أغرب 10 أطعمة على وجه الأرض .. لن تصدق أن بعض البشر يأكلونها | صور
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
يُقال إن "الأذواق لا تُناقش"، ولكن عندما يتعلق الأمر ببعض الأطعمة الغريبة التي يتناولها الناس حول العالم، قد تجد نفسك تتساءل: كيف يمكن لأحد أن يأكل هذا؟ هناك أطباق تقليدية وأخرى غريبة للغاية لدرجة أنها قد تثير الدهشة أو حتى الاشمئزاز.
أغرب 10 أطعمة على وجه الأرض في هذه القائمة، سنأخذك في رحلة عبر القارات لاستكشاف أغرب 10 أطعمة على وجه الأرض، بعضها غير تقليدي، وبعضها الآخر يُعتبر من الأطباق الشهية في بعض الثقافات، بحسب ما نشره موقع travelchannel.
يُعتبر كاسو مارزو من أغرب وأخطر أنواع الجبن في العالم، حيث يتم إنتاجه في جزيرة سردينيا الإيطالية بطرق غير تقليدية. يتم صنعه من جبن البيكورينو، ولكن الفرق الصادم هو أن هذا الجبن يحتوي على يرقات الذباب الحي! تُترك هذه اليرقات لتتغذى على الجبن، مما يؤدي إلى تكسيره وتحويله إلى مادة كريمية ناعمة. المشكلة هنا؟ الجبن يُؤكل بينما الديدان لا تزال حية، وهناك تحذيرات من أن تناولها قد يسبب مشكلات صحية خطيرة!
2- بالوت (بيضة الجنين) – الفلبينإذا كنت تظن أن تناول البيض المسلوق أمر عادي، فربما عليك إعادة التفكير بعد التعرف على بالوت، الطبق الشهير في الفلبين وفيتنام وكمبوديا. هذه ليست مجرد بيضة مسلوقة، بل هي بيضة بط تحتوي على جنين شبه مكتمل النمو، يتم طهيها وتناولها كما هي، مع العظام والريش الصغير! يُقال إن طعمها شهي لمن يجرؤ على تذوقها، وهي غنية بالبروتينات.
3- هاكاري (سمك القرش المتعفن) – آيسلنداهاكاري هو طبق آيسلندي تقليدي مصنوع من لحم سمك القرش المتعفن. يتم دفن اللحم في الأرض لعدة أشهر للسماح له بالتخمر، ثم يُجفف لعدة أشهر أخرى قبل أن يصبح جاهزًا للأكل. الطعم؟ يُوصف بأنه شبيه بالأمونيا (رائحة شبيهة بالمنظفات القوية). يُقال إن أكله يحتاج إلى شجاعة كبيرة، حتى أن بعض السياح يشعرون بالغثيان لمجرد استنشاق رائحته.
4- عين التونا – اليابانفي اليابان، تُعتبر عين التونا من الأطباق التي تُقدم كوجبة غريبة ومغذية، حيث تحتوي على نسبة عالية من البروتين وأحماض أوميغا-3. تُطهى العين في الماء أو تُقلى بالزيت، ويقال إن قوامها هلامي ومطاطي، يشبه خليطًا بين الحبار وصفار البيض المطبوخ! رغم غرابتها، فهي تُباع بأسعار زهيدة في بعض الأسواق اليابانية.
5- عنكبوت مقلي – كمبوديافي كمبوديا، لا يُنظر إلى العناكب على أنها كائنات مخيفة فقط، بل أيضًا كطعام شهي! يتم قلي عناكب الرتيلاء الضخمة في الزيت مع التوابل حتى تصبح مقرمشة من الخارج وطرية من الداخل. يُقال إن طعمها يشبه خليطًا من الدجاج والسمك، ويُعتقد أنها مصدر غني بالبروتين.
6- حساء عش الطائر – الصينيُعتبر حساء عش الطائر من الأطباق الفاخرة في الصين، حيث يتم صنعه من عش طائر السنونو الذي يتكون من اللعاب المجفف. يُقال إن له فوائد صحية عديدة، مثل تعزيز المناعة وتحسين البشرة. يتم طهي العش حتى يتحول إلى مادة هلامية شفافة، ويُقدَّم كحساء دافئ. المشكلة؟ هذا الحساء باهظ الثمن جدًا، حيث يُباع بأسعار قد تصل إلى آلاف الدولارات للطبق الواحد!
