عقد الجامع الأزهر حلقة جديدة من ملتقى “الأزهر للقضايا المعاصرة”، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان “فلسفة الصيام في الإسلام”، بحضور الدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين، والأستاذ الدكتور جميل تعيلب، أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار اللقاء الإذاعي القدير الأستاذ سعد المطعني.

وأكد الدكتور مجدي عبد الغفار أن رمضان هو شهر التغيير الحقيقي، فمن دخل رمضان وخرج منه بلا تغيير فليس للصيام جديد، مشيرًا إلى أن الصيام مدرسة تغرس في النفس المراقبة، حيث إنها عبادة بين العبد وربه، لا يعلم حقيقتها إلا الله، وهو ما يجسد قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.

وأوضح أن الصيام يعزز التقوى ويجعل الإنسان أكثر التزامًا بالفضائل وأبعد عن المعاصي، مؤكدًا أن الرقابة الإلهية التي يتدرب عليها الصائم في رمضان تمتد إلى سائر العبادات والمعاملات، مما يجعله أكثر وعيًا بمسؤولياته الدينية والأخلاقية.

وأضاف أن الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام، بل هو تربية للنفس على ضبط الشهوات والانفعالات، وهو ما أشار إليه النبي ﷺ بقوله: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ» (رواه ابن ماجه).

وأكد أن رمضان فرصة ذهبية لتغيير العادات السيئة وتقوية الإرادة، فمن استطاع الإمساك عن المباحات طاعةً لله، فهو أقدر على ترك المحرمات، مما يجعل الصيام وسيلة فعالة في إصلاح القلب والسلوك.

من جهته، أوضح الدكتور جميل تعيلب أن الصيام عبادة تهدف إلى تحقيق التقوى، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، مؤكدًا أن الحكمة من الصيام ليست الحرمان، بل التهذيب والارتقاء بالنفس.

وأضاف أن رمضان فرصة عظيمة للتدريب على الصبر وكبح الشهوات، كما أنه يمنح الإنسان قدرة على إعادة ترتيب أولوياته وتعزيز صلته بالله، حيث قال النبي: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ» (متفق عليه).

وأشار إلى أن الصيام ليس مجرد عبادة فردية، بل هو نظام تربوي واجتماعي متكامل، ينعكس أثره على سلوك الأفراد والمجتمعات. فالصائم يتعلم الانضباط والرحمة والإحساس بالفقراء، كما أن التزامه بترك الطعام والشراب يدفعه إلى مجاهدة النفس عن المحرمات، مما يحقق التزكية الحقيقية للروح والجسد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شهر رمضان الطاعات المحرمات الجامع الأزهر ملتقى الجامع الأزهر المزيد أن الصیام

إقرأ أيضاً:

«الوسطية في الإسلام وبشائر شهر الصيام» ندوة دينية لخريجي الأزهر بمركز شباب مجول بسمنود

أقامت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف فرع الغربية، ندوة دينية موسعة بمركز شباب مجول بالتعاون مع جمعية تنمية المجتمع بقرية مجول بمركز سمنود، حول الوسطية في الإسلام والإستعداد لاستقبال شهر الصيام بدعوة من الشيخ الدكتور حامد الضويني من علماء الأوقاف ورئيس مجلس إدارة مركز الشباب، وفضيلة الشيخ محمد الضويني، و أعضاء مجلس إدارة چمعية تنمية المجتمع بمجول.

جاء اللقاء برئاسة وحضور الأستاذ الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون، و الأستاذ الدكتور بديعة الطملاوي نائب رئيس فرع المنظمة والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية للبنات بالأسكندرية، فضيلة الشيخ علاء جبر مدير عام سابق بالازهر الشريف، الدكتور حسن عيد مدرس الفقه المقارن بشريعة طنطا عضو خريجي الأزهر، الدكتور محمد هموس مدرس أصول الفقه المساعد بشريعة طنطا، وقدم للحفل الشيخ حسين طلحة مسئول العلاقات العامة بالفرع.

وتحدثت الدكتورة بديعة الطملاوي مشيرة إلي أن الأزهر منبر الوسطية والاعتدال المنبثقة من القرآن والسنة، فقد تبني الأزهر الشريف منهج الوسطية، وظل بمنهجه الوسطي حصنًا للأمة ضد كل مظاهر الغلو والتطرف يتوافد إليه طلاب العلوم من كل مكان حرصا على وسطيته واعتداله وقبوله التعدد، وعدم نبذ المخالف" داعماً لكل مقومات الإنسانية وبناء الإنسان بما يحقق المشيئة الإلهية في إعمار الأرض وعبادة الله.

