ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (نرجو بيان فضل تعلم القرآن وتعليمه، وما القدر الذي يجب على المكلف حفظه من القرآن الكريم؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن الشرع الشريف قد حث على تعلم القرآن وتعليمه، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرَ الأمة، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» أخرجه البخاري.

هل التثاؤب عند الصلاة وقراءة القرآن حسد أم من الشيطان؟ أصلي وأقرأ القرآن ولكني أكذب فماذا أفعل.. أمين الإفتاء يرد

قال الإمام ابن بطال في "شرح البخاري" (10/ 265، ط. مكتبة الرشد): [حديث عثمان يدل على أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان مَن تعلَّم القرآن أو علَّمه أفضلَ الناس وخيرَهم دل ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيريةُ والفضلُ مِن أجل القرآن، وكان له فضلُ التعليم جاريًا ما دام كلُّ مَن علَّمه تاليًا] اهـ.

كما بيَّن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن حافظ القرآن وقارئَه مع الملائكة في المنزلة؛ فقال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ» رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

وذكرت أن حافظ القرآن لا تمسه النار؛ فروى الإمام أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ»، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: [«في إهابٍ» يعني: في قلب رجل، هذا يُرْجَى لمَن القرآنُ في قلبه أن لا تمسه النار] اهـ. نقلًا عن "الآداب الشرعية" للعلامة ابن مفلح (2/ 33، ط. عالم الكتب).

وأكدت أن تعلُّم القرآن الكريم وتعليمه من الأمور المطلوبة طلبًا مؤكَّدًا في الشريعة الغراء؛ على مستوى الأمة، وعلى مستوى الفرد:

فأمَّا على مستوى الأمة: فقد أجمع العلماء على أنه يجب على المسلمين القيام على القرآن الكريم حفظًا ونقلًا وتعلُّمًا وتعليمًا، وأن حفظَ القرآنِ كلِّه وضبطَه فرضُ كفاية على مجموع المسلمين؛ إن قام به بعضهم سقط الإثم عن باقيهم، وإن تركوه جميعًا أثموا جميعًا.

قال الإمام ابن حزم في "مراتب الإجماع" (ص: 156، ط. دار الكتب العلمية): [واتَّفقوا على استحسان حفظ جميعه، وأنَّ ضبط جميعه على جميع الأمة واجب على الكفاية لا متعيِّنًا] اهـ.

وأما على مستوى الفرد: فقد أجمعوا على أنَّه يجب على المكلَّف أن يحفظ من القرآن ما يقيم به صلاته وفرضه.

قال الإمام ابن حزم في "مراتب الإجماع" (ص: 156): [واتَّفقوا على أَن حفظ شَيء من الْقُرْآن واجب، ولم يتفقوا على مَاهِيَّة ذَلِك الشَّيء وَلَا كميته بِمَا يُمكن ضبط إجماع فِيهِ، إلَّا أَنهم اتَّفقُوا على أَنَّ مَن حفظ أمَّ الْقُرْآن ببِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم كلها وسورة أُخْرى معها فقد أدَّى فرض الْحِفْظ وَأَنه لَا يلْزمه حفظ أَكثر من ذَلِك] اهـ.

وقال العلامة ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (2/ 33، ط. عالم الكتب): [عن أبي عبد الله قال: والذي يجب على الإنسان من تعليم القرآن والعلم ما لا بد له منه في صلاته وإقامة عينه، وأقل ما يجب على الرجل من تعلم القرآن فاتحة الكتاب وسورتان. كذا وجدته، ولعله: وسورة، وإلا فلا أدري ما وجهه! مع أنه إنما يجب حفظه ما بلغ أن يجزئه في صلاته وهو الفاتحة؛ خاصة في الأشهر عن أحمد].

