل منه بقدر صفاء قلبه وسعة مداركه.

الذوق: يعتمد التفسير الصوفى على الذوق الروحي، وهو قدرة خاصة يمنحها الله للمتصوف، تمكنه من تذوق المعانى الروحية للقرآن الكريم، والتى لا يمكن للعقل وحده أن يصل إليها، فالذوق الصوفى هو بمثابة حاسة باطنية تكشف عن أسرار الوحى الإلهي.

وفى الختام نرى أن التفسير الصوفى قد أضاف بُعدًا روحانيًا عميقًا للفهم القرآني، ولم يكتفِ المتصوفة بقراءة النصوص الدينية قراءة ظاهرية، بل سعوا إلى استكشاف المعانى الباطنية التى تتجاوز حدود الحرف والكلمة، فبالنسبة لهم، كان القرآن بحرًا من الأسرار الإلهية، ومفتاحًا لفهم العلاقة الروحية بين الإنسان وخالقه، ولذلك، اعتبروا أن كل آية تحمل دلالات رمزية وإشارات روحية لا تُدرَك إلا عبر رحلة السالك فى طريق الزهد والتأمل والمجاهدة الروحية، ومن خلال هذا المنهج، عبّر التفسير الصوفى عن رحلة السالكين نحو الله، تلك الرحلة التى تهدف إلى الفناء فى الذات الإلهية والوصول إلى (المعرفة الذوقية)، فالتأويل الصوفى لم يكن مجرد اجتهاد فكري، بل كان تجربةً روحيةً تعكس أحوال القلوب ومقامات النفوس، مما أضفى على الفهم القرآنى أبعادًا جديدةً من الروحانية والعمق الوجداني.

ومع ذلك، أثار هذا المنهج جدلًا كبيرًا بين العلماء والمفكرين؛ فبينما رأى فيه المؤيدون سموًا روحانيًا وتأملًا فلسفيًا يعمق التجربة الإيمانية، تحفظ الآخرون على تأويلاته الرمزية، معتبرين أنها قد تبتعد عن المعنى الظاهرى للنصوص، وهذا الجدل يعكس التحدى الكبير الذى واجهه التفسير الصوفى فى الحفاظ على التوازن بين الحرية الروحية والالتزام بالنصوص الظاهرة، ورغم هذا الجدل، يبقى أثر التفسير الصوفى حاضرًا وبقوة فى الفكر الإسلامي، فقد ساهم فى إغناء التراث التفسيرى بمفاهيم ومصطلحات فلسفية وروحانية، كما أثر فى الأدب والشعر الإسلامي، مُشكلًا تيارًا فكريًا وروحانيًا لا يمكن تجاهله، إن دراسة هذا النوع من التفسير لا تعمّق فهمنا للقرآن فحسب، بل تدعونا للتأمل فى معانيه الخفية بروحانية وتدبر، مما يفتح آفاقًا جديدةً للتجربة الإيمانية، ويعزز الوعى الروحى والفلسفى لدى القارئ المعاصر.

*جهاد التهامي

مترجمة ومعيدة بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة سوهاج

حول تفاسير المتصوفة، العدد الإليكتروني

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القرآن الكريم الحكمة والمعرفة المتصوفة ابن عربي القرآن الکریم إلى استکشاف فهم القرآن هذا المنهج فى کل مکان ویعکس هذا یسعى إلى لیس مجرد فى تفسیر ا عمیق ا تفسیر ا من الله هو الذى الله فى فى عالم ا جدیدة على أن کل شیء

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة يهنئ الشعب اليمني والأمة بحلول الشهر الفضيل ويحث على العناية بتلاوة القرآن الكريم

الثورة نت/..

عبر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي عن التهاني للشعب اليمني والأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك.

وتقدّم السيد القائد في كلمة له مساء اليوم خلال لقاء موسع حضره علماء وقيادات الدولة استقبالا لشهر رمضان المبارك، بأطيب التهاني والتبريكات إلى الأمة الإسلامية كافة والشعب اليمني والمرابطين في الجبهات وكل الذين هم في إطار المهام الجهادية وفي موقع المسؤوليات بحلول شهر رمضان”.

وقال “جرت العادة أن نتحدث في آخر جمعة من شهر شعبان على مدى السنوات الماضية للفت النظر إلى شهر رمضان، والتهيئة والاستعداد الذهني والنفسي للإقبال على الشهر المبارك بما ينبغي من الاهتمام وعدم التأثر بالحالة الروتينية الاعتيادية”.