وتناولت فضائل الأشهر المباركة ومواسم الطاعات في تقويم سلوكيات المسلم الحياتية واغتنام تلك المنح الربانية في التزود بزاد التقوى والعمل الصالح وحسن المعاملات وجبر الخواطر وصنائع المعروف ولنا في رسول الله الأسوة والعمل الصالح فقد أرشدنا إلي أن الإنسان عليه أن يقوم بحق الله، وأن يقوم بالحقوق الواجبة للخلق، وأن يكون محسناً إليهم مخالطاً لهم، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم فالدين المعاملة.

وتحدث الشيخ علاء جبر، مؤكداً أن الله اختص الأمة الإسلامية بالخيرية الكاملة فقال تعالي(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) أي صرتم خير أمة بسبب كونكم آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر ومؤمنين بالله وهذا تطبيق لمنهج الله والوسطية والاعتدال من أساس تلك المنهجية الربانية وعلينا الاعتدال في كل شيء من مظاهر حياتنا وسلوكيتنا وعلينا التزود في رمضان بالعمل الصالح و الطاعات، تزين القلوب بالإيمان والطاعه والإستعداد ليوم الرحيل فرمضان ليس مظاهر إسراف وإرهاق مادي بقدر ماهو فرصة حقيقية الامتثال أمام الله بخير الأعمال وأنفعها قربه لله.

وأكد الدكتور حسن عيد أن الوسطية هي الاعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال، بل هي منهج فكري وموقف أخلاقي وسلوكي، فالوسطية تحقق التوازن في الحياة، ومرجع الوسطية إلى الشرع فما وافق الشرع فهو الوسط وهو البعد عن الإفراط والتفريط وذلك في كافة أمور الحياه والزواج والعلاقات الأسرية والاجتماعية.

واختتم فضيلة الدكتور سيف رجب قزامل الاحتفالية بالتأكيد علي أن الوسطية تعني السماحة والاعتدال في التكليف، وترك المغالاة في الدِّين والتكلف فيه، مشيراً إلي أن الوسطية منهج يُمَكِّن المسلم من فهم الأمور فهماً صحيحاً، ومن ثم يتعامل معها بوعي، ففي العقيدة تحقق وَحْدانية الخالق، وفي العبادة تراعي مَقاصدها الاجتماعية، وأساس الأخلاق هو أنْ تُعامل الناس كما تُحب أن يُعاملوك، ومنهج الوسطية يجعل المرء ينظر إلى الأمور بتوازُن ووعْي وتكامل وفهم يبني ويعمر لايهدم ويفرق يراعي الواقع ويزاوج بينه وبين الواجب على أساس مقتضيات أحوال الناس ويعزز التَّسامح مع الآخر والعمل على صيانة العيش المشترك بين مكونات المجتمع المتنوعة، دينيا وثقافيا، فالتعدد إرادة إلهية، وضرورة اجتماعية، وواقع كوني، والتوازن يتحقق بفهم صحيح الإسلام، وترسيخ مبادئه عن طريق المناهج التربوية والتعليمية، وتجفيف منابع التَّطرف والغلو ومغذّياته الاجتماعية والفكرية، فالفهم الصحيح للإسلام هو العاصم من الانحراف عن الصراط المستقيم وقد أدرك المسلمون أن معارف القرآن أوسع من حدود المكان والزمان، وأنها متجددة ذلك من شأنه أن يحقق توفيقا بين ثوابت الإسلام ومقتضيات العصر.

مقالات مشابهة

  • ملتقى الأزهر للخط والزخرفة يواصل فعالياته ويقدم محاضرات وورشا تفاعلية للجمهور
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش دور القبلة في وحدة الأمة الإسلامية
  • «الوسطية في الإسلام وبشائر شهر الصيام» ندوة دينية لخريجي الأزهر بمركز شباب مجول بسمنود
  • الأزهر يوضح هل يجوز الصيام بعد النصف من شعبان أم لا ؟
  • ملتقى الأزهر للتفسير: الماء سر الحياة في خطاب القرآن الكريم
  • هل يجوز الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان؟ الأزهر للفتوى يجيب
  • رئيس جامعة الأزهر: الخط العربي فن يتجلى في كتاب الله ويجمع بين الجمال والدقة
  • برعاية فضيلة الإمام أحمد الطيب .. انطلاق فعاليات ملتقى الأزهر للخط العربي والزخرفة
  • اليوم.. وكيل الأزهر يفتتح فعاليات ملتقى الأزهر للخط العربي والزخرفة