حملة في كوريا الجنوبية للحد من انتشار الكلمات الإنجليزية
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
واجه الخبير في اللغة الكورية الجنوبية كيم هيونج باي تحديًا عند محاولته ترجمة مصطلح إنجليزي شائع على منصات التواصل الاجتماعي، وهو "ديب فيك" الذي يشير إلى تقنية التزييف العميق للحقائق والمعلومات، إلى لغته الأم.
ووفقًا لما أوردته صحيفة لوس أنجلوس تايمز، يشغل كيم هيونج باي منصب كبير الباحثين في "المعهد الوطني للغة الكورية"، وهو مؤسسة حكومية يعمل فيها ضمن قسم اللغة العامة، حيث تتمثل مهمته في مراجعة الكلمات الأجنبية المتداولة بكثرة في المحادثات اليومية وعرضها على لجنة تُعرف باسم "مجموعة اللغة الجديدة"، التي تتولى مهمة اقتراح بدائل كورية مناسبة لها.
وقد لاحظت اللجنة أن مصطلح "ديب فيك" يستخدم على نطاق واسع في عناوين الصحف، مما جعله مرشحًا ليكون ضمن قائمة الكلمات الأجنبية التي تحتاج إلى ترجمة كورية معتمدة.
ومنذ تأسيس المعهد الوطني للغة الكورية عام 1991، تمت ترجمة أكثر من 17 ألف كلمة مستعارة، معظمها من اللغات الصينية واليابانية والإنجليزية، ضمن جهود مستمرة للحفاظ على نقاء اللغة الكورية.
جهود لحماية اللغات الأصليةكوريا الجنوبية ليست الدولة الوحيدة التي تبذل جهودًا للحفاظ على لغتها من تأثير الكلمات المستعارة، فقد تبنت بلدان عدة إستراتيجيات مماثلة. على سبيل المثال، أنشأت فرنسا الأكاديمية الفرنسية في القرن السابع عشر بهدف حماية "نقاء اللغة الفرنسية"، إذ لعبت دورًا مستمرا في التصدي لاجتياح المفردات الإنجليزية. وكذلك سارت الأكاديمية الملكية الإسبانية على النهج ذاته للحفاظ على اللغة الإسبانية.
إعلانوالبريطانيون أنفسهم سعوا للحفاظ على لغتهم الأصلية، محاولين الحد من التأثير الأميركي على الإنجليزية البريطانية.
صعوبة مواجهة زحف المصطلحات الأجنبيةفي هذا السياق، يشبّه كيم التعامل مع تدفق المصطلحات الأجنبية المستعارة بعملية صب الماء في وعاء بلا قاع، مشيرًا إلى أن محاولات الترجمة ليست فورية، بل تتطلب مراقبة تطور استخدام الكلمة حتى يتضح انتشارها الواسع، وعندها يمكن اتخاذ قرار بشأن إيجاد بديل مناسب.
ويضيف كيم أن وفرة الكلمات المستعارة لا تساعد في الحفاظ على الهوية اللغوية، معتبرا أن ذلك يعكس تاريخ كوريا الطويل مع التأثيرات الأجنبية التي أثرت في لغتها وثقافتها.
حتى عام 1443م، وقبل ابتكار الأبجدية الكورية، كانت النخب الحاكمة في الممالك الكورية تعتمد على الهانجا، وهو النظام الكتابي الصيني الذي لا يزال حتى اليوم يشكّل جذورًا للكثير من المفردات الكورية، تمامًا كما تمثل اللاتينية أساسًا للغة الإنجليزية.
وفي فترة الاحتلال الياباني لكوريا بين عامي 1910 و1945، دخلت العديد من الكلمات اليابانية إلى اللغة الكورية، من بينها كلمة "جاو" التي تعني "وجهًا".
الإنجليزية الأكثر انتشارا في كورياأما في العصر الحالي، فقد أصبحت الإنجليزية اللغة الأكثر تأثيرًا على الكورية، إذ يُنظر إليها على نطاق واسع بوصفها لغة للثقافة الرفيعة والتعليم الغربي. ويتبناها رجال الأعمال والمسؤولون الحكوميون والصحفيون في خطاباتهم بحثًا عن مزيد من المصداقية والحداثة.
ويرى كيم أن "اللغات الأجنبية التي دخلت إلى كوريا كانت دائمًا أداةً وشارةً مميزةً للطبقة الحاكمة. وأعتقد أنه يمكن فهم الكلمات المستعارة من هذا المنظور، حيث تعكس المكانة الاجتماعية والتميز".
وفي استطلاع أجرته شركة هانكوك ريسيرش العام الماضي، شمل 7800 مواطن كوري جنوبي، أكد أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين أنهم يواجهون باستمرار مفردات أجنبية في الخطاب العام، وهي زيادة بنسبة 37% مقارنة باستطلاع مماثل أجري عام 2022. كما أعربت الغالبية عن تفضيلهم لاستخدام بدائل كورية أكثر وضوحًا وسهولة.
إعلان اللغة حق إنسانيويؤكد كيم أن "اللغة حق إنساني"، ويضيف "مهمتنا تتمثل في التوصل إلى بدائل أكثر سهولة للكلمات الأجنبية التي قد تكون صعبة الفهم لبعض الناس، حتى لا تشعر شريحة من السكان بأن الأمر سينتهي بها إلى التهميش".
وتشير الدراسات إلى أن كبار السن والأشخاص الذين لا يحملون شهادات جامعية يعانون من التعرض للكلمات المستعارة، إذ إنها يمكن أن تحرمهم من الخدمات أو البرامج الحكومية اللازمة لهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اللغة الکوریة الأجنبیة التی للحفاظ على
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية تزيل تطبيق DeepSeek من متاجر التطبيقات في انتظار مراجعة الخصوصية
فبراير 17, 2025آخر تحديث: فبراير 17, 2025
المستقلة/- أوقفت كوريا الجنوبية تنزيلات برنامج الدردشة الآلي المدعوم بالذكاء الاصطناعي من DeepSeek في انتظار مراجعة معايير الخصوصية الخاصة بالشركة الناشئة الصينية.
قالت هيئة مراقبة الخصوصية في كوريا الجنوبية يوم الاثنين إن برنامج الدردشة الآلي R1 من DeepSeek قد تمت إزالته من الإصدارات المحلية من متجر تطبيقات أبل وغوغل بعد أن اعترفت الشركة التي يقع مقرها في هانغتشو بأنها فشلت في الامتثال لقواعد حماية البيانات الشخصية.
وقالت لجنة حماية المعلومات الشخصية في بيان إن DeepSeek قبلت اقتراحها بتعليق تنزيلات التطبيق.
لا يزال برنامج الدردشة الآلي متاحًا لأولئك الذين قاموا بالفعل بتنزيل التطبيق.
وقالت اللجنة “لمنع انتشار المزيد من المخاوف، أوصت اللجنة بأن تعلق DeepSeek خدمتها مؤقتًا مع إجراء التحسينات اللازمة”، مضيفة أن جعل التطبيق متوافقًا مع اللوائح المحلية “سيستغرق حتمًا قدرًا كبيرًا من الوقت”.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن قالت هيئة مراقبة الخصوصية الشهر الماضي إنها سترسل طلبًا مكتوبًا إلى DeepSeek يطلب تفاصيل حول كيفية إدارتها للبيانات الشخصية للمستخدمين.
أعلنت وزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا الجنوبية في وقت سابق من هذا الشهر عن حظر مؤقت على استخدام الموظفين لـ DeepSeek على أجهزتهم، مستشهدة بمخاوف أمنية.
حظرت أستراليا وتايوان برنامج الدردشة الآلي على الأجهزة الحكومية، بينما يدرس الكونجرس الأمريكي مشروع قانون لتطبيق حظر مماثل.
أمرت وكالة حماية البيانات الإيطالية DeepSeek بالحد من معالجة بيانات المستخدمين الإيطاليين في انتظار مزيد من المعلومات حول كيفية إدارتها.
أشتهر DeepSeek الضوء الشهر الماضي عندما أعلنت الشركة المالكة أنها طورت برنامج الدردشة الآلي الخاص بها مقابل جزء ضئيل من تكلفة النماذج التي أنشأتها شركات التكنولوجيا العملاقة مثل غوغل و OpenAI.
بينما ضخ منافسو DeepSeek في وادي السيليكون مليارات الدولارات في نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، قال فريق تطوير R1 في ورقة بحثية إنهم أنفقوا أقل من 6 ملايين دولار على قوة الحوسبة لتدريب برنامج الدردشة الآلي.
أثار الإعلان على الفور تقريبًا أسئلة وجودية حول نموذج الأعمال في وادي السليكون للاستثمار بمبالغ ضخمة في الذكاء الاصطناعي.
وتم محو حوالي تريليون دولار من القيمة السوقية لما يسمى “الشركات السبع الرائعة” للتكنولوجيا في يوم واحد بعد أصدار DeepSeek .
وقال بعض المتشككين برواية DeepSeek للعمل بميزانية محدودة، مشيرين إلى أن الشركة الناشئة ربما كان لديها إمكانية الوصول إلى شرائح أكثر تقدمًا وتمويل أكبر مما اعترفت به.