7- إسكاموليس (كافيار النمل) – المكسيكفي المكسيك، يتم تناول إسكاموليس، وهي عبارة عن بيض النمل العملاق الذي يتم جمعه من جذور نبات الصبار. يُعتبر هذا الطبق من الأطعمة الفاخرة في البلاد، وغالبًا ما يُقدَّم مع التوابل أو يُقلى بالزبدة. طعمه يوصف بأنه يشبه الجبن أو المكسرات، وهو غني بالبروتين.
8- لحم الضفادع العملاق – ناميبيا وأجزاء من آسياتناول الضفادع ليس أمرًا غريبًا في بعض الدول مثل فرنسا والصين، ولكن في ناميبيا، يتم تناول الضفادع العملاقة بالكامل، بما في ذلك الجلد والأحشاء! يقال إن لحمها طري وشهي، لكن المشكلة أن بعض أنواع الضفادع تحتوي على سموم خطيرة يمكن أن تكون قاتلة إذا لم تُطهى بشكل صحيح.
9- سورسترومينغ (سمك الرنجة المتخمر) – السويديُعتبر سورسترومينغ من أكثر الأطعمة ذات الرائحة الكريهة في العالم. هذا الطبق السويدي التقليدي مصنوع من سمك الرنجة المتخمر، حيث يتم حفظه في علب مغلقة لعدة أشهر حتى يتحلل جزئيًا. عندما يتم فتح العلبة، تنتشر رائحة نفاذة تشبه البيض الفاسد والصرف الصحي، لدرجة أن بعض الناس لا يستطيعون الاقتراب منها!
10- بيضان الثور – الولايات المتحدة وكندايُعرف هذا الطبق الغريب باسم "محار جبال روكي"، لكنه في الحقيقة ليس له علاقة بالمحار! بل هو عبارة عن خصيتَي الثور، حيث يتم تقشيرهما وتقطيعهما ثم قليهما أو شويهما. يُعتبر هذا الطبق شهيًا في بعض مناطق الولايات المتحدة وكندا، ويقال إن له فوائد غذائية عالية.
هل ستجرؤ على تجربة أحد هذه الأطعمة؟بعد هذه الرحلة المثيرة عبر أغرب الأطعمة في العالم، يبقى السؤال: هل تجرؤ على تجربة أي منها؟ البعض قد يجدها مقززة، بينما يراها آخرون لذيذة ومميزة. في النهاية، كل ثقافة تمتلك أطباقها الغريبة التي قد تبدو لنا غير مألوفة، لكنها تُعتبر جزءًا من تاريخها وتقاليدها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أطباق الأطعمة المزيد هذا الطبق ی قال إن حیث یتم ی عتبر فی بعض أن بعض
إقرأ أيضاً:
فضيلة الستر، حين تسمو الإنسانية فوق زلات البشر.