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء القرآن حافظ القرآن الملائكة النار صلى الله علیه وآله وسلم القرآن الکریم رضی الله عنه قال الإمام على مستوى م القرآن ال ق ر آن ن القرآن یجب على

إقرأ أيضاً:

«الإفتاء» تكشف عن الأحاديث النبوية الصحيحة حول شهر شعبان..ما فضل الصيام فيه؟

شهر شعبان هو الشهور المذكورة في الأحاديث النبوية الشريفة لما له من فضل عظيم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على أداء عدد من العبادات فيه منها الصيام وكثيرة الدعاء، ويفتش المسلمون عن نصوص الأحاديث الصحيحة الواردة عن شهر شعبان وفضل الصيام فيه، لاتباع السنة النبوية في ذلك الأمر.

أحاديث صحيحة عن شهر شعبان وفضل الصيام فيه

وحول الأحاديث الصحيحة عن شهر شعبان وفضل الصيام فيه، فقد وردت على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، عددا من الأحاديث النبوية الشريفة ومنها الآتي:

- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ».

- عن عائشة أم المؤمنين قالت: «كانَ أحبَّ الشُّهورِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن يصومَهُ شَعبانُ ، بل كانَ يصلُهُ برَمضانَ».

- عن الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: «يا رسولَ اللَّهِ ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ».

دعاء شهر شعبان

اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان.

اللهم اكشف عنا البلاء في هذا الشهر المبارك، اللهم بلغنا رمضان في أحسن حال لا فاقدين ولا مفقودين.

اللهم تقبل منا صالح الاعمال، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وتلاوة القرآن.

اللهم هب لي من دخول شهر شعبان نورًا يقربني منك.

اللهم تقبل منا شهر شعبان، وأخل علينا شهر رمضان المبارك برحمتك وغفرانك.

اللهم أجعل صيامي في شعبان صيام الصائمين، ونبهني عن نومة الغافلين، واعفو عني، واغفر ذنبي، وارزقني التوبة النصوح، وبلغنا شهر رمضان بلوغ رحمة وعتق من النيران.

اللهم اجعل لنا في هذا الشهر نورًا يهدينا إليك ويقربنا من رضاك.

اللهم اكشف عنا البلاء، واغفر لنا ذنوبنا، واجعلنا من المقبولين لديك في هذا الشهر المبارك.

اللهم بلغنا رمضان في أحسن حال لا فاقدين ولا مفقودين.اللهم اجعل صيامي في شعبان صيام الصائمين، وقيامي فيه قيام القانتين، ونبهني من نومة الغافلين.

اللهم تقبل منا صالح الأعمال، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

اللهم اجعل شهر شعبان بداية خير لنا، ونهاية لكل همومنا، واغفر لنا ذنوبنا، وبلغنا رمضان برحمتك يا أرحم الراحمين.

أفضل الأعمال في شهر شعبان

الصيام: من السنن المستحبة في شهر شعبان، خاصة صيام الاثنين والخميس، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

قراءة القرآن: يُوصى بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم والوقوف عند معانيه.

الدعاء والاستغفار: من أهم العبادات في هذا الشهر، خاصة في ليلة النصف من شعبان.

الصدقة: تعد الصدقة من الأعمال التي يُضاعف أجرها، وهي وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله.

الصلاة على النبي: الإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لنيل شفاعته يوم القيامة.

مقالات مشابهة

  • «الإفتاء» تكشف عن الأحاديث النبوية الصحيحة حول شهر شعبان..ما فضل الصيام فيه؟
  • صرخة شهيد القرآن.. من كلمات إلى صواريخ ومسيّرات
  • الأزهر يطلق مبادرة لتكريم كبار محفظي القرآن الكريم
  • فعالية ثقافية في تعز بذكرى شهيد القرآن
  • شركة النفط بذمار تنظم فعالية ثقافية بذكرى جمعة رجب
  • انطلاق تصفيات مسابقة فضيلة الإمام الأكبر لحفظ القرآن الكريم بأزهر الشرقية
  • انطلاق تصفيات مسابقة الإمام الأكبر لحفظ القرآن الكريم بمنطقة الشرقية الأزهرية
  • فعالية مركزية في صعدة إحياءً للذكرى السنوية للشهيد القائد
  • مشروع شهيد القرآن.. أسس ومرتكزات رئيسية
  • أكاديمية القرآن الكريم تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد القائد