البيئة المحفزة تسهم في زيادة إنتاجية الموظف
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
مما لا شك فيه أن العمل الإيجابي يسهم في تعزيز روح المبادرة والإصرار في بيئة العمل التي لها دور فعّال في زيادة إنتاجية الموظف، مما يسهم في إيجاد تأثير إيجابي في ذات الموظف والآخرين معًا.
كما أن الروح الإيجابية للشخص أو الموظف على حد سواء هي التي تدفعه لبذل قصارى جهده لتحقيق الأهداف والحصول على النتائج المرجوة منه خاصة في العمل المهني، ولهذا يطالب الموظف أينما كان موقعه سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص أن يعمل بضمير، وبقدر المسؤولية الموكلة له من الجهات التي يعمل معها، فالضمير في العمل ينبع من النية الصادقة والصافية التي تجنب المرء الإخلال بالمصلحة العامة للوطن والمواطن دون الالتفات للمصالح الشخصية.
ومن الطبيعي جدا أن يجد الموظف العديد من الصعوبات والتحديات والعقبات التي تواجهه في عمله، الأمر الذي يتطلب منه مواجهتها بكل شجاعة وإصرار وصبر وعزيمة، فهناك بيت شعر فصيح في قصيدة الشاعر الكبير أحمد شوقي يترنح بين أروقة الذات والتحدي، ويجسد عمق المعاني والحكمة حيث يقول: «وما نيل المطالب بالتمني..ولكن تؤخذ الدنيا غلابا». ينبض هذا البيت بالحث على العمل والسعي لتحقيق الأهداف، بدلاً من الاكتفاء بالأماني الخيالية. وتجدر الإشارة إلى أن هناك واجبات والتزامات تنص عليها قوانين العمل وتلزم الموظف عدم التخلي عنها في بيئة عمله ومن أبرزها وأهمها، «ضرورة الالتزام بضوابط الحضور والانصراف في العمل في الوقت المحدد، فعلى الموظف قبل كل شيء أن يراقب ذاته، وأن يعي تماما أن كل ما يقوم به من عمل أو تكليف يسند إليه أمانة أمام الله والناس، وهذا العمل يشكل مصدر رزقه ولأسرته».
ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة في بعض المؤسسات تنتشر فيها ظاهرة الغياب سواء بعذر أو بدون، ويقوم بعض الأشخاص بالتنصل من المسؤولية بادعاء المرض وغيره من الأعذار غير المبررة، لذا لا يجوز للإنسان أن يمرض نفسه بادعاءات لا أساس لها من الحقيقة، فمن وجد نفسه بخير، فليحمد الله على هذه النعمة العظيمة.
كذلك نجد بعض الأحيان نوعا من التراخي لدى نوعية معينة من الموظفين التي تنتهج أسلوب «التسيب في العمل أو عدم المبالاة في إنجاز الأعمال اليومية»، ولذا تسلك طريقا آخر يبعدها عن الصفات التي يجب أن يكون عليها الموظف الناجح والملتزم بصفات الأمانة والمسؤولية والشفافية واحترام الآخرين سواء كانوا زملاء في العمل، أو مراجعين من مواطنين ومن أفراد المجتمع.
ومن أهم الواجبات الأخرى التي يجب على الموظف التحلي بها في عمله «الحفاظ على سرية المهام الوظيفية حتى علاقته بزملائه في العمل تبقى في نطاق العمل، أيضا ضرورة التمسك بمبادئ تعاليم الدين الحنيف مثل بث روح التعاون وتطبيق أخلاقيات العمل دون الإخلال بمصالح الناس». فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، فالعمل بمصداقية له أثر طيب على الإنسان نفسه وعلى كل أفراد المجتمع بصفة عامة، فيجب على الموظف في عمله أن تكون لديه القدرة على تعزيز روح المبادرة والإصرار وتحمل المسؤولية وتطوير مهاراته والعمل بروح الفريق الواحد وروح العمل الجماعي.
لقد ضمن قانون العمل حق الموظف من الإجازات والمكافآت والترقيات والتأهيل والتدريب وغيرها من الحوافز الأخرى، ولا ننسى الإشارة هنا إلى أن بيئة العمل الصحية لها دور فعّال في رفع إنتاجية الموظف خاصة إذا وجدت بيئة عمل محفزة يحصل من خلالها الموظف على التقدير والاحترام والدعم الكافي لتطوير مهاراته العملية والتعبير عن آرائه، إلى ذلك كله تحاول الكثير من مواقع العمل منح الموظفين المرونة في أداء واجباتهم الوظيفية، ومنحهم الثقة التامة في العمل ليؤدوا دورهم بكل إتقان.
تتحمل المؤسسة مهما كانت صفتها ومجال عملها مسؤولية تحقيق التوازن بين أداء الموظفين وأهدافها، أياً كان نوع المؤسسة سواء كانت خاصة أو جهة حكومية، وبالحديث عن التوازن في بيئة العمل يستوجب على الموظف إدارة وقته بشكل جيد وملائم مع طبيعة عمله وحياته الشخصية الخاصة، ويجب أن تكون لدى الموظف أولويات يعمل بها فيكون ترتيب جدوله اليومي على حسب الأهمية الأولى فالأولى.
وبناء على ما تقدم، فإن العمل في بيئة إيجابية ومحفزة تزيد من فرص التزام الموظفين في عملهم وإنجاز مهامهم الوظيفية بشكل مباشر دور تأخير أو تأجيل للأعمال، ومن هنا يأتي تشجيع الموظف ماديا ومعنويا في أداء أعماله المنوطة به سواء من حيث الدقة والسرعة المطلوبة على أكمل وجه ينعكس ذلك إيجابًا على زيادة إنتاجية الموظف في عمله والحصول على نتائج باهرة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: على الموظف فی العمل فی بیئة فی عمله
إقرأ أيضاً:
وقفة احتجاجية لموظفي شركة بترومسيلة للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة ونقابة الموظفين تحذر من المماطلة
نظم موظفو شركة بترومسيلة وقفة احتجاجية اليوم للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة وتحقيق مطالبهم الوظيفية المشروعة، وسط تصاعد حالة الاستياء بين العاملين في الشركة.
ويأتي هذا الاحتجاج بعد سنوات من المعاناة المستمرة حيث يشكو الموظفون من تأخر الرواتب والمستحقات المالية إضافة إلى عدم الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتحسين بيئة العمل وتأمين حقوقهم الوظيفية.
وتُعد شركة بترومسيلة من الركائز الأساسية في قطاعي النفط والطاقة، حيث يعتمد عليها تشغيل محطات الكهرباء وتوفير الوقود في العديد من المحافظات.
وأكد المحتجون أن استمرار تجاهل مشكلاتهم وعدم تنفيذ الحلول اللازمة قد يدفعهم إلى تصعيد أكبر، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في إمدادات الطاقة والوقود، مؤثرًطاً بشكل مباشر على الخدمات العامة.
من جانبها حذرت نقابة موظفي بترومسيلة من أن استمرار المماطلة في حل هذه الأزمة قد يضطرها إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية تشمل الإضراب أو تعليق العمل في بعض القطاعات، ما ينذر بتداعيات اقتصادية وخدمية كبيرة.
وطالب المحتجون الحكومة والجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنهاء هذه الأزمة مشددين على أن تلبية مطالبهم هو حق مشروع يضمن لهم الاستقرار المعيشي والوظيفي، ويسهم في الحفاظ على استمرارية قطاع النفط والطاقة دون أي انقطاع .