د. الهادي عبدالله أبوضفائر
في تلك الأيام التي كانت تفوح بعطر البساطة، حيث يمتزج أريج الذكريات بنسيم الصباح، كانت الحياة تنساب بإيقاعها الهادئ، بعيداً عن تعقيدات الزمن المتسارع. كان العمدة دلدوم يسير بخطوات واثقة، تحيط به ثلة من أبنائه، الذين ألفوا المغامرة حتى غدت جزءا من حياتهم، كأنما نُسجت ملامحهم من قصص الأرض وأسرارها. لكن خطواتهم اليوم، لم تكن مغامرةً عابرة، بل رحلةً مضنيةً يطاردون أثر البهائم المسروقة، تسوقهم غريزة الحماية التي تأصلت في النفوس، وبدافع الوفاء لتلك الأيام الخوالي، وحين أثقلهم التعب وهدّهم المسير، قرّروا أن يستظلّوا عند تبلدية (الدُقل). افترشوا الأرض تحت ظلالها الوارفة، وأخرجوا زادهم البسيط، لم يكن مجرد طعامٍ يُسكت الجوع، بل طقساً من الحميمية يعيد للروح دفئها وللذاكرة وهجها. بسطوا ما جادت به الميارم (بقو، دقة، قوم زُط، أم تنقروا، صبرة بصوفوا، المى قصّرت، دنزاى، مشكوكة، وقلبوه)، كل رشفة كانت تحمل معها نكهة إنتاج (مريودة) وخبرة (حلوم)، حكاية من أيام زمان،
في خضم السكون الذي لفَّ المكان كوشاحٍ ثقيل، لمحوا تيساً يمر بالقرب منهم في غير اكتراث، كأن الأرض وما عليها لا تعنيه. ارتفع صوت العمدة دلدوم متهدجاً لكنه نافذ كالسيف: (اذبحوا التيس). كان أمره قاطعاً لا يُرد، وحين يأمر العمدة، فلا مجال للجدال. سرعان ما تصاعدت رائحة اللحم المشوي، دافئة، شهية، لكنها حملت في طياتها نذيراً خفياً. لم يكن أحد يعلم أن تلك الوليمة العفوية ستُشعل ناراً أعنف من نار الشواء، وأن الريح لا تأتي دائماً بما تشتهي السفن، بل بما يخبئه القدر من مكائد صامتة. على الجانب الآخر من القرية، كانت الحكّامة أم زيرقون تطأ الأرض بخطواتٍ قلقة. امرأة لا يُخطئها أحد، صوتها الذي اعتاد أن يُؤرّخ للأحداث لم يكن ليصمت أمام الظلم. حين أدركت أن تيسها الوحيد قد اختفى، استبدّ بها القلق، وتتبعت أثره كصيّادة خبرت تقلبات الزمان. وكان حدسها الذي نادراً ما يخذلها قادها نحو التبلدية. لم يكن المشهد بحاجة إلى تفسير، رأت جلد التيس معلقاً كراية نصر، واللحمة ما زالت (تجكجك) في النار، تشهد على فعل لم يكن يليق بالعمدة وأبناءه. فبدت المفارقة قاسية؛ رجلٌ كان رمزاً للهيبة والقوة، أصبح الآن طرفاً في فضيحة لا تليق باسمه. لم تتردد الحكّامة، فالغضب حين يستيقظ في قلب امرأة مثلها لا يُسكته شيء. أدارت وجهها نحو بيت العمدة تورشين، الرجل الذي يُحكم بين الناس حين تتشابك الحقوق وتتعقّد الحكايات.
لكنّ أبناء دلدوم، لمحوا الحكّامة وهي تبتلع المسافة بينهم وبين بيت العمدة تورشين، شعروا أن العاصفة قد بدأت تتشكّل. ركضوا إلى العمدة دلدوم يُنبئونه بالخطر القادم، نهض متوثباً كمن استعاد جزءاً من هيبته، شدّ جلابيته، وانطلق في إثرها ليُطفئ ناراً ربما كان يعلم أنها لن تُخمد بسهولة، دخلت الحكّامة كإعصارٍ غضوب. لم يكن في صوتها مساحةٌ للتردد حين نادت بقوة: (يا أبوي العمدة! شوف فضيحة أخوك دلدوم وأولاده، سرقوا تيسي! الآن اللحمة في النار!)، أدرك العمدة أن الأمر لم يكن مجرد خلافٍ عابر على تيسٍ ضائع. بل الأمر يمسُّ الهيبة، والعدالة، ويخدش تاريخاً طويلاً من الكبرياء، وقد بدأت خيوط المواجهة تتشابك. لكن العمدة تورشين كان رجلاً حكيماً لا يترك للأمور أن تأخذه على حين غرة. تأمل الحكّامة بهدوء، ثم سألها ببرود: (بكم تبيعين التيس؟) فردّت، (التيس تمنو عشرين قرش) ابتسم العمدة ابتسامة من يعرف كيف يخرج من أضيق المآزق، وقال بحزم: (خذ ده أربعين قرش). بس ما تجيب سيرة الحكاية لأي زول، والله لو الأمر خرج منك، محكومة عليك بخمسين جلدة. وقبل أن تتفوّه الحكّامة بكلمة أخرى، وجدت المال في يدها، فقبضته بقوة، وخرجت صامتة، بينما تمدّد العمدة في عنقريبه كأن شيئاً لم يكن. لكنّ اللحظة لم تمرّ دون أن تخترقها المفاجأة. إذ دخل العمدة دلدوم، وجهه ما زال يحمل أثر القلق، قائلاً: يا أخوى العمدة، (الحكّامة أم زيرقون جاتك؟) ضحك العمدة تورشين بهدوء وقال، جاءت، واشتريت منها التيس، فكلْ لحمتك ساكت، اطمئن العمدة دلدوم، وهرع إلى أولاده يبشّرهم بحكمة العمدة، فتناولوا طعامهم بطمأنينة، واستأنفوا الرحلة.
لكن القدر لا ينسى ولو بعد حين. حتى القروش أخذت منه ثلاثة أصفار، عشرون سنة مرت على الحادثة، ولم يعلم بها أحد، إلى أن دبّ خلاف بين أولاد العُمد في البئر، فتطوّر الأمر إلى شجار عنيف. أُصيب أحد اولاد العمدة دلدوم في رأسه، وعندما تعافى، اجتمع الأهل لتحديد (خسارات العلاج فقط) حفاظاً على النسب وصيانة الشرف لا توجد قيمة للدم بين الأهل. اتفقوا على ثلاثين جنيه، لكن الوجهاء قالوا عشرين جنيه، إلا أن العمدة دلدوم أصرّ على ثلاثين جنيه. التفتت الأنظار إلى العمدة تورشين، الذي ظل صامتاً حتى لحظة الانفجار، حين صاح بصوته الجهوري: يا دلدوم تخالف رأي الرجال ديل كلهم؟ أنت نسيت عمايلك ولا شنو؟ والله نقوم نكشح الحلة، البلد كلوا يشيل سيرتك، وتاني م تقوم ليك قايمة! حينها، اتسعت عينا العمدة دلدوم، وكأن شريط الذكريات انقضّ عليه بلا رحمة. شعر بعرق بارد على جبينه، ثم صرخ في استسلام، علي الطلاق، (خسارات العلاج ذاتو عافيناه) ساد الصمت للحظة، فجأة قام شاب داير يعرف (الشمار) وبصوت عالي (يا عمي العمدة ده خمسين جنيه، ثلاثين حق العلاج والباقى كرامة، بس عليك الله أكشح لينا الحلة) نظر اليه العمدة بغضب الرجل الذي يعرف أن للعدل مكانةً لا تطالها أموال الطامعين. قائلاً: (الفش غبينتو خرب مدينتو؟).
هكذا انفضت الجلسة، وانسدل عليها ستار من الستر، لا ليطمس الحقيقة أو يُخفيها، بل ليُعيد ترتيب شظايا الأرواح ويمنحها شيئاً من العافية المفقودة وسط صخب الحياة وأحكام البشر القاسية. لم يكن ما جرى مجرد خلافٍ عابر أو حادثة تُنسى في زحمة الأيام، بل مرآة تعكس عمق التجربة الإنسانية حين تتأرجح بين الكبرياء الجريح والندم المتأخر. هناك، ترسّخ درسٌ خالد، لا يشيخ مع الزمن ولا يبلى مع تعاقب الأجيال، يُهمس في وجدان الساسة وكل من تولى أمر الناس: أن الفضيلة ليست في كشف العيوب أو التشهير بها، بل في احتضانها برفق وحكمة، القدرة على السمو فوق لحظة الشماتة. أما آن أن نُدرك، أن جوهر الرحمة لا يتجلى في استباحة زلات الآخرين، بل في سترها والحرص على ألا يُهدم بنيان الأخوّة من أجل سقطة عابرة؟ إنّ الستر ليس محض خُلقٍ نتمسك به عن ضعفٍ أو مجاملة، بل هو قاعدة متينة لبناء وطنٍ يُقدّر الإنسان، ويرى في كل خطأ فرصةً للإصلاح، لا ميداناً للتشهير والهدم. هكذا تبقى البذرة التي غرسها الآباء تنبض بالحياة في أعماق الأرض، تنتظر فقط رعاية صادقة ومحبة نقية، كي يُشرق هذا الوطن مرةً أخرى، وطنٌ لا يسقط فيه أحدٌ بلا يدٍ تُعينه على النهوض.
abudafair@hotmail.com