أحزاب ومنظمات ونشطاء يرفضون تسهيل الفصل الجماعي ويدعون لحوار شامل حول تعديلات العمل والضمان
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
#سواليف
أصدرت مجموعة من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والناشطين الحقوقيين ورقة موقف حول تعديلات قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي المعروضة على مجلس النواب، مؤكدين على خصوصية هذين التشريعين لما لهما من تأثير مباشر على معيشة شريحة واسعة من الناس وأسرهم، وتشدد الورقة على ضرورة أن يسبق أي تعديل على هذين القانونين حوار اجتماعي ودراسة شاملة مبنية على أسس موضوعية تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع أصحاب المصلحة، مشيرة إلى أن إصدار مسودة التعديلات الحالية خلال فترة تقل عن عام بعد تعديلات واسعة تمت في عام 2023 يخل بمصداقية العملية التشريعية ويؤكد غياب صفة الاستعجال في طرحها.
وفيما يخص قانون العمل تشير الورقة إلى إيجابية عدد من التعديلات التي جاءت لمعالجة الاختلالات في صياغة مواد القانون في تعديلات 2019، فضلاً عن تعزيز الحمايات الاجتماعية؛ خاصة من حيث زيادة إجازة الأمومة إلى 90 يوما، واستحداث إجازة وفاة أحد الأقارب من الدرجة الأولى، وتوسيع نطاق الحماية للمرأة العاملة بحظر فصلها أثناء فترة الحمل، وأن هذه التعديلات تعد خطوة مهمة نحو توافق القانون مع معايير العمل الدولية وتوفير حماية اجتماعية أفضل.
ورغم ذلك اعتبرت الورقة أن التعديل المطروح على المادة 31 من قانون العمل يشكل مساساً خطيراً بحقوق العاملين؛ إذ أن التعديل المقترح يسمح لصاحب العمل بإنهاء خدمات 15% من العاملين سنويا دون آليات رقابية أو إشراف قضائي، ما يعرض آلاف العمال للفصل التعسفي دون مبررات اقتصادية أو فنية حقيقية، ويزيد من معدلات البطالة وانتشار العمالة غير الرسمية، ويخل باستقرار العلاقات العمالية ويهدد الأمن الاجتماعي، حيث أشادت الورقة برفض لجنة العمل النيابية هذا التعديل، وكذلك رفضها التعديل المقترح على المادة 108 الذي يستهدف إلغاء حماية ممثلي العمال من تعسف أصحاب العمل نتيجة ممارسة نشاطاتهم النقابية، والذي كان من شأنه أن يضعف من الحماية القانونية لممثلي النقابات العمالية، ويشكل تهديداً لاستقرار علاقات العمل وقدرة النقابات على الدفاع عن حقوق العمال، كما أثنت الورقة على تراجع الحكومة عن تعديل المادة 25، الذي كان يستهدف منح مجلس الوزراء صلاحية تحديد حالات الفصل التعسفي، وهو ما كان سيقيد صلاحيات القضاء في تحديد التعسف بناءً على معايير موضوعية.
مقالات ذات صلة وقفة في جامعة اليرموك للمطالبة بحلول لأزمة الجامعة / صور 2025/02/16أما بالنسبة لقانون الضمان الاجتماعي، فترى الورقة أن التحول من نظام تأمين ادخاري إلى نظام تكافلي لتأمين التعطل عن العمل يعد توجها إيجابيا من حيث المبدأ ويتماشى مع المعايير الدولية، إلا أنه يتطلب إعادة النظر في آليات تمويل صندوق التعطل، إذ يتحمل العامل حالياً نسبة 1% من أجره مقابل 0.5% فقط من صاحب العمل، وهو تفاوت غير عادل في ظل التحول إلى نظام تكافلي لا يتيح للعامل استرداد مساهماته كمدخرات عند انتهاء الخدمة، كما أن التخفيض المقترح لقيمة راتب التعطل بنسبة 5% شهريا ليصل بعد الشهر الثالث من التعطل إلى حوالي 40% من آخر أجر، هو أمر غير مبرر ويجعل راتب التعطل ضئيلا ولا يفي بمتطلبات الحياة الكريمة خاصةً بالنسبة للعاملين ذوي الدخول المحدودة؛ وطالبت الورقة بأن لا يقل راتب التعطل في جميع الأحوال عن الحد الأدنى للأجور.
كما اعتبرت ورقة الموقف أن ترك تفاصيل شمول العمل المرن وأنماط العمل غير التقليدية لنظام الضمان الاجتماعي إلى أنظمة تصدرها السلطة التنفيذية دون تحديد معايير واضحة في نص القانون أمرا يخل بتحقيق الاستقرار القانوني والتشريعي، وأنه يتوجب أن يشتمل القانون نفسه على الخطوط العريضة التي ستلتزم بها هذه الأنظمة لضمان شمول كافة الفئات بشكل عادل ومستدام، وفيما يتعلق بالاشتراكات عن المرأة العاملة خلال إجازة الأمومة، ترى الورقة أن من الأنسب أن يتحمل صندوق تأمين الأمومة هذه الاشتراكات مباشرةً بدلا من صاحب العمل، لضمان عدم تأثيرها سلباً على فرص توظيف المرأة واستقرارها الوظيفي.
واختتمت الورقة بدعوة مجلس النواب عند مناقشة هذه التشريعات تحت القبة إلى تبني توصيات لجنة العمل النيابية بخصوص قانون العمل، وضمان إجراء حوار اجتماعي شامل وشفاف يستند إلى أسس موضوعية، وكذلك دعوة لجنة العمل النيابية أن تأخذ بعين الاعتبار في مناقشتها للتعديلات المقترحة على قانون الضمان الاجتماعي تبني مبادئ الحماية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية ومراعاة ما تم الإشارة إليه في الورقة بشأنها، وأن يؤخذ بعين الاعتبار أن عملية تطوير تشريعات العمل والضمان الاجتماعي يجب أن تكون عملية شاملة تستند إلى دراسة معمقة وحوار متكامل يشارك فيه جميع أصحاب المصلحة لضمان استقرار العلاقات العمالية وتحقيق تنمية مستدامة تخدم مصالح الجميع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الضمان الاجتماعی قانون العمل
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يشكك في مدفوعات الضمان الاجتماعي: فساد مالي أم حملة سياسية؟
أثار الملياردير إيلون ماسك موجة من الجدل بعد انتقاده لنظام الضمان الاجتماعي في الولايات المتحدة، مشككًا في دقة المدفوعات التي تقدمها إدارة الضمان (SSA).
ويأتي ذلك في إطار تحقيق يجريه فريق عمل الإنفاق الحكومي الذي يشرف عليه ماسك، وذلك بعد تعيينه من قبل الرئيس دونالد ترامب لرئاسة إدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، وهي هيئة غير رسمية تهدف إلى تبسيط العمليات الحكومية وخفض الإنفاق.
ماسك يكشف أرقامًا مثيرة للجدلنشر ماسك على منصة "إكس" جدولا، قال إنه يستند إلى قاعدة بيانات إدارة الضمان الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الأرقام الواردة تكشف عن وجود 46 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عامًا، وهي الفئة العمرية التي تصبح مؤهلة لاستحقاقات التقاعد.
لكن الأرقام شملت أيضًا أكثر من عشرة ملايين شخص مسجلين على أنهم تجاوزوا سن المئة، بل وأدرجت شخصًا واحدًا على الأقل في فئة عمرية تتراوح بين 360 و369 عامًا.
وعلق ماسك بسخرية قائلاً: "ربما يكون فيلم Twilight حقيقيًا، وهناك الكثير من مصاصي الدماء على قوائم الضمان الاجتماعي!"
تلك الأرقام، وفقًا لماسك، تفوق بكثير عدد المستفيدين الفعليين من مدفوعات الضمان الاجتماعي، والذي بلغ 73 مليون شخص حتى كانون الثاني/يناير الماضي، كما أنها أعلى من إجمالي عدد سكان الولايات المتحدة وفقًا لآخر تعداد سكاني في عام 2020، والذي بلغ حوالي 341 مليون نسمة.
انتقادات متزايدة ومطالبات بالإصلاحليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها ماسك انتقادات إلى إدارة الضمان الاجتماعي، التي تعد واحدة من أكبر بنود الإنفاق في الميزانية الأمريكية. ففي حديثه من البيت الأبيض الأسبوع الماضي، إلى جانب الرئيس ترامب، شدد ماسك على ضرورة إعادة النظر في الإنفاق الحكومي.
وقال ماسك: "إذا تم إنفاق المال بطريقة غير حكيمة أو بإهدار أموال دافعي الضرائب، فهذا أمر غير مقبول. يجب أن تُنفق أموال الضرائب بحكمة على الأمور التي تهم الناس. هذا ليس تطرفًا، بل مجرد منطق سليم".
وأضاف ساخرًا: "هناك أشياء غريبة، مثل وجود أشخاص مسجلين في الضمان الاجتماعي بعمر 150 عامًا! هل تعرفون شخصًا بهذا العمر؟ لا أحد يعرف! هؤلاء يجب أن يكونوا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية".
والانتقادات التي وجهها ماسك للنظام لم تتوقف عند هذا الحد، ففي 11 شباط/فبراير، كتب عبر منصة "إكس": "أنا متأكد بنسبة 100% أن حجم الاحتيال في استحقاقات الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية وغيرها، يفوق جميع عمليات الاحتيال الخاصة التي سمعت بها طوال حياتي، وبفارق كبير!".
ردود أفعال متباينةأثارت تصريحات ماسك ردود أفعال متباينة بين الخبراء والسياسيين، إذ يرى البعض أن تعليقاته تهدف إلى التلاعب بالرأي العام لتحقيق أهداف سياسية، بينما يؤيد آخرون ضرورة مراجعة نظام الاستحقاقات الاجتماعية.
بوب ويستبروكس، المفتش العام السابق للحكومة الفيدرالية خلال إدارتي أوباما وترامب الأولى، علّق قائلاً لشبكة CNBC: "الهدر أمر نسبي، وهذه قضية سياسية بامتياز. نحن نخلط بين الهدر والاحتيال بطريقة غير مسؤولة، وهذا يؤثر على استمرارية المؤسسات ويؤدي إلى فقدان الناس لوظائفهم".
أما ماكس ريتشتمان، الرئيس التنفيذي للجنة الوطنية للحفاظ على الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، فقد حذر من التدخل السياسي في نظام الاستحقاقات، قائلاً لمجلة نيوزويك: "المستفيدون من الضمان الاجتماعي وعائلاتهم لديهم كل الأسباب للقلق من محاولة إيلون ماسك الاستحواذ على نظام المدفوعات الفيدرالية التابع لوزارة الخزانة. لا يمكن للمسنين أو للأشخاص ذوي الإعاقة أن يثقوا في ترامب وماسك لحماية استحقاقاتهم الفيدرالية أو بياناتهم الشخصية".
Relatedماسك وتحية النازية: إشارة تغني عن عبارة قد تدفع للتخلي عن منصات التواصل الاجتماعي؟قاضٍ فدرالي يحظر وصول إدارة إيلون ماسك إلى بيانات حساسة في وزارة الخزانة الأمريكيةمن مستر بيست إلى إيلون ماسك.. من هو المرشح لشراء تيك توك؟وأضاف: "نأمل أن توقف المحاكم هذه المحاولة لاستخدام نظام الدفع الحكومي لأغراض سياسية بحتة".
مستقبل غامض للإصلاحاتلا يزال من غير الواضح كيف يخطط ماسك وفريقه للتعامل مع ما يعتبره إنفاقًا غير ضروري داخل إدارة الضمان الاجتماعي، إلا أن المؤشرات تشير إلى إمكانية اتخاذ تدابير تقشفية، لا سيما مع تلقي العديد من الوكالات الحكومية أوامر بتقليص حجم القوى العاملة لديها في الأيام الأخيرة.
ويبقى السؤال: هل يمثل تدخل ماسك خطوة ضرورية لإصلاح نظام يعاني من الفساد، أم أنه محاولة لإعادة هيكلة برامج الرعاية الاجتماعية لأغراض سياسية؟ في ظل انقسام الرأي العام، من المؤكد أن هذه القضية ستبقى محط أنظار الأمريكيين خلال الأشهر المقبلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة: خطاب الكراهية على "إكس" ارتفع بنسبة 50% بعد استحواذ ماسك على المنصة إيلون ماسك: الذكاء الاصطناعي سيقهر الذكاء البشري بعد تسريح أكثر من 1000 موظف فدرالي: غضب واحتجاجات قانونية ضد خطة ترامب لتقليص الحكومة دونالد ترامبالولايات المتحدة الأمريكيةالضمان الاجتماعيإصلاحاتإيلون ماسكسياسة