وأشار قائد الثورة إلى أن الحالة الروتينية تجعل الإنسان لا يستشعر الأهمية الكبيرة والفرصة العظيمة لشهر رمضان المبارك.. مبينًا أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كان يحث على العناية بشهر رمضان والاستفادة منه كفرصة عظيمة.

وأضاف “هناك فارق كبير بين أن يدخل الإنسان في شهر رمضان بشكل اعتيادي روتيني وبين أن يدخله في حالة استعداد ذهني ونفسي، وهذه الجمعة هي الأخيرة من شعبان وهي كما يظهر اليوم الأخير من شعبان، لذلك بداية شهر رمضان المبارك من يوم غد السبت”.

وأوضح أن الشعب اليمني هو من أكثر الشعوب اهتماما بشهر رمضان وتعظيما له وإقبالا فيه على الطاعات والأعمال الصالحة، ومع النظرة الإيجابية تجاه رمضان من الجميع في الوسط الإسلامي، هناك فجوة ما بين النظرة والاهتمام والاستثمار العملي تتفاوت من شعب لآخر.

وتابع “لا تزال هناك أهمية كبيرة لدفع الإنسان لنفسه بالنصح والتذكير والموعظة الحسنة إلى الاستثمار لهذه الفرصة، في ظل الحرب الشيطانية المفسدة ضد هذه الأمة بهدف إبعادها عن الاستفادة من مثل هذه الفرص العظيمة”.

ولفت السيد القائد إلى أن الأمة بشكل عام فيما تمر به في هذه المرحلة من تاريخها من تحديات ومخاطر كبرى، تحتاج إلى ما يفيدها ويوفر لها الوقاية تجاه هذه المخاطر.. مشيرًا إلى أن الحرب الشيطانية المفسدة التي يطلق عليها “الحرب الناعمة” تهدف لإضلال الأمة فكريًا وثقافيًا وفي رؤيتها وتوجهاتها.

وأكد أن الأمة بحاجة للوقاية من العواقب الخطيرة جدًا الناتجة عن تفريطها وتقصيرها في مسؤولياتها.. موضحًا أن الفرص الكبيرة يضاعف الله فيها الأجر ويجعلها مواسم لاستجابة الدعاء وتساعد المسلم على حل الكثير من مشاكل الحياة وتفادي العقوبات الإلهية.

ولفت إلى أن شهر رمضان هو موسم الخيرات والطاعات والإقبال على الله بالعبادات، وأبرزها ليلة القدر التي تكتسب أهميتها الكبيرة جدًا على مستوى الفضل ومضاعفة الأجر واستجابة الدعاء ولها أهمية كبيرة جدا تتعلق بحياة المسلمين.

ومضى بالقول “إذا لم نُقبل نحن على هذه الفرص ولم نستثمرها ونستفيد منها تمر علينا ونخسرها وقد أُتيحت لنا وهيأها الله لنا ودعانا إليها، لديك فرصة في شهر رمضان أن تفوز فيه بأن يكتب لك الله التوفيق في بقية عمرك والنجاة من عذابه وأن تكون من أهل الجنة”.

وأفاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأن أهمية شهر رمضان المبارك تكمن في أن الله تعالى يفتح لك أبواب الجنان كلها ويعرض لك جنته.. متسائلًا “هل تريد الجنة والسعادة الأبدية؟”.

وأكد أن أكبر خطر على الإنسان وأكبر شيء يؤثر على نفسه سلبًا هي الذنوب.. مشيرًا إلى أن الإنسان يغبن نفسه حينما يفرط في وقت رمضان الثمين ويضيعه في الأشياء التافهة أو في المعاصي والعياذ بالله أو يهدره في حالة فراغ.

وأوضح أن “حفظ اللسان من أهم ما يحتاج إليه الإنسان في شهر رمضان لأن كثيرًا من المعاصي تأتي من خلاله وهي خطيرة ومحبطة لقبول الأعمال، والإنسان بحاجة لغض البصر عمّا لا يحل النظر إليه وكل حواس الإنسان وجوارحه يحفظها ويصونها من المعاصي”.

وبين “أن المكسب من الصيام مهم للغاية وهو مكسب لنا، أما الله فهو غنيُ عنا وعن أعمالنا والإنسان حريص بفطرته على نجاة نفسه والخطر الكبير للإنسان هو المخالفة لتوجيهات الله تعالى وتعليماته التي فيها الوقاية له، وكل تعليم من الله في أمره ونهيه وهدايته ونوره هو لما فيه الخير للإنسان والمخالفة وراءها الشر”.

كما أكد أن معظم الأنظمة في ذل وهوان أمام اليهود والنصارى وأمام أمريكا وإسرائيل، نتيجة مخالفة توجيهات الله تعالى والإعراض عن هداه.. لافتا إلى أن الإنسان يحتاج لزكاء النفس والهدى والرشد والوعي والفهم والبصيرة وإذا لم يحصل على ذلك يكون عنده نقص في التقوى.

وعبر قائد الثورة عن الأسف لبعد الأمة عن التركيز على الاهتداء بالقرآن الكريم في مواجهة العدو الإسرائيلي وتقييم واقعها بناءً على ذلك.. مضيفًا “في مواجهة العدو الأمريكي، الإسرائيلي برزت لدى الأمة خيارات وتوجهات وأفكار في منتهى الغباء والسذاجة بمثل خيار السكوت والاستسلام لدفع الخطر عنها”.

واستهجن فكرة أن يتم تقدّيم تريليون دولار للعدو، باعتبار أن ذلك في منتهى الغباء والسذاجة في مقابل ما يحمله العدو لك من شر وحقد وكراهية.

وقال “في غير شهر رمضان ضُعّفت الأجور إلى سبعين ضعفا في الحد الأدنى أما مع ليلة القدر فالمضاعفة كبيرة جدًا تصل إلى عشرات الآلاف، ويمكن للإنسان أن يقطع مسافة ويحقق نقلة في شهر رمضان بما يساوي عمرًا كاملًا وهذه فرصة كبيرة، والإنسان في شهر رمضان بحاجة ليكون لديه اهتمامات محددة كالإقبال إلى الله تعالى والتوبة النصوح والتخلص من المعاصي، ومحاسبة النفس، واتخاذ قرار حازم باستثمار الوقت والحذر من تضييعه”.

وحث السيد القائد الإنسان المسلم على أن يبحث في شهر رمضان في واقع نفسه إن كان هناك مظالم أو معاص أو جوانب تقصير بالتخلص منها، وأن يكون حازمًا ويوطن نفسه على استثمار فرصة أيامه كما قال عز وجل “أياما معدودات”.

وشدد على ضرورة العناية بأداء فرائض الله والاهتمام بالمسؤوليات الدينية، والتزام التقوى والحذر من المعاصي ومن خطوات الشيطان.. داعيًا إلى العناية بتلاوة القرآن الكريم وهدى الله، وإعطاء أهمية كبيرة لذلك وكذا الدروس والمحاضرات القرآنية.

وتابع “الدعاء مهم جدًا في شهر رمضان وموسم من أعظم المواسم للدعاء ينبغي الإقبال عليه أكثر، وينبغي الاهتمام بالإحسان في شهر رمضان فهو شهر المواساة، والإحسان هو من أعظم القربات إلى الله تعالى”.

كما حث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، على الاهتمام بإخراج الزكاة في هذا الشهر الكريم.. مؤكدًا أن التفريط فيها ذنب عظيم وتفريط في ركن من أركان الإسلام الحنيف.

واستطرد قائلًا “ينبغي الاهتمام بصلاة النافلة في الليل فهي من القربات العظيمة، وكذا إحياء المساجد لمن ليسوا في الجبهات لأن للعبادة في المساجد قيمة أكبر وأجر أعظم”.

وحذر من إهدار الوقت وتضييع الشهر الكريم في التلهي بالمسلسلات والجولات، والحذر أيضًا من قرناء السوء ممن لهم دور كبير في إضلال الإنسان المسلم وإفساده وتضييع وقته.

وقال “نحن في مرحلة من أخطر المراحل، والأعداء يستهدفوننا بالحرب الشيطانية المفسدة لإضلالنا وبالحرب العسكرية الصلبة لتدمير أمتنا”.. مؤكدًا أن الأعداء طامعين بشكل كبير في الأمة، ونحن كشعب يمني نتجه الاتجاه الإيماني بناءً على الهوية الإيمانية.

وأشار إلى ضرورة تفاعل الناس في هذه المرحلة أكثر.. مبينًا أن شهر رمضان كان من أهم مراحل الجهاد في سبيل الله، مستشهدًا بغزوة بدر الكبرى التي هي يوم الفرقان وقعت أحداثها في شهر رمضان وهي مناسبة مهمة ينبغي إحياؤها والاستفادة منها.

واعتبر السيد القائد، غزوة بدر وفتح مكة من أهم الأحداث التاريخية التي ترتب عليها نتائج تستمر إلى يوم القيامة، ثبتت دعائم الإسلام وأزهقت باطل الكفر والضلال.. مؤكدًا أن الأمة بحاجة لاستلهام الدروس من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعودة إليها لاستذكار مسؤوليتها المقدسة والعظيمة.

وعرّج على تحرك الشعب اليمني في إطار إسناد المقاومة الفلسطينية واللبنانية لمواجهة العدو الصهيوني .. وقال “نحن كشعب اليمني تحركنا في إطار إسناد المجاهدين في فلسطين ولبنان لمواجهة العدو الإسرائيلي في جولة من أهم الجولات في معركة “طوفان الأقصى”.

وجددّ التأكيد على أن اليمن يراقب ويرصد باستمرار مجريات الوضع في غزة.. مضيفًا “نراقب ونرصد باستمرار مجريات الوضع في غزة ونلاحظ مدى تهرب العدو الإسرائيلي من الالتزام بالاتفاق بشكل كامل”.

وأوضح قائد الثورة أن جزءًا كبيرًا من الالتزامات المتعلقة بالجانب الإنساني لم يف بها العدو الصهيوني، ويتهرب من التزامات أخرى من بينها الانسحاب من محور رفح.. معتبرًا تهرب العدو من الانسحاب من محور رفح انتهاكًا خطيرًا للاتفاق وانقلابًا على التزامات العدو بتشجيع ودعم أمريكي.

وتابع “تهرب العدو الإسرائيلي من الانسحاب من محور رفح يشكل انتهاكًا واضحًا وصريحًا للاتفاقات السابقة بين العدو الإسرائيلي وبين مصر”.. مؤكدًا أن عدم انسحاب العدو الإسرائيلي من محور رفح يشكل تهديدًا للشعب الفلسطيني ولمصر شعبًا وحكومة وجيشًا.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يُراهن في تهربه من الاتفاقات على الموقف والدعم الأمريكي، ويتذرع بالإذن الأمريكي، وعمل ذات الشيء في لبنان، لم يكمل انسحابه من جنوب لبنان بشكل كامل وبقي في مواقع داخل لبنان، ما يشكل احتلالًا وتهديدًا للشعب اللبناني وانتهاكًا للسيادة اللبنانية، ومخالفة واضحة للاتفاقات.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي يتمدد ويحتل المزيد في ثلاث محافظات جنوب سوريا، وفي ذات الوقت يفترض كيان العدو من الشعب اللبناني ومجاهديه في حزب الله والمقاومة اللبنانية وسوريا، وفي غزة، ومن المصريين ومن الجميع ألا أحد يعترضه على شيء أو يتحرك أي تحرك للتصدي لما يقوم به من احتلال وسيطرة واعتداءات.

وأفاد بأن العدو الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته بالقتل بالغارات الجوية وفي نفس الوقت إطلاق النار والاعتداء على الناس في لبنان وسوريا وغزة، وهكذا من جهة المصريين ألا يتحركوا بتعزيزات عسكرية إلى سيناء في الوقت الذي انتهك الاتفاق معهم وتجاوزهم.

وبين أن الإسرائيلي والأمريكي يعملان معًا على تثبيت معادلة الاستباحة بحق الأمة، ويريدان بكل وضوح أن تكون الأمة مستباحة ولا تعترض على أي عدوان أمريكي أو إسرائيلي عليها لا تعترض ولا تحتج في التصدي لذلك، يحتل أرضها وليس لها حق الاعتراض، المسألة مناطق عازلة، ومواقع استراتيجية وثروات يريدها الأمريكي.

ووصف السيد القائد، تعامل الأمريكي والإسرائيلي في هذه المرحلة بالوقاحة غير مسبوقة تجاه الأمة.. مضيفًا “إذا وقفت أمتنا الموقف الصحيح ستردع الأمريكي والإسرائيلي”.

ولفت إلى أنه لا ردع للأمريكي والإسرائيلي إلا بالمواقف الصحيحة، وبتحمل المسؤولية في التصدي لهم لأنهم أهل شر ولؤم، ولا يُقدرون أي شيء من العرب مهما تسامحوا معهم وتنازلوا لهم، بكل وقاحة يتنكرون لما عليهم من التزامات والاتفاقات ويعتبرون أنها ملزمة فقط للعرب.

وتابع “تحدث ترامب بكل وقاحة عن تهجير أهل غزة والسيطرة عليها وتملكها بكل وقاحة، وكان يريد مصادرة الاتفاق بكله وحدد سابقًا يوم السبت في أحد الأسابيع التي قد مضت بأنه موعد نهائي لإخراج كل الأسرى الإسرائيليين دون إكمال الاتفاق ولا تبادل الأسرى، وهدّد بالحرب، لكن لم يتم له ذلك والمسألة ليست كما يُريد”.

ومضى بالقول “كنا جاهزين للتدخل العسكري إذا فتح ترامب حربًا في تلك المرحلة، ونحن أمام المستوى من الصلف والطغيان والعدوان والإجرام والوقاحة الأمريكية، والإسرائيلية، يجب أن نعي مسؤوليتنا جيدًا ونكون دائمًا في حالة استعداد تام للتحرك في أي وقت”.

وأكد السعي الدائم لتطوير القدرات العسكرية والاستعداد لكل ما نحتاج إليه من عناصر قوة، لا سيما على مستوى الوعي والاستقرار الداخلي والإعداد لما يلزم من أجل الجهوزية للتحرك بفاعلية في أي يوم أو وقت أو مرحلة تستدعي التدخل لمساندة الشعبين الفلسطيني أو اللبناني أو أي شعب من شعوب الأمة يتجه الأمريكي، والإسرائيلي لاستباحته، أو مواجهة أي عدوان على بلدنا.

وأضاف “نحن نتحرك من المنظور العام، في إطار المسؤوليات الكبرى لنا كأمة واحدة، ولا ننظر من منظور التجزئة أنه لا يهمنا ما يجري هناك وكل تهديد وخطر على الشعب الفلسطيني هو تهديد على بقية الأمة.

واستعرض ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة من عدوان واعتداءات مستمرة.. مؤكدًا أنه بات واضحًا سعي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين حتى من الضفة، ما يتطلب أن نكون يقظين ومستعدين لأي مستوى من التطورات في الضفة يستدعي التحرك الشامل أو في غزة أو باتجاه الساحة اللبنانية أو أي ساحة أخرى أو باتجاه العدوان على بلدنا.

وتابع “وفقنا الله لموقف عظيم في إسناد ودعم معركة طوفان الأقصى، لكنه في إطار جولة لم تنته الأمور بعد، وسنبقى مستعدين ومستمرين ومن أعظم مكاسب التقوى وثمراته ومظاهر الالتزام بالتقوى، روحية الجهاد والتحرك في سبيل الله لمواجهة الطغيان والإجرام، وأي طغيان أكبر وأوقح من الطغيان الإسرائيلي والأمريكي”.

مقالات مشابهة

  • الحريات ومسئولية الاختيار.. الانحيازات الحضارية والعقلية في مؤلفات مفسري القرآن الكريم
  • ماردين عادل تكتب: الصحة النفسية فى القرآن الكريم ومنهجه فى علاج الحزن وتزكية النفس
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. كتاب الله.. مفاتيح لفهم معانى القرآن الكريم وإدراك ما يحتويه من كنوز
  • قائد الثورة يهنئ الشعب اليمني والأمة بحلول الشهر الفضيل ويحث على العناية بتلاوة القرآن الكريم
  • خطيب الجامع الأزهر: القرآن الكريم هو نبراس الأمة الذي ينير طريقها
  • اختتام التصفيات النهائية لمسابقة الملك سلمان المحلية للقرآن الكريم في دورتها الـ26
  • اختتام أعمال التصفيات النهائية لمسابقة الملك سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 26
  • ختام تصفيات مسابقة الأزهر للقرآن الكريم.. مواهب واعدة تتألق في تلاوة كتاب الله
  • متحف القرآن الكريم بحي حراء يعرض قطعة أصلية من كسوة الكعبة المشرفة مطرزة بخيوط الذهب والحرير