أصبحت الولايات المتحدة يوم 21 من أغسطس الجاري أول دولة توافق على لقاح للنساء الحوامل يمنع المرض الشديد الذي يسببه الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) لدى أطفالهن.

وقال بيان صادر عن إدارة الغذاء والدواء إن لقاح "فايزر"، الذي تمت الموافقة بالفعل على استخدامه لدى كبار السن، قد حصل الآن على الضوء الأخضر لاستخدامه كحقنة واحدة في الفترة من 32 إلى 36 أسبوعا من الحمل، لحماية الرضع منذ الولادة وحتى ستة أشهر.

 

ويعد اللقاح الأحدث في سلسلة من الأدوية التي تمت الموافقة عليها مؤخرا ضد الميكروب الشائع، الذي يتسبب في دخول عشرات الآلاف من الرضع وكبار السن إلى المستشفيات في الولايات المتحدة كل عام، وفقا للتقديرات الرسمية.

وسعى الباحثون لتطوير لقاح الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) منذ ستينيات القرن الماضي، لكن موجة الجرعات التي تظهر الآن أصبحت ممكنة بفضل التقدم العلمي الذي حدث قبل عقد من الزمن.

وقال بيتر ماركس، مدير مركز التقييم والأبحاث البيولوجية التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية: "إن الفيروس المخلوي التنفسي هو سبب شائع للمرض لدى الأطفال، والرضع أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، ما قد يؤدي إلى دخول المستشفى. وتوفر هذه الموافقة خيارا لمقدمي الرعاية الصحية والحوامل لحماية الرضع من هذا المرض الذي قد يهدد حياتهم".

وتأتي الموافقة بعد تجربة سريرية شملت حوالي 7000 امرأة حامل، وأظهرت أن لقاح "فايزر"، المسمى Abrysvo، قلل من شدة المرض الناجم عن الفيروس المخلوي التنفسي بنسبة 82% لدى الرضع من 0 إلى 3 أشهر، و69% من 0 إلى 6 أشهر.

وتمت الموافقة على عقار Abrysvo سابقا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق، وكذلك لقاح آخر من إنتاج شركة الأدوية GSK، يسمى Arexvy.

إقرأ المزيد السلالة الجديدة من "كوفيد-19" تثير القلق

وفي حين أن الفيروس المخلوي التنفسي يسبب في أغلب الأحيان أعراضا خفيفة تشبه أعراض البرد عند الرضع والأطفال الصغار، إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضا إلى نتائج أكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات.

ويتم إدخال ما يقدر بنحو 58.000 إلى 80.000 طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات إلى المستشفى بسبب عدوى الفيروس المخلوي التنفسي، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض، ما يجعله السبب الرئيسي لدخول المستشفى بين الرضع.

وتشمل الآثار الجانبية الشائعة التي تم الإبلاغ عنها من قبل الحوامل اللواتي تلقين عقار Abrysvo، الألم في موقع الحقن والصداع وآلام العضلات والغثيان.

وحدث اضطراب خطير في ضغط الدم، يُعرف باسم تسمم الحمل، لدى 1.8% من النساء الحوامل اللاتي أخذن عقار Abrysvo مقارنة بـ 1.4% من اللاتي تناولن دواء وهميا.

ولاحظت إدارة الغذاء والدواء أيضا وجود خلل في الولادات المبكرة بين المجموعة التي تلقت اللقاح مقابل الدواء الوهمي (5.7% مقابل 4.7%)، لكنها قالت إن حجم العينة كان صغيرا والموضوع يستحق المزيد من الدراسة.

ولذلك فقد طلبت من شركة "فايزر" مواصلة دراسة خطر الولادة المبكرة وتسمم الحمل.

وبعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، يجب أن يحصل المنتج على موافقة من مركز السيطرة على الأمراض (CDC) الذي سيقدم توصيات حول أفضل طريقة لاستخدامه.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافق المنظمون على علاج بالأجسام المضادة يسمى Beyfortus، طورته Sanofi وAstraZeneca، كعلاج وقائي يعمل كلقاح لحماية الرضع والأطفال الصغار.

المصدر: ساينس ألرت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا البحوث الطبية الصحة العامة الطب امراض فيروسات الفیروس المخلوی التنفسی إدارة الغذاء والدواء

إقرأ أيضاً:

غاب الغذاء وحضرت مكملاته.. كيف تواجه غزة محنة جوع أطفالها؟

غزة- فقدت الفلسطينية هدى الحدّاد اثنين من أبنائها الأربعة، بعد أن قتلهما جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتخشى فقدا آخر لطفليها المتبقيين لها، بعد أن باتا يعانيان من سوء تغذية حاد نتيجة الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة.

وفي مركز إيواء بحي الزيتون شرق مدينة غزة، تقف الأم هدى يوميا في طوابير الانتظار الطويلة للحصول على "مكمّلات غذائية" توزعها المؤسسات الإغاثية، فهي، وإن كانت بسيطة، تمنحها بصيص أمل في مقاومة شبح الجوع الذي يهدد حياة طفليها.

وتقول هدى للجزيرة نت: "قتل الاحتلال طفلي محمد وحنان (14 و13 عاما)، ولم يتبق لي سوى يحيى وزينة (7 و9 أعوام)  لكنهما يعانيان من سوء التغذية وقلة الطعام".

هدى الحدَّاد فقدت اثنين من أطفالها الأربعة خلال الحرب وتخشى على الآخرين من تبعات سوء التغذية (الجزيرة) رغم مخاطرها

وتحصل هدى على عبوات تحتوي على زبدة الفول السوداني المدعمة بالفيتامينات، بمعدل عبوة واحدة لكل طفل يوميا.

وتضيف "لا يوجد طعام مغذٍّ للأطفال، فآخر مرة أكلوا فيها اللحم كانت قبل عام تقريبا، لا يوجد بيض ولا خضروات ولا فواكه، ولا بروتينات أو فيتامينات".

وتؤكد منظمات دولية عديدة أن إسرائيل تمارس سياسة التجويع عمدا بحق سكان غزة، بهدف الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس). كما تحظر ومنذ مطلع مارس/آذار الماضي إدخال أي مساعدات أو أدوية أو طعام لقطاع غزة.

إعلان

وتظهر آثار نقص التغذية بوضوح على الطفلين يحيى وزينة، وتتنوع بين وهن في النشاط البدني، وشحوب واضح في الوجوه، وصعوبات في التركيز وحفظ الدروس التي تلقنها لهما والدتهما داخل خيمتهما بمركز الإيواء.

وتحصل هدى على بعض وجبات الطعام من التكايا (مراكز خيرية لتوزيع الطعام) القليلة المتبقية، التي غالبا لا تحتوي إلا على المعكرونة أو العدس.

ورغم أن المكملات الغذائية لا تحدث تحسنا فوريا في صحة الطفلين، فإنها تمنح هدى شيئا من الطمأنينة، رغم أنها تدرك أن لهذه المكملات مخاطر صحية إن لم يتم تناولها وفق التعليمات. ولهذا تحرص المؤسسات الموزعة على توعية الأهالي بكيفية استخدامها، وتشدد على ضرورة شرب كميات كبيرة من الماء معها.

وسيلة مؤقتة

وداخل غرفة أخرى بمركز الإيواء نفسه، كانت منى لُبّد تحاول انتزاع حصتها من المكملات الغذائية وسط زحام شديد من الأهالي، وبعد جهد، حصلت على بعض العبوات تكفي طفليها الصغيرين (عامان وعام واحد).

وتقول لُبّد "أنا متأكدة أن أولادي يعانون من سوء تغذية، نشاطهم قليل ووجوههم شاحبة، وهذا طبيعي من قلة الأكل". وتشير إلى أن سوء التغذية أصبح ملموسا بين جميع سكان القطاع، لكنه يظهر بشكل أكبر على الأطفال.

وتضيف "منذ شهور لم يأكل الأطفال لحوما أو خضروات أو فواكه أو أسماكا أو بيضا أو أي طعام مفيد، هذا سبب رئيسي لسوء التغذية".

ورغم دخول بعض المواد الغذائية خلال فترات وقف إطلاق النار، فإن ارتفاع أسعارها حال دون تمكُّن الأم لُبّد من شرائها، ولذلك، تعتبر المكملات الغذائية بمثابة وسيلة مؤقتة لـ"حماية" طفليها إلى حين انتهاء الحرب والسماح بدخول الطعام.

وتبدي لُبّد ارتياحا نسبيا تجاه تناول المكملات الغذائية، مؤكدة أنها تلتزم بالتعليمات التي تأخذها من الموزعين بدقة، لتجنب أي آثار جانبية.

بالمكملات الغذائية يسعى أهالي غزة لدرء خطر المجاعة عن أطفالهم (الجزيرة) حالات سوء التغذية

ويتم توزيع المكملات الغذائية وفق مدير برنامج التغذية في هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، إبراهيم إرشي، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، ضمن جهود الاستجابة العاجلة لأزمة المجاعة المتفاقمة في غزة.

إعلان

ويقول للجزيرة نت: "نوزع المكملات الغذائية لمواجهة المجاعة، ونستهدف بشكل خاص النساء الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الخامسة". ويضيف أن البرنامج يوفر المكملات الغذائية شهريا لحوالي 55 ألف شخص في قطاع غزة.

وفي مراكز الإيواء، يشهد إرشي وطاقمه تزاحما شديدا من الأهالي، ويفسر ذلك بتخوف الأهالي الشديد من تبعات سوء التغذية على حياة أطفالهم.

وفي السياق، يؤكد مدير مستشفى أصدقاء المريض (المتخصص في علاج الأطفال)، الطبيب سعيد صلاح، تزايد حالات الإصابة بسوء التغذية المتوسط والحاد.

ويقول للجزيرة نت "نلاحظ تزايدا في عدد الأطفال الذين يحتاجون للمبيت بالمستشفى نتيجة سوء التغذية، في السابق كنا نستقبل حالة أو اثنتين يوميا، والآن نستقبل نحو 5 حالات".

ويتابع "الوضع خطير، وفئة الأطفال (بين 5 أشهر و5 سنوات) تتجه نحو مجاعة حقيقية قد تؤدي إلى وفاة العديد منهم". ووجه الطبيب صلاح ما قال إنه "إنذار لكل العالم".

ويرى أن دخول مساعدات غذائية محدودة خلال فترات وقف إطلاق النار أظهر بعض التحسن المؤقت، لكن مع تجدد الحصار تفاقمت الأزمة بشدة.

الطبيب سعيد صلاح يقول إنهم يستقبلون نحو 5 حالات يوميا تعاني سوء التغذية (الجزيرة) كميات غير كافية

ويستدعي مستشفى أصدقاء المريض يوميا حوالي 200 طفل ممن يشتبه بإصابتهم بسوء التغذية لفحصهم، ويخضع المصابون لبرامج علاجية خاصة. و"أصبحنا ندخل 3 إلى 5 حالات للمبيت يوميا، وهذا رقم كبير" يضيف صلاح.

ويشيد بتوزيع المكملات الغذائية على الأطفال، والنساء المرضعات والحوامل، معتبرا إياها وسيلة لا بد منها لتلافي أخطار سوء التغذية.

وذكر الطبيب صلاح أن كميات المكملات الموجودة في القطاع غير كافية لجميع السكان، وخاصة الفئات الهشة والأكثر احتياجا، مستبعدا وجود أضرار جانبية لها إذا تم أخذها وفق طريقة سليمة.

وتابع "نشجع الناس على أخذ المكملات، وخاصة للأطفال من سنة أو 6 أشهر وحتى 5 سنوات، لأنه لا بديل لها، وهي الوحيدة الموجودة في السوق في ظل عدم توفر الغذاء".

إعلان

مقالات مشابهة

  • رئيس “الغذاء والدواء” إنجازات رؤية المملكة 2030 قصة تحول وطني أساسه الإنسان
  • ترامب: طلبت من نتنياهو الترفق بغزة
  • ترامب يقول إنه ضغط على نتنياهو لإدخال الغذاء والدواء إلى غزة
  • ترامب يقول إنه ضغط على نتنياهو لإدخال المزيد من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة
  • فضيحة غذائية.. حلوى شهيرة تستخدم صبغة دباغة الجلود
  • استشارية :لقاح الحزام الناري يحمي الأفراد البالغين 50 عاماً من الإصابة..فيديو
  • دراسة تدقّ ناقوس الخطر.. فيروس شائع يسبب مرض خطير
  • تعيين مسؤول مؤهل.. شروط "الغذاء والدواء" للحد من مخاطر الإنتاج والتوريد في المنشآت الغذائية
  • غاب الغذاء وحضرت مكملاته.. كيف تواجه غزة محنة جوع أطفالها؟
  • الشرقية.. اختبار فعالية مشروع "معاذ" للسلامة الإسعافية بمقرات